حيث ينتهي الخيال ويبدأ الواقع ..كيف يجعلك العمل في مجال الواقع الافتراضي مريضًا ؟؟

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/24
حيث ينتهي الخيال ويبدأ الواقع ..كيف يجعلك العمل في مجال الواقع الافتراضي مريضًا ؟؟


أشعر أن ذراعيّ منفصلتان عن جسدي، مثلما كانا ذراعي الافتراضيتين، عندما بدأت أشعر بذلك، بدأت بالتساؤل، هل قمت بأذية نفسي للأبد!



هذا ما قاله كريستوفر كريسيتيلي عندما تعرّض لأول مرة لما أسماه “متلازمة ذراع الواقع الإفتراضي”، وتوقف عن اللعب بأحد ألعاب الواقع الافتراضي المفضلة له لمدة خمسة أيام.


كريستيلي هو مصمم يعمل في مجال الواقع الافتراضي، وهو مالك شركة Dreamland Entertainment ومقرها في لاس فيغاس، ومؤسس VR Fest.


حيث ينتهي الخيال ويبدأ الواقع ..كيف يجعلك العمل في مجال الواقع الافتراضي مريضًا ؟؟


ومع ذلك، يقول كريستيلي، وهو شخص لديه أكثر من 10 سنوات من الخبرة في مجال الواقع الإفتراضي، إنه يضطر في بعض الأحيان إلى إجبار نفسه على الخروج من العالم الافتراضي للتأكد من أنه لن يعاني من إرهاق نظارات الواقع الافتراضي أو متلازمة ذراع الواقع الإفتراضي.


الواقع الافتراضي هو منارة العصر الحديث للهروب، وهي طريقة لتنغمس بشكل كامل في عوالم أخرى وتشاهد تطبيقات غير مسبوقة. فعلى سبيل المثال، إن علاج التعرض للواقع الافتراضي، الذي يتعرض فيه المرضى لمصادر مخاوفهم، يغير بالفعل كيفية معالجة بعض الأطباء النفسيين للمرضى.


يتم تسخير الواقع الإفتراضي في العثور على عدد لا يحصى من التطبيقات في مجال الرعاية الصحية، ويبدو أنه لا يوجد حد لاستخدامها في الألعاب، بالإضافة إلى الأفلام الإباحية!!


حيث ينتهي الخيال ويبدأ الواقع ..كيف يجعلك العمل في مجال الواقع الافتراضي مريضًا ؟؟


في أواخر عام 2017، تجاوزت مبيعات سماعات الواقع الافتراضي 1 مليون في ربع واحد، مع شركة Sony، و Oculus، و HTC الرائدة. في عام 2018، مع انخفاض أسعار أجهزة الواقع الافتراضي أكثر، من المتوقع بيع ما يقارب من 8 مليون وحدة.


ومع ازدهار قطاع الأعمال هذا، فإن الأشخاص الذين يستخدمون التكنولوجيا يبلّغون عن عدد متزايد من الآثار الجانبية الفيزيائية مثل متلازمة ذراع VR، ولكن الأسوأ من ذلك هو إجهاد العين، والدوار، والصداع، والغثيان، وحتى تجارب عدم الإحساس ببعض أعضاء الجسم.


حيث ينتهي الخيال ويبدأ الواقع ..كيف يجعلك العمل في مجال الواقع الافتراضي مريضًا ؟؟


توصي شركات VR بأن يأخذ الأشخاص فترات راحة متكررة ويخففون من وقتهم الافتراضي. ولكن ماذا يحدث عندما يكون عملك هو بناء تقنيات الهروب هذه؟ تتفاقم المخاطر الصحية المحتملة للمستهلكين اليومية بالنسبة لأولئك الذين يصنعون منتجات VR.


عندما أسس Jeremy Bailenson مختبر التفاعل الإنساني الافتراضي في جامعة ستانفورد، في عام 2003، كان هناك عنصران أكثر أهمية من جهاز VR الذي كان يستخدمه، كان عليه الحفاظ على دلو في المختبر وممسحة في مكان قريب لتنظيف القيء الذي يسببه العمل في هذا المجال. واليوم، يضع حدًا دقيقًا لمدة 20 دقيقة على وقت استخدام النظارة للأشخاص في مختبره.


تنتج هذه التأثيرات الصحية تحديات فريدة لمطوري الواقع الافتراضي. “ليس علينا أن نفهم فقط النواحي الإيجابية ولكن أيضًا الجوانب السلبية لهذه التكنولوجيا“. هناك الكثير من الأسئلة التي نحتاج إلى الإجابة عليها.


يتمثل الهدف الكامل من الواقع الافتراضي في إخراجك من مساحتك، ولكن لا يمكنك فعل ذلك لعدة ساعات يوميًا. مع ازدياد تعقيد الواقع الافتراضي، يكون لذلك آثاره الصحية أيضًا.


في تسعينات القرن الماضي، كانت إبداعات الواقع الافتراضي تُولَّد بالكمبيوتر دون أي توقع بأن ما يجري تطويره سيبدو وكأنه واقع. في بيئة الواقع الافتراضي اليوم، يمكن مشاهدة حقل واسع يمتد لأميال على الرغم من أن الشاشة تعرض الصورة على بعد سنتيمترات فقط. يمكن الجلوس في سيارة متحركة في العالم الافتراضي بينما تبقى ثابتة في الحياة الحقيقية. كما يمكن أيضًا أداء الحركات مثل المشي للأمام، أو التقاط الكرة عن طريق الضغط على الأزرار الموجودة على أجهزة التحكم المحمولة، كما يمكن أن تسمح أنظمة الواقع الافتراضي الجديدة بالتنقل في مساحة افتراضية.


لكن النتيجة النفسية المتمثلة في قضاء الوقت ضمن محاكاة الواقع الافتراضي هي سؤال مفتوح وهو سؤال يبحث عنه الباحثون بنشاط.


في عام 2016، أصدر اثنان من الفلاسفة استأجرتهما المفوضية الأوروبية لدراسة آثار استخدام الواقع الافتراضي على المستهلك. وقد انتهت الدراسة التي نُشرت في مجلة Frontiers in Robotics and AI ، إلى أن “السلوك في البيئة الافتراضية يمكن أن يكون له تأثير نفسي دائم بعد عودة الأفراد إلى العالم المادي”.


من السهل العثور عبر الإنترنت على أدلة قصصية عن آثار قضاء الوقت في العالم الافتراضي، مثل القلق أو شعور قوي بالحزن بعد الخروج منه.


تشير بعض المقالات الإخبارية إلى دراسة عام 2006 أجراها الباحث في علم النفس السريري فريدريك أرديما والتي وجدت أن الواقع الافتراضي يزيد من التجارب الانفصالية ويقلل من شعور الناس بالوجود في الواقع الفعلي.


حيث ينتهي الخيال ويبدأ الواقع ..كيف يجعلك العمل في مجال الواقع الافتراضي مريضًا ؟؟


يعمل بعض مطوري VR على حلول من شأنها أن توضح أين ينتهي الواقع الافتراضي ويبدأ الواقع. إنه تحدي تأطير حرفي! على سبيل المثال، يتم دائمًا تضمين المحتوى الذي نستهلكه على الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر لدينا فهناك خط يفصل ما نراه من العالم من حولنا. ولكن الانتقال من هذا الإطار، كما هو الحال في الواقع الافتراضي، يغير طريقة إدراكنا لما نتفاعل معه.


أعتقد أن تمييز VR من الواقع سيكون أكثر صعوبة بكثير.


في نهاية المطاف، يعود الأمر إلى الشخص الذي يستخدم سماعة الرأس ومدى حساسيته تجاهها، يقول أحد المطورين في هذا المجال:



الشيء الذي نتأكد من إخبار الناس به: إنهم أحرار في التوقف متى أرادوا ذلك. إذا أحسست بشيء ما، فاخلع نظارات الواقع الإفتراضي بكل بساطة.