تاريخ شبه الجزيرة العربية

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2021-01-18
تاريخ شبه الجزيرة العربية

شبه الجزيرة العربية كما تعرف بـاسم جزيرة العرب والجزيرة العربية هي منطقة جغرافية تقع في جنوب غرب قارة آسيا عند تلاقي آسيا مع أفريقيا ، حدودها البحرية هي البحر الأحمر وخليج العقبة من الجنوب الغربي ، ومن الجنوب الشرقي بحر العرب ومن الشمال الغربي خليج عمان والخليج العربي ، وسياسياً تضم الجزيرة العربية عدة دول هي دول شبه الجزيرة العربية وهي عُمان والبحرين والكويت وقطر والسعودية واليمن والإمارات العربية المتحدة والبحرين وهي جزيرة صغيرة داخل الخليج العربي إلى الشرق من شبه الجزيرة .

مساحة شبه الجزيرة العربية

تقدر مساحة شبه الجزيرة بنحو 3,004,000 كيلومتر مريع أي 1,160,000 ميل مربع ، أما عنا لعوامل المؤثرة في مناخ شبه الجزيرة العربية أغلبها صحراء قاحلة غير مستغلة يسقط المطر في مناطق منها بينما قد ترتفع درجة الحرارة فيها لتصل إلى 54 درجة مئوية في بعض الاحيان ، وتعتبر المنطقة مهمة اقتصادياً لوفرة آبار النفط فيها .

لمحة تاريخية عن شبه الجزيرة العربية

عن النظر إلى خريطة شبه الجزيرة العربية نجد أنها تقع شبه الجزيرة العربية في جنوب غرب قارة آسيا ، عند تلاقي قارة آسيا مع قارة أفريقيا بدءاً من شبه جزيرة سيناء وخليج العقبة وعلى طول امتداد البحر الأحمر الذي يشكل حدودها المائية من الشمال الغربي وحتى تلاقيه مع بحر العرب من الجنوب في مضيق باب المندب الاستراتيجي ، ومن الجنوب الشرقي يحيطها خليج عمان والخليج العربي .تمتد حدودها في الشمال الغربي متلاشية في بلاد الرافدين والأراضي المتاخمة للساحل الشرقي للبحر المتوسط ، متوسطة بلاد الشرق الأدنى القديم ، وازدهرت الكثير من حضارات شبه الجزيرة العربية في جنوب الجزيرة قبل ظهور الإسلام ، وكانت متجذرة بالزراعة المميزة في المنطقة كالمر وبهارات المناطق الاستوائية ،  فنشأت طرق تجارة كطريق البخور وطريق اللبان جعلت جنوب الجزيرة مزدهراً اقتصادياً ، ونشأت مملكة سبأ وهي واحدة من ممالك جنوب شبه الجزيره العربيه قبل الاسلام ، والتي ظهرت بوضوح في القرن العاشر والتاسع قبل الميلاد ، و ارتبط اسمها باليمن بشكل وثيق وعُرفت ببناء السدود ، أشهرها سد مأرب كما أنها أسست مستعمرات في شمال الجزيرة ، وتأثرت منطقة اليمن بما يحدث في إفريقيا ، فوجدت إمبراطوريات أثيوبيا والحبشة منطقة اليمن ممراً تجارياً مهماً ، فسعت للتحكم به .تعتبر تضاريس شبه الجزيرة العربية من أهم ما يميز الجزيرة العربية ، وفي جبال عسير على خط التجارة نحو الشمال تطورت العطور بمزج ما تجلبه بلدان المتوسط والبهارات المستقدمة من الجنوب ، وفي البحرين وشرق الجزيرة العربية قامت حضارة دلمون قبل خمسة آلاف سنة من آثارها مقبرة من أضخم المقابر في العالم وفي وسط الجزيرة قامت ممالك قوية أيضاً ، فقامت مملكة كندة والتي تقع في نجد جنوب مدينة الرياض حالياً سنة 547 قبل الميلاد ، حيث أقاموا أول مملكة لهم في قرية الفاو وظلت دولتهم حتى القرن السابع الميلادي .بوصول المسيحية إلى أثيوبيا ، كان هناك عدد من الحروب الدينية في اليمن ، ولكن وبعد ظهور الإسلام بفترة قصيرة أضحى الإسلام الدين السائد وانتقل مركز الثقل من اليمن نحو مكة والمدينة ، وبعدها انتقل إلى مراكز الإمبراطوريات الإسلامية خارج الجزيرة في العراق والشام ، ومع امتداد تلك الإمبراطوريات وانفتاح القوقاز وتركيا على شمال إفريقيا وحتى اسبانيا اضمحلت أهمية جنوب الجزيرة ، ولم تستفد مكة والمدينة كثيراً من ازدهار الإسلام .

النفط في شبه الجزيرة العربية

أصبح للمنطقة أهمية شديدة من جديد مع اكتشاف النفط في الجزيرة ، فمع بدايات القرن العشرين والحرب العالمية الأولى ، بدأ أيضا إنشاء الدول وتقسيم المنطقة ولعب النفط دوراً محورياً في التطورات الاقتصادية والسياسية في المنطقة ، وخلال عقود قليلة كثف النفط قوة دول الجزيرة باستثناء اليمن ، وبدأت بقية البلدان تزدهر اقتصادياً بحسب كمية النفط في أراضيها .تضم شبه الجزيرة من الناحية السياسية حالياً عدة دول هي المملكة العربية السعودية أكبر دولة في الجزيرة العربية مساحة ومن بعدها اليمن وعمان والأردن والإمارات والكويت وقطر والبحرين .

ظهور الإسلام في شبة الجزيرة العربية

بعد أن ظلت شبه الجزيرة العربية فترة من الاضطرابات وعدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي وبادت كثير من القبائل العربية أو وقعت في الأسر أو اضطرت إلى هجر مواطنها الأصلية ، جاء العصر الذهبي للحضارة العربية مع ظهور الإسلام ، حيث ظهر النبي محمد رسول الإسلام في شبه الجزيرة العربية ، لينتشر الإسلام فيها واستمرت الدعوة إلى أن وصلت خارجها شرقًا وغربًا ، والذي ميّز الحضارة الإسلامية أنها لم تقم على التمييز العنصري لفئة أو جماعة معينة ، الأمر الذي هيأ بيئة مناسبة لتنوع الإبداع لدى مختلف الشعوب الإسلامية .اتخذت الدولة الإسلامية الأولى من المدينة المنورة عاصمة لها وتوسعت حدودها في عهد النبي محمد وفي عهد خلفائه الراشدين لتشمل كافة أنحاء شبه الجزيرة العربية ثم اتجهت إلى خارجها ، ولكن شبه الجزيرة لم تخلوا من أحداث مثيرة وخاصة تلك التي حصلت بعد وفاة النبي محمد ، أبرزها حروب الردة التي وقعت في عهد أبو بكر الصديق والتي عمل فيها على القضاء على المرتدين عن الإسلام .

الخلافة والسلالات الحاكمة

انتقل مركز الخلافة بعد عهد الخلفاء الراشدين إلى دمشق خلال فترة حكم الدولة الأموية ، وكانت شبه الجزيرة في تلك الفترة تابعة للدولة الأموية التي اعتمدت على دعم القبائل العربية وعملوا على ترسيخ مبادئ الإسلام في البلاد التي فتحوها وازدهرت العلوم في العصر الأموي ، وجاء من بعدها الدولة العباسية والتي انتقل فيها مركز الخلافة من دمشق إلى بغداد ليعزز من مكانة الخليج العربي كطريق بحري للتجارة مع الصين وبلدان أفريقيا الشرقية ، وذلك على حساب طريق التجارة عبر البحر الأحمر ولكن سيطرة الدولة العباسية لم تستمر على شبه الجزيرة العربية بشكل كامل سوى مائة عام ، وقد شجع الخلفاء العباسيون الأوائل الحج إلى مكة من خلال تحسينهم لطرق المواصلات وتأمين السلامة .

تفكك السيطرة على الجزيرة العربية

بالرغم من أهميتها الروحية ، إلا أن شبه الجزيرة العربية أصبحت منطقة على هامش الإمبراطوريات الإسلامية جغرافياً وسياسياً ، حيث كانت معظم عواصم الإمبراطوريات الإسلامية والخلافة في مدن بعيدة مثل دمشق وبغداد والقاهرة .فمع تفكك الخلافة العباسية وعجزها عن السيطرة على أرجاء الدولة ، شهدت الأوضاع في شبه الجزيرة العربية تدهورًا واضطرابًا فسيطر الفاطميون على الحجاز دون بقية الجزيرة ، وعندما أنهى صلاح الدين الأيوبي الدولة الفاطمية في مصر ، استطاع أن يفرض سيطرته على غرب الجزيرة مسيطراً على كامل الحجاز وحتى اليمن في أقصى الجنوب ، ثم امتد سلطان المماليك على الحجاز من عام 650 هـ حتى عام 923 هـ ، حيث تسلم العثمانيون الخلافة بعد ذلك ، وقد أحكم العثمانيون سيطرتهم على المدن المقدسة التي كانت تحت الحماية المباشرة خلافًا لما كانت عليه مناطق البادية والمناطق البعيدة حيث أنها لم تكن تحت سيطرتهم بالكامل ، إضافة إلى ذلك فإن البرتغاليين كانوا يهاجمون حدود شبه الجزيرة وخصوصاً من ناحية الخليج العربي ، في الوقت الذي كانت فيه الدولة العثمانية تحارب الجبهة الأوروبية ضد النمسا وروسيا والجبهة الشرقية ضد الأسرة الصفوية في فارس . حينها كان الضعف قد دبَّ في الدولة العثمانية ، فأخذ الولاة يتمردون على سلطتها ويميلون عنها ويطلبون الاستقلال .