بماذا تشتهر مدينة بعلبك ” مدينة الشمس “

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2021-02-09
بماذا تشتهر مدينة بعلبك ” مدينة الشمس “

سبب تسمية مدينة بعلبك مدينة يليوبولس أو مدينة الشمس

إن مدينة بعلبك من المدن الفينيقية القديمة والي توجد في ما تُعرف اليوم بلبنان أو سويسرا الشرق  وبالتحديد في شمال بيروت بوادي البقاع، وقد كانت المدينة مأهولة بالسكان منذ عام 9000 قبل الميلاد، وتطورت لتصير من المواقع الهامة للحج بالعالم القديم إذ كانوا يعبدون إله السماء (بعل) وزوجته (عشتروت) ملكة السماء في الديانة الفينيقية واسم بعلبك يدل على اللورد بعل وادي البقاع، ومركز بعلبك كان عبارة عن معبد حجمه كبير خاص ببعل وعشتروت، وما تزال بقايا ذلك المعبد القديم إلى ذلك اليوم تحت المعبد الروماني لجوبيتر بعل، والمدينة موضوعة بقائمة اليونسكو كأحد مواقع التراث العالمية.[1]

واسم بعلبك، بفتح الباء الموحدة ثم تُسكن العين، وتُفتح اللام والباء والكاف المشددة، وقد قام المسعودي بضبطها – بعلبك – بفتح العين وتسكين اللام، وهي لغة عامة الناس، واسمها مركب من (بعل- بك) ولا جدال عن هذا، في حين أن الأقاويل قد تكاثرت عن اللغة الأولى التي تم انطلاق الاسم منها، ومن تلك الأقاويل ما يلي:[2]
  • قيل أنها اسم فينيقي (بعل- بك) أي (بيت البعل) أو (مدينة البعل)، وكان لدى (جان دي لاروك) اعتقاد بأن الاسم قد جاء من “بعلثث” اسم إلهة السوريين، والبعل عبارة عن صنم تقمص معبودات وثنية متنوعة في مراحل زمنية متتالية، فهو “هدد” جوبيتر (المشتري) البعلبكي، أي الشمس عند اليونان (هيليوس) أو (باخوس) إله الخمر.
  • وفي أقاويل (ديبوكاج) أن اسم (بعل-بك) تأويله هو مدينة الشمس، وقد سماها اليونانيون (هيليوبولس) بعد ترجمة اسمها بالترجمة الدقيقة، إذ أن “بك” معناها بولس أو “مدينة”، والمقاربة لا تختفي بين بعل “شمس الفينيقيين” و”إليو” شمس اليونانيين، وقد قام “كاران” بتأكيد ذلك الرأي لأن الشمس كانت تُعبد من أهلها.
  • ثم عمل الرومانيون على تقرير ذلك الاسم (هيليوبولس) لأن عبادة الشمس كانت شائعة إذ أنها واحدة من الآلهة الرئيسة في العبادات بسوريا، وقد أُطلق عليها بعض الأساطير كما أُطلق على جوبيتر وغيره، اسم بعل أو إله.
  • ولكن العرب اعتمدوا الاسم الوطني القديم لها (بعلبك)، وكان منتشرًا بينهم قبل الإسلام إذ ذكرها الشعراء في التالي:
  1. ذكرها الشاعر الجاهلي (امرؤ القيس الكندي) حينما عبرها عندما كان ذاهبًا إلى بيزنطة قبل انتهاء القرن الخامس الميلادي، إذ قال: “لقد انكرتني بعلبك وأهلها ولابن جريج في قرى حمص انكرا”
  2. وذكرها (عمرو بن كلثوم التغلبي) في معلقته: “وكأس قد شربت ببعلبك واخرى في دمشق وقاصرينا”
  3. كما ذُكرها (النابغة الشيباني) في شعره: “أرقت وصاحبي ببعلبك وأرقني الهموم مع التشكي”

أما بطليموس فقد قال عنها التالي: “مدينة بعلبك في الإقليم الرابع طولها 68 و 20 د.، وعرضها 37 وثلث. وفي التعريفات الحديثة: تقع في عرض 34 درجة و 10 دقائق شمال خط الإستواء و36 درجة و11 دقيقة شرق “غرينتش”، ويتراوح إرتفاعها عن سطح البحر بين 1165م (مركز المدينة) و1200م في تلة الشيخ عبد الله، وتبعد عن العاصمة اللبنانية بيروت مسافة 84 كلم”.[2]

آثاربعلبك

إن مدينة بعلبك تُعد أعظم الكنوز الرومانية في لبنان وتُعتبر واحدة من عجائب العالم القديم، كما أنها أكبر أعرق المعابد الرومانية، كما أنها من أجود المعابد المحفوظة، وقدواجهت الآثار في بعلبك على مر الزمان حوادث السرقة إلى جانب أنها قد عانت من الحروب والزلازل، فضلًا عن الكثير من الإضافات في العصور الوسطى،ومن الحظ الجيد أن الزوار الجدد يمكنهم مشاهدة المدينة في صورة قريبة من شكلها الأصلي وهذا يرجع إلى ما قام به علماء الآثار الألمانين والفرنسيين وكذلك اللبنانيين في المائة عام الماضية، ومن آثار المدينة ما يلي:[3]

الأعمدة الستة الشهيرة

توجد الأعمدة الكورنثية الستة في المعبد الكبير أو “معبد جوبيتر” وتكون أول ما يشاهده الزوار في مدينة بعلبك، ومن الجدير بالذكر أنها توجد على عمق 22 مترًا تحت الأرض، وهي والمدخل العلوي يمنحان فكرة عن مدى وسع النطاق للهيكل القديم،ويتشكل التنوير القائل من 4 أقسام وهي:[3]

  • المدخل الضخم أو Propylaea.
  • المحكمة السداسية.
  • المحكمة الكبرى.
  • وأخيرًا المعبد نفسه حيث توجد الأعمدة الستة المعروفة. 

بماذا تشتهر مدينة بعلبك ” مدينة الشمس “

حجر الزاوية

يصل حجم الحجر إلى ما يتعدى مائة طن، وهذا ما جعل علماء الآثار والعلماء وكذلك المؤرخين في العصر الحالي حائرين حول  الطريقة التي تم بها نقل الأحجار، ومن أين تم نقلها، ويُطلق عليها اسم (أحجار بعلبك)، وكانت موضوع النقاش والبحث لعدد كبير من الناس.[1]

بماذا تشتهر مدينة بعلبك ” مدينة الشمس “

معابد بعلبك

في مدينة بعلبك يوجد مجمع معابد يُعرف باسم (مجمع بعلبك) ويتكون من:[3] 

المعبد الصغير أو معبد باخوس

إلى جانب مجمع جوبيتر يوجد معبد (باخوس) وهو عبارة عن مبنى منفصل تم بناءه أثناء النصف الأول من القرن الثاني الميلادي، ومن الجدير بالذكر أن المعبد تم المحفاظة عليه بصورة جيدة وبشكل واضح، وفي حين أن معبد جوبيتر كان خاصًا بالعبادة العامة للثالوث الهليوبوليتان، فكان معبد باخوس مُخصصًا لعبادة غامضة جديدة تدور حول إله بعلبك الشاب، وتم وضع ذلك الإله على أنه إله الشمس والنمو.

بماذا تشتهر مدينة بعلبك ” مدينة الشمس “

المعبد الدائري أو معبد فينوس

تم إنشاء ذلك المعبد المُشابه للأحجار الكريمة في جنوب شرق الأكروبوليس بالقرن الثالث الميلادي، وما يميز المعبد هو التصميم الخاص به والحجم وتوجهه تجاه معبد جوبيتر عن معابد بعلبك الأخرى، وتُساهم تلك الصفات كذلك على أنه عُرف بأنه معبد (ثروة بعلبك)، أي إله الوصاية للمدينة وتحت حماية العظماء من الآلهة.

بماذا تشتهر مدينة بعلبك ” مدينة الشمس “

السياحة فيبعلبك

هناك عدة اماكن سياحية في شمال لبنان ولكن تعد مدينة بعلبك واحدة من أكثر المواقع التي يتم زيارتها في لبنان وهذا يرجع إلى تاريخ المدينة وما تمتلكه من أهمية ثقافية، ويأتي الزوار من كافة نواحي العالم كل سنة لرؤية كل ما تقدمه المدينة، وفي التالي بعض المناطق السياحية التي يمكن زيارتها في مدينة بعلبك:[4]

الآثار الرومانية

إن الآثار الرومانية في المدينة تُعد واحدة من المعالم الشهيرة في لبنان، وتكون هامة لأي زائر يذهب إليها، وقد كانت المعابد في الأصل من مواقع العبادة الفينيقية، ثم قام الرومان بالاستيلاء عليها بعد أن استعمروا المدينة، كما واجهت المدينة كذلك العصور المسيحية والإسلامية لتصبح على ما هي عليه الآن، ولذا يجب على من يزورها أن يتجول في الدرجات التاريخية مع تأمل المباني العالية في المدينة.

بماذا تشتهر مدينة بعلبك ” مدينة الشمس “

حجر المرأة الحامل

وهو من القطع الأثرية الخاصة بالرومان، وقد كان حجر المرأة الحامل عبارة عن كتلة متراصة، ويُعتبر واحد من القطع الكبيرة التي قام المُنقبين بالتنقيب عنها على مدار الوقت، ويوجد العديد من القصص التي تتعلق باختيار ذلك الاسم له، وتلك القصص هي التالي:

  • أول قصة هي أن الحجر يزيد من الخصوبة.
  • اعتقد الناس كذلك أن هناك امرأة حامل قامت بإدعاء أن لديها القدرة على تحريك الصخرة إذا تم إطعامها.
  • الحجر جزء من ثلاثة أحجار متراصة اُكتشفت في الموقع، وهناك اعتقاد بأنها أكبر من هذا بكثير.

بماذا تشتهر مدينة بعلبك ” مدينة الشمس “