طرق تنظيف الكبد

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ١٨:٥٩ ، ٢٧ أبريل ٢٠٢٠
طرق تنظيف الكبد

الكبد

يقع الكبد على الجانب الأيمن للبطن أسفل أضلاع القفص الصدري، ويُعدّ أكبر غدة، وأكبر عضو صلب في جسم الإنسان، ويمتلك ما يقارب 500 وظيفة، على الرغم أنّه لا يزن أكثر من 1.8 كيلوغرام لدى الرجال، و1.3 كيلوغرام لدى النساء، وتجدر الإشارة إلى أنّ الوظائف الأساسية للكبد تتمثل بمعالجة الطعام الذي تم هضمه في الأمعاء، وتنظيم مستويات الدهون، والأحماض الأمينية، والجلوكوز في الدم، ومكافحة العدوى، وتخليص الدم من الجسيمات والكائنات المسببة للالتهابات مثل البكتيريا، والتخلص من الأدوية والسموم التي تدخل الجسم بطريقة آمنة، وإنتاج العصارة الصفراوية، وتخزين الحديد، والفيتامينات، والمواد الكيميائية الأساسية الأخرى، وتكسير الطعام وتحويله إلى طاقة، وتصنيع العديد من الهرمونات بما في ذلك الهرمونات الجنسيّة، وصنع الإنزيمات والبروتينات المسؤولة عن معظم التفاعلات الكيميائية في الجسم، بالإضافة إلى تصنيع العوامل الضرورية لتخثر الدم، وإصلاح الأنسجة التالفة.[1]

من المعروف أنّ معادلة السموم وتنظيف الجسم منها من أبرز وظائف الكبد، وهذا ما أسهم في انتشار العديد من المنتجات في السوق التي يزعم مروجوها أنّها فعّالة في تنظيف الكبد (بالإنجليزية: Liver cleanse) وتطهيره من السموم، على الرغم من عدم وجود أي دليل علمي يثبت أنّ الكبد السليم يمكن أن يخزن أيّ سموم أو مواد ضارة تستدعي تنظيفه منها من الأساس إلّا في حال تناولها بكميات عالية جداً تفوق قدرته على التخلص منها، وبشكل عام تعتمد الوسائل والمنتجات التي يتم الترويج إليها كأساليب لتنظيف الكبد من السموم على أحد الطرق الآتية:[2]

  • تناول مكملات غذائية معينة يُزعم أنّ لها فائدة في تنظيف الكبد من السموم.

  • الالتزام بنظام غذائي يدعم صحة الكبد.

  • تجنب تناول بعض أنواع الطعام.

  • الالتزام بحمية غذائية صارمة تتضمن أنواعاً محددة من العصائر فحسب.

  • تنظيف القولون باستخدام الحقن الشرجية (بالإنجليزية: Enema).

تنبيه حول تنظيف الكبد

ينبغي التنبيه إلى أنّ معظم الفوائد المزعومة لتنظيف الكبد غير مدعومة بأي أدلة علمية قطعية، ولا تخضع لإشراف إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (بالإنجليزية: Food and Drug Administration)، وقد تعرّض الشخص للعديد من المخاطر التي هو في غنى عنها، فبعضها يحتوي على مواد قد تكون ضارة خاصة على الحميات المروّج إليها بهدف تنظيف الكبد غير متوازنة وتفتقر إلى العديد من العناصر الغذائية الضرورية لصحة الإنسان، ممّا يعرضّه لخطر انخفاض نسبة هذه العناصر في الجسم بالإضافة للإصابة بسوء التغذية، كما أنّ الحقن الشرجية قد تكون خطيرة وقد تتسبّب بتضرر جزء من الأمعاء في حال عدم استخدامها بشكل صحيح، وبالإضافة إلى كل ما سبق فإنّها قد تدفع بعض مرضى الكبد للاستغناء عن العلاج الدوائي الضروري لحالتهم الصحية، ظنّاً منهم بأنّها كافية وستغنيهم عنه، ممّا يزيد المشكلة سوءاً.[2]

وتحتوي العديد من المنتجات المتوفرة في الأسواق، أو تلك التي تباع عن طريق الإنترنت على مستخلص من نبات الخرفيش (بالإنجليزية: Milk thistle) الذي يتمتع بخصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهاب، مما قد يعطيه القدرة على الحد من التهاب الكبد، كما قد تحتوي هذه المنتجات عادة على مستخلص الكركم الذي يقلل من مستوى بعض المواد التي تحفز الالتهابات في الجسم، والتي يمكن أن تسبب العديد من الأمراض، ومن الجدير بالذكر أنّ الأبحاث حول هذه المنتجات وغيرها لا تزال مستمرة، ولذلك ينبغي التحدث مع الطبيب حول المخاطر والفوائد المحتملة لهذه النباتات قبل البدء باستخدامها.[3]

الحقائق والخرافات المتعلقة بتنظيف الكبد من السموم

هناك العديد من الحقائق والأوهام المتعلقة بتنظيف الكبد من السموم، وفي ما يأتي ذكر لبعضها:[3][4]

  • الخرافة الأولى: يساعد تنظيف الكبد من السموم على إنقاص الوزن، وفي الحقيقة لا يوجد دليل على أن تنظيف الكبد يساعد على إنقاص الوزن، فقد أظهرت الدراسات أنّ اتباع حمية معينة تتبع لتلك الحميات التي تستخدم في تنظيف الكبد قد يقلل من سرعة الأيض في الجسم، ممّا يؤدي إلى إبطاء فقدان الوزن، وفي الواقع، يلاحظ الأشخاص الذين يتبعون طرقاً لتنظيف الكبد من السموم نزول أوزانهم نتيجة فقدان السوائل، وبمجرد استئناف العادات الغذائية السابقة يتم استعادة ما تم فقدانه من الوزن بسرعة كبيرة.

  • الخرافة الثانية: يكثر القول حول دور تنظيف الكبد من السموم في الوقاية من أمراض الكبد المختلفة، وفي الحقيقة لا يوجد دليل يثبت أنّ تنظيف الكبد بالطرق التي يُروج لها يساعد على الوقاية من أمراض الكبد، ومما ينبغي التنبيه إليه أنّ الطرق الفعالة في حماية الكبد من بعض الأمراض التي تصيبه تتمثل بالطرق الآتية:
    • الامتناع عن شرب الكحول، إذ تُعدّ الكحول من عوامل الخطر الأساسية للإصابة بأمراض الكبد.

    • التطعيم ضد مرض التهاب الكبد الوبائي، إذ تساعد المطاعيم المختلفة على الوقاية من الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي A وB.

    • استشارة الطبيب أو الصيدلاني قبل استخدام الأدوية لتجنّب إلحاق الضرر بالكبد نتيجة استخدام بعض الأدوية، كما أنّ تناول بعض الأدوية مع الكحول يزيد من سميّة تلك الأدوية، ومن الضرر الواقع على الكبد.

    • تجنّب استخدام الإبر والحقن الملوثة بالفيروسات التي تسبب أمراض الكبد، وذلك بتجنّب مشاركة الإبر المستخدمة في حقن الأدوية.

    • ممارسة الجنس الآمن، وذلك من خلال استخدام الواقي لمنع انتقال الفيروسات المسببة لأمراض الكبد عن طريق سوائل الجسم.

    • التعامل مع المواد الكيميائية بطريقة آمنة، وذلك بارتداء القناع، والقفازات، والقمصان طويلة الأكمام، عند التعامل مع المواد الكيميائية والمبيدات الحشرية، ومبيدات الفطريات، والطلاء.

    • استشارة الطبيب حول خطر الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي C، وذلك لأنّ ما يقارب 50% من المرضى لا يعرفون أنهم مصابون بهذا المرض، ومن عوامل خطر الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي C ما يأتي: تلقي نقل دم قبل عام 1992، والاستخدام الحالي أو السابق للمخدرات غير المشروعة، والخضوع لغسيل الكلى لدى المرضى المصابين بالفشل الكلوي، والمرضى المصابون بفيروس العوز المناعي البشري، والعاملين في مجال الرعاية الصحية الذين تعرّضوا للإبر الملوثة بالدم الحامل لفيروس التهاب الكبد الوبائي C، أو أي شخص لديه تاريخ لاستخدام الوشم الذي تم رسمه دون مراعاة شروط السلامة العامة.

    • الحفاظ على وزن صحي، حيث تساعد السمنة وزيادة الوزن على زيادة خطر الإصابة بمرض الكبد غير المتعلق بالكحول.

  • الخرافة الثالثة: يساعد تنظيف الكبد على علاج تلف الكبد، وفي الحقيقة لا يوجد أي دليل لإثبات أنّ تنظيف الكبد يمكن أن يعالج الضرر الموجود فيه، ومن الجدير بالذكر أنّ الكبد لديه قدرة كبيرة على تجديد خلاياه بعد التعرّض للمواد الضارة، إلّا أنّ بعض أنواع الضرر الواقع على الكبد قد تسبب تليفه، وهو أحد الأضرار التي لا يمكن شفاء الكبد منها، كما أنّ تلف الكبد يتم علاجه اعتماداً على المرض المسبب له، فعلى سبيل المثال يتم علاج التهاب الكبد الوبائي B وC باستخدام الأدوية الفموية، ويتم علاج مرض الكبد الدهني غير الكحولي من خلال اتباع حمية غذائية لإنقاص الوزن.

نصائح الأطباء للمحافظة على صحة الكبد

في الحقيقة لا يوجد أي دليل علمي يثبت فائدة منتجات تنظيف الكبد في الوقاية من أمراض الكبد، إلّا أنّ هناك بعض النصائح والإجراءات التي يمكن أن تحدّ من خطورة الإصابة بها أو تحافظ على صحة وسلامة الكبد بشكل عام، وفيما يلي بيان لبعض منها:[5]

  • الامتناع عن شرب الكحول: إذ إنّ المشروبات الكحولية تُعتبر من السموم التي يضطر الكبد للتعامل معها والتخلص منها، وهذا ما يُعرّض خلايا الكبد للضرر والتلف.

  • أخذ مطاعيم الوقاية من التهابات الكبد الفيروسية: إنّ الإصابة بأحد فيروسات التهاب الكبد الوبائي (بالإنجليزية: Viral hepatitis) يعرّض الكبد لضرر كبير، ولذلك ينبغي أن يتلقى الأشخاص المعرضون للإصابة بأحد فيروسات الكبد المطاعيم المناسبة.

  • اختيار الأدوية بحذر: تخضع الكثير من الأدوية التي نتناولها إلى عمليات معالجة من قبل الكبد، ولذلك ينبغي اختيار الدواء بحذر واستشارة الطبيب قبل تناوله.

  • الامتناع عن مشاركة الإبر: تُعتبر مشاركة الإبر إحدى طرق انتقال فيروسات الكبد الوبائية، نظراً لأنّ هذه الفيروسات تنتقل عن طريق الدم.

  • استخدام الواقيات الذكرية: لأنّ إفرازات وسوائل الجسم قد تكون وسيلة لانتقال بعض أنواع العدوى الفيروسية المُسبّبة لالتهاب الكبد.

  • الحفاظ على وزن صحي: وذلك للحد من خطر الإصابة بأمراض الكبد الدهنية غير الكحولية (بالإنجليزية: Non-alcoholic fatty liver disease).

  • التعامل مع المواد الكيميائية بحذر: ينبغي توخي الحذر الشديد عند استخدام أي من المواد الكيميائية كمبيدات الحشرات ومواد الدِّهان، وذلك بارتداء القفازات، والكمامات، وتغطية الجلد بشكل جيد.

  • اتباع نظام غذائي صحي: وذلك بالحرص على الالتزام بحمية متوازنة تحتوي على 5-9 حصص من الخضروات والفواكه، بالإضافة للألياف والحبوب الكاملة، والبذور، والمكسرات. كما ينبغي التنبيه لأهمية ممارسة التمارين والأنشطة الرياضية بشكل يومي إن أمكن.[6]

المراجع