الشّعر
الشّعر هو أحد أشكال الفن الأدبي التي تعتمد على الصّفات الجمالية بدلاً من الوضوح، وقد تكون كتابة الشّعر مستقلة بقصائد أو مجتمعةً مع الفنون الأخرى، مثل النّصوص الشّعرية أو الدّراما الشّعرية، أو شعر النّثر.
أتتك القوافي ما لها عنك مذهب
- مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي العمري (1298هـ-1356هـ الموافق 1 يناير 1880م - 10 مايو 1937م)، ولد في بيت جده لأمه في قرية بهتيم بمحافظة القليوبية وعاش حياته في طنطا، ينتمي إلى مدرسة المحافظين وهي مدرسة شعرية تابعة للشعر الكلاسيكي لقب بمعجزة الأدب العربي، ومن أجمل قصائده:
[1]
- فأنت بها برٌ وأنت لها أب
- أياديكَ تمليها عليَّ فأكتب
- وهل كبياني ساحراً حين أنسبُ
- إليك ويلقيه من البر سبسب
- حجيجاً فهذي كعبة الشعرِ يثربُ
- تجللها من ظلمةِ الظلمِ غيهَبُ
- إليه لكانت ضحوة الصبح تغرب
- أسارير كانتْ قبلَ ذلكَ تقطبُ
- عليها كما انهلَّ الغمام وأعذبُ
- وصن لبنيهِ ما يد الدهرِ تنهبُ
- وسارت به الأمثال في الأرضِ تضرب
- تغيبَ منهم كوكبٌ لاح كوكبُ
- نماه إلى ليث العرينة أغلب
- وأبقيت فخراً كان لولاك يذهب
- أرى كل ملكٍ دونهُ يتهيبُ
- وإن لقبوهُ أكبرَ الشرقِ مغربُ
- إلى كل قلبٍ في الورى لمحببُ
- وما زالَ في الحالين يرجى ويُرهبُ
- وكنتَ لها بعلاً وغيركَ يخطب
- وبنتُ العلا إلى عن الكفءِ تحجبُ
- ذوائبَ قومٍ دونها تتذبذبُ
- وفضلُ أمير المؤمنينَ مقربُ
- وصدِّيقهُ يزهى وجدكَ يعجبُ
- بمقدمك الميمون باتت ترحب
حنين دائم وزفير
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي أبو الطيب الكندي الكوفي المولد، نسب إلى قبيلة كندة نتيجة لولادته بحي تلك القبيلة في الكوفة لا لأنّه منهم، ولد وتوفي عام (303هـ - 354هـ) (915م - 965م)، وكان المتنبي صاحب كبرياء وشجاعة وطموح ومحب للمغامرات، وكان في شعره يعتز بعروبته، ويفتخر بنفسه، وأفضل شعره في الحكمة وفلسفة الحياة ووصف المعارك، ومن أجمل قصائده:
- إلا حنين دائم وزفير
- أن العزاء عليهم محظور
- ساعات ليلهم وهن دهور
- إلا السعاية بينهم مغفور
- وكذا الذباب على الطعام يطير
- جودي بها لعدوه تبذير
- يجري بفصل قضائه المقدور
دع الأيام تفعل ما تشاء
أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعيّ المطَّلِبيّ القرشيّ، ولد وتوفي في عام (150-204هـ / 767-820م)، وهو ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلامي، ومؤسس علم أصول الفقه، وهو أيضاً إمام في علم التفسير وعلم الحديث، وقد عمل قاضياً فعُرف بالعدل والذكاء، وإضافةً إلى العلوم الدينية، كان الشافعي فصيحاً شاعراً، ورامياً ماهراً، ورحّالاً مسافراً، أكثرَ العلماءُ من الثناء عليه، حتى قال فيه الإمام أحمد: «كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس»، ومن أجمل قصائده:
- وطب نفساً إذا حكم القضـاء
- فما لحوادث الدنيا بقـاء
- وشيمتك السماحـة والوفـاء
- وسرك أن يكـون لهـا غطـاء
- يغطيه كمـا قيـل السخـاء
- فإن شماتـة الأعـداء بـلاء
- فما في النار للظمـآن مـاء
- وليس يزيد في الرزق العناء
- ولا بؤس عليـك ولا رخـاء
- فأنت ومالـك الدنيـا سـواء
- فلا أرض تقيـه ولا سمـاء
- إذا نزل القضاء ضاق الفضاء
- فما يغني عن الموت الـدواء
يا راعي الود الذي أفعاله
أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري، شاعر وفيلسوف ولغوي وأديب عربي من عصر الدولة العباسية، ولد وتوفي عام (363هـ - 449هـ) (973 -1057م)، في معرة النعمان في الشمال السوري وإليها يُنسب، لُقّب بـرهين المحبسين أي محبس العمى ومحبس البيت وذلك لأنه قد اعتزل الناس بعد عودته من بغداد حتى وفاته، ومن قصائده:
- تُغني بظاهرِ أمرِها عن نَعتِها
- عني إليكَ لخُلّةٍ بأمتّها
- من فوْقِها وكأنّني من تَحتِها
- صاحبتُهُ غَدْرَ الشّمالِ بأُختِها
- مَقتي لِما أظهَرْتُهُ من مَقتِها
- ذامٌ لنَفسِي غَيرَ سَيّئِ بَخْتِها
- وحَللتُ في وادي الهمومِ وخَبتِها
- طُرُقَ العزاءِ على تغيّرِ سَمتِها
- فاتَتْ إذا لم آتِها في وَقْتِها
- عَنّا وكل عبارَةٍ في صَمتِها
- نَفسُ امرئ عن جُرمه لا يُفْتِها
- ومُصابُهُ ريح تهُبّ لِحَتّها
- دارٌوإن حَسُنَت تغرّ بسُحتِها
- بالطّبعِ كانتْ والأنام كنَبتِها
- من بَعدِ إبلاءِ العِظامِ ورَفْتِها
- قَوِيَتْ حبالُ أُخوّةٍ من بتّها
- ويقيك من جَزل الخطوب وشَختِها
- سبَبٌ إلى غَيظِ العُداةِ وكَبتِها
رزق الله أهل باريس خيرا
أحمد شوقي علي أحمد شوقي بك ولد وتوفي عام (16 أكتوبر 1868 - 14 أكتوبر 1932)، كاتب وشاعر مصري يُعدّ من أعظم شعراء العربية في العصور الحديثة، يلقب بـ "أمير الشعراء"، ولد أحمد شوقي بحي الحنفي بالقاهرة، لأب شركسي وأم يونانية تركية، وقام الشاعر بالكتابة قصيدة عن باريس أثناء زيارته لها:
- وأرى العقل خير ما رُزِقوه
- تنجِب الأَرض معرض نسقوه
- تجمع العين منه ما فرقوه
- دوس لكن بسحرهم سرقوه
- لو رآه السُّقاة ما حقَّوه
- تَعتصره يد ولا عتَّقوه
- عَجبَ الناسُ كيفَ لم يُنطِقُوه؟
- ويقول الجحودُ قد خَلَقوه
أأجمع صحبتي
عمرو بن كلثوم التغلبي، أبو الأسود (توفي 39 ق.هـ/584م)، وهو شاعر جاهلي مجيد من أصحاب المعلقات، ومن الطبقة الأولى، ولد في شمال الجزيرة العربية في بلاد ربيعة وتجوّل فيها وفي الشام والعراق، ومن قصائد عمرو بن كلثوم:
- ولم أشعر ببين منك هالا
- تشبه حسنها ألاّ الهلالا
- وتغلب كلها نبأ جلالا
- غداة نطاع قد صدق القتالا
- إذا يرمونها تنبي النبالا
- ولقاه الـمسرة والجمالا
- يزيد الخير نازله نزالا
- يجيلون الطعان إذا أجالا
- يروي صدرها الأسل النهالا
في القدس
محمود درويش شاعر المقاومة الفلسطينية، وأحد أهم الشعراء الفلسطينين المعاصرين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن المسلوب، محمود درويش الابن الثاني لعائلة تتكون من خمسة أبناء وثلاث بنات، ولد عام 1942م في قرية البروة، ويعتبر درويش أحد أبرز من ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية فيه، في شعر درويش يمتزج الحب بالوطن بالحبيبة الأنثى، وقال محمود درويش في فلسطين هذه القصيدة التي قام بتصنيفها على أنّها قصيدة عامة ونوعها التفعيلة:
أَسيرُ من زَمَنٍ إلى زَمَنٍ بلا ذكرى
تُصوِّبُني. فإن الأنبياءَ هناك يقتسمون
تاريخَ المقدَّس .. يصعدون إلى السماء
ويرجعون أَقلَّ إحباطاً وحزناً، فالمحبَّةُ
والسلام مُقَدَّسَان وقادمان إلى المدينة.
كنت أَمشي فوق مُنْحَدَرٍ وأَهْجِسُ: كيف
يختلف الرُّواةُ على كلام الضوء في حَجَرٍ؟
أَمِنْ حَجَر ٍشحيحِ الضوء تندلعُ الحروبُ؟
أسير في نومي. أَحملق في منامي. لا
أرى أحداً ورائي. لا أرى أحداً أمامي.
كُلُّ هذا الضوءِ لي. أَمشي. أخفُّ. أطيرُ
ثم أَصير غيري في التَّجَلِّي. تنبُتُ
الكلماتُ كالأعشاب من فم أشعيا
النِّبَويِّ إنْ لم تُؤْمنوا لن تَأْمَنُوا
أَمشي كأنِّي واحدٌ غيْري. وجُرْحي وَرْدَةٌ
بيضاءُ إنجيليَّةٌ. ويدايَ مثل حمامتَيْنِ
على الصليب تُحلِّقان وتحملان الأرضَ.
لا أمشي، أَطيرُ، أَصيرُ غَيْري في
التجلِّي. لا مكانَ و لا زمان . فمن أَنا؟
أَنا لا أنا في حضرة المعراج. لكنِّي
أُفكِّرُ: وَحْدَهُ، كان النبيّ محمِّدٌ
يتكلِّمُ العربيَّةَ الفُصْحَى وماذا بعد
ماذا بعد؟ صاحت فجأة جنديّةٌ
هُوَ أَنتَ ثانيةً؟ أَلم أَقتلْكَ؟
قلت: قَتَلْتني ونسيتُ، مثلك، أن أَموت
ولد الهدى فالكائنات ضياء
- أحمد بن علي بن أحمد شوقي، أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثمّ ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي، وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاول قبله أفراد، فنبذهم وتفرد، وقد قام بمدح الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه القصيدة التي قام بتصنيفها على أنّها قصيدة مدح ونوعها عمودية من بحر الكامل:
[8]
- وفم الزمان تبسم وثناء
- للدين والدنيا به بشراء
- والمنتهى والسدرة العصماء
- واللوح والقلم البديع رواء
- من مرسلين إلى الهدى بك جاؤوا
- وتوضأت مسكاً بك الغبراء
- ومساؤه بمحمد وضاء
- جبريل رواح بها غداء
- منها وما يتعشق الكبراء
- يغرى بهن ويولع الكرماء
- وفعلت ما لا تفعل الأنواء
- لا يستهين بعفوك الجهلاء
- هذان في الدنيا هما الرحماء
- تعرو الندى وللقلوب بكاء
- فجميع عهدك ذمة ووفاء
المراجع
- 1 - مصطفى صادق الرافعي، " اتتك القوافي ما لها عنك مذهب " , www.adab.com , مصطفى صادق الرافعي، .
- 3 - الإمام الشافعي، " دع الأيام تفعل ما تشاء " , www.aldiwan.net , الإمام الشافعي، .
- 4 - أبو العلاء المعري (1957م)، <i> " سقط الزند " , ، بيروت: دار صادر، صفحة 29-30 , أبو العلاء المعري (1957م)، .
- 5 - أحمد شوقي، " رزق الله أهل باريس خيرا " , www.adab.com , أحمد شوقي، .
- 6 - عمرو بن كلثوم، " أأجمع صحبتي " , www.poetsgate.com , عمرو بن كلثوم، .
- 7 - محمود درويش، " في القدس " , www.aldiwan.net , محمود درويش، .
- 8 - أحمد شوقي، " ولد الهدى فالكائنات ضياء " , www.aldiwan.net , أحمد شوقي، .