كيف أصور باحتراف

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ١٠:٢٠ ، ٢٥ يوليو ٢٠١٨
كيف أصور باحتراف

التصوير

يَنتشِرُ التصوير بين الناس في أيّامنا بشكلٍ كبير؛ فقد أصبحَ التصوير الرقميّ مُتاحاً على أجهزة الهواتف المحمولة؛ ممّا يسمحُ للناس بمُمارَسة التصوير، إذ إنّ البعض قد يتَّخِذُ التصويرَ هوايةً، أو وظيفةً، فيرغب في تحسينها والوصول إلى مرحلة الاحتِراف، وذلك لأنّ التصوير مهارةٌ تحتاجُ إلى الإحاطة بمبادئها، وأصولها؛ للحصول على صورةٍ مُتقَنةٍ وذات جودةٍ عاليةٍ، وليمتلكَ كلُّ مُصوِّر لَمستَه الفنّية الخاصّة به.[1]استُخدِمَ التصوير لأوّل مرّة عام 1830م، وكلمة التصوير أو فوتوغرافيّ (بالإنجليزيّة: Photography) أَصْلها يونانيّ، وهي مُشتَقَّة من كلمتين: فوتو (بالإنجليزيّة: Photo)؛ وتعني ضَوء، وغرافين (بالإنجليزيّة: graphein)؛ وتعني رَسم، وتتمُّ عمليّة التصوير الاحتِرافيّة باستخدام الكاميرات، بحيث تتعرَّضُ عدسة الكاميرا للضَّوء المُنعكِس عن الأشياء المادِّية التي يتمُّ تصويرها، فتتعرَّض الموادّ الحسّاسة في الكاميرا لحدوث تغييرات، تُشكِّل صورة معكوسة داخل الكاميرا تُسمَّى (الصورة السلبيّة)، والتي تُصبِح بدورها صورة مرئيّة ودائمة.[2]

كيفيّة التصوير باحتراف

أساسيّات احتِراف التصوير


إنّ تعلُّم طريقة التعامُل مع الكاميرا، والتقاط الصُّوَر ليست مُهمَّة صعبة، إذ يُمكِن لأيّ شخصٍ مُهتَمّ بالتصوير أن يلتحقَ بدورةٍ لتعليم التصوير، أو يمكنه أن يتعلَّم ذاتيّاً، إلّا أنّ المُصوِّر الحقيقيّ يسعى لاحتِراف التصويرِ؛ فهو يَعتبِرُ التصويرَ فنّاً يتضمَّنُ صناعةَ صورةٍ لا التقاطها فقط، وحتى يَحترِفَ المرء التصوير، لا بُدَّ له من التركيز على 4 أساسيّات لالتقاط الصورة، بحيث تُعطِي هذه الأساسيّات عندَ إدراكها، ومَعرِفة التعامُل معها، لوحةً فنّية جميلة، وهذه الأساسيّات هيَ:[3][4]
  • الموضوع: إنّ اختيارَ الموضوع الذي يُلهِم المُصوِّر، أحد أهمّ العناصر الأساسيّة للصورة المُميَّزة؛ فالتقاط اللحظات التي تُحفِّز المُصوِّر، تجعله يختار التوقيت الصحيح لالتقاط الصورة، والتركيز على العُنْصر المُهِمّ في المَشهَد؛ لإظهار موضوعه، كما ينبغي على المُصوِّر المُحترِف قضاء وقتٍ لا يقلُّ عن ساعةٍ في تصوير موضوعه؛ للحصولِ على الصورة الأقوى، وعليه الاقتراب من موضوعه، والانسجام معه؛ حتى يتسنّى له التقاط الصورة بقَدرٍ عالٍ من الإدراكِ، والإحساس.

  • التكوين: يجب على المُصوِّر إدراك التكوين المُتكامِل للمَشهَد الذي يريد التقاطَه؛ فتحقيقُ الوحدة، والتوازُن في الأشكال، والألوان، والبُنية المُكوِّنة للمَشهَد، أمور ضروريّة؛ للحصول على صورة جميلة.

  • الضوء: يُعتبَر الضوءُ المحورَ الأساسيّ لأيِّ صورة؛ فالتصوير الخارجيّ يَعتَمِد على الضوء المحيط، أمّا التصوير الداخليّ فيَعتمِد على الإضاءة الاصطناعيّة؛ لذلك فلا بُدّ للمُصوِّرِين من مَعرِفة كمِّية الضوء اللازمة لإظهار الصورة بالشكل الأجمل، وتحديد نوعيّة الضوء التي تَخدِم الصورةَ، إذ قد يكون الضوء مُنخفِضاً، أو مُعتدِلاً، أو قويّاً، أو دافئاً، فإذا أراد المُصوِّر التقاط مَشهَد في الطبيعة، فإنّ اختيار الوقت الذي يكون فيه الضوء جذّاباً، كوقت شروق الشمس، أو وقتَ مغيبها، يُعطِيه ضوءاً يُبرزُ الألوان الزاهية، والتبايُن، وغيرها من الأمور.

  • التعريض: وهذه إحدى الأساسيّات التقنيّة التي يجب على المُصوِّر مَعرِفتها، وهي تعني مقدار الضوء الواقع على مُستشعِر الكاميرا؛ إذ يجب التحكُّم في فتحة عدسة الكاميرا، وسرعة إغلاقها، ومدى حساسيّة المُستشعِر للضوء؛ فالمُصوِّر المُحترِف يَعرِف كمِّية الضوء التي يريدها لالتقاط الصورة، ويَضبطُ الكاميرا الخاصّة به وِفقاً لها.


تقنيات التقاط صورة احترافيّة


بعدَ مَعرِفة الأساسيّات التي على المُصوِّر الإلمام بها، لا بُدَّ له من تَعلُّم التقنيات التي تساعده على جعل صورته أكثرَ احترافيّة وتَميُّزاً، فلا يكفي أن يُحضِّر الكاميرا الخاصّة به، والمحيط، والإضاءة المناسبة، والموضوع الذي يسعى لالتقاطه، بل عليه تعلُّم كيفيّة التقاط الصورة بشكلٍ فنِّي، وبتقنيات مُعيَّنة، ومن هذه التقنيات:[3]
  • النقطة المَركزِيّة: تحتوي كلّ صورة مُحترِفة على نقطة مَركزِيّة تَجذبُ عين الناظر إليها، وتكون هذه النقطة هيَ أهمّ عُنصر في الصورة، وهي تَمنع ضياع عينَي المُتلقِّي في إطار الصورة دونَ وجود نقطة يُسلِّط تركيزَه عليها، ولا يُشترَط أن تكون هذه النقطة في مُنتصَف الصورة، إذ يُمكِن للمُصوِّر جَعْلها على الجوانب، كما يُمكِن إبرازها، وذلك بجعلها خارج التوازُن الكُلِّي للصورة، ولالتقاط صورة مُركَّزة، يحتاج المُصوِّر إلى كاميرا ذات عدسة أطول؛ ليستطيع الاقتراب من التفاصيل، وبالتالي التركيز عليها.

  • التأطير: لا يعتَمِد المُصوِّر المُحترِف على إطار الكاميرا لتأطير صورته، بل تبحث عينُه الفنّية عن عنصرٍ في المَشهَد يعمل كإطارٍ للّوحة ويكون جزءاً من روح الموضوع؛ فالإطار في مُقدّمة الصورة يُعطيها بُعداً أكثرَ عُمقاً، وذلك باختيار غصنِ شجرةٍ، أو عامودٍ، أو إطار نافذة، أو غيرها، وعادةً ما يكون الإطار واضحاً بشكلٍ كبير وهو الأفضل، وقد يكون ضبابيّاً.

  • قاعدة الثلث: يَضع أغلب المُبتدِئينَ العنصرَ الأهمّ في الصورة في مُنتصفِها، إلّا أنّ اختيار موقِع العُنصر باستخدام قاعدة الثلث يعطي الصورة توازُناً ديناميكيّاً، وتَعتمدُ قاعدة الثلث على تقسيم المَشهَد إلى خطَّين أُفقيَّين، وخطَّين عامودِيَّين، فتتشكَّل شبكةٌ فيها مُربَّعات، أو مستطيلات، مع نقاط تقاطعهم، ثم ّيختار المُصوِّر إحدى هذه النقاط ليَضعَ العنصر الأهمّ فيها.

  • المنظور: يُمكِن للمُصوِّر اعتِمَاد الخطوط الموجودة في المَشهَد؛ لإيجاد مَشهَد ثُلاثيّ الأبعاد، كاستغلال خطوط سِكَّة الحديد التي تكون قريبة، وإبعاد المَشهَد الرئيسيّ؛ بهدف إعطاء بُعد ثالث للصورة، ومن المُمكِن أن تنتهيَ الخطوط بعُنصرٍ مُهمّ، كبناءٍ أثريّ جميل.

  • إظهار القياس: يَستغِلّ المُصوِّر المُحترِف التبايُن في قياسات عناصرِ الصورة، ويتلاعَبُ بها؛ فقد يحتاجُ أن يُظهِرَ مدى اتِّساعِ مساحة الحقول، فيحرصُ على إظهارِ شخصٍ يقفُ في المَشهَدِ ليَظهرَ صغيراً نِسبةً إلى الحَقل؛ إذ إنّ الصورة قد لا تُظهِر الحَجم الحقيقيّ لبعض الأشياء، إلّا أنّ المُصوِّر يَضعُ مَرجِعاً معروفَ الحجم؛ لإظهار الحَجم الحقيقيّ للمَشهَد.

  • الألوان: لكلِّ لون إحساس يُوصِله للمُتلقِّي، كما أنّ لكلِّ لون وزنه البصريّ الذي يُؤثِّر في الصورة؛ لذا على المُصوِّر المُحترِف إيجاد التوازُن في الألوان التي تتضمّنها صورته؛ حتى تعطيَه عُمقاً، وتوازُناً.


نصائح لاحتِراف التصوير


لا يكتفي المُصوِّر بمَعرِفة المبادئ التي تجعلُه يخطو أوّل خطوةٍ في طريقِ الاحتِراف، فهو يبحث عن نصائح من مُصوِّرينَ مُحترِفينَ وصلوا بعد مجهودٍ وتجربةٍ طويلةٍ لاحتراف التصوير، وفيما يلي مجموعة من النصائح المُهِمَّة:[5]
  • فَهْم التقنيات الخاصّة بالتصوير، إلّا أنّه لا ينبغي على المُصوِّر التقيُّد بها، بل عليه أن يصنعَ منظوره الخاصّ بفنّ التصوير.

  • الوصول للاحتِراف يحتاج وقتاً، وجُهداً، فلا يَتوقَّع المُصوِّر الحصول على صورةٍ احتِرافيّة من أوّل تجرِبة، بل عليه أن يلتقطَ الكثيرَ من الصُّوَرِ، وتجرِبة زوايا، وحالات، وإضاءة، ومواضيع مُختلِفة للتصوير.

  • ضرورة الاطِّلاع على صُوَر المُحترِفين، كما يُمكِن للمُصوِّر أن يتأثّر فيها، ويستفيد منها، إلّا أنّ عليه أن يَحذرَ من استنساخها.

  • عدم اللجوء إلى برامج تعديل الصورة، كبرنامج الفوتوشوب، بل يجب التقاط الصورة بشكل صحيح من الكاميرا، دونَ الحاجة إلى تعديلها.

  • البَحْث عن مصدر للإلهام، من خلال الاطِّلاع على أشكال الفنّ المُختلفة، كالرسومات، والأفلام، والأزياء، والكُتُب، والإنترنت، والاطِّلاع على ثقافات الشعوب حولَ العالَم.

  • التقاط الصُّوَر باستمرار أثناء اليوم كمُسوَدَّات، حتى لو كان هذا باستخدام الهاتف المحمول؛ وذلك لفَهْم طبيعة الضوء، وتكوين الأشكال، وزيادة التركيز على العناصر التي لم تلفت انتباهَه من قَبْل.

  • عَرْض الصُّوَر على الأشخاص الذينَ يهتمّون لمصلحة المُصوِّر؛ لأَخْذ النصيحة منهم، والتواصُل مع شخص يَحترِف التصوير؛ لتقييم مُستوى الصُّوَر، وأَخْذ النصائح منه.

المراجع