مكانة صلاة الفجر في الإسلام
للصلاة في الإسلام منزلةٌ عظيمةٌ؛ فهي عمود الدين، والطريق المُوصل إلى الجنة، وأول عملٍ يُحاسَب عليه العبد يوم القيامة؛ فإن صَلُحت صلُح سائر عمله، وبالصّلاة يتميّز المُتّقون عن غيرهم، قال -تعالى-: (ۛهُدًى لِّلْمُتَّقِينَ*الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ)،
كيفيّة أداء صلاة الفجر
صفة فريضة الفجر
يُؤدّي المسلم صلاة الفجر في المسجد جماعةً، أو في البيت، ويجوز لمن يُؤدّيها في البيت أن يُؤدّيها بمُجرّد قول المُؤذّن: "الله أكبر"؛ فهي إعلامٌ بدخول الوقت، ولا يُشترط انتظار انتهاء المؤذّن، إلّا أنّ من السنّة أن يُردّد المسلم عقب المؤذّن، ويدعو بالدعاء المأثور: (اللَّهُمَّ رَبَّ هذِه الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، والصَّلاةِ القائِمَةِ، آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيلَةَ والفَضِيلَةَ، وابْعَثْهُ مَقامًا مَحْمُودًا الذي وعَدْتَهُ)،
وصلاة الفجر المفروضة ركعتان؛
للمزيد من التفاصيل عن كيفيّة أداء الصلوات بالتفصيل الاطّلاع على مقالة: ((تعليم الصلاة الصحيحة)).
صفة سنّة الفجر
سُنّة الفجر ركعتان يركعهما المسلم قبل الفريضة، وقد وردت عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- عدّة أحاديث ترغّب فيهما، منها قول رسول الله: (رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا)،
الجهر في صلاة الفجر
تُعَدّ صلاة الفجر من مواطن الجهر بالصلاة؛ فقد اتّفق الفقهاء على أنّه يُسَنّ الجهر بالقراءة في الفجر للإمام، أمّا المنفرد في صلاته فيُخيّر بين الجهر والإسرار في الصلاة الجهرّية، والجهر أفضل؛ سواءً كان يُصلّيها أداءً، أو قضاءً، في وقتها، أو في غيره،
- القول الأول: قال الحنفيّة بأنّ أقل الجهر إسماعُ المصلّي غيره ممّن ليسوا بقُربه، كإسماع الصفّ الأول، وأقلّ الإسرار إسماع النفس، أو ممّن بالقرب، كرجلٍ، أو رجلين.
- القول الثاني: قال المالكيّة بأنّ أقلّ الجهر بالنسبة للرجل إسماع مَن يليه، وأقلّ إسراره تحريك لسانه، أمّا المرأة فالجهر عندها يتمثّل بأن تُسمع نفسها.
- القول الثالث: قال كلٌّ من الشافعيّة والحنابلة بأنّ أقلّ الجهر للمُصلّي إسماع من يليه، وأقلّ الإسرار إسماع النفس، ولا يجوز للمرأة أن تجهر بالصلاة بوجود أجنبيٍّ عنها.
أمّا بالنسبة للجهر والإسرار حال القضاء؛ فإن قُضِيت الفجر ليلاً فيُجهَر بها، واختلف العلماء في أقوالهم إن قُضِيت نهاراً؛ فقِيل إنّها تُقضى سرّاً؛ بالنظر إلى وقت القضاء، وقِيل تُقضى جهراً؛ بالنظر إلى الأصل فيها.
قنوت الفجر
تعريف القنوت
للقنوت في اللغة عدّة معانٍ، منها: الطاعة، والصلاة، وطول القيام، والسكوت أثناء الصلاة، وأشهرها الدعاء، فالقانت هو الداعي، أمّا القنوت في الشرع، فهو: الدعاء في الصلاة بموضعٍ مخصوصٍ، وينحصر في صلاة الصبح، وصلاة الوتر، وحين النوازل.
للمزيد من التفاصيل عن القنوت وأحكامه الاطّلاع على مقالة: ((ما هو القنوت)).
حكم قنوت الفجر
قنوت صلاة الفجر عند أهل العلم موضع اختلاف في الآراء تبعاً لأدلة كلّ منهم، وخلاصة أقوالهم في المسألة كما يأتي:
- القول الأول: قال الحنفيّة والحنابلة بعدم مشروعيّة القنوت في الفجر، وهو كذلك قول عددٍ من الصحابة والتابعين، منهم: ابن عباس، وابن عمر، وابن مسعود، والثوري.
- القول الثاني: قال المالكيّة باستحباب القنوت في الفجر، وهو إمّا أن يكون قبل ركوع الركعة الثانية، أو بعده، والأفضل أن يكون قبل الركوع، دون التكبير قبله، ولا يترتّب على تركه شيئاً.
- القول الثالث: قال الشافعيّة بأنّ القنوت سُنّةٌ، وأكّد الإمام النووي عليها، ولا تبطل الصلاة بتركه، إلّا أنّ تركَه عمداً أو سهواً يترتّب عليه سجود السهو، وقالوا بأنّه يكون بعد الرفع من ركوع الركعة الثانية، ولا يصحّ قبله، وإن فعله فيُعيده بعد الركوع، ثمّ يسجد للسهو.
للمزيد من التفاصيل عن دعاء وقنوت الفجر الاطّلاع على مقالة: ((دعاء صلاة الفجر)).
صيغة القنوت
وردت عدّة صِيغٍ لدعاء القنوت، وفيما يأتي ذكرٌ لبعضها:
- (اللَّهمَّ اهدِني فيمَن هدَيتَ، وعافِني فيمَن عافَيتَ، وتوَلَّني فيمَن توَلَّيتَ، وبارِكْ لي فيما أعطَيتَ، وقِني شَرَّ ما قضَيتَ، إنَّكَ تَقضي، ولا يُقضى عليكَ، إنَّهُ لا يَذِلُّ مَن والَيتَ تبارَكتَ رَبَّنا وتَعالَيتَ).
[23] - (اللهمَّ إنَّا نستعينُكَ ونستغفرُكَ ونُثْنِي عليكَ الخيرَ كلَّهُ ونشكرُكَ ولا نَكْفُرُكَ ونخلَعُ ونترُكُ من يفجرُكَ اللهمَّ إيَّاكَ نعبُدُ ولكَ نُصلِّي ونسجُدُ وإليكَ نسعى ونَحْفِدُ نرجو رحمتَكَ ونخشَى عذابَكَ إنَّ عذابَكَ بالكفارِ مُلْحِقٌ).
[24]
وقت صلاة الفجر
صلاة الفجر أو صلاة الصُّبح، والصُّبح في اللغة يُراد به: أوّل النهار، كما يُطلَق عليها صلاة البرد، ولها خمسة أوقاتٍ؛ بالنظر إلى حُكمها، وبيان ذلك فيما يأتي:
- وقت الفضيلة: وهو أوّل الوقت؛ أي بطلوع الفجر الثاني.
- وقت الاختيار: وهو من أوّل وقتها؛ من طلوع الفجر الثاني، إلى آخره، ويُعرَف بالإِسفار؛ أي الإضاءة والظهور.
- وقت الجواز دون كراهةٍ: إلى طلوع الحُمرة؛ أي الحُمرة التي تظهر قبل طلوع الشمس.
- وقت الجواز مع الكراهة: ويكون إلى طلوع الشمس.
- وقت التحريم: وهو تأخير صلاة الفجر إلى الوقت الذي لا يسع أداء الصلاة كاملةً.
أول وقت صلاة الفجر
يبدأ وقت صلاة الفجر بطلوع الفجر الثاني، ويُسمّى الفجر الصادق، وذلك كما ورد في الحديث الذي رواه أبو هريرة عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، حيث قال: (إنَّ للصلاةِ أولًا و آخرًا، وإنَّ أولَ وقتِ الفجرِ حين يطلعُ الفجرُ، وإنَّ آخرَ وقتِها حين تطلعُ الشمسُ)،
- الفرق الأول: الامتداد والاعتراض؛ فالفجر الأول يمتدّ من الشرق إلى الغرب، والثاني مُعترضٌ من الشمال إلى الجنوب.
- الفرق الثاني: مدّة الإضاءة؛ فالأول يضيء ثمّ يذهب نوره، أمّا الثاني فيضيء، ثمّ تزداد الإضاءة إلى أن تطلع الشمس.
- الفرق الثالث: الاتّصال والانقطاع بالأُفق؛ فالأول منقطعٌ عن الأفق، أمّا الثاني فمتّصلٌ.
آخر وقت صلاة الفجر
يمتدّ وقت صلاة الفجر إلى ما قبل طلوع الشمس؛ وذلك لِما ثبت عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (ووَقْتُ صَلاةِ الصُّبْحِ مِن طُلُوعِ الفَجْرِ ما لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ)،
الأسباب المُعينة على صلاة الفجر
من الأسباب المُعينة على أداء صلاة الفجر:
- ضمان صلاح القلوب؛ ويكون ذلك بتعهّد أداء العبادات، كالذكر، وقراءة القرآن، واجتناب المحرّمات والمنهيات، وأداء الأوامر والواجبات، وحفظ حدود الله -سبحانه-، وعدم تعدّي أيٍّ منها.
- تذكير النفس دائماً بالآيات والأحاديث المُرغّبة في صلاة الفجر من وقتٍ إلى آخرٍ، قال الله -تعالى-: (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ)،
[35] وبذلك يُقبل العبد على ربّه راغباً طامعاً في ما لديه من الأجر والثواب. - التذكير الدائم بفضل صلاة الجماعة، وخاصةً صلاة الفجر، حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن صَلَّى الصُّبْحَ فَهو في ذِمَّةِ اللهِ، فلا يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِن ذِمَّتِهِ بشيءٍ فيُدْرِكَهُ فَيَكُبَّهُ في نَارِ جَهَنَّمَ)،
[36] فقد وعد الله -سبحانه- بحماية من أدّى الفجر جماعةً، ورعايته، وحفظه، إضافةً إلى أنّه وُعِد بالعطايا، ومن أجلّها رؤية الله -عزّ وجلّ-، حيث قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أما إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كما تَرَوْنَ هذا، لا تُضَامُّونَ -أوْ لا تُضَاهُونَ- في رُؤْيَتِهِ فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أنْ لا تُغْلَبُوا علَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وقَبْلَ غُرُوبِهَا، فَافْعَلُوا).[37] - الأخذ بالأسباب المُعينة على القيام لأداء صلاة الفجر في وقتها، ومنها: النوم باكراً، وتجنُّب السهر والمسامرة إلى آخر الليل، وغيرها من الأسباب.
- تعظيم أمر الصلاة في القلب، ومجاهدة الشيطان ووساوسه.
- الحرص على ذكر الله فور الاستيقاظ، ثمّ الوضوء.
- الثقة والإيمان بما أعدّه الله -سبحانه- من الأجر والثواب للمحافظين على صلاة الفجر في وقتها.
- الحرص على ترديد الأذكار المشروعة قبل النوم، ومنها: آية الكرسي، والمُعوّذتان.
فضل صلاة الفجر
تترتّب على صلاة الفجر العديد من الفضائل؛ إذ إنّ الملائكة تشهدها، فيسألهم الله عن حال العباد، وهو الأعلم بهم، فيُجيبون: (تَرَكْناهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ، وأَتَيْناهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ)،
المراجع
- 1 - سورة البقرة، آية: 2-3. .
- 2 - يوسف القرضاوي (1995)، <i> " العبادة في الإسلام " , (الطبعة الرابعة والعشرون)، مصر: مكتبة وهبة، صفحة 221-224 , يوسف القرضاوي (1995)، .
- 3 - أفكار رائعة للقيام لصلاة الفجر , طريق الإسلام , 2015-11-21 ، 23-3-2020. بتصرّف. .
- 4 - الشيخ ابن باز، " الفرق بين صلاة الفجر وصلاة الصبح " , www.binbaz.org.sa , الشيخ ابن باز، .
- 5 - رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 4719، صحيح. .
- 6 - لجنة الإفتاء (2012-2-9)، " لا حرج على من صلَّى عقب الأذان مباشرة " , www.aliftaa.jo , لجنة الإفتاء (2012-2-9)، .
- 7 - رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 710، صحيح . .
- 8 - ابن تيمية (2005)، <i> " مجموع الفتاوى " , (الطبعة الثالثة)، المدينة النبوية: مجمع الملك فهد لطبا , ابن تيمية (2005)، .
- 9 - رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي برزة الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 541، صحيح. .
- 10 - الموسوعة الفقهية الكويتية , (الطبعة الأولى)، مصر: مطابع دار الصفوة، صفحة 320-322، جزء 27 , وزارة الأوقاف والشؤون الإس .
- 11 - كيفية الصلاة , www.islamweb.net , 22-5-2001 ، 12-3-2020. بتصرّف. .
- 12 - رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 725، صحيح. .
- 13 - رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1794، صحيح. .
- 14 - سورة البقرة، آية: 136. .
- 15 - سورة آل عمران، آية: 64. .
- 17 - ابن القاسم الغزي (1999)، <i> " حاشية الشيخ إبراهيم البيجوري " , (الطبعة الثانية)، لبنان: دار الكتب العلمية، صفحة 255 , ابن القاسم الغزي (1999)، .
- 18 - وَهْبَة بن مصطفى الزُّحَيْلِيّ، <i> " الفِقْهُ الإسلاميُّ وأدلَّتُهُ " , (الطبعة الرابعة)، سورية: دار الفكر، صفحة 883، جزء 2 , وَهْبَة بن مصطفى الزُّحَيْ .
- 19 - وَهْبَة بن مصطفى الزُّحَيْلِيّ، <i> " الفِقْهُ الإسلاميُّ وأدلَّتُهُ " , ، سورية: دار الفكر، صفحة 888-889، جزء 2 , وَهْبَة بن مصطفى الزُّحَيْ .
- 20 - الإسلام سؤال وجواب (2013-11-16)، " هل يجهر بالقراءة إذا صلى الفجر بعد شروق الشمس ؟ " , www.islamqa.info , الإسلام سؤال وجواب (2013-11-16)، .
- 22 - رقم الفتوى: 1628 (1999-9-25)، " صيغة دعاء القنوت وفي أي الصلوات " , إسلام ويب , رقم الفتوى: 1628 (1999-9-25)، .
- 23 - رواه أحمد شاكر، في شرح سنن الترمذي، عن الحسن بن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 2/328، صحيح. .
- 24 - رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن عبد الرحمن بن أبزى، الصفحة أو الرقم: 2/164، إسناده صحيح. .
- 26 - ابن القاسم الغزي (1999)، <i> " حاشية الشيخ ابراهيم البيجوري " , (الطبعة الثانية)، بيروت-لبنان: دار الكتب العلمية، صفحة , ابن القاسم الغزي (1999)، .
- 27 - رقم الفتوى: 108528 (2008-5-25)، " وقت سنة الفجر وصلاة الصبح " , www.islamweb.net , رقم الفتوى: 108528 (2008-5-25)، .
- 28 - رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1696، إسناده صحيح على شرط الشيخين. .
- 29 - أبو بكر الكاساني (1986)، <i> " بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع " , (الطبعة الثانية)، لبنان: دار الكتب العلمية، صفحة 122، جز , أبو بكر الكاساني (1986)، .
- 30 - أحمد مصطفى متولي، <i> " فقه الصلاة وأحكامها وفتاويها " , (الطبعة الأولى)، موقع إلكتروني: موقع إلكتروني، صفحة 25 , أحمد مصطفى متولي، .
- 31 - رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 612، صحيح. .
- 32 - أبو محمد عبد الوهاب، <i> " المعونة على مذهب عالم المدينة «الإمام مالك بن أنس» " , مكة المكرمة: المكتبة التجارية، صفحة 200 , أبو محمد عبد الوهاب، .
- 33 - ابن القاسم الغزي (1999)، <i> " حاشية الشيخ إبراهيم البيجوري " , (الطبعة الثانية)، لبنان: دار الكتب العلمية، صفحة 364-367 , ابن القاسم الغزي (1999)، .
- 34 - محمد إسماعيل المقدم، <i> " لماذا نصلي " , (الطبعة الأولى)، موقع إلكتروني: موقع إلكتروني، صفحة 7-18 , محمد إسماعيل المقدم، .
- 35 - سورة الذاريات، آية: 55. .
- 36 - رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جندب بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 657، صحيح. .
- 37 - رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جرير بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 573، صحيح. .
- 38 - رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 7486، صحيح. .
- 39 - رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 657، صحيح. .