ثلاث فتيات مصريات من أذكى فتيات العالم… والعامل المساعد هو نظام STEM التعليمي

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/20
ثلاث فتيات مصريات من أذكى فتيات العالم… والعامل المساعد هو نظام STEM التعليمي

كثير منا يظن أن لا أمل في الوطن العربي، كثير منا يرى أن وجود ما هو جيد بين العرب شيء يكاد يصل إلى حد المستحيل، كثيرون هم المتشائمون بأبناء العروبة، شباباً كانوا أو شيباً، ذكوراً كانوا أو إناثًا، دعوني إذاً أُغير لكم نظرتكم تلك، بثلاثٍ، ليسوا كباراً، ليسوا ذكوراً، بل هم من أولئك الضائع حقهم في ذكر النجاحات، ثلاث فتيات لم يتعدى عمرهم الثمانية عشر عاماً، من أرض الكنانة وبناة الحضارة، مِصر، صُنف ثلاثتهم كثلاثة من أذكى المراهقين على مستوى العالم، هيا بنا إذاً إلى تلك الرحلة، بنظرة تفاؤلية جديدة، قد تفتح لنا أبواب الأمل، وتجعلنا نعيش يوماً أفضل.


هدى ممدوح ومسابقة Intel


هدي ممدوح، فتاة في السابعة عشر من عمرها، من إقليم الدلتا، مثلها مثل كافة المراهقات في مثل عمرها، تحب لعب الرياضة والاستماع إلى الموسيقي، لكن؛ ما يجعل هدى مختلفة هو بحثها العلمي الذي أخذها إلى أماكن لم تكن قط لتحلم بها.


في شهر مايو الماضي، سافرت هدى واثنتين من زميلاتها نصف الطريق حول العالم للتنافس في معرض Intel الدولي للعلوم والهندسة في الولايات المتحدة.


تمكن هؤلاء الثلاثة من إيجاد طريقة لتنقية مياه الشرب، عن طريق استخدام طاقة بنسبة أقل ب 24% من الطرق الحالية المستخدمة في تحليل المياه الحراري.


فازت الفتيات بالمركز الثاني كذلك في معرض Intel للعلوم في مصر، وفي المسابقة العالمية في جنوب كاليفورنيا، وفزن بالمركز الثالث وسط 1600 من أفضل وألمع الطلاب على مستوى العالم.


نظام STEM التعليمي


كطلاب في الثانوية، بدأت هدى وزميلاتها في الاستعداد ليكنَّ عملاء تغيير في مصر. وكنَّ قد حضرن مدرسة المعادي STEM للبنات، واحدة من مدرستين في مصر يركزان في العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، يتعلمن هناك كيف يفكرن خارج الصندوق، يقمن بإجراء التجارب والعمل ضمن فريق وكافة المهارات اللازمة لينمون كقادة ومصممي حلول لتطورات دولتهم الكبيرة.


وهن بالفعل يقمن باستخدام ذكائهن، حيث يجعلونهم يقمن بأبحاث في المشاكل المتعلقة بنمو الاقتصاد المصير واستخدام الماء، والاختناقات المرورية وتجنب الأمراض.


ثلاث فتيات مصريات من أذكى فتيات العالم… والعامل المساعد هو نظام STEM التعليمي
طالبتان يصممان تقنية جديدة للطباعة ثلاثية الأبعاد في USAID FabLab في مدرسة المعادي STEM للفتيات، حيث يكون الطلاب أحرار للتجربة وتطوير مهارات التفكير.

قالت هدي في إحدى اللقاءات:



مجيئنا إلى هنا يُعد نقطة تحول في حياتنا، نحن انتقلنا من الحفظ كل يوم في المدرسة إلى عمل أبحاث حقيقية. كل شخص هنا هو معلم، وكل شخص هو طالب علم.



قُدم هذا النموذج للدولة من بين الفن للتعليم العام إلى مصر من قبل أخصائية التعليم بالوكالة الأمريكية للتنمية USAID هالة الصيرفي وفريقها من الخبراء، بدلاً من استخدام معدل المناهج في المدارس الثانوية في مصر والذي يعتمد على تحويل حفظ هؤلاء الطلاب عن ظهر قلب ليكونوا علماء في فصولهم ويتعلمون من أيادي خبراء وبالتدريب العملي والتجارب والحوار المفتوح.


شاركت USAID وزارة التربية والتعليم المصرية لبناء وتطوير أول مدرستين بنظام STEM في الدولة منذ ثلاث سنوات، واحدة للأولاد وأخرى للفتيات.


قالت “سامية أحمد” ناظرة مدرسة المعادي:



الفكرة تسعى لزيادة عدد المفكرين والقادة المستقبليين في هذا الجيل، نحن نؤمن بأن شبابنا يستطيع تحدي مشاكل مصر على أرض الواقع عن طريق الحلول العلمية، التقنية والهندسية والرياضية، وبالفعل تعمل تجاربنا.



حالياً، يحضر مدرسة الفتيات 300 فتاة وكذلك 357 طالب في مدرسة البنين، كلاهما موجود في ضواحي خارج القاهرة، الطلاب من خارج مصر يتم اختيارهم عن طريق اختبارات دولية، تتضمن المجموعة الداخلية فقط الطلاب الذين يزداد تقديرهم بنسبة 2% في الدولة.


تطبيق نموذج STEM في محافظات جديدة


تُشارك USAID الحكومة المصرية لتوسيع هذا النموذج من التعليم العام إلى كامل السبع وعشرين محافظة في الدولة.


قاربت ثلاث مدارس جديدة من الانتهاء، اثنين في إقليم دلتا النيل وواحدة في المحافظة الجنوبية أسيوط، مع خطط للمزيد بحلول عام 2017، التسع مدارس بنظام STEM يمكنهم استيعاب 3600 طالب في العام، لإعطاء الطلاب المصريين اللامعين الفرصة للتفكير خارج الصندوق وإجراء أبحاث حقيقة حتى قبل التخرج من المدرسة الثانوية.


قالت هالة الصيرفي:



مع المعلم والتعليم الصحيح، يستطيع طلابنا فعل أي شيء يأتي إلى عقولهم، على سبيل المثال، أحد طلاب مدارس STEM، بسن السادسة عشر، أخبرني أنه يريد أن يجد علاج لالتهاب الكبد C، وقد بدأ في أبحاثه في المدرسة وتمت دعوته ليدرس في جامعة بألمانيا.



ولأكمال أهداف المشروع، وفرت USAID ضمان للتعليم العالم والذي يفتح المجال لمشاركة ثلاثة معاهد أمريكية بنظام STIP هم معهد فرانكلين، المعهد التعليمي للجودة في STEM، وشراكة القرن الواحد والعشرين للتعليم عبر نظام STEM، لمساعدة تحول مدارس STEM هذه إلى حاضنات لقادة المستقبل والمخترعين الذين يمتلكون القدرة المتقدمة للبحث والتي تغذي فرص توظيف المخترعين والعباقرة.


قالت Mary Ott مساعد مدير USAID لمنطقة الشرق الأوسط:



تمتلك USAID تاريخ من احتضان وتطوير العلوم والتكنولوجيا والإبتكار لإيجاد حلول جديدة للتحديات قديمة الأزل، إن المشاريع التي يعمل طلاب STEM المصريين عليها تتراوح من بين تقنيات تحلية المية وحتى مبيدات الجراثيم بالأشعة فوق البنفسجية، مظهرة نوع من الإبداع والتألق الذي يحتاجه العالم.



يتطلع الكثيرين في جميع أنحاء العالم الآن إلى نموذج STEM للتعليم المصري ويتحدثون عن طرق تقديمه في دولهم. في مؤتمر عُقد مؤخراً لوزراء التربية العرب، ناقش ممثلون عن كل من البحرين والإمارات العربية المتحدة خططاً لإرسال الطلاب إلى مدارس STEM المصرية لعمل معسكر صيفي بها.


ثلاث فتيات مصريات من أذكى فتيات العالم… والعامل المساعد هو نظام STEM التعليمي
طلاب من مدرسة المعادي العاملة بنظام STEM والمدعومة من USAID يجرون تجارب في الفصل.

قالت هالة أيضاً:



ستكون هذه فرصة رائعة للشباب من جميع الأنحاء للمجيء ومعرفة كيف يعمل نظام STEM، فقد جعلت مصر العالم يشاهد كيف أن هذا النوع من التعليم يمكنه لعب دور قوي في التطوير والوفود من جميع أنحاء العالم العربي يأخذون التنمية كعلم دقيق.



وقد اتخذت الحكومة المصرية أيضاً علماً بهؤلاء الطلاب المميزين ومعلميهم، وفي سبتمبر الماضي، منح الرئيس المصري معلمي وطلاب STEM نوط الامتياز بموجب مرسوم رئاسي، أعلى وسام ناله المصريين الذين يقدمون مساهمات كبيرة في المجتمع.


كانت هدي ممدوح واثنتين من زملائها الذين تنافسن في المعرض العلمي الدولي في الولايات المتحدة من بين الطلاب الذين تم تكريمهم من قبل الرئيس، وقد أعلن في وقت لاحق توسيع نطاق التعليم بنظام STEM كواحد من الأولويات التعليمية في مصر.


والآن، تُخطط هدى للخطوات المقبلة بعد التخرج حيث تقول:


“أريد أن أجد علاجاً لمرض الزهايمر، وأمنيتي هي أن أدرس في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) والبحث في الخلايا الجذعية لأنني أعتقد أنها تحمل العلاج.”