التكنولوجيا والصحة العقلية .. تعرّف على مخاطرها وكيف يمكن تسخيرها لصالحك

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2021/03/09
التكنولوجيا والصحة العقلية .. تعرّف على مخاطرها وكيف يمكن تسخيرها لصالحك

نظراً لوجود التكنولوجيا في كل مكان في الحياة اليومية؛ لا سيما الإنترنت والمنصات القائمة على الإنترنت مثل مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الهواتف الذكية، فمن المحتمل أن يواجه مستشارو الصحة العقلية الذين يعملون اليوم عملاءً أو مرضى يواجهون مشكلات قد تكون مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر باستخدام وسائل الإعلام الرقمية.


وفقاً للدكتور «إيغور بانتيك»، الذي كتب في المراجعة الأدبية بعنوان «الشبكات الاجتماعية عبر الإنترنت والصحة العقلية» التي نشرتها المكتبة الوطنية الأمريكية للطب، ليس هناك شك في أن الإنترنت ومنصات الوسائط الاجتماعية مثل فيسبوك كان لها تأثير ملحوظ على الطريقة التي يتواصل بها الأفراد.


كما أوضح بانتيك كذلك أن عدداً من الدراسات الحديثة قد لاحظت وجود صلة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وبعض مشاكل الصحة العقلية، بما في ذلك القلق والاكتئاب. ومع ذلك، يسارع الباحثون إلى التأكيد على أن الدراسات ليست قاطعة بأي حال من الأحوال، وأن المساعي لفهم العلاقة بين الصحة العقلية والتكنولوجيا لا تزال في مهدها.


لكن يبقى من المفيد لمستشاري الصحة العقلية أن يكون لديهم فهم للبحوث ورؤى حول تأثير التكنولوجيا على الصحة العقلية، والتي تمتد إلى التأثيرات الإيجابية أيضاً. بعد كل شيء، وبغضّ النظر عن العيوب، تستمر التكنولوجيا في تحسين العديد من جوانب الحياة اليومية للأفضل، ومجال الصحة العقلية ليس استثناءً؛ فهناك عدد من المجالات التي يمكن ملاحظتها والتي ساعد فيها تطوير التكنولوجيا المرضى على العناية بمشاكلهم النفسية بطريقةٍ أفضل.


التكنولوجيا: قوة للخير؟


https://i.guim.co.uk/img/media/d61833f9d0faeca5a6f7418a9d2054a1c18ba84a/0_280_5760_3456/master/5760.jpg?width=445&quality=45&auto=format&fit=max&dpr=2&s=3000f64603429356c673ead9ab526228


على الرغم من التقدم فيما يتعلق بالتوعية بالصحة العقلية، أوضح الصحفي «كونور فارينجتون»، الذي يكتب لصحيفة الغارديان، كيف أن رعاية الصحة العقلية لا تزال تتلقى نقصاً ملحوظاً في التمويل من الحكومات الدولية.


على سبيل المثال؛ أفاد فارينجتون أن نفقات الفرد على رعاية الصحة العقلية في الدول الصناعية الرائدة مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تصل إلى ما يزيد قليلاً عن 33 دولاراً فقط، والمبلغ أقل من ذلك بكثير في البلدان النامية. وبالتالي، جادل فارينجتون بأن التكنولوجيا تبشر بالخير كأداة لتحسين الوصول إلى رعاية الصحة العقلية، لا سيما في الدول التي تكون فيها هذه الخدمات أولية في أحسن الأحوال.


تعمل التكنولوجيا على تحسين رعاية الصحة العقلية بعدة طرق، وهي في المقام الأول من خلال منصات مثل التطبيقات القائمة على الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر التي يمكن أن تساعد في توفير الخدمات والمعلومات للعملاء في طريقة أسرع وأكثر فعالية من حيث التكلفة.


كما توجد بعض المنصات المتاحة التي تتيح للمرضى إكمال دورات العلاج السلوكي المعرفي عبر الإنترنت. مثال على ذلك منصة «الجدار الأبيض الكبير» (Big White Wall) التي مقرّها بريطانيا، والتي تمت الموافقة عليها من قبل خدمة الصحة الوطنية الممولة من الحكومة البريطانية.


الجدار الأبيض الكبير عبارة عن منصة عبر الإنترنت تتيح للمستخدمين الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب إدارة أعراضهم من المنزل عبر أدوات مثل الموارد التعليمية والمحادثات عبر الإنترنت والجلسات الافتراضية حول قضايا الصحة العقلية. كما أن المنصة أثبتت فعالية واضحة، إذ أبلغت دراسة أجريت عام 2009 أن الغالبية العظمى من مستخدمي الخدمة -حوالي 95%- لاحظوا تحسناً في أعراضهم.