فن تبرير الخطأ

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020-02-03
فن تبرير الخطأ

يواجه الإنسان في مراحل حياته عقبات كثيرة ، عليه أن لا يستسلم إليها وأخطر هذه العقبات التي لا يجب أن تتملكه عدم الاعتراف بالخطأ أو الفشل في حياته ، فينبغي على الإنسان الذي يسعى لإصلاح ذاته وحياته أن يعترف أولا بارتكابه الخطأ ؛ حتى يتمكن من إصلاح نفسه ومعيشته .

الفرق بين مبررات النفس ومبررات الشيطان

تعتبر مبررات النفس أشد فتكا من مبررات الشيطان ، ولكنهما لديهما قدرة كبيرة لإخضاع العقل عن طريق مبررات قادرة على إقناع ذاته بعدم الوقوع في الخطأ ، وأنه لم يقترب أي خطأ ، وأن من حوله هم من يهولون عليه هذا الخطأ ، وعندما يطلب منه الاعتذار ، تجد نفسه تكابر وتمتنع عن ذلك ، ومن هنا يجد الشيطان مساعد له يستطيع حتى النجاح أكثر منه ، فكما قال الله تعالى : إن النفس لأمارة بالسوء .[1]فالإنسان يقوم بالتبرير لذاته بطرق كثيرة ومتنوعة ، فسواء كانت المعلومات التي يستقبلها عقل الإنسان في صغره خاطئة أم صحيحة فهو يقوم بتخزينها ، وبعد نضوجه فإنه يحاول الاستماع بعد أن يفهم مستخدما عقله الواعي في ذلك ، ولكن أثناء التنفيذ فهو يستخدم عقله الباطن اللاواعي ، فمثل هناك الكثير من المدخنين الذين يتمنون لو توقفوا عن التدخين ، في حين أنهم لا يستطيعون ، حيث أن العقل الباطن هنا هو الذي يرفض التوقف  التدخين .

اسباب تبرير الأخطاء في علم النفس

الاحساس بالكمال المتناهيهناك الكثير من الأشخاص الذين لا يشعرون بنقصهم ، في حين يجدون أنفسهم لا ينقصهم شيء ، وأكثر من ذلك إذا أخطأ أحدهم لا يعتذر عما بدر من خطأ .الطفولة وعشقهاهناك مرحلتين يمر بهما الإنسان في حياته المرحلة الأولى هي سنه الصغير ، حيث يكون كل اعتماده على والديه ، محبا للطفولة وللحياة ، خاليا من أي تحملات للمسؤولية .أما المرحلة الثانية : فهي مرحلة النضج حين يصل لمرة واحدة من مرحلة اللامبالاة ، والاعتماد على الغير ، وعدم تحمل المسؤولية إلى مرحلة مختلفة كليا ، وبالتالي يتصرف بشكل طفولي ، وكل ذلك بسبب أخطاء الوالدين حيث لابد عليهما أن يعلمان طفلهما المسؤولية ، والتسامح والاعتذار وقت اقتراف الخطأ .انفعال الشخص الكبير من الغيريرجع هذا السبب على الغضب أو التوبيخ أو النقد الذي كان ينصب على الشخص من والديه في مرحلة الطفولة في حالة اقترافه خطأ ما ، ولذلك يكون رده دفاعيا كثيرا .

علاج تبرير الاخطاء

  • مراقبة الشخص نفسه لتصرفاته دون وعي وبسرعة كبيرة .
  • التركيز على إصلاح مختلف الأفكار التي بحاجة للإصلاح، مع العمل على إعادة البرمجة للا وعي أو للعقل الباطن .
  • لابد من التأكد من أن معرفة الخطأ والاعتراف به قوة ونصر وليس ضعف أو هزيمة .
  • على الشخص أن يكون معترفا بأخطائه أمام الناس وأمام ذاته وقبلهما أمام الله .
  • لابد من معرفة أن الاعتراف يقصد به عفو من الله ومغفرة تمحى به الذنوب .
  • وهناك الكثير من الأخطاء الشخصية للإنسان الذي يجد لها الكثير من المبررات ؛ لتغطية تجاوزه ، أو فشله ، أو عجزه ، أو خطأه ، والسبب في ذلك يرجع لعدم اعتراف الشخص من البداية بارتكاب هذا الخطأ ، ولذلك فلابد عليه أن يدرك أنه في حالة ما إذا كان يقوم بتبرير أخطائه لأحد ، فهو بالتالي يدرب ذاته على الغضب ، أو الانتقام ، أو الكذب ، أو التضليل ، أو انتصار النفس ، أو الأنانية أو الغرور .

    انماط الأشخاص الذين يبررون أخطائهم

    هناك بعض الأشخاص الذين يقومون بتبرير أخطائهم أمام الناس وأمام أنفسهم ، ويرجع السبب في ذلك إلى حاجته لثقة أكبر ، بينما هناك بعض الأشخاص الذين يقومون بتبرير أخطائهم أمام الناس فقط ؛ لحفظ ماء الوجه ، أو السمعة ، أو الكرامة ، ولكنه في قرارة ذاته يكون معترفا بخطئه ، ونلاحظ  انتشار التبرير كظاهرة بل وإلصاق الخطأ بأشخاص آخرين أو بظروف الحياة مثل  التأخر أو التخلف الذي تعاني المجتمعات منه ، في هروب ضعيف من تحمل المسؤولية ، ومواجهة الفشل ، أو الإخفاق ، وعلى كل ذلك ينبغي التأكيد على ثقافة الاعتذار ، فالإنسان عندما يخطأ وجب عليه أن يعتذر حيث لن يقلل الاعتذار منه شيء ، في حين أن الاعتراف بالخطأ يولد التسامح والعفو بين الأشخاص .حيث لن يستطيع الإنسان أن يكون ناجحا في حياته ، أو زواجه ، أو عمله من دون أن يكون معترفا بأخطائه ؛ حيث أنه في حالة عدم اعترافه لن يتمن من معرفة أنه قد أخطأ ، وبالتالي لن يتمكن من تصحيح هذا الخطأ ، وسيقوم بفعله لأكثر من مرة ، فمثلا في حالة إقدام السارق على السرقة مبررا فعلته بفقره ، وبوجود أغنياء في المجتمع لا يساعدوه وأنه بسرقته الصغيرة هذه لن يؤثر عليهم ، فيعتبر ذلك مبررا له للإقدام على فعلته لمرات عديدة متخذا بذلك مبررات كثيرة .