حُنين بن إسحق
حُنين بن إسحق هو أبو زيد حنين بن إسحاق العَباديّ،
مميزات حنين بن إسحق
يُنسَب حُنين بن إسحق إلى آل العَباد، وهي قبائل مختلفة من بطون العرب، كانوا يدينون بالنصرانية، ويسكنون في الحيرة. وقد امتاز حُنين بميزات عديدة، فكان فصيح اللسان، وشاعراً، وبارعاً أيضاً، وقيل إنّه أقام مدّة من الوقت في البصرة، وكان يتتلمذ على يد الشيخ الخليل بن أحمد الفراهيدي، وبعد ذلك انتقل للعيش في بغداد، وعمل في الطب، فلم يفارق يوماً مجلس يوحنا بن ماسويه؛ حيث كان من أكثر المجالس المتفرّغة لتعليم الطب، وذكر يوسف بن إبراهيم أنّ حنين بن إسحق كان يقرأ على يوحنا بن ماسويه كتاب فرق الطب، والمتصف باللسان السرياني، والرومي،
أعمال حنين بن إسحق
ترجم حُنين بن إسحق العديد من الكتب، وأعاد النظر في ترجمات النقلة الآخرين، وذلك بأمر من الخليفة المأمون، حيث قيل إنّ الخليفة المأمون أحضر حُنين بن إسحق، وقد كان حُنين في تلك الفترة صغير السن، وأمره بترجمة كتب الحكماء اليونانيين التي يقدر عليها إلى اللغة العربية، وممّا يذكر بأنّ المأمون كان يعطي مقابل ذلك ذهباً، ومن الأمور الواردة حول حُنين أن كاتبه كان رجلاً يُعرف بالأزرق، حيث وجد أموراً كثيرة من كتب جالينوس وغيره مخطوطة بخطه، وبعضها الآخر وُجد عليها خط حُنين بن إسحق باللغة اليونانية، كما وجدت علامة المـأمون على تلك الكتب.
ويشار إلى أنّ عائلة حنين بن إسحق النسطورية، وهي طائفة مسيحية شرقية ومتنوعة، عزّزت علاقته بأوروبا، أمّا عن علمه فقد تلقاه في المركز الثقافيّ للعالم العربي في بغداد، وبعدها ذهب للدراسة في الإسكندرية بمصر، وفي الفترة الواقعة ما بين (786-833م) قام الخليفة المأمون بتوظيفه في بيت الحكمة، وهو البيت الذي تم إنشاؤه كمركز لترجمة النصوص والكتب اليونانية، وقد لاقى العلماء الكثير من التحديات في بيت الحكمة، ولعل أهمها هو صعوبة الحصول على المخطوطات اليونانية، وفي فترة ما أرسل المامون فريقاً من العلماء إلى بيزنطة، وممّا يُقال بأن حنين كان من أكثر العلماء معرفة في ذلك الوقت، وقد شارك في تلك المهمة، وقام بكتابة الأمور المتعلقة بالسفر للبحث عن مخطوطة واحدة حول أنحاء بلاد ما بين النهرين، وسوريا، وفلسطين، ومصر؛ وفي النهاية عُثر على مخطوطات في دمشق، ولكن بعضاً منها كان مفقود.
كما قام الخليفة المتوكّل بتعيينه رئيس أطباء المحكمة، وهذا المنصب الذي استمر حُنين فيه حتى وفاته، وبعد أن قام حُنين بالسفر إلى فلسطين، ومصر، وسوريا لجمع المخطوطات اليونانية القديمة، قام هو وبمساعدة طلابه في مدرسة المترجمين في بغداد بترجمة النسخ السريانية للنصوص اليونانية الكلاسيكية إلى اللغة العربية، ولغات أخرى في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وكانت ترجمات غالينوس من أهم الترجمات، ولكن قد فُقدت معظم المخطوطات اليونانية الأصلية.
المراجع
- 1 - ابن أبي الأصيبعة، <i> " عيون الأنباء في طبقات الأطباء " , ، صفحة 205-206 , ابن أبي الأصيبعة، .
- 2 - The Editors of Encyclopaedia Britannica, " Ḥunayn ibn Isḥāq " , www.britannica.com , 13-3-2018. Edited. .
- 3 - ابن أبي الأصيبعة، <i> " عيون الأنباء في طبقات الأطباء " , ، صفحة 236 , ابن أبي الأصيبعة، .
- 4 - الخليفة المأمون وعلم الفلك , www.islamstory.com , 19-7-2017، 13-3-2018. بتصرّف. .
- 5 - Hunayn Ibn Ishaq (Johannitius) , www.encyclopedia.com , 13-3-2018. Edited. .