أشباه العلوم.. وأساطيـر العلوم الزائفة ! – الجزء الأول

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/01
أشباه العلوم.. وأساطيـر العلوم الزائفة ! – الجزء الأول

يبنى العلم على الحقائق، مثلما يبنى المنزل بالأحجار ، الا أن مجموعة الحقائق لا تمثل علماً بقدر ما لا تمثل كومة الأحجار منزلاً (جول هنرى بونكير)


كلمة “علم” لا تطلق هباءاً على أي معتقدات ، لا يمكن ذلك مالم تخضع هذه المعتقدات والنظريات للمعايير العلمية الدقيقة، للبحث والنقد والتحليل وما إلى ذلك، وفي غياب هذه المعايير تصبح هذه المعتقدات علماً زائفاً..


ولو ان بعض العلماء لديهم تحفظ على هذا المسمى، لإقتران العلم بالزيف ، ولكن هذا  المسمى الأقرب والأدق لوصف هذه الحالة التي تختبيء فيها الخرافات خلف قناع العلوم.


فلسفة القراءة .. والآثار الإيجابية الكفيلة بتغييرك إلى شخص مختلف كلياً !


ما هى العلوم الزائفة


أشباه العلوم.. وأساطيـر العلوم الزائفة ! – الجزء الأول


العلوم الزائفة أو أشباه العلوم ، هى المعتقدات والأفكار التي تقدم على أنها علمية، في حين انها لا علاقة لها بالعلم، فلا تتبع طرق المنهج العلمي ، ولا تمتلك الأدلة والبراهين المنطقية التي تثبت حجتها.


وقد تجد البعض يميل إلى تصديقها بدلاً من إخضاعها للنقد والتحليل وإثبات ما إذا كانت صحيحة، او انها خاطئة، وهذا السبب الرئيسي لشيوع هذه العلوم الكاذبة، وظهور أشباه العلماء الذين ملئوا رؤوسنا بخرافاتهم ، ولكن لا عتب عليهم ، طالما انهم قد وجدوا من يصدقهم ..!


سمات العلوم الزائفة


أشباه العلوم.. وأساطيـر العلوم الزائفة ! – الجزء الأول


المزاعم غير العادية تتطلب أدلة غير عادية (كارل ساجان)


الشيء الإيجابي الوحيد في العلوم الزائفة برأيي؛ انه يمكنك التعرف عليها بسهولة ، صحيح انها تختبيء خلف قناع العلم ولكن للزيف رائحة لا تخطأها أنف ابداً .. هذه بعض المظاهر التي ما ان تراها ستتأكد انك أمام خدعة جديدة تحت مسمى العلم ..


  • اتفقنا ان العلوم الزائفة تفتقد إلى معايير العلم الصحيح ولا تستند إلى أية أدلة أو براهين منطقية يصدقها العقل، لذلك ستجد انها دائماً ما تكون مستوحاة من أفكار قديمة أكل عليها الدهر وشرب، لتوحي لك بأنها خلاصة خبرة الحكماء القدامى، فتطمئن وتصدق !

  • العلوم الكاذبة تتسم بالغموض؛ مصطلحات غير مألوفة .. الكثير من التعقيد .. مسميات تستعصي على الفهم، هى حيلة يمارسها مدعو العلم تجاه الأشخاص العاديين الذين يستقبلون منهم كل فكرة بكامل التصديق، ظنا منهم ان اضفاء مسحة من الغموض سيعطي هذه الخرافات نكهة علمية قوية !

  • العلم الحقيقي يثبت نظرياته بمواقف واقعية وأحداث وتجارب تكرر آلاف المرات حتى يتم إثبات النظرية (س) او دحضها، أما العلم المزيف فلا يعتمد على التجارب والنظريات، بل على القصص الخرافية النادرة الحدوث، الأساطير القديمة ، شهادات شخصية لأناس، وهذا ما ينافي طبيعة العلم الذي لا يمكن ان يأخذ مثل هذه العوامل كدليل علمي ..!

وجدير بالذكر هنا ؛ الدكتور الذي ادعي انه إلتقى بإحدى كائنات الفضاء مؤخراً !! والتي جاءت من الفضاء إلى كوكبنا البائس – خصيصاً – لإبلاغه رسالة هامة ..!!


حقيقة لا تهمني الرسالة بقدر ما يثير فضولي سبب اختيار هذا الكائن الفضائي لهذا الرجل تحديداً !!


علوم في قفص الاتهام


“من الضرورى إمتلاك الناس قدر كافٍ من المعرفة العلمية ،لكن لسوء الحظ فإن المعركة ضد العلم الزائف معركة شاقة، فالعامة يقرأون الكثير عن العلم الزائف والأمور الخارقة للطبيعة، أكثر مما يقرءون عن العلم الحقيقى ، إن كتب العلم الزائف، كالتنجيم؛ تبيع ملايين النسخ .”


الآن بعدما تعرفت على مظاهر العلم الزائف .. وجب ان نتعرف على بعض هذه العلوم .. ولماذا تصنف كعلوم زائفة ..


علم التنجيم


أشباه العلوم.. وأساطيـر العلوم الزائفة ! – الجزء الأول


التنجيم هو نوع من أنواع التنبؤ بالمستقبل، يعتمد فيه المنجمون على حركة النجوم التي يزعمون انها توفر لهم المعلومات حول حركة الحياة على كوكبنا، مستقبلاً وحاضراً !


هذا الافتراض مضحك حد الثمالى ، ان هؤلاء المنجمون يزعمون انهم على دراية بما سيحدث لك غداً، عن طريق توقعاتهم الفلكية لما سيحدث لمواليد برجك الفلكي ، خرافة مضحكة فعلا !


فكل ما يحدث هو ان الفلكي (فلان) لا يفعل شيئاً سوى انه يجلس على مكتبه بمنتهى الاريحية ، او ربما يتمدد على سريره، ويكتب بمنتهى الثقة .. على مواليد برج الميزان عدم اتخاذ أي قرار غداً لأنهم سيندمون ..!!


فيأتي شخص ما يؤمن بهذه الخرافات، يتصرف وفقاً لهذه الكلمات التي لازالت تعشش في رأسه منذ ان قرأها ، ويمضي يومه كاملاً كالأبله لا يتخذ أية قرارات !!


وفقاً لمقال نشرته الجمعية الفلكية لمنطقة المحيط الهاديء؛ يقول يؤكد بأنه لم يتفق المنجمون يوماً حول تقديم أدلة مادية تفسر الظواهر الفلكية التي يزعمونها، حيث لا يوجد دليل على وجود آلية علمية محددة يمكن من خلالها أن تؤثر الأجسام السماوية في الحياة على  كوكب الأرض، او شؤون الناس وحياتهم اليومية.


الماريوانا … هل يمكن استخدامها بشكل طبي؟


الطب البديل


أشباه العلوم.. وأساطيـر العلوم الزائفة ! – الجزء الأول


ومع علم زائف آخر يستتر خلف قناع الطب هذه المرة، هدفه الأول والأخير هو الربح فقط !


الطب البديل يمارس منذ الأزل في بلاد كثيرة ، ذات ثقافات واعتقادات مختلفة في كل انحاء العالم، ولازال يستخدم حتى الآن، وبطرق مختلفة تختلف بإختلاف الثقافات، ومن أشهر أساليبه؛  العلاج بالإبر الصينية، والأعشاب الطبية، والزيوت والبخور إلى آخر القائمة ..


حالياً يمتهن هذا العلم الزائف اشخاصاً لا علاقة لهم بالطب ولا بأية علم، لا من قريب أو من بعيد، ملئوا الشاشات وأقسموا على الفتك برؤوسنا بخرافاتهم التي لا تخرج عن ”  الشاي الازرق من جبال الكوالالامبور لعلاج ألم الاسنان!!! ” أو “نبات الكوراهيندو الباكستاني لعلاج الصداع وآلام العظام! ” في حين انه لا يوجد نبات يدعى بـ “كوراهيندو” أساساً ، ثم ان لا علاقة بين العظام والصداع … وبالتأكيد لا يوجد شاي أزرق -_- فتباً لهذه الخرافات !


علم الطاقة


أشباه العلوم.. وأساطيـر العلوم الزائفة ! – الجزء الأول


سأتحدث هنا عن ممارسة معينة من ممارسات علم الطاقة العجيب ؛ يمكن القول بأنها أغربهم ..


هى في الأصل عبارة عن تقاليد وممارسات روحية سائدة في الثقافة الهندية، يقصد بالشاكرات مراكز الطاقة الموجودة بجسم الانسان، ولكل (شاكرة) اسم ولون أيضاً ، يعتقد  انها ذات اهمية في علاج الأمراض الجسدية والنفسية أيضاً، تلك الأمراض الناجمة عن اضطراب مراكز الطاقة الموجودة بجسم الإنسان.


فإذا كنت تشعر بالكسل والوهن طيلة الوقت،  فأنت على الأغلب لديك اضطراب في مراكز الطاقة الموجودة بجسمك، وبالتالي لن تتمكن من طرد هذه الطاقة السلبية والأمراض إلا بممارسة هذه الطقوس الهندية !!


هذه نبذة سريعة لمن لا يعرف ما هى الشاكرات، حقيقة؛ لا أرغب في التعمق في الموضوع لأننا سنجد أنفسنا أمام هراء منقطع النظير!


بعض الأسباب التي تمنعك من الثقة بذاكرتك كلياً


البرمجة اللغوية العصبية


أشباه العلوم.. وأساطيـر العلوم الزائفة ! – الجزء الأول


هنا يتحقق أسلوب استخدام الغموض لإضفاء مسحة العلم على خرافة ما..


أولاً؛ يعرف مدربي التنمية البشرية هذا المسمى الضخم “البرمجة اللغوية العصبية” بأنه مباديء وأسس هدفها حل المشاكل النفسية ومساعدة الأشخاص الذين اخفقوا على النهوض بأنفسهم ، ولكن عن طريق أساليب وعوامل غير مثبته عليماً !


على الرغم من انتشار هذا الزيف وممارسته بأوجه عديدة وتحت مسميات كثيرة فضلا عن اكتظاظه ببالمصطلحات التي تبدو وكأنما تعكس مضموناً عليماً حقيقياً ، إلا انه لا يمكن الانكار انه واحد من العلوم الزائفة التي تفتقد النظريات العلمية التي تثبت صحتها ولا يوجد أحد من العاملين بهذا المجال أثبت صدق دعواه  بأسلوب علمي موضوعي، وهذا ما يؤكد انه واحد من العلوم الزائفة !


“إن معتقدات العلم الزائف تعيق التقدم صوب إمتلاك نظرة واقعية للعالم من حولنا،، لأن من يعتنقون مثل هذه المعتقدات لا يفكرون تفكيراً نقدياً .. فالطريق الى الوهم الذى يقود صوب هذه المعتقدات هو طريق الى الضلال .”


كل من سبق ذكرهم متهمون بالزيف .. أنت ماذا تعتقد عن هذه العلوم ؟ هل تعتقد انها علوم حقيقية بالفعل ؟ ام انها فعلا زائفة ؟


قبل ان تخبرني بحكمك؛ عليك إدراك ان اتهام هذه العلوم بالزيف لا يعني انها – كلها – بلا قيمة ولا جدوى منها، فهناك من هو مفيد للبعض، وهناك ما هو كاذب وسخيف حد الإشمئزاز، ولكن ما يجمع كل هذه العلوم تحت مسمى “العلوم الزائفة” هو افتقارها إلى الأسلوب العلمي الدقيق ، وإلى ما يثبت صحتها ..


المصادر1كتاب: الطفرات العلمية الزائفة