لوحة الموناليزا
تُعدّ لَوحة الموناليزا من أشهر اللوحات العالميّة، وهي لوحة رسمها الفنّان الإيطاليّ الشّهير ليوناردو دا فنشي، وهو أحد أشْهر الرسّامين على مرّ العصور،
مكان وجود لوحة الموناليزا
تقول بعض الاعتقادات السّائِدة: إنّ لوحة الموناليزا ليست كاملةً؛ إذ يُعتقَد أنّ العديد من تفاصيلها اختفت أو أُتلِفت بفعل نقلِها من إطارٍ إلى آخر؛ فقد بقيت اللوحة مع دا فنشي يتنقل فيها من بلد إلى آخر لِيَستعرِض مهاراته وابتكارَه في الرّسم،
حقيقة الموناليزا
بدأ ليوناردو دا فنشي برسم لوحة الموناليزا عام 1503م، وانتهى منها عام 1510م،
قيل: إنّ فرانسيسكو ديل جيوكوندو لم يستلم اللوحة؛ لأنّ دا فنشي استغرق وقتاً طويلاً في رسمها، وعلى الرّغم من وجود دلائل على وجود الموناليزا قديماً، ومعرفتها بِدا فنشي شخصياً، إلا أنّ تلك الدّلائل لا تُثبِت أنّها المرأة نفسها الموجدوة في اللوحة،
توجد روايات كثيرة حَول شخصيّة الموناليزا وسرّ ابتسامتها الحزينة؛ فهناك رواية تقول: إنّها كانت تُدعى مادونا ليزا دي انتينو، وهي الزّوجة الثّالثة لتاجر الحرير الإيطاليّ صديق دا فنشي، أمّا ابتسامتها الحزينة فقد حلّل دا فنشي الأمر بخبرته الفنيّة، واكتشف أنّها كانت تُحبّ شخصاً آخر، وقد تُوفّي بسبب مرض عُضالٍ مُزمِن، ومنذ ذلك الحين لم تضحك، واكتشف أيضاً أنّها تزوّجت تاجر الحرير رغماً عنها، وهناك مصادر أخرى تقول: إنّها كانت حاملاً، وهي حزينة بسبب الألم الذي كانت تشعُر به.
وقال كاتب ومؤرّخ صينيّ يُدعى أنجيلو باراتيكو: إنّ الموناليزا هي لوحة رسمها دا فنشي لِوالدته، وهي خادمة صينيّة تُدعى كاترينا، وقال: إنّ العلاقة بين والده الذي يُعتقَد أنّه كان كاتباً حكوميّاً ووالدته كانت مُستهجَنةً من قِبَل المُقرَّبين منه؛ لأنّها خادمة، وقد بحث باراتيكو في هذا الموضوع أعواماً لِيُثبِت ذلك، وتوصّل أيضاً إلى أنّها انتقلت إلى مدينة فينشي؛ لأنّ العلاقة مع الخدم كانت غير لائقة في ذلك الوقت، وقال باراتيكو: (خلال عصر النهضة، كانت دول مثل إيطاليا وإسبانيا مليئةً بالعبيد الشرقيّين، وكما قال سيغموند فرويد في عام 1910، فلوحة الموناليزا هي ربّما كانت صورةً لأمّه، في خلفيّة الصّورة هناك مناظر طبيعيّة صينيّة، وحتى وجهها يبدو صينيّاً)، وقد دحض هذه النّظرية المؤرّخ الفنّي فيتور تيكسيرا، مُشيراً إلى أنّ ملامح دا فنشي لا تُشير إلى أنّه من أصل صينيّ، وبذلك فإنّ فكرة أنْ تكون والدته صينيّةً بعيدة عن الواقع.
التّقنيات المُستخدَمة في رسم لوحة الموناليزا
على الصّعيد الفنيّ اشتُهِرت الموناليزا؛ بسبب استخدام تقنية إبداعيّة في رسمها، فقد استخدم دا فنشي تقنيةً مُبتكَرةً تَجْمع بين المقطَعين الجانبيّ والأماميّ في لوحات الأشخاص؛ بحيث تُعطي مَظهر التّجسيم للشّخص المَرسوم، وتُسمّى هذه التقنية بِالإسقاط المُتوسّط، فقبل أنْ يبتكر دا فنشي هذه الطريقة في التّجسيم كانت الأجسام تُرسَم بشكل كامل إمّا بإسقاط جانبيّ أو إسقاط أماميّ، وكلاهما لا يعطيان عُمقاً للصّورة. ومن ينظُر إلى الموناليزا بتمعُّن وبعين فنيّة فسوف يُلاحظ أنّها تأخذ شكلاً هرميّاً؛ إذ تقع اليدان على قاعدتَي الهرم المُتجاورتَين، أمّا الأكتاف والرّأس فيُشكّلان جانبَي الهرم المُتقابِلَين، وقد قلّد الكثير من الرسّامين العُظَماء المُعاصرين ومنهم رافئيل أسلوب ليوناردو دا فنشي.
التّقنية الأخرى التي قدّمها دا فنشي والتي لم تكن معروفةً قبل الموناليزا هي الرّسم المُموّه، سواءً للملامح أو الخلفيّة، وهي طريقة لا تظهر فيها خطوط واضحة للملامح، إذ تتداخل الألوان فيما بينها بصورة ضبابيّة ليظهر أخيراً الشّكل الذي أراد أن يُجسّمه الفنّان، ومكّنت هذه التّقنية دا فنشي من دمج خلفيّتَين مُختلفتَين عن بعضهما البعض؛ فالخلفيّة التي على يمين السيّدة المرسومة تختلف عن الخلفيّة على يسارها، وكأنّ دا فنشي رسم كلّ واحدةٍ منهما من ارتفاعات مختلفة، ويظهر الاختلاف في المَيل، وخطّ الأُفق، وعُمق الصّورة.
سرقة اللّوحة وإعادتها
في عام 1911م سرق شابّ فرنسيّ يُدعى بيروجي لوحة الموناليزا من المتحف،
باعَ فينتشنزو بيروجي اللوحة451230 لفنّان من أصل إيطاليّ يُدعى ألفريدو جيري، وعندما تأكّد ألفريدو أنّها موناليزا دا فنشي الأصليّة، أبلغَ السُّلطات الإيطاليّة التي ألقت القبض على اللصّ، ووضعت الموناليزا في متحف بوفير جاليري. علِمت الحكومة الفرنسيّة بالأمر، فقامت بمفاوضاتٍ عدّة بهدف إعادة اللوحة، وكادَت هذه المفاوضات أن تنتهي بانقطاع العلاقة بين البلدَين، إلّا أنّها انتهت باستعادة اللوحة، ومعها السّارق لِمُحاكمته على فعلَته،
الموناليزا على مرّ العُصور
تعرّضت الموناليزا عل مرّ العصور إلى لتّخريب من قِبَل العديد من الأشخاص؛ ففي عام 1956م ألقى رَجُل عليها حمض الأسيد، وفي العام نفسه ألقت امرأة صخرةً عليها، وفي عام 1974م عندما كانت اللوحة معروضةً في طوكيو رشّت امرأة طلاءً أحمرَ عليها، وفي عام 2009 رمت امراة مُستاءة من حرمانها من الجنسيّة الفرنسيّة فُنجاناً على اللوحة كانت قد ابتاعته من سوق المتحف نفسه، أمّا عن دور الطّبيعة في إتلاف اللوحة فقد تمثّل ذلك في تأثير الرّطوبة عليها، إذ أدّت إلى حُدوث اعوِجاج في الإطار الخشبيّ، وحدوث شِقّ بدأ من أعلى اللوحة ووصَل إلى شَعْر الموناليزا، كلّ تلك الأمور التي حدثت، دَفَعت إلى إحاطة اللوحة بِزُجاج مُضادّ للرّصاص لِلحِفاظ عليها.
المراجع
- 1 - أفضل لوحات ليوناردو دافينشي , المرسال , 2014-11-4، 2017-5-24. بتصرّف. .
- 2 - أحمد نبيل خضر (2015-8-11)، " كيف رسم ليوناردو دا فنشي الموناليزا؟ " , البديل , أحمد نبيل خضر (2015-8-11)، .
- 3 - إيمان عماد (2015-4-2)، " لماذا اشتهرت لوحة الموناليزا وما سر غموضها ؟ " , لماذا؟ , إيمان عماد (2015-4-2)، .
- 4 - ALAN RIDING (2005-4-6), " In Louvre, New Room With View of 'Mona Lisa' " , The New York Times , 2017-5-24. Edited. .
- 5 - ما هي قصة لوحة الموناليزا؟! , شاشة نيوز , 2016-1-27، 2017-5-24. بتصرّف. .
- 6 - Cheryl Trowbridge (2015-2-4), " Mona Lisa – Fact or Fiction? 50 Fantastic Things to Know! " , teach kids ART , 2017-5-24. Edited. .