الروماتيزم والبرد

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2019-06-13T23:37:24+00:00
الروماتيزم والبرد



ماعلاقة الروماتيزم والبرد ببعضهمها وكيف يؤثر كل منهما على الاخر وافضل طرق علاج الروماتيزم والبرد.





الروماتيزم

الروماتيزم هو مصطلح عام غير محدد يستخدم لوصف أي اضطرابات مؤلمة تؤثر على النظام الحركي للجسم بما في ذلك المفاصل والعضلات، الأنسجة الضامة، الأنسجة اللينة وما حول المفاصل والعظام. كما يستخدم أيضا هذا المصطلح لوصف الحمى الروماتيزمية التي تؤثر على صمامات القلب. ولكن، في مهنة الطب يشاع استخدام مصطلحات محددة لوصف الاضطرابات الروماتيزمية مثل التهاب المفاصل، والتهاب الفقار اللاصق، والنقرس والذئبة الحمراء، وهلم جرا في المادة العلمية الطبية.

ويبرز الروماتيزم الآن باعتباره تخصص طبي هام ومعترف به في جميع أنحاء العالم. وهذا التخصص يتحسن بسرعة ويرسخ جنبا إلى جنب مع برامج الدراسات العليا النظامية الأخرى. ويسمى الطبيب الذي يعالج الأمراض الروماتيزمية باسم " أخصائي الأمراض الروماتيزمية" ويعتبر الآن من المصطلحات الراسخة يستخدم عادة من قبل المجتمع الطبي، حتى وإن كان لم يتم وصفه على نحو كاف في القواميس التي أنشئت للغات. وأخصائيو الأمراض الروماتيزمية في جميع أنحاء العالم قادرون حاليا على معالجة معظم الأمراض الروماتزمية المزمنة وتكون النتائج أفضل بكثير بالنسبة للمرضى. ويرجع ذلك إلى اكتشاف العوامل الحيوية التي تغير من المرض التي هي الآن من الطرق الراسخة لعلاج المرضى الذين يعانون من اضطرابات وأمراض مزمنة في المفاصل.


أعراض الروماتيزم

توجد مجموعة من العلامات والأعراض التي قد تدلّ على الإصابة بأمراض الروماتيزم، ولا يُشترط وجودها جميعها للدّلالة على الإصابة بنوع معين من الأمراض الروماتيزميّة، ونذكر من هذه الأعراض ما يلي:

   -الشعور بالألم عند تحريك المنطقة المُصابة.

   – تحسّن حالة المريض عند تدفئة المنطقة المُتأثّرة.

   – الشعور بالألم عند لمس المنطقة المُصابة.

   – تيبّس الأجزاء المُتأثّرة خاصة في حال عدم تحريكها لفترة طويلة.

   – الشعور بالألم أو الانزعاج في مفصل واحد أو أكثر بما في ذلك فقرات العمود الفقريّ.

   – تدهور حالة الشخص عند التّعرض لبعض الظروف المناخيّة المُختلفة، وخاصة انخفاض الضّغط الجويّ أو ارتفاع الرُّطوبة.

   – الشعور بتحسُّن الأعراض بعد ممارسة التّمارين الرياضيّة الخفيفة، وازدياد الأعراض سوءاً عند ممارسة التّمارين الرياضيّة الشديدة.


تشخيص الروماتيزم

يلجأ الطبيب لإجراء العديد من الفحوصات لتشخيص الإصابة بالروماتيزم، كالسؤال عن التاريخ الصحيّ للمريض، وكذلك إخضاع المريض للفحص الجسديّ، بالإضافة إلى احتمالية لجوئه للتصوير باستخدام الأشعة السينيّة، وذلك بناءً على الأعراض التي تظهر على المريض، وقد يحتاج الطبيب للقيام بعمل بعض الفحوصات التشخيصيّة الأكثر دقة لوضع الخطّة العلاجيّة المُناسبة لحالة المريض.

أسباب وعوامل خطر الإصابة بالروماتيزم

يُعزى حدوث الرُّوماتيزم إلى العديد من العوامل المختلفة، وذلك اعتماداً على نوع المرض الروماتيزميّ، ويعتقد العديد من المُختصّين أنّ العوامل الوراثيّة والبيئيّة هي من أكثر المُحفّزات لحدوث تلك الأمراض، وقد تحدث الإصابة بالروماتيزم نتيجة إنهاك المفاصل كنتيجة لتقدم الإنسان في العمر، أو الاستخدام المتكرر للمفصل، ومن جهة أخرى قد تحدث هذه الأمراض بسبب المعاناة من حالة مرتبطة بالمناعة الذاتيّة التي تُحفّز ظهور أعراض التهابيّة، وفي ظل هذا الكلام، يمكن إجمال أهمّ العوامل التي تلعب دوراً في ظهور أمراض الروماتيزم فيما يأتي:

   – السّمنة.

   – التّدخين.

   – العوامل الوراثية.

   – النظام الغذائيّ غير الصحيّ.

   – التّعرض للإصابات الرياضيّة.

   – عدم ممارسة التمارين الرياضيّة بانتظام.

   – العمل بمهن تتطلب حركة متكررة ومستمرة


ما علاقة البرد والرطوبة بأمراض الروماتزم

يعتقد كثير من الناس أن سبب الروماتيزم هو البرد والرطوبة وهم يضنون أنهما ينفذان إلى العظام والمفاصل ويؤديان إلى تآكلها وإتلافها. والحقيقة غير ذلك لأن أسباب أمراض الروماتزم كثيرة ومضبوطة علميا.

إلا اننا ندرك أن التغيرات المناخية (البرد والرطوبة وانخفاض الضغط الجوي) لها تأثير سلبي عند بعض المرضى بحيث تزيد من  حدة ألمهم ومضايقاته. كما أن لبعض المرضى حس كبير بالتقلبات الجوية لدرجة أن منهم من يتنبأ بها قبل حدوثها. والعلم الحديث لم يستطع إلى حد الأن التوصل إلى تفسير مقنع لتأثير المناخ على الجسم.


الأسباب الحقيقية لأمراض الروماتزم

أما الأسباب الحقيقة لأمراض الروماتيزم فهي كثيرة ومتنوعة وقد يفوق عددها المائة ويمكن أن نلخصها في مجموعات نذكر من بينها:

vالروماتيزم الغضروفي (أو الروماتيزم التنكسي) (أو مرض الفصال العضمي) وهو ما نعبر عنه بالفرنسية ب « l’arthrose ». وهو مرض ينتج في البداية عن خشونة في الغضروف ثم ينتشر إلى المكونات الأخرى للمفصل. وهو أكثر أمراض الروماتيزم انتشارا ويصيب بصفة خاصة فقرات العنق وأسفل الظهر كما يصيب أصابع اليدين والركبتين ومفصلي الفخذ وهذا المرض يكتر بصفة خاصة عند المسنين.

vالروماتيزم الإلتهابي « les rhumatismes inflammatoires » وهذه المجموعة تضم أمراض كثيرة الجامع بينها هو حدوث التهاب في بطانة المفصل مما يؤدي إلى انتفاخها وتورمها. وهذا الإلتهاب غالبا ما ينتج عن خلل في جهاز مناعة الجسم بحيث يعتبر الجسم عن طريق الخطأ أن بعض مكونات المفصل أصبحت غريبة عنه فيهاجمها بأجسام مضادة. ولا يمكن أن يحدث هذا الخلل إلا إذا اجتمعت عدة شروط من بينها الإستعداد الوراثي لهذه الأمراض والتعرض إلى تأثيرات بعض العوامل البيئية على الجسم. ومن أهم الأمراض في هذه المجموعة نذكر مرض الروماتويد (التهاب المفاصل الروماتويدي) وكذلك مرض القناع الأحمر أو (مرض الذئب الحمامي) « le lupus érythémateux » ومرض إلتهاب الفقارالمقسط


الروماتيزم مرض البرد

يعتبر الروماتيزم أو “التهاب المفاصل” أو “الحمى الروماتيزمية”، من أبرز أمراض فصل الشتاء وأجوائه الباردة، فالبرودة تزيد من حدة المرض، الذي من الممكن أن تظهر أعراضه في سن مبكرة لأسباب وراثية.

ولم يصل العلماء إلى الآن للسبب الحقيقي للمرض، ويرجع البعض منهم سبب الإصابة إلى خلل في الجهاز المناعي، ومنهم من يرجعه للإصابه بأحد أنواع الفيروسات.

وقال الدكتور سامر حسن ،اختصاصي أمراض عظمية، إن “أبرز أعراض المرض تتمثل في تورم المفاصل وارتفاع حرارتها، بالإضافة إلى الألم خاصة في فترة الصباح وعند بذل مجهود”.

وأضاف حسن، لتلفزيون الخبر، أنه “من الأعراض المرافقة للمرض، ارتفاع درجة حرارة الجسم والجفاف أحياناً، وفقدان الشهية واختلال شكل المفاصل، خاصة مفاصل أصابع اليدين والقدمين مع الإحساس بالخدر”.

وعن العلاج، أوضح الدكتور سامر أن “علاج المرض يتركز في الراحة التامة وتناول أدوية الأسبرين والكورتيزون، باستشارة من الطبيب، واستعمال البنسلين لخمس سنوات على الأقل بعد الإصابة به، إلى جانب التركيز على الدفء والابتعاد قدر الإمكان عن الأماكن الباردة”.

وأثبتت البحوث أن “النساء أكثر عرضة للإصابه بالروماتيزم من الرجال، ويترواح العمر الذي يمكن أن يحدث فيه المرض من سن عشرين حتى الستين”.

يشار إلى أنه للروماتيزم يوم عالمي يوافق 23 تشرين الأول، خصصته منظمة الصحة العالمية بهدف التوعية بأعراض وعلاج المرض.

وبدأ علاج الروماتيزم منذ القرن الأول الميلادي، حيث ظهرت في اللغة كلمة روما لأول مرة، وهذه الكلمة تعني باللاتينية “الشيء الذي يتحرك ويجري”.

ويقال إن سبب التسمية يرجع إلى البلغم الذي كان يعتقد الرومان أنه يتكون في المخ ويجري منه إلى أعضاء الجسم المختلفة، مسبباً اعتلاله.


أنواعه

وحتى يتسنى للمريض هزيمة الروماتيزم، عليه أولًا أن يعرف أنواعه. ويشير الدكتور كريم السكري استشاري جراحة العظام ومناظير المفاصل، إلى هذه الأنواع، قائلًا إن هناك نوعين من الأمراض الروماتيزمية: الأول هو الأمراض غير الالتهابية التي تؤدي إلى تآكل في المفاصل دون التهاب في الأنسجة المحيطة بها، وتشمل مرض تآكل العظام التنكسي، ومرض هشاشة العظام.

أما النوع الثاني فهو الأمراض الالتهابية وهي التي تؤثر فيالعظام، والمفاصل، والعضلات، وتقسم أيضًا إلى نوعين؛ هما: أمراض التهابية غير مفصلية، وتصيب الأنسجة الضامة والعضلات، مثل مرض تصلب الجلد، والذئْبيّة، ومتلازمة شوغرن، وغيرها من الأمراض. أما النوع الآخر فهو الأمراض الالتهابية المفصلية، وتؤثر في المفاصل والأنسجة المحيطة بها، مثل مرض الْتهاب المفاصل الروماتويدي، والنقرس، وحمّى الرّوماتيزم، وروماتيزم القلب، وغيرها.


علاج الرّوماتيزم

لا يوجد علاج نهائيّ لمرض الرّوماتيزم بمُختلف أنواعه، بل يتمّ تخفيف أعراض المرض والحدّ من تطوّره باسْتخدام أدويةٍ مُختلفة مثل مُسكنّات الألم والكورتيزون، وكذلك تعليم المريض اتّباع أساليبَ جديدةٍ للقيام بأنشطته اليوميّة، واستخدام الأجهزة المُساعِدة لتقليل الجهد والضّغط على المَفاصل والعظام

وفي حال حمّى الرّوماتيزم يتركّز العلاج في الرّاحة التّامة في الفراش خلال المرحلة النّشطة من المرض، ويبقى المريض في الفراش إلى أن تخفّ الحرارة ويخفّ الْتهاب المفاصل والقلب كذلك، ومن ثمّ يُنصَح المريض بالحركة تدريجيّاً، إضافة إلى العلاج الدوائيّ.


العلاج الدوائيّ

   – البنسلين أو المُضادّات الحيويّة: يُستعمَل للقضاء على البكتيريا المُسبّبة للالتهاب كما في حال حمّى الرّوماتيزم، حيث يتمّ علاج بقايا البكتيريا العُقديّة، ويُستخدَم الفينوكسيميثل بنسلين، ويُعطَى عن طريق الفم 250 ميلليغرام كل 6 ساعات يوميّاً، أو 500 ميلليغرام كل 12 ساعة لمدّة عشرة أيّام. وفي حالة وجود حساسيّة للبنسلين تُستخدَم مُضادّات الإريثروميسين أو التيتراسايكلين.

   – الأسبرين: يُعطى مريض الرّوماتيزم 3 غرام/اليوم الواحد مُقسّمةٌ على عدّة جرعات، أمّا مريض حمّى الرّوماتيزم يُعطى 80 ميلليغرام/ كيلوغرام/اليوم الواحد على أربع جرعات مُتساوية وبما لا يتجاوز 6.5 غرام يوميّاً، وبعد مرور أسبوع إلى أسبوعين تُقلَّل الجرعة إلى 60 -70ميلليغرام/ كيلوغرام /اليوم الواحد، ويُعتَبَر الأسبرين فعّال جدّاً في علاج هذا المرض.

   – الكورتيزون: يعمل على تخفيف الالتهاب والألم، وإبطاء تدهور حالة المفاصل والأنسجة، حيث يُعطى المريض 60-120 ميلليغرام يوميّاً مُقسّمةٌ إلى أربع جرعات حتّى تخفّ أعراض المَرض، ويَصل مُعدّل ترَسّب كريات الدّم الحمراء إلى الوضع الطبيعيّ، وبعدها لا يتمّ إيقاف الجرعة بشكل مُفاجئ، وإنّما يتمّ تخفيضها تدريجيّاً خلال فترة أسبوعين.

    -مُضادّات الروماتيزم المُعدّلة لسَيْر المرض: تُعطى هذه الأدوية لِتبطِّئ تطوّر المرض وحماية المَفاصل من التشوّه الدّائم، ومثال عليها الميثوتريكسيت (بالإنجليزيّة: methotrexate)، والهيدروكسيكلوروكوين (بالإنجليزيّة: hydroxychloroquine).

   – بالنّسبة إلى مرَض الرّقاص سيدينهام عند مَرضى حُمّى الرّوماتيزم فهو الأصعب علاجاً؛ وذلك بِسبب الحركات اللاإراديّة التي تتداخل مع أداء المريض لِوظائفه اليوميّة. لذا يجب أولاً وضْع المريض في بيئة هادئة واسْتخدام المُهدّئات التي من أشهرها دواء الهالوبيريدول (بالإنجليزية: haloperidol)، كذلك تمَّ إثبات أن دواء الكارباميزيبين (بالإنجليزيّة: carbamazepine) الذي يُستخدَم في علاج التشنّجات، وهو فعّال لعلاج هذا المرَض.


العلاج بالأعشاب

هناك طرق أُخرى لعلاج مرض الرّوماتيزم بالأعشاب، لكن لم يَثبُت حتّى الآن مدى فعاليّة هذه الأعشاب في تخفيف أعراض الرّوماتيزم، لذا يجب على المريض اسْتشارة الطّبيب قبل اسْتخدامها لِتجنُّب حدوث أيّة مُضاعفات، ومنها:

   – الزّنجبيل: يعمل الزَّنجبيل على علاج الالْتهابات المُصاحبة للرّوماتيزم.

   – أوراق الصّفصاف: يُمكِن تَناوُل الأوراق مُباشرةً عن طريق المضغ، أو استخدامه جافّاً ومطحوناً، ويُضاف منه مِلعقةٌ صغيرة أو ملعقتين إلى الماء المغليّ ويُشرَب يوميّاً في الصّباح والمساء، ويُستَفاد منه لِتخفيف آلام المفاصل.

   – عصيرالجريب فروت: يُستَفاد منه في تخفيف التهاب أنسجة المفاصل، حيث يُنصَح بِشُرب كوبٍ واحدٍ يوميّاً.

   – الصّبّار: يُستفاد من خصائصه العلاجيّة لِتخْفيف آلام المفاصل.

   – زيت الكافور: لتخفيف آلام المفاصل؛ يتم خلط مِلعقة كبيرة من الكافور المَطحون مع كأسٍ ساخنٍ وليس مَغليّاً من زيت جوز الهند، ويُدلّك به المنطقة المُؤلمة.

   – القرفة: تحتوي القرفة على موادٍّ مُضادّة لالتهاب الرّوماتيزم.

   – زيت الحبّة السّوداء: يُمكن تناول كبسولات زيت الحبّة السّوداء مرّتين يوميّاً لتخفيف تورّم المَفاصل وفترة التيبُّس الصباحيّ