الحب من أول نظرة

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ١٨:٠٨ ، ٢١ يناير ٢٠٢٠
الحب من أول نظرة

الحب

الحُب موجود في جميع الثقافات البشرية، ويلعب دوراً كبيراً في المجتمعات، وهو وسيلة لتأثّرنا بأنفسنا وعالمنا، فمِنذُ القدم يعتبر الإغريق الحب ركيزةً أساسيةً من ركائز الفلسفة، كما قد وصف الفيلسوف أرسطو الحب الحقيقي على أنّه جسدين وروحٌ واحدة، ويُمكن تعريف الحُب بشكلٍ عام على أنّه الشعور بالإعجاب بشخصٍ آخر، والانجذاب له رومانسياً، وهو مجموعة من المشاعر العاطفية، والإيجابية المُميزة.[1][2]

الحب من أول نظرة

الحب من أول نظرة ليس بالخرافة أو الوهم بل هو أمر حقيقي الحدوث، ويعتقد معظم الناس أنّ الحب من أول نظرة هو الوقوع في حُب شخصٍ غريب يراه لأول مرة، أو الانجذاب لشخصٍ مُعين لم يسبق أن التقاه، حيثُ يقول العلماء أنّ العقل يتخذ القرار بمدّة عُشر الثانية للانجذاب لشخصٍ غريب، جميل الشكل والمظهر؛ حيثُ تسمى بهالة الجاذبية (بالإنجليزية: attractiveness halo)، ويعود السبب إلى أنّ الدماغ يقوم بربط الجمال مع الخير، والصفات الجميلة، وهي أحد الأسباب الرئيسية بأنّ الأشخاص الأكثر جاذبية هم الأكثر عرضةً للوقوع بالحب من أول نظرة، لكنّ الاختصاصيين يصفون الأمر بطرق أكثر تعقيداً، حيثُ تشير الأبحاث إلى أنّ الحب الرومانسيّ يعتمد في معظم الأحيان على المثاليّة والأوهام الإيجابيّة المتعلّقة بالشريك، وهذا صحيح في حالة الحب الذي يستمر لسنوات طويلة، يمكن أنّ يقع الأشخاص بالحب من أول نظرة إذا كان الشخص يبدو وكأنهم أحبوه من قبل، أو شخص ذو تأثير إيجابي على حياتهم.[3]

علامات الحب من أول نظرة

توجد عدة علامات تحدث عند وقوع الحب من النظرة الأولى، وفيما يأتي بعضٌ منها:[4]

  • اضطرابات جسدية: عند الوقوع في الحب من النظرة الأولى غالبًا ما يُسبّب ذلك توترًا، واضطراباً في المعدة، حيثُ إنّ التوتر غالبًا ما يكون مزيجًا من السّعادة، والخوف من الرّفض، والقلق؛ وذلك من أجل إعطاء انطباع أوليّ جيد للمحبوب.
  • محاولة لفت الانتباه: من علامات الحب من أول نظرة القيام بالعديد من الأفعال لِلفت انتباه الشخص الآخر، والحرص على جعل أنظاره موجهة إليه، من خلال التحدث بطريقة مُلفتة لأظهار الشخصية بطريقة مميزة.
  • التصرف بطريقة إيجابية: الحب يجعل الشخص يفكر ويتصرف بطريقة جيدة، وإيجابية اتجاه الأمور، كما يواجه الأشخاص المتهكمين لأمور العلاقات، والحب، والزواج، ويُعتقد بأنّ كل شيء سيكون مثالياً، وأنّه سيفوز بقلب الشخص الآخر.
  • التّفكير المستمر: إنّ الشّخص الذي أحبَّ من أول لقاء يبقى طوال اليوم مُنشغلًا فكرُه بشريكه، حتّى في بعض الأحيان تبقى صورة الشريك عالقة في الذهن، ويستمر هذا التفكير طوال اليوم، أو على مدار عّدة أيام، ومن غير الممكن التّركيز بالأمور الحياتية الأخرى.
  • الرومانسية: إنّ الشخص الذي يُحب من النظرة الأولى يُصبح شخصاً رومانسياً، حيثُ يرغب بفعل الكثير من الأمور الرومانسية، مثل المشي على الشاطئ، ويتصور المستقبل مع هذا الشخص، بالإضافة إلى تخيّل المنزل والأطفال معاً، والتأكد من أنها ستكون أفضل علاقة على الإطلاق.
  • الرغبة بمعرفة كل شيء: فالشخص الذي يقع بحبّ شخصٍ آخر من النظرة الأولى، دائمًا ما يرغب في معرفة كلّ شيء متعلّق بالشخص الآخر، فلا يكتفي باسمه ومكان إقامته مثلاً، بل يُريد اكتشاف جميع ما يحبّ ويكره، وما هي ألوانه المُفضّلة، أي معرفة أبسط التفاصيل عنه.
  • التركيز على التواصل البصري: التركيز على التواصل البصري مع الشخص الآخر، واستخدام نظرات العيون من أجل الكشف عن وجود أي مشاعر إعجاب، أو انجذاب، أو حب متبادل لدى الطرف الآخر.[5]
  • الرغبة في التحدث: الإصرار على التحدث مع الشخص الذي جذب الانتباه، والتعرف عليه من قرب، حتّى لو كنت ذو شخصية خجولة، أو من غير المعتاد التعريف بنفسك لشخصٍ غريب.[5]
  • الاهتمام: الاهتمام الزائد بالشخص الذي يحبه، أو عند النظر إليه فهذا يدّل على إعجابه ووقوعه بالحب، والانجذاب إليه، وبذل كا ما بوسعه لإبقاء عينيه عليه.[5]

التفسير العلمي للحب من أول نظرة

عند شعور الشخص بالحب من النظرة الأولى فإن رد الفعل اتجاه ذلك يكون بالحاجة للتواصل مع الشخص الآخر؛ والسبب في ذلك لأنّ الدماغ يُفرز هرمون الأوكسيتوسين (بالإنجليزية: Oxytocin)، أو كما يُطلق عليه هرمون الحب عند التواصل مع الآخرين.[6]وقد كشفت الدراسات الحديثة أنّ هناك جزئيين رئيسيين في الدماغ يتم تنشيطهما عند الإلتقاء بشخصٍ لأول مرة، الجزء الأول يُطلق عليه اسم اللوزة (بالإنجليزية: amygdala)؛ وهي التي تتحكم بالعواطف، والمشاعر، أمّا الجزء الآخر يُسمى القشرة الحزامية الخلفية (بالإنجليزية: posterior cingulate cortex)؛ وهي المسؤولة عن الذاكرة التي تُساعد الشخص على اتخاذ قرارات سليمة، وتحديد قيمة ما يواجهُ الإنسان، كما كشفت الدراسة إلى إنّ أجزاء مختلفة من العقل تعمل معاً لإفراز مواد كيمائية مثل: الدوبامين (بالإنجليزية:dopamine)، والأوكسيتوسين (بالإنجليزية:oxytocin)، والأدرينالين (بالإنجليزية:Adrenalin)، والفازوبرسين (بالإنجليزية:Vasopressin)، والتي تعطي جميعها الشعور بالإثارة والارتباط، أمّا مادة الدوبامين التي يُفرزها الدماغ فإنّها تتسبب بحدوث اندفاعٍ، وإثارة للشخص عند رؤية من يحب، وتعود على مشاهدته كالمدمن على شيء لا يستطيع تركه.[6]كما يُمكن أنّ ينظر العقل إلى الشخص الذي وقعت بحبه على أنّه شيء مكافئ له كيميائياً (بالإنجليزية: Chemically rewarding)، ويحدث ذلك عندما يفرز الدماغ جميع المواد الكيميائية التي تعطي شعور السعادة، ويصبح لدى الجسم رغبةً في الاستمرار بهذا الشعور والاحتفاظ بالمصدر الذي يسبب له ذلك، ولهذه الأسباب قد يكون الحُب من النظرة الأولى مُمكناً إذا كان الدماغ قادراً بسرعة على توليد هذا النوع من المواد الكيميائية على المدى الطويل، وأنّ الإنسان قادر على اتخاذ قرار انجذابه لشخصٍ ما أو لا خلال جزءٍ من الثانية، وفي حال استجابة الدماغ بسرعةٍ كبيرة اتجاه الشخص، يكون الوقوع في الحب من أول نظرة اتجاه هذا الشخص أمراً حقيقياً.[6]

المراجع