يعتبر الاستغفار هو من أعظم الطاعات والعبادات التي تعرب عن حب الشخص لربه سبحانه وتعالى، فمن خلال الذكر بأجمل الكلمات من الأذكار والتسابيح، التي تحمل العديد من فوائد الاستغفار والتي هي غذاء للروح، وشفاء من الأمراض سواء العضوية أو النفسية، فهي نوع من أنواع الراحة للقلوب، وقرة للعيون، فالاستغفار ليس له وقت أو صيغة معينة أو مكان بل هي يتم في أي وقت وأي زمان، حيث يعتبر للاستغفار مجموعة كبيرة من عجائب الاستغفار.
معنى كلمة التسبيح
يعتبر لفظ سبح في المعاجم اللغة العربي والذي يأتي بمعنى قدس ونزه ومجد، وذلك من خلال عدم وجود أي نقص وعيب، فكلمة التسبيح ” سبحان الله ” تعتبر من أعظم أنواع التسبيح والاستغفار والتي تتضمن اعتراف الشخص بالتوحيد، والتي هي ركن هام من أركان الإسلام الأساسية هو الإيمان والاعتراف بوجود الله عز وجل، حيث تعتبر أيضا تنزيهه عن وجود العيب أو النقص أو الظنون.
حيث جاءت آيات الله سبحانه وتعالي لتؤكد على هذا المعني ومنها، قال تعالى : ( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ) المؤمنون/91( وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ . سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ) الصافات/158-159( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) الحشر/23.ومنه أيضا ما رواه الإمام أحمد في “المسند” (5/384) عن حذيفة رضي الله عنه – في وصف قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل – قال : ( وَإِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَنْزِيهٌ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ سَبَّحَ ) صححه الألباني في صحيح الجامع (4782) ومحققو المسند .[1]
أحوال التسبيح وذكر الله سبحانه
فقد قال الله تعالى: وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ [العنكبوت:45]، وأيضا قال جل وعلا: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ [البقرة:152]، حيث أكد الله عز وجل والأحاديث النبوية أن للذكر ثلاث حالات وهم :
ذكر يكون بالقلب واللسان، وذلك أفضل حالات الذكر.وذكر يكون القلب وحده، وهي الدرجة الثانية من الاستغفار.وذكر يكون اللسان وحده، وهي الدرجة الثالثة من الاستغفار.وهذا ما أكد عليه الحافظ في كتابة الفتح حينما قال : ”
ولا يشترط استحضاره لمعناه ولكن يشترط ألا يقصد به غير معناه، وإن انضاف للنطق الذكر بالقلب فهو أكمل”،فأفضل طريقة للبدء بالذكر ونيل عجائب الاستغفار هو أن يقوم الشخص بالتواطؤ سواء من قبل القلب أو اللسان، حيث أكد الإمام ابن القيم رحمه الله : ”
وإنما كان ذكر القلب وحده أفضل من ذكر اللسان وحده لأن ذكر القلب يثمر المعرفة ويهيج المحبة ويثير الحياء ويبعث على المخافة ويدعو إلى المراقبة ويزع عن التقصير في الطاعات والتهاون في المعاصي والسيئات، وذكر اللسان وحده لا يوجب شيئاً منها فثمرته ضعيفة “.[4]