تعرّف على نظام التعليم في أستراليا

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/17
تعرّف على نظام التعليم في أستراليا

مثل العديد من البُلدان، ينقسم نظام التعليم في استراليا على نحو واسع إلى ثلاثة مجالات رئيسية: المدرسة الابتدائية، والمدرسة الثانوية، والتعليم العالي. وتتميز كل من هذه المجالات بوجود مؤسسات عامّة (بتمويل حكومي) وأخرى خاصّة (بتمويل مُستقلّ)، على الرغم من أن مُعظَم المؤسسات الخاصة تحصُل أيضًا على بعض التمويل الحكومي. سنتعرّف هنا على تظام التعليم الاسترالي مع إضافة معلومات على كُل راغب في الدراسة في استراليا معرفتها قبل اتخاذه قراره النهائي.


المدرسة الابتدائية/ المدرسة الثانوية


هذه المدارس هي لأولئك الطلاب الراغبين في الدراسة في المرحلة الابتدائية أو الثانوية وبرامج تبادُل الطلاب المُعتَمدَة في المدارس الثانوية. ويُمكن للطلاب الالتحاق بالمدارس الخاصّة أو الحكومية من سن 1 إلى 12 عام. ويُمكن أن يُصاحِب الطالب أحد الوالدين أو الأوصياء عليه، أو تُعيِّن المدرسة وصيَّا له.


التعليم العالي


يختلف التعليم العالي في أستراليا عن العديد من البُلدان الأخرى في أنه ينقسم إلى قطاعين؛ التعليم والتدريب المِهَني (VET) والتعليم العالي.


أولاً: التعليم والتدريب المِهَني


جميع الدول لديها قطاع للتعليم العالي والذي يربط الأشخاص بينه وبين الجامعات، ولكن أستراليا هي إحدى البلدان القليلة التي لديها قطاعًا للتعليم المهني حيث يُقيَّم المُتدرِّب حسب ما يمتلكه من كفاءات وقدرات، ويُركِّز على تطوير المهارات المتعلِّقة بحرفة أو مجال تخصُّص يحتاج إلى مهارة.


وفي الواقع، قطاع التعليم والتدريب المهني في أستراليا معروف عالميًا بأنه يُوفِّر أفضَل ممارسة في العالم في التدريب المِهَني، والمؤهلات التي تمنحها مؤسسات التعليم والتدريب المهني الأسترالية معروفة على مستوى العالم، ويتألَّف قطاع التعليم والتدريب المهني من مؤسسات تدريب حكومية وخاصَّة، يُشار إليها مُجتَمِعة باسم “مُؤسسات التدريب المُسجَّلة” (RTOs).


وتُعرَف المؤسسات المُمَوَّلة من الحكومة أو مؤسسات التدريب العامَّة بكليات أو معاهد التعليم الفني والتكميلي، أو اختصارًا “TAEF”. وتُقدِّم جميع معاهد “TAEF” مجموعة من الدورات التدريبية من مستوى الشهادة إلى الدبلومة المُتقدِّمة، وبات عددًا مُتزايدًا يُوفِّر الآن دورات للحصول على شهادة جامعية (بكالوريوس).


وفي حين تُقدِّم جميع معاهد “TAEF” مجموعة – إلى حدِّ ما – موحَّدة من مواضِيع التدريب الأساسية، إلا أن هناك العديد منها أيضًا يوفِّر تدريبًا في مجالات أكثر تخصُّصًا، ترتبِط غالبًا بمُتطلبات المهارات المُعيَّنة اللازمة للقوى العاملة في المنطقة المُحيطة.


ويتميَّز قطاع التعليم والتدريب المِهني في أستراليا بعدد كبير ومتنوع من مؤسسات التدريب الخاصَّة. وكما هو الحال في “TAEF”، فإن مُعظَم الكليات الخاصة تُقدِّم موضوعات دراسة أساسية موحَّدة مثل الأعمال وتكنولوجيا المعلومات، ولكن هناك العديد منها أيضًا يوفر تخصصات في مجالات مُحددة من الموضوعات الأساسية ومجموعة متنوعة وواسعة من الدورات التدريبية الأخرى.


يحصُل الطلاب الراغبين في الحصول على تدريب في مجالات مثل هندسة الصوت لصناعة الموسيقى أو تصميم الصور والجرافيك باستخدام الكمبيوتر للرسوم المتحركة الرقمية والألعاب، والعديد من العلاجات الطبيعية أو البديلة وحتى التدريب على الطيران، على خدمة جيدة من جانب الكلية المتخصصة في هذه المجالات، وتُقدِّم المؤسسات المُستقلّة المُقدِّمة للخدمات التعليمية أيضًا دورات تدريبية من مستوى الشهادة إلى مستويات الدبلومات المُتقدِّمة، ويُقدِّم عددًا مُتزايدًا أيضًا برامجً للحصول على شهادة جامعية (بكالوريوس). واعتُمِد عددًا قليلاً جدًا لتقديم برامج الحصول على درجة الماجستير.


ثانياً: التعليم العالي


قطاع التعليم العالي في أستراليا هو قطاع من طراز عالمي، وجميع الجامعات الأسترالية لديها برامج دولية نشطة للغاية وشاملة. وتُرحِّب الجامعات في أستراليا بالطلاب الأجانب منذ ما يزيد على قرن من الزمان، وتضُم مُعظَم الجامعات الأسترالية الآن مزيجًا عرقيًا من الطلاب من 50 جنسية أو أكثر.


يسود جو من الاستيعاب لثقافة الآخر، والتسامُح الديني، وحرية التعبير على نطاق واسع وتُعزَّز هذه المبادئ من جانب جميع الجامعات الأسترالية. وعلى الرغم من أن كل جامعة أسترالية لديها حُكم ذاتي وتضع معاييرها الخاصَّة وكذلك ما تُقدِّمه من دورات، إلا أن كل منها ينتمي إلى نظام وطني موحَّد يضمن أنه – على المستوى الجامعي – جميع الشهادات الجامعية الأسترالية متقاربة في الجودة.


لا تُصنَّف الجامعات الأسترالية بصورة رسمية – كما هو الحال في بعد البُلدان – ولكن بدلاً من ذلك فهي تُصنَّف حسب أنواع البرامِج الدراسية التي تُقدِّمها. ففي حين أن البعض تقليدي بصورة أكبر ويركِّز بصورة كبيرة على البحث، يُركِّز البعض الآخر بصورة فعالة على التدريس العملي، وتخريج خرِّيجين مهَرة ليكونوا قوى عاملة جاهزة ومستعدة للعمل.


تتخصص بعض الجامعات أيضًا في برامج دراسية وبحثية وفقًا لموقعها. فعلى سبيل المثال، رُبّما توفِّر الجامعات الإقليمية أو القُطْرية برامجً في مجال الزراعة، والبيئة، وتربية الحيوانات، في حين أن الجامعات في المناطق الاستوائية قد يكون لديها دورات مُتقدِّمة في الطب الاستوائي، والأحياء البحرية، وما شابه ذلك. وإجمالاً، ما توفِّره الجامعات الأسترالية من برامج متنوعة هي مجموعة شاملة من البرامج كما هو الحال في أي مكان آخر في العالم.


يتبع هيكل التعليم العالي الأسترالي نموذجًا دوليًا شائعًا وهو “3+2+3”. وهذا يعني، أن أول شهادة (الجامعية) – عادة ما تكون البكالوريوس – تستغرق في المُعتاد 3 سنوات. وربَّما يتبَع ذلك الحصول على درجة الماجستير – عادة ما تستغرق عامين، وأخيرًا درجة الدكتوراه، وعادة ما تستغرق 3 سنوات.


هناك اختلافات، فهناك بعض الشهادات الجامعية المهنية تتطلب 4 سنوات أو أكثر، وكذلك بعض شهادات الماجستير، (حسب المساق الدراسي)، تتوافر إمكانية إنجازها في عام دراسي واحد. وتتوافر أيضًا سنوات “مرتبة الشرف” من خلال تمديد بعض برامج الحصول على البكالوريوس، والطالب الحاصل على “مرتبة الشرف الأولى”، أي تقدير جيد جدًا، رُبَّمًا يبدأ في برنامج الحصول على درجة الدُكتوراه مُباشرة.


المسارات التعليمية إلى التعليم العالي


تعرّف على نظام التعليم في أستراليا


يُوفِّر نظام التعليم في استراليا المرونة في الوصول إلى التعليم العالي؛ بعض مؤسسات التعليم والتدريب المهني تُقدِّم بالفعل برامج الشهادات الجامعية (البكالوريوس)، ولكن رُبما يحصُل الطلاب الذين يستكملون الدراسة للحصول على دبلومة أو دبلومة متقدمة في إحدى مؤسسات “TAEF” أو إحدى مؤسسات التدريب الخاصَّة رُبما يحصلون على اعتماد أكاديمي لدخول السنة الثانية في الجامعة.


إن مقدار التقدير الأكاديمي الذي ستمنحه الجامعة ربما يعتمد على عدد من الأشياء، مثل طبيعة ومحتوى برنامج التدريب المهني، والمستوى عند الالتحاق بالبرنامج، أو عدد الأماكن المُتاحة في هذا البرنامج أو هذه الدورة، وغيرها من العوامل. ولدى بعض الجامعات اتفاقات صريحة مع كليات التدريب المهني تضمن مكانًا للطلاب رهنًا باجتيازهم الناجح لبعض المواد المطلوبة.


الفائدة من هذا الاتفاق للطلاب الأجانب (والمحليين) هو تمكُّنهم من دخول نظام التعليم العالي الأسترالي بمستوى أقل، أو متطلبًا بصورة أقل من الناحية الأكاديمية مما قد يكون بخلاف ذلك مطلوبًا لدخول الجامعة مباشرة. وأيضًا، دخول نظام التعليم العالي من خلال التدريب المهني عادة ما يتطلب مستوى أقل من الكفاءة في اللغة الإنكليزية، وبذلك يحصُل الطلاب ممن ليست الإنكليزية لغتهم الأولى، على فرصة بناء مهاراتهم اللغوية بينما يدرسون ويعيشون بين الأستراليين الذين يتحدثون الإنكليزية.


الدراسات الأساسية


أحد الخيارات المتاحة أيضًا للطلاب الأجانب للالتحاق بالجامعات الأسترالية هو عن طريق برنامج الدراسات الأساسية. وهذه البرامج مُصمَّمة خصيصًا للطلاب الأجانب وتهدف لتيسير التحوُّل من التعليم المدرسي للطالب في بلده الأم إلى طالبًا جامعيًا في أستراليا.


معظم برامج الدراسات الأساسية تمتد لعام واحد، ولكن ربما تُختصر إلى 9 أشهر للطلاب من أصحاب القدرات العالية، أو أولئك الذين يستوفون متطلبات أخرى لبرنامجهم المُختار للدراسة في الجامعة. وتتميز معظم برامج الدراسات الأساسية بالتعريف بموضوعات التخصُّص والتي ستُدرَس لاحقًا، حيث إنه، بالإضافة إلى الدراسات الأساسية، يوفِّر البرنامج مقدمة للموضوع الذي سيدرسه الطالب ضمن برنامج دراسته.


تدريس اللغة الإنكليزية


لغة التدريس في أستراليا هي بطبيعة الحال اللغة الإنكليزية. وسيحتاج الطلاب الراغبون في دراسة برامج مهنية أو جامعية في أستراليا لإثبات كفاءتهم في اللغة الإنكليزية على النحو الذي تُحدده معايير الالتحاق بالبرامج الدراسية المُختارة. وستقبَل معظَم مؤسسات التدريب المُسجَّلة الطلاب الحاصلين على نتيجة 5 أو 5,5 في امتحان “تقييم مستوى اللغة الإنكليزية لغير الناطقين بها” (IELTS).


عادًة ما يتطلب الدخول المُباشر للجامعة الحصول على نتيجة 6، وربما أعلى في بعض الأحيان. وتُقدِّم جميع كليات اللغة الإنكليزية تقريبًا، برامجً في الإنكليزية العامّة، وبعض التخصُّصات مثل “الإنكليزية للأعمال” أو “الإنكليزية للسياحة”. وتوفِّر معظم الكليات أيضًا دورات اللغة الإنكليزية للأغراض الأكاديمية (EAP) – دورات مُصمَّمة خصيصًا لإعداد الطلاب لمزيد من الدراسة.


توفِّر العديد من كليات اللغة الإنكليزية أيضًا برامجً للإعداد لواحد أو أكثر من امتحانات اختبار الكفاءة في اللغة الإنكليزية مثل “IELTS”، والشهادة الأولى في اللغة الإنكليزية “FCE”، وشهادة الإنكليزية المُتقدِّمة “CAE”، واختبار اللغة الإنكليزية كلغة أجنبية “TOEFL”.


امتحان “IELTS” هو إلى حد بعيد أكثر امتحانات قياس مستوى الكفاءة في اللغة الإنكليزية المعترف بها على نطاق واسع ولن تقبل بعض المؤسسات التعليمية سوى نتيجة امتحان “IELTS”. وبعض كليات اللغة الإنكليزية هي أيضًا مراكز للخضوع لامتحان “IELTS”. وهناك عددًا كبيرًا من كليات اللغة الإنكليزية منتشرة في جميع أنحاء أستراليا، على الرغم من أن المُدُن الكُبرى هي الاختيار الأفضل. ومعظم الجامعات تضم مركزها الخاص لتدريس اللغة الإنكليزية، ولكن معظم كليات اللغة الإنكليزية هي كليات خاصَّة، أو بتمويل مُستقلّ.


يجري تدريس اللغة الإنكليزية في أستراليا تنظيمه بشكل وثيق من جانب الحكومة من أجل ضمان جودة معايير التدريس، وتوفير التسهيلات للطلاب، وسلامة ودقّة العمل. وتدريس اللغة الإنكليزية في أستراليا هو عمل تنافسي بصورة كبيرة وغالبًا ما يتمكن الطلاب من العثور على “صفقات جيدة”.


ولأن معظم الكليات توفِّر بصفة أساسية نفس الدورات، إلا أنها تُميِّز نفسها بمجموعة من الأنشطة غير المنهجية التي تُوفِّرها. وربما تشمل هذه الأنشطة رحلات يومية إلى الأماكن المهمة في المنطقة المحلية والمناطق المجاورة لها مثل المتاحف والمعارض الفنية، أو حتى الرحلات التي تدوم ليوم وليلة إلى وجهات أبعد للقيام بأنشطة مثل التزلُّج أو ركوب الأمواج في عطلات نهاية الأسبوع؛ ورُبَّما زيارة أحد المُنتزهات الوطنية، أو تعلُّم الغوص السطحي، أو حتى الاسترخاء على الشاطئ. وينبغي لتعلُّم اللغة أن يكون مُمتعًا، وكليات اللغة الإنكليزية الأسترالية تضمن ذلك في عملية التدريس لديها!


كانت هذه أبرز المعلومات حول نظام التعليم الاسترالي التي أنت كطالب دولي عليك معرفتها.. للمزيد من المعلومات يمكنك تفقّد دليل الدراسة في استراليا.