عملية ترقيع طبلة الأذن

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ٠٨:٤٣ ، ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٠
عملية ترقيع طبلة الأذن

نظرة عامة

يُعرف النسيج الرقيق الذي يفصل الأذن الوسطى والأذن الداخلية عن قناة الأذن بطبلة الأذن (بالإنجليزية: Eardrum)، ولطبلة الأذن دور مهم في حاسة السمع، إذ تجمع الأذن الخارجية وهو الجزء الذي يُرى من الأذن الأصوات وترسلها عبر قناة الأذن، وتؤدي هذه الأصوات بدورها إلى اهتزاز طبلة الأذن، وتحرك هذه الاهتزازات عظيمات السمع (بالإنجليزية: Ossicles)‏ الموجودة في الأذن الوسطى، ثم تنتقل الاهتزازات إلى الأذن الداخلية، وفيها يتم تحفيز النهايات العصبية لإرسال رسائل إلى الدماغ حيث يتم تفسيرها إلى أصوات، أما في حال المعاناة من ثقب في طبلة الأذن فتضطرب هذه السلسلة التي تساعد على انتقال الصوت إلى الدماغ، وذلك بسبب اختلال اهتزاز طبلة الأذن، بالإضافة إلى ذلك تزيد إمكانية انتقال السوائل والأوساخ إلى الأذن الوسطى وتسبب بعض المشاكل الصحية الأخرى، ومن الجدير بالذكر أنّ ثقب طبلة الأذن قد لا يحتاج إلى علاج في العديد من الحالات، إذ يمتثل إلى الشفاء خلال عدة أسابيع دون تدخل علاجي، أما في بعض الحالات الشديدة والحالات التي لا تمتثل للشفاء قد يلجأ الطبيب إلى إجراء جراحي يتضمن ترقيع طبلة الأذن المثقوبة.[1][2]

الفرق بين أنواع عمليات ترقيع طبلة الأذن

كما تم ذكره سابقًا فقد يتم اللجوء إلى إجراء عمل جراحي لتصحيح ثقب طبلة الأذن في حال عدم الشفاء خلال عدة أسابيع وفي حال المعاناة من ثقب كبير في طبلة الأذن،[3] وفي ما يلي بيان لبعض الطرق الجراحية المتبعة والفرق بينها:


عملية رقع طبلة الأذن


عملية رقع طبلة الأذن (بالإنجليزية: Tympanoplasty) هي إحدى العمليات الجراحية التي قد يتم إجراؤها للمساعدة على سد الثقب الموجود في طبلة الأذن، وذلك للمساعدة على إتمام عملية الشفاء الطبيعية لطبلة الأذن واستعادة السمع، وكذلك لحماية الأذن الوسطى من العوامل الخارجية باستعادة طبلة الأذن سليمة ومعافاة، وقبل إجراء العملية يشرح الطبيب للشخص المصاب المخاطر التي قد تصاحب العملية، وهذه المخاطر تختلف من شخص لآخر بناء على عدة عوامل مثل: حجم الثقب، ووجود أمراض أخرى في الأذن، وعوامل أخرى تؤثر في النتائج النهائية للعملية، إلا أنّ عملية رقع طبلة الأذن تُعدّ من العمليات الناجحة بشكل عام.[4]

لإجراء عملية رقع طبلة الأذن يتم تحضير رقعة تتكون غضروف، أو دهون يتم تجميعه من خلف الأذن، أو لفافة (بالإنجليزية: Fascia)، وهي نسيج يحيط بالعضلات يتم الحصول عليه من أنسجة الشخص المصاب في العادة من خلف الأذن، ثم يتم ترقيق هذه الأنسجة وتجفيفها لتحويلها إلى رقعة، وقد يُدخل الطبيب مجهرًا خاصًا للحصول على رؤية تفصيلة ومكبرة لأجزاء الأذن الدقيقة، وبالتالي وضع الرقعة في المكان الصحيح من طبلة الأذن، وبناء على حجم ثقب طبلة الأذن وموقعها يتم تحديد مكان إجراء العملية ونوع التخدير للمصاب، ففي الحالات البسيطة يتم إجراء العملية تحت التخدير الموضعي للمصاب في غرفة الإجراءات البسيطة، ويصل الطبيب إلى موقع ثقب طبلة الأذن عن طريق قناة الأذن الخارجبة ويرفع طبلة الأذن المتبقية بعيدًا عن قناة الأذن العظمية للأمام، أما في الحالات المعقدة فيتم إجراء العملية والمصاب تحت التخدير العام في غرفة العمليات، ويتم إجراء شق صغير فوق قناة الأذن أو خلف الأذن للوصول إلى طبلة الأذن، فإذا كان الثقب كبيرًا أو يصعب رؤيته بسبب موقعه أو شكل قناة الأذن فإنّه من الضروري حينها من فتح شق خلف الأذن، وهذا من شأنه أن يرفع كامل الأذن الخارجية للأمام وبالتالي الوصول إلى موقع الثقب، وعندها يتم تدوير البقايا المثقبة من طبلة الأذن للأمام، ومن الجدير بالذكر أنّه خلال العملية يتم فحص عظيمات السمع للتأكد من عدم وجود مشكلة صحية أو نسيج ندبي محيط بهذه العظيمات، وإذا ما تم الكشف عن وجود هذا النسيج فإنّ الطبيب يزيله، وعادة ما يتم وضع طبقة اسفنجية جيلاتينية قابلة للامتصاص تحت طبلة الأذن تساعد على دعم الرقعة، ثم تُوضع الرقعة تحت الجزء المتبقي من طبلة الأذن، ومن ثم يتم طي بقايا طبلة الأذن مرة أخرى على الثقب لإغلاقه، وبعدها يتم وضع مادة للتغليف على الرقعة لتثبيتها في مكانها، وإذا فُتقت هذه المادة من الخلف فإنّه يتم خياطة الأذن ووضع ضمادة فوقها، ويمكن للشخص المصاب العودة لممارسة أنشطته اليومية الطبيعية خلال ثلاثة أيام تقريبًا، مع مراجعة الطبيب بعد أسبوع تقريبًا لإزالة مادة التغليف.[5][6]

عملية رأب طبلة الأذن


عملية رأب طبلة الأذن أو إصلاح طبلة الأذن، أو ترميم طبلة الأذن (بالإنجليزية: Myringoplasty) هي إحدى العمليات الجراحية التي قد يتم إجراؤها في حال المعاناة من ثقب في طبلة الأذن، كذلك يتم إجراء هذه العملية لأسباب أخرى مثل: منع دخول الماء إلى الأذن الوسطى عبر الثقب، والوقاية من الإصابة بعدوى في الأذن، وتحسين حاسة السمع.[7]

تتشابه عملية رأب طبلة الأذن مع عملية ترقيع طبلة الأذن في العديد من الجوانب المختلفة، وغالبًا ما يتم إجراء عملية رأب طبلة الأذن في المستشفى تحت التخدير العام مع إمكانية إجرائها أيضًا باتباع طريقة التخدير الموضعي في بعض الحالات، ويستأصل الطبيب خلال هذه العملية أيضًا جزءًا صغيرًا من الأنسجة السليمة من المنطقة الخلفية أو الأمامية للأذن ليتم استخدامها كرقعة لإغلاق الثقب في طبلة الأذن، واستئصال هذا النسيج قد يترك ندبًا صغيرًا يمكن إخفاؤه عن طريق شعر المصاب، ويتم سد ثقب طبلة الأذن بهذه الرقعة باستخدام جهاز خاص، وهذا يحتاج فتح الأذن، أو فتح شق صغير أمام الأذن، أو خلفها، أو داخل قناة الأذن، ويتم رفع طبلة الأذن ووضع الرقعة أسفل منها ثم إعادتها إلى موقعها الطبيعي مع تدعيمها بنسيج اسفنجي قابل للانحلال، ثم يتم تضميد الجرح لمنع وصول الماء والجراثيم، ويتم إزالة هذه الضمادة بعد ثلاثة أسابيع تقريبًا، كذلك يتم قطب الجرح الموجود في المنطقة المجاورة للأذن، وخلال هذه الفترة يتم وضع قطعة قطنية على الأذن المصابة، وتحتاج العملية إلى ما يتراوح بين 60-90 دقيقة، ومن الجدير بالذكر أنّ الشخص المصاب غالبًا ما يكون قادرًا على مغادرة المستشفى في نفس يوم إجراء العملية الجراحية أو في اليوم التالي.[3][8]

التعافي من عمليات رقع طبلة الأذن

يقدم الطبيب خلال مرحلة التعافي من عمليات رقع طبلة الأذن عددًا من الإرشادات والنصائح للشخص المصاب لمساعدته على الشفاء، وفي ما يلي بيان لبعض منها:[9][10]

  • ممارسة الأنشطة المختلفة: يُنصح بتجنب ممارسة بعض الأنشطة بعد إجراء عملية رقع طبلة الأذن حتى شفاء جرح العملية، وفي أول 7-10 أيام بعد العملية يُنصح بالحد من الإجهاد والعب للأطفال، ثم يتم زيادة الأنشطة تدريجيًا بشكل بطيء، ومن الأنشطة التي يُمنع فعلها لمدة لا تقل عن شهر واحد بعد انتهاء العملية الجراحية الرياضات التي تتضمن الكثير من الحركة والإجهاد، والسباحة، والعزف على الآلات الموسيقية التي تحتاج إلى النفخ مثل: البوق والساكسفون (بالإنجليزية: Saxophone).

  • النظام الغذائي: يمكن الاستمرار على النظام الغذائي المعتاد بعد إجراء العملية، وفي بعض الحالات قد يشعر الشخص المصاب ببعض الاضطراب في المعدة، وفي هذه الحالة يتم تناول الأطعمة الخفيفة التي تحتوي على نسبة قليلة من الدسم مثل: الأرز، والدجاج المشوي، والخبز المحمص، والزبادي، بالإضافة إلى إمكانية تناول مكملات الألياف كل يوم، وذلك لتجنب الإصابة بالإمساك، فمن الشائع أن يُصاب بعض الأشخاص بالإمساك بعد العمليات الجراحية لعدة أيام، وحينها يمكن استشارة الطبيب للحصول على وصفة طبية تحتوي على ملين للأمعاء، كما يُنصح بتناول كمية كافية من السوائل لتجنب المعاناة من الجفاف.

  • الالتزام بتعليمات الطبيب المتعلقة بالأدوية: يجب الالتزام التام بتعليمات الطبيب في ما يخص الأدوية، والتأكد من الطبيب إن كان هناك حاجة لإيقاف تناول أي نوع من الأدوية التي يستخدمها المريض قبل العملية، والوقت المناسب لإعادة تناولها بعد العملية، ففي حال كان الشخص المصاب يتناول إحدى الأدوية وتم إيقاف استخدامها من قِبَل الطبيب لإجراء العملية الجراحية مثل:مميعات الدم، فيجب استشارة الطبيب حول الوقت المناسب للعودة لتناولها مرة أخرى، كما يجب الحرص على استخدام مسكنات الألم بعد العملية كما تم وصفها من قِبَل الطبيب، وفي حال كانت الأدوية المسكنة للألم تسبب آلامًا في المعدة، فيُنصح بتناولها بعد الطعام إلا إذا منع الطبيب من فعل ذلك، وحينها يجب استشارة الطبيب لتناول مسكن ألم آخر، كما تجدر الإشارة إلى ضرورة الالتزام بخطة الطبيب العلاجية عند وصفه لإحدى المضادات الحيوية ومتابعة العلاج حتى في حال الشعور بتحسن قبل انتهاء الدواء.

  • العناية بجرح العملية: من التعليمات التي يجدر اتباعها للعناية بجرح العملية ما يأتي:
    • إزالة الضماد بعد العملية بيومين أو حسب تعليمات الطبيب.

    • ترك الشريط اللاصق على الجرح لما لا يقل عن أسبوع تقريبًا أو حتى يقع من تلقاء نفسها.

    • غسل مكان الجرح بالماء الدافئ والصابون وتجفيفه بشكل جيد يوميًا، مع الحرص على تجنب استخدام الكحول وبيروكسيد الهيدروجين (بالإنجليزية: Hydrogen peroxide) الذي قد يؤخر عملية الشفاء.

    • وضع شاش على الجرح إذا كان ينز.

    • تغيير الضمادة الطبية بشكل يومي.

    • المحافظة على نظافة منطقة الجرح وجفافها.

  • الإجراءات الأخرى: ومن الإجراءات الأخرى ما يلي:
    • تجنب نفخ الأنف وحصر السعال والعطاس، ويجب فتح الفم وعدم إغلاق الأنف خلال السعال والعطاس بعد إجراء العملية الجراحية.[10]

    • تجنب قيادة السيارة خلال اليوم الأول من إجراء العملية الجراحية.[11]

    • تجنب شرب الكحول.[11]

    • الحرص على عدم دخول الماء إلى الأذن، ولتجنب دخول الماء إلى الأذن أثناء الاستحمام يمكن دهن قطنة بالفازلين وإغلاق الأذن بها خلال الاستحمام.[11]

    • تجنب التواجد بالقرب من الأشخاص المصابين بأي عدوى وذلك لتجنب الإصابة بعدوى الأذن.[11]

دواعي مراجعة الطبيب

معاناة المصاب من عدم الارتياح، والنزيف الخفيف، والدوخة، وسماع بعض الأصوات الغريبة في الأذن في أول عدة أيام بعد العملية الجراحية أمر طبيعي، وتجدر مراجعة الطبيب بعد إجراء العمل الجراحي في الحالات التالية:[11][12]

  • ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى ما يزيد عن 38.6 درجة مئوية.

  • صعوبة التنفس.

  • صعوبة بلع الطعام والشراب.

  • ألم الصدر.

  • الغثيان والتقيؤ المستمر.

  • الصداع الشديد المصاحب لتصلب الرقبة.

  • الدوخة التي تزداد سوء.

  • اشباع الضمادة بالدماء.

  • نزيف الجرح المستمر.

  • الشعور بالألم، والانتفاخ، والاحمرار المتزايد.

  • خروج قيح ذي قوام سميك، وحليبي، وأخضر، ومصحوب برائحة كريهة.

  • الشعور بألم شديد لا يزول بعد استخدام مسكنات الألم.

  • الشعور بحكة في الأذن.

مخاطر عمليات رقع طبلة الأذن

مثل أي عملية جراحية أخرى قد يصاحب عملية رقع طبلة الأذن بعض المخاطر، ومن الجدير بالذكر أنّ فرصة حدوث هذه المخاطر تُعدّ نادرة جداً خاصة كلما كان الطبيب ذي خبرة أعلى في إجراء مثل هذه العمليات الجراحية، نذكر من هذه المخاطر ما يأتي:[11][4]

  • ضعف في السمع: في بعض الحالات النادرة قد يعاني الشخص المصاب من ضعف السمع في الأذن الداخلية، والذي قد يكون دائماً في بعض الحالات.

  • الدوخة: في الغالب تزول الدوخة الناجمة عن الجراحة خلال يوم واحد، ونادراً ما تتحول إلى مشكلة دائمة لدى الشخص المصاب.

  • الشلل الجزئي في الوجه: وهو عدم القدرة على تحريك جزء من عضلات الوجه، إذ يمر أحد الأعصاب المسؤولة عن حركة عضلات الوجه من الأذنين، لذلك فإن تضرر هذا العصب أثناء العملية فقد يؤدي إلى حدوث شلل في جزء من عضلات الوجه، ونتيجة لذلك قد لا يستطيع المصاب من إغلاق عينيه، والابتسام، ورفع الجبين، وقد يكون هذا الشلل جزئيًا أو كليًا، كما هو الحال بالنسبة للشفاء، وقد يحدث الشلل بشكل مباشر بعد انتهاء العملية أو بعد مدة زمنية.

  • طنين الأذن: قد يعاني بعض الأشخاص من بعض الأصوات في الأذن مثل: الرنين والطنين، وتزول هذه الأصوات في العادة مع الوقت أيضًا، وقد تكون دائمة في بعض الحالات.

  • اضطراب حاسة التذوق: تمر بعض الأعصاب المسؤولة عن الغدد اللعابية وحاسة التذوق عبر الأذن أيضاً، لذلك قد يعاني البعض من تغيرات مؤقتة في حاسة التذوق وجفاف في الفم بعد إجراء العملية، وعادة ما تزول هذه الاضطرابات مع الزمن، إلّا أنها في بعض الحالات النادرة قد تتطور إلى مشكلة دائمة.

  • العدوى: قد يصاب جرح الأذن بالعدوى مما قد يسبب النزيف، والشعور بالألم، وخروج السائل القيحي، وتجدر في هذه الحالة مراجعة الطبيب.

المراجع