الإنسان بطبيعته تتجاذبه نوازع الخير ونوازع الشر ، فهو بحاجة إلى ضبط نفسه وتصرفاته ، وكبح جماح نوازع الشر فيه ، خصوصًا الشهوات والأهواء ، وتقع على عاتقه مسؤولية تزكية نفسه ، وحملها على النقاء والطهارة ، وذلك بتغليب نوازع الخير والتسامح في النفس ، وحملها على الاستجابة للفضائل والأخلاق الكريمة ، وتضبط نوازع الإنسان وميوله ، ومما يعنيه على ذلك كله الاستعفاف والعفة ،من آثار العفة الامتناع عن الرغبة ، الزهد في هذه الحياة والامتناع عن كمالياتها .
العفة هو أن يعف الإنسان نفسه عما حرم الله عز وجل ، وعما لا يليق بالإنسان أن يفعله ، والعفاف صفة أمر بها الإسلام ، وحثها علينا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، لأنها من أهم المهمات ، وتمنع الإنسان عن الكثير من الخطيئات ، وتكون حاجز له عن ممارسة ما حرم الله عز وجل ، ومن انواع العفة هي العفة عن السؤال ،لأن الطلب لغير الله مذلة ، المؤمن عفيف لا يسأل الناس ، إلا إذا اضطر إلا ذلك ، ولابد للإنسان أن يسأل عن احتياجات أخيه الفقير ، ويشعر لشعوره ، فيفطن له قبل أن يسأله ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن ناسًا من الأنصار، سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، حتى نفد ما عنده، فقال: «ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر»هذه الصفة هي التي منعت نبي من أنبياء الله عن الوقوع في الحرام ، هو يوسف عليه السلام ، ذلك الشاب ، التي توفرت فيه أسباب الوقوع في الفاحشة ، ودعته امراءة هي زوجة عزيز مصر ، والمكان آمن ، ولكن كان رد يوسف عليه السلام كما في قوله تعالى ” وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23)- يوسفأما تعريف الاستعفاف يشمل كل هذه المعاني فهو أشمل حيث يجمع العفة والمروءة ، ومن كمال الاستعفاف أن يكون الشخص متسامحًا ، ومن وسائل تحقيق الاستعفاف :
العفة والحياء
إن الحياء مطلوب من الإنسان بشكل عام ، ولكنه مطلوب من المرأة بكل الوسائل ، يجب على الملتزم أن يستحي من:
أمثلة عن العفة
العفة صفة نفسية في الإنسان ، يمكن ملاحظته من خلال تأثير انواع العفة على الإنسان ، الإمساك عن الشهوة و الزهد و حماية النفس والامتناع عن كل شيء عن طريق الطهارة التي تحمي النفس ، وتبتعد عنها من الدنيئة ، كل هذه تعتبر من آثار العفة التي بدورها تدل عليها ، إن الأمور المتعلقة بالعفة كثيرة. هنا نشير إلى بعضها.الامتناع عن إفشاء الحاجة الماليةقال الله تعالى ” لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (273) (القرآن البقرة 2: 273). العفة في الإصرار على الحجاب قال الله تعالى “وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ۖ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (60 النور). العفة عن الشهوة يقول الله تعالى “وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا ۖ وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ ۚ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (33) النور ) [1]
عفة المرأة
ومن أهم أمثلة عن عفة المرأة في القرآن الكريم هي السيدة مريم عليها السلام ، ترمز إلى الطهارة والتواضع ، ومن أجل تحقيق هذا الخلق الإسلامي يجب مراعاة الأخلاق المناسبة بطريقتين رئيسيتين. أولاً: صحة وطهارة قلب الإنسان وروحه ، وثانيًا: حفظ طهارة ذنوب الآخرين وزلاتهم ، ولقد اعتبر أهمية مراعاة العفة بطريقة ما أنه حدد التحديق للنساء للمارة مساويًا للزنا ، مؤكدًا على الحياء والابتعاد عن الزينة الظاهرة وتبرج المرأة خارج منزلها ، لذا يوصي بالالتزام باللباس المناسب ما يسمى بملابس الاحتشام ، تجنب الشهوات .
المراجع
- 1 - ashamedness and chastity .