بحث حول سوء التغذية

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ٠٦:٤٩ ، ١ سبتمبر ٢٠٢٠
بحث حول سوء التغذية

سوء التغذية

تُعرِّف منظمة الصحة العالميّة (بالإنجليزيّة: World Health Organization)، أو ما يُرمز لها اختصاراً بـ WHO، مصطلح سوء التغذية (بالإنجليزيّة: Malnutrition) بأنّه نقصان، أو زيادة مدخول الجسم من المُغذيّات، أو اختلالُ توازنِ العناصر الغذائيّة الأساسيّة، أو ضعف استخدامها، ويُعدّ نقص التّغذية (بالإنجليزيّة: Undernutrition)، والوزن الزائد (بالإنجليزية: Overweight)، من الأنواع الأساسيّة لسوء التغذية، بالإضافة إلى السمنة (بالإنجليزية: Obesity)، وغيرها من الأمراض غير السارية المُرتبطة بالنّظام الغذائيّ، وتجدر الإشارة إلى أنّ نقص التّغذية يتمثّل في عدّة أشكال، وهي؛ الهزال، ونقص الوزن أو النحافة، والتقزُّم، ونقص المُغذيات الدّقيقة وهي موضحة بشكل أكبر في المقال.[1]

ومن الجدير بالذّكر أنّ مليارات الأشخاص حول العالم يُعانون من سوء التغذية، ويواجه البعض مخاطر شديدةً نتيجةَ تطوّر بعض أنواعها، وتختلف هذه المخاطر باختلاف نمط الحياة، والبيئة المحيطة، بالإضافة إلى الموارد المُتاحة،[2] وقدْ أشارتْ منظمة الصحّة العالميّة في تقريرٍ نشرتْه عام 2019 إلى أنّ أكثر من ثلث البلدان ذات الدّخل المُنخفض والمتوسط تعاني من أنواع وأشكال مُتداخلةٍ من سوء التّغذية،[3] وقد تتراوح درجة المعاناة من سوء التّغذية ما بين بسيطةٍ إلى شديدٍ ومهدّدٍة للحياة، ويُمكن أن ينتُج سوء التغذية عن حالةٍ من الجوع الشديد (بالإنجليزية: Starvation)؛ وذلك عند استهلاك كميّاتٍ غير كافية من السعرات الحرارية، ومن المثير للاهتمام أنّ ظاهرة سوء التّغذية هي مشكلةً عالميةً كبيرةً، وخاصّةً في الدّول النّامية.[4]

أنواع سوء التغذية

يُمكن أن يظهر سوء التغذية في عدّة أنواع، وهي بحسب ما يأتي:

  • نقص التغذية: الذي يقسم إلى أربعة أشكالٍ رئيسيّة، وهي:[5]
    • الهُزال (بالإنجليزيّة: Wasting)؛ الذي يتمثّل عادةً في خسارة الوزن الشديد والمُفاجئ، وذلك نتيجة عدم تناول كميّاتٍ كافيةٍ من الطّعام، أو الإصابة بمرضٍ مُعدٍ؛ كالإسهال، أو كلاهُما، الأمر الذي يُسبّب انخفاضاً في الوزن بالنّسبة إلى الطول.

    • التقزّم، أو نقص النمو (بالإنجليزيّة: Stunting)؛ حيث يظهر في هذه الحالة نقص الطّول بالنّسبة للعمر؛ وذلك نتيجة نقص التغذية المُزمن، أو المُتكرّر، ويعود ذلك غالباً للعديد من الأسباب، مثل: الظروف الاجتماعية والاقتصادية السيئة، أو تكرار الإصابة بمرضٍ معيّنٍ، أو سوء صحّة الأم وتغذيتها، أو التغذية والرّعاية غير المناسبة للطفل في مراحل عمره المُبكّرة، أو جميع ما ذُكر، ومن الجدير بالذّكر أنّ التقزّم يقلل من قدرة الأطفال على تحقيق النمو بالشكل السليم في الجانب البدنيّ والمعرفيّ.

    • نقص الوزن (بالإنجليزيّة: Underweight)؛ وهي حالةٌ تتمثّل في انخفاض وزن الطّفل بالنّسبة لعمره، وقدْ يُعاني إلى جانبها من التقزّم، أو الهُزال، أو كلاهما.

  • سوء التغذية المُرتبِط بمستوى المُغذّيات الدّقيقة: يظهر هذا النّوع من سوء التغذية على شكلَيْن مُختلفَيْن، وهما؛ نقْص المُغذِّيات الدّقيقة (بالإنجليزيّة: Micronutrient deficiencies)، أو زيادتها (بالإنجليزيّة: Micronutrient excess)، ويُشار إلى المعادن والفيتامينات على أنّها مُغذّياتٌ دقيقةٌ تُمكِّن الجسم من إنتاج الهرمونات، والإنزيمات، وغيرهما من المواد الأساسيّة الضروريّة للتطوّر والنموّ السليم، فعلى سبيل المثال؛ يُعدّ عنصر اليود، وفيتامين أ، والحديد، من المُغذّيات الأكثر أهميّةً؛ إذ إنّ نقصُهم يُشكل خطراً على صحّة السكّان حول العالم، وخاصّةً الأطفال والنّساء الحوامل في البلدان ذات الدّخل المُنخفض.

  • نقص التغدية الثانويّ: حيث إنّ هذا النوع لا يرتبط بالنظام الغذائيّ؛ وإنّما يحدث نتيجة الإصابة ببعض الأمراض التي تمنع امتصاص الجسم للعناصر الغذائيّة، ومن هذه الأمراض؛ الإسهال، والعدوى، والحصبة، وغيرها، كما يُمكن أن يحصل نتيجة تعرّض الجسم لمُسبّبات الأمراض؛ كالطفيليات المعويّة، وغير ذلك.[6]

  • فرط التغذية: (بالإنجليزيّة: Overeating)؛ وهو استهلاك الطّعام بكميّاتٍ كبيرةٍ مُقارنةً مع حاجة الجسم، وعلى الرّغم من انتشاره الواسع قديماً في دول العالم المُتقدّم؛ إلّا أنّه يظهر حاليّاً في البلدان ذات الاقتصادات النّاشئة.[6]

أسباب سوء التغذية

تُوضّح النّقاط الآتية بعض الأسباب التي تؤدي إلى سوء التغذية:[7]

  • نقص الطّعام؛ إذ يُعدّ ذلك شائعاً بين محدودي الدّخل، والمُشرّدين.

  • صعوبة تناوُل الطّعام؛ نتيجة وجود ألمٍ في الأسنان، أو المعاناة من آفات الفم المؤلمة.

  • عسر البلع (بالإنجليزية: Dysphagia)، وصعوبته.

  • فقدان الشهيّة؛ وذلك تِبعاً لمجموعةٍ من الأسباب، مثل: الإصابة بالسرطانات، والأورام، وأمراض الكبد أو الكلى، والعدوى المزمنة، بالإضافة إلى الاكتئاب، وغيرها من الاضطرابات النفسية، وغير ذلك.

  • اضطرابات الأكل؛ كفقدان الشهية العصابي (بالإنجليزيّة: Anorexia nervosa)؛ إذ لا يحصل المرضى المُصابون به على التغذية الكافية.

  • الإصابة بالإسهال، أو القيء المستمرّ، أو الغثيان.

  • اضطرابات الصحّة النفسية؛ كالاكتئاب، وغيره، حيث أشارتْ دراسةٌ نشرتْها مجلّة Iranian Journal of Public Health عام 2011 وأجريت على كبار السن إلى أنّ معدّل انتشار سوء التّغذية كان أعلى بنسبة 4% لدى المُصابين من بينهم بالاكتئاب مُقارنةً بالأصحّاء.[8][2]

  • عدم القدرة على الحصول على الطعام، وإعداده؛ إذ أظهرتْ دراسةٌ قائمة على الملاحظة نشرتْها مجلّة Journal of Nursing Scholarship عام 2017 وأجريت على كبار السنّ أنّ ضعف بنية الجسم، والعضلات وقوتها، إضافةً إلى صعوبة الحركة، تُعدّ من العوامل التي تُضعِف مهارة إعداد الطّعام، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بسوء التغذية.[9][2]

  • انعدام الأمن الغذائيّ، أو عدم القدرة على الحصول على الغذاء الكافي أو ميسور التكلفة؛ إذ أشارتْ الأبحاث أنّ هذه العوامل ترتبط بخطر الإصابة بسوء التغذية لدى الأطفال والبالغين وكبار السن مثل ما ذكرته دراسة قائمة على الملاحظة نشرت في مجلة Journal of Health Economics عام 2004،[10] وأخرى أيضاً نشرت في مجلة American Academy of Pediatrics عام 2006، وغيرهم.[11][2]

  • الإصابة بأمراضِ في الجهاز الهضميّ، واضطرابات في امتصاص الطّعام؛ كداء كرون (بالإنجليزيّة: Crohn’s disease)، وفرط النمو البكتيري في الأمعاء، والدّاء البطنيّ (بالإنجليزيّة: Coeliac disease).[2]

  • الإفراط في استهلاك الكحول والذي قد يسبب عدم استهلاك كميات كافية من البروتين والمواد الغذائية الدقيقة وغيرها مما يرتبط بارتفاع خطر الإصابة بسوء التغذية.[2]

  • الإفراط في استهلاك المواد الغذائية الغنية بالسعرات الحرارية؛ كالدّهون، أو الكربوهيدرات، أو البروتينات مقارنة مع حاجة الجسم مما يؤدي إلى تراكم الكميات الزائدة في الجسم على شكل دهون والتي تسبّب بدورها زيادة الوزن في حال عدم تحسين مستوى النّشاط البدنيّ.[12]

  • الإفراط في استهلاك المُغذّيات الدّقيقة؛ ويكون ذلك عادةً عبرَ استهلاك كميّاتٍ كبيرةٍ من المُكمّلات الغذائيّة، إذ إنّه من النّادر الحصول على هذه الكميات من خلال الطّعام فقط، وتجدر الإشارة إلى أنّ الإفراط في الحصول على هذه المُغذّيات؛ كتناول كميّةٍ كبيرةٍ من أقراص الحديد مرّةً واحدةً، قد يسبب الإصابة بالتسمّم الحادّ.[12]

الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بسوء التغذية

يُعدّ مختلف الأشخاص عرضة للإصابة بسوء التّغذية، إلّا أنّه أكثر انتشاراً بين الفئات الآتية:[13]

  • المُصابون بمُشكلاتٍ صحيّةٍ، طويلة الأمد، والتي تؤثّر بدورها في الشهيّة، أو الوزن، أو عمليّة امتصاص المُغذّيات في الأمعاء، أو جميعها معاً؛ كداء كرون.

  • المصابون بعسر البلع.

  • أصحاب الدّخل المحدود، أو الذين يتصفون بالعزلة الاجتماعية، أو الذين يُعانون من صعوبة التنقّل والحركة.

  • الذين يحتاجون إلى استهلاك سعرات حرارية بكميات أعلى، مثل: مرضى التليّف الكيسيّ، والذين يتعافون من الإصاباتٍ والحروق الخطيرةٍ، ومرضى الرّعاش (بالإنجليزيّة: Tremor).‏

  • كبار السنّ الذين تصل أعمارهم إلى 65 عاماً وأكثر.

  • الذين يعتمدون في تغذيتهم على الآخرين وبالتالي فهم أكثر عُرضةً للإصابة بسوء التغذية الأوليّ (بالإنجليزية: Primary malnutrition)، مثل: الرضّع، وكبار السنّ، والسجناء، والأطفال، وذوي الإعاقة الجسديّة أو العقليّة.[14]

  • الذين يُعانون من اضطرابات تناول الطّعام؛ إذ إنّهم قد يكونون أكثر عرضةً للإصابة بسوء التغذية الثانويّ (بالإنجليزية: Secondary malnutrition)، وتحدث هذه الاضطرابات نتيجة وجود مشاكل في الهضم، أو امتصاص المُغذّيات، أو استخدامها في الجسم، وعلاوةً على ذلك فإنّ الإصابة بالسرطان، واضطرابات الأكل، والسُّلّ، والإيدز، بالإضافة إلى العمليّات الجراحيّة يُمكن أن يؤثّر في الشهيّة، أو امتصاص الطّعام؛ الأمر الذي يؤدّي إلى الإصابة بسوء التغذية.[14]

مظاهر سوء التغذية

تتعدّد المظاهر والأعراض المُصاحبة لسوء التّغذية، ومنها ما يأتي:[15][16]

  • فقدان الشهيّة، أو قلّة الرغبة باستهلاك الطَعام والشراب.

  • التعب، والتهيج (بالإنجليزيّة: Irritability)

  • عدم القدرة على التركيز.

  • الشعور المستمرّ بالبرد.

  • الاكتئاب.

  • انخفاض كتلة العضلات، وأنسجة الجسم، وخسارة الدّهون.

  • ارتفاع خطر الإصابة بالأمراض، وزيادة المدّة اللازمة للشفاء.

  • الحاجة إلى فترةٍ أطول للشفاء عند التعرّض للجروح.

  • ارتفاع خطر حدوث المضاعفات بعد العمليّة الجراحيّة.

  • تقصّف الشعر.

  • بطء في النموّ.

  • انتفاخ البطن.

  • جفاف الجلد.

  • الإعياء.

  • الصداع.

  • تشقّق الأظافر.

  • السمنة، أو زيادة الوزن، أو النحافة.

  • تقشّر الجلد.

  • ضعْف وظائف جهاز المناعة.

  • قصر القامة.

  • انتفاخ الأطراف.

تشخيص الاصابة بسوء التغذية

توجد العديد من الطّرق التي يلجأ إليها الطّبيب المُختصّ لتشخيص الإصابة بسوء التغذية، حيث يُمكنه التحقّق من الطول والوزن، وقد يسأل عن الوجبات المتناولة؛ وذلك للتأكّد من مدى الحصول على المُغذّيات والسعرات الحراريّة الكافية، كما يمكن أن يطلب الطّبيب إجراء فحوصاتٍ عديدةٍ للدّم؛ للكشف عن وجود نقصٍ في بعض العناصر الغذائيّة في الجسم.[17]

وتجدر الإشارة إلى أنّه يُمكن إجراء فحصٍ بسيط من خلال قياس محيط منتصف الذراع العلوي (بالإنجليزية: Mid Upper Arm Circumference) أو اختصاراً بـ MUAC؛ والذي يُحدّد إذا ما كان المريض يُعاني من النّحافة، بالإضافة إلى أنّه يُمكن أن يتأكد الطّبيب من وجود أعراض الإصابة باحتباس الماء في الجسم، وحدوث تغيّراتٍ في لون الشعر والجلد، وانتفاخ البطن، وتضخّم الكبد.[14]

طرق الوقاية من سوء التغذية

يجبُ الحرص على تزويد الجسم بالعناصر الغذائيّة المُختلفة عبرَ تناول أطعمةٍ مُتنوّعة للوقاية من سوء التغذية، كما أنّه ينبغي على بعض الفئات؛ ككبار السنّ، والأطفال، والمُصابين بأمراضٍ شديدةٍ أو مُزمنةٍ، التأكّد من حصولهم على المُغذيّات التي يحتاجونها، ويوصى مراجعة الطّبيب المُختصّ من قِبَل الذين تظهر عليهم علامات سوء التغذية، أو نقصها،[15] وفيما يتعلّق بالبلدان التي تُعاني من مشكلة سوء التغذية؛ فإنّ الأمر يتطلّب مساعدتها على تطوير أنظمةٍ وبرامج مناسبةٍ للتقييم والمراقبة.[18]

ومن الجدير بالذّكر أنّ النظام الغذائيّ الصحيّ والمُتوازن، الذي يُوصى به للحدّ من خطر الإصابة بسوء التغذية، يتكوّن من مجموعات الطّعام الأربعة الرئيسيّة الآتية:[19]

  • الخبز، والأرز، والبطاطا، وغيرها من النشويّات؛ إذ تحتوي هذه الأصناف على كميّةٍ كبيرةٍ من السعرات الحرارية التي تُزوّد الجسم بالطّاقة، بالإضافة إلى الكربوهيدرات التي يتمّ تحويلها إلى السكّر اللازم لإنتاج الطّاقة أيضاً.

  • الحليب ومُنتَجات الألبان؛ حيث تُزوّد هذه الأطعمةُ الجسمَ بالدّهون، والسكريّات البسيطة؛ كاللاكتوز (بالإنجليزيّة: Lactose)، بالإضافة إلى المعادن المُختلفة؛ كالكالسيوم.

  • الفواكه والخضروات؛ إذ إنّها تُعدّ مصدراً رئيسيّاً للفيتامينات، والمعادن، بالإضافة إلى الألياف الغذائيّة التي تُعزّز صحّة الجهاز الهضميّ.

  • اللّحوم، والدّواجن، والأسماك، والبيض، وغير ذلك من مصادر البروتين؛ حيث إنّها تُشكّل لبنةً أساسيّةً في بناء الجسم، وتُساعد على أداء العديد من وظائفه، وكذلك وظائف الإنزيمات المُختلفة.

حل مشكلة سوء التغذية

يعتمدُ علاج مشكلة سوء التغذية على المُسبّب الرئيسيّ لها، والطريقة التي يُعاني بها الشخص من هذه المُشكلة، وبناءً عليه فقدْ يحتاج المريض إلى اتباع النصائح والإرشادات من أخصائي التغذية أو الطبيب المُختصٍّ، وكذلك تلقي الرعاية والدعم في المنزل من خلال أفراد البيت، وقد يتطلّب الأمر متابعة العلاج في المستشفى؛ وذلك في الحالات الشديدة، وفيما يأتي توضيح بعض الحلول المُقترحَة لسوء التغذية:[13][20]

  • العلاج في المنزل: يتمّ اتّباع بعض الطّرق في المنزل للحصول على العلاج المُناسب لسوء التّغذية، ومنها ما يأتي:
    • تغيير النمط الغذائيّ، واستخدام المُكمّلات: يُمكن لأخصّائيّ التغذية أن يقترح بعض التغييرات على النّظام الغذائيّ الذي يتّبعه المريض؛ للتأكّد من حصوله على العناصر الغذائيّة الكافية، وقد يَنصَح الأطبّاء، والمُختصّون، في بعض الحالات التي لا تكفي فيها التغيّرات المقترَحة الآتية، باستهلاك المكمّلات الغذائيّة للحصول على كميّةٍ كافيةٍ من المُغذيات:
      • اتّباع نظام غذائيّ صحيّ أكثر توازناً.

      • تناول الأطعمة المُدعمة (بالإنجليزيّة: Fortified foods)؛ التي تحتوي على كميّاتٍ كبيرةٍ من المُغذيات.

      • تناول وجباتٍ خفيفةٍ بين الوجبات الرئيسيّة.

      • استهلاك المشروبات الغنيّة بالسعرات الحرارية.

    • الحصول على خدمات العناية والدّعم: يحتاجُ بعض الذين يُعانون من مشكلة سوء التّغذية إلى العنايةٍ الشديدةٍ؛ للمساعدة على التعامل مع بعض المُعيقات المُرتبطة بهذه المُشكلة؛ كصعوبات الحركة، وقدْ تتضمّن خدمات العناية بعضاً ممّا يأتي:
      • العلاج الوظيفيّ (بالإنجليزيّة: Occupational therapy)؛ إذ يُمكن للمعالج الوظيفيّ تحديد المشاكل المُرتبطة بالنّشاطات اليوميّة للمريض، وإيجاد الحلول المُناسبة لها.

      • استهلاك الطّعام في المنزل، أو طلب هذه الخدمة من الجهات المُختصّة التي تُقدم الطعام المُحضر منزلياً مقابلَ رسومٍ مالية مُعيّنةٍ.

      • علاج النطق واللغة؛ حيث يُعلّم أخصائيو أمراض النطق واللغة المريض بعض التمرينات التي تُساعد على التّخفيف من مشاكل البلع، بالإضافة إلى تقديم النّصائح المُرتبطة بتغيير النظام الغذائيّ كإضافة الأطعمة التي تمتاز بسهولة بلعها.

  • العلاج في المستشفى: تستخدم المُستشفيات بعض الأساليب للعلاج المُناسب لسوء التّغذية وذلك في حال عدم القدرة على بلع الطعام، ومنها ما يأتي:
    • أنبوب التغذية (بالإنجليزيّة: Feeding tube)؛ الذي يستخدَم في حالة عدم قدرة المريض على بلع الطّعام، وينقسم إلى نوعين رئيسيّين، وهما؛ الأنبوب الأنفيّ المعديّ (بالإنجليزيّة: Nasogastric tube)؛ الذي يتمّ إدخاله من خلال الأنف، ويستمر دخوله حتى يصل إلى المعدة، وأنبوب فغر المعدة بالمنظار عبر الجلد (بالإنجليزيّة: Percutaneous endoscopic gastrostomy tube)؛ الذي يتمّ وضعه في المعدة خلال إدخاله إلى البطن باستخدام الجراحة.

    • التغذية بالحقن (بالإنجليزيّة: Parenteral nutrition)؛ حيث يتمّ فيها إيصال المُغذيات مباشرة إلى مجرى الدم من خلال حقنها في الوريد، وقدْ يكون من الضروريّ اتّباع هذه الطريقة عندما يكون أنبوب التغذية غير مناسبٍ.

وللمزيد من المعلومات حول علاج سوء التغذية عند الأطفال الرضع يمكنك قراءة مقال علاج سوء التغذية عند الأطفال الرضع.

مضاعفات سوء التغذية

يُؤثّر سوء التغذية في وظائف أعضاء الجسم، واستشفائها، وفيما يأتي توضيح مُضاعفاتها تِبعاً لمقالةٍ نشرتْها مجلّة Clinical Medicine Journal عام 2010:[21]

  • التأثير في وظائف الجهاز الهضميّ: تُساهم التّغذية الكافية في الحفاظ على وظائف الجهاز الهضميّ، وعلى العكس من ذلك فإنّ سوء التغذية المُزمن يُؤثّر في وظيفة الإفراز الخارجيّ في البنكرياس، وتدفّق الدّم في الأمعاء، ونفاذيتها، وغير ذلك.

  • التقليل من المناعة، وشفاء الجروح: تُضعِف سوء التغذية من المناعة الخلويّة (بالإنجليزيّة: Cell-mediated immunity)؛ الأمر الذي يرفع من خطر الإصابة بالعدوى.

  • المعاناة من الآثار النّفسية والاجتماعيّة: إذ يُؤدّي سوء التّغذية إلى الإصابة بالاكتئاب، والقلق، وإهمال تلبية الاحتياجات الأساسية، واللامبالاة.

  • ضعف البنية الجسديّة: حيث يُصاب الذي يُعاني من سوء التّغذية بضعف العضلات، وانخفاض كتلة العظام؛ ممّا قد يُؤدّي إلى خطر السّقوط والكسور.[22]

  • خطر الوفاة: حيث يزيد سوء التغذية من خطر حدوث الوفاة.[22]
للمزيد من المعلومات حول مضاعفات سوء التغذية يمكنك قراءة مقال أمراض ناتجة عن سوء التغذية.

أسئلة شائعة حول سوء التغذية

ما هو سوء التغذية عند الأطفال


يحدث سوء التّغذية عند الأطفال نتيجة نقص البروتينات، والطاقة، والمُغذيات الدّقيقة (بالإنجليزيّة: Micronutrients) التي تشتمل على الفيتامينات، والمعادن، وقد يتمثّل سوء التّغذية لدى الأطفال والرضّع بنقص نموّهم أو التقزم، وإصابتهم ببعض الأمراض؛ كالسغل، أو ما يُعرف بالمارزمس (بالإنجليزيّة: Marasmus)، ومرض الكواشيوركور (بالإنجليزيّة: Kwashiorkor)،[14] ومن الجدير بالذّكر أنّ الأطفال المُصابين بسوء التّغذية يُعانون إمّا من نقص التّغذية (بالإنجليزية: Undernourished) الذي يتمثل بانخفاض مستوى الطاقة أو الكمية المستهلكة من البروتين أو المغذيات الدقيقة مقارنة مع حاجة الجسم، أو فرط التغذية (بالإنجليزية: Overnourished) الذي يُعرف باستهلاك المواد الغذائية بكميات مفرطة.[23]

ومن المثير للاهتمام أنّ ربع أطفال العالم تقريباً مُصابون بسوء التّغذية، لذلك فإنّه من المهمّ الحرص على تزويد الطّفل بغذاءٍ صحيٍّ ومُتوازنٍ؛ خاصّةً خلال أول سنتين ونصفٍ من حياته، فعلى سبيل المثال؛ يُمكن لنقْص المُغذيات الدّقيقة في النظام الغذائيّ للطّفل أنْ يَحدّ من نموّه العقلي، والبدنيّ.[24]

ما العلاقة بين سوء التغذية وفقر الدم


يُمكن أن يسبّب سوء التغذية الإصابة بفقر الدم الناجم عن سوء التغذية (بالإنجليزيّة: Nutritional-deficiency anemia) وذلك بسبب عدم توازن النظام الغذائي، أو الإصابة ببعض المشامل التي تُعيق امتصاص العناصر الغذائية، ممّا يؤثّر على خلايا الدم الحمراء بطُرق مُختلفة كانخفاض عددها، أو انخفاض مستويات الهيموجلوبين فيها، أو التسبّب في حدوث خلل في عملها، وتجدر الإشارة إلى أنّ فقر الدم الناتج عن نقص الحديد هو النوع الأكثر شيوعاً لفقر الدم.[25]للاطّلاع على المزيد من المعلومات يمكنك قراءة مقال سوء التغذية وفقر الدم.


ما الفرق بين نقص الغذاء وسوء التغذية


يُعرَّف نقص الغذاء على أنّه استهلاك كميّاتٍ غير كافيةٍ من الطّاقة والمُغذيات، بحيث لا تُلبّي احتياجات الفرد اللازمة للحفاظ على صحّته،[26] ويعدّ نقص الغذاء أحد أنواع سوء التغذية، ويُمكن أن يؤدّي إلى تأخّر النموّ، أو الهزال، أو فقدان الوزن، وقد ينتج من نقص الفيتامينات، والمعادن، وغير ذلك من المواد الأساسيّة التي يحتاجها الجسم لأداء وظائفه،[15] ومن الجدير بالذّكر أنّ نقص الغذاء ينتشرُ بشكلٍ واسعٍ حول العالم، ويُعدّ سبباً رئيسيّاً في زيادة عبء المرض العالميّ؛ وخاصّةً في البلدان ذات الدّخل المُنخفض، والمُتوسّط.[6]

أمّا سوء التغذية فكما ذُكِر سابقاً؛ فإنّه يتمثّل في عدم الحصول على كميّاتٍ كافيةٍ من العناصر الغذائية، أو حتى الحصول عليها بكميّاتٍ مفرطة، ويُعدّ أكثر العوامل التي ترتبط بالإصابة بالأمراض حول العالم،[12] وعندما يحدث سوء التغذية نتيجة نقص أحد العناصر الغذائيّة الأساسيّة في النظام الغذائيّ للفرد؛ فإنّه يؤثّر في النموّ، والصحّة البدنيّة، والمزاج، والسلوك، وغير ذلك من وظائف الجسم،[27] وقد يحدث سوء التغذية نتيجة الإصابة ببعض الأمراض، مثل: السرطان، والإيدز، بالإضافة إلى أنّه يُمكن أن يكون أحد الآثار الجانبية لجراحة المَعدة.[28]
وللمزيد من المعلومات حول نقص التغذية يمكنك الاطلاع على مقال نقص التغذية.

المراجع