كيف يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تسيء لسمعتك المهنية وتعيقك في رحلة بحثك عن وظيفة؟

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  31/03/2021
كيف يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تسيء لسمعتك المهنية وتعيقك في رحلة بحثك عن وظيفة؟

قد يبدو بالنسبةِ لك أن وسائل التواصل الاجتماعي كافة هي مجرد شبكة خاصة لكل شخص منا، مؤلفة من مجموعات من الأصدقاء والمتابعين، حيث يمكنك بكل نية طيّبة مشاركة ما تريد وما يدور في ذهنك في أية لحظة، وهذا يُعجَب لمنشورك، وهذا يترك تعليقًا برأيه على تغريدتك، والأمور على ما يرام، ولكن دعني أخبرك أن هذا الافتراض مُضلِّل نوعًا ما، لأن تلك الأنشطة التي تعتبرها “خاصة”، هي فعليًا مُتاحة للجميع، بمن فيهم أرباب العمل المُحتملين لديك.

من الآن فصاعدًا، يجب أن تبدأ بالاهتمام بما تنشره على حساباتك على مواقع التواصل، وخصوصًا في حال كنت من أولئك المتخصصين في العمل عن بُعد، لأنك ستكون مراقبًا بشكل كلي، مركز عملك هو الإنترنت، لذا من الأفضل أن تعتبر الإنترنت شركة، ولديك مكتب فيها، يجب المحافظة على نظافته، احترام من يَطرق بابك، والسماح له بتكوين فكرة عنك بمجرد الدخول إلى هذا المكتب.

كيف يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تسيء لسمعتك المهنية وتعيقك في رحلة بحثك عن وظيفة؟

حساباتك على مواقع التواصل ستكوّن لدى لأرباب العمل نبذة عن شخصيتك، وتفكيرك، واهتماماتك، وكأنها عبارة عن CV خاصتك، حيث أشارت إحدىالدراساتالتي عُنيت بالإجراءات المأخوذة بعين الاعتبار عند التقدم لوظيفة ما، إلى أن 90% من رؤساء العمل يأخذون بعين الاعتبار نشاط المتقدّم إلى الوظيفة على وسائل التواصل الاجتماعي، وأن نسبة 79% من أرباب العمل قد رفضوا مرشحين بعد إلقاء نظرة على حساباتهم على وسائل التواصل الإجتماعي، وهي نسبة ليست بقليلة أبدًا.

لذا يبدو من المنطقيّ جدًا أن نبدأ بأخذ الأمور بجدّية، وعدم اعتبار وسائل التواصل ملاذًا للتعبير عن كل ما يجول في خاطرنا بحريّة، لأنه ببساطة أُثبت أن ذلك يلحقالضرربالحياة المهنية للأفراد، فليس كلّ ما في البال يُقال، أليسَ كذلك؟ لذا عزيزي، إذا كنت تبحث عن وظيفة، أو ربما تغيّر مهنتك في المستقبل، في حال كنت مهتمًا بما كتبته أعلاه، فيجب أن تبدأ بأخذ الأمور على الإنترنت بجدّية، والانتباه إلى نشاطك الحاضر، والماضي حتى، فيمكنك حذف كل ما لا تريده.

لنرى بدايةً بالتفصيل، كيف يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تسيء لسمعتك المهنية وتعيقك في رحلة بحثك عن وظيفة؟

اقرأ أيضًا: حساباتك القديمة على الإنترنت.. كيف ولماذا يجب أن تحذفها فوراً؟

وجود منشورات أو تغريدات مسيئة

وجود منشورات أو تغريدات مسيئة يسيء إلى حساباتك على مواقع التواصل

منطقيًا، ليس من الجيد أن ننشر أو نغرّد بأشياء ومنشورات غير محترمة، فهذا أصلًا يتعارض مع سياسة الفيسبوك ووسائل التواصل عامةً، ولكن كشخص يهمّه أمر دخوله في مجال الأعمال مستقبلًا، فيجب أن تحذر وتُبقي صفحاتك الشخصية بيضاء تمامًا. حتى لو كنت شخصًا بشوشًا وتُلقي الدعابات، حاول عدم نشر دعابة تمسّ السياسة، أو الأعراق المختلفة، أو التحيّز الديني، أو الجنس، أو الإساءة إلى شخص ما حتى.

يجب أن تعلم أنثلثالشركات التي تبحث عن موظفين، تملك موظفًا في فريق عمل متخصص في البحث عن مرشحين عبر الإنترنت. غالبًا، عندما يريد صاحب العمل التأكد من نظافة تاريخك النضالي على مواقع التواصل، سيبحث في تواريخ النشر الخاصة بك، وسيبحث عن نقاط حمراء يضعها في سيرتك الذاتية، كالتغريدات العدوانية والتي تعبر عن التحريض العلني إلى جهة ما، أو الأشياء غير القانونية، أو الآراء غير الشعبية والتي تعبر عن تفكيرك المبهم، أو الإساءة العلنية لشخص ما بحد ذاته، فبذلك أنت لست أهلًا للعمل.

في عام 2020، وباستخدام تطبيق حاذف التغريدات (The Tweet Deleter)، جُمع مجموع التغريدات المحذوفة نهائيًا من تويتر، وكانت هناك أكثر من 200 مليون تغريدة محذوفة، وبالتحليل، وُجد أن أغلبية التغريدات المحذوفة احتوت إما على ألفاظ نابية، أو كلمات تتوجه إلى أعراق معينة. بإجراء استطلاع شمل أولئك المستخدمين الذين نظفوا حسابهم على تويتر والاستفسار عن سبب الحذف، كانت النتيجة أن ذلك يعطي انطباعًا أفضل عنهم لدى أرباب العمل.

لذا عزيزي، لتحسين فرصة حصولك على عمل محترم، حاول زيارة حساباتك مرة، وقم بحذف المنشورات أو التغريدات المسيئة، حتى لو اضطررت إلى الرجوع إلى أول تغريدة أو بوست نشرته.

نشر نكت مثيرة للجدل

نشر النكت

أصبح شائعًا جدًا نشر أو مشاركة النكت أو مقاطع الفيديو المضحكة عمومًا، سواء على الفيسبوك أو التيك توك، هي في النهاية هواية الجميع، فكلنا يحبّ أن يكون صاحب الدعابة أو الشخص المهضوم.

لا تكمن المشكلة هنا إنما في أن أغلب المحتوى المُضحك يمسّ إحدى الجهات أو الأشخاص أو غير ذلك، لذا قبل أن تهمّ بمشاركة أي محتوى مضحك، تأكد أنه لا يحتوي أي شيء يثير الشكوك أو يتوجه بإساءة معينة إلى أحدهم، وخاصةً أكثر المواضيع إثارةً للجدل، والتي هي الدين والسياسة. لستَ مضطرًا عزيزي، وأذكى ما يمكنك فعله هنا هو الاحتفاظ بآرائك لنفسك، ومشاركتها مع أشخاصك المقربين بشكل شخصي تمامًا.

حقيقةً، يُفضّل أن تكون انطوائيًا قدر الإمكان على الإنترنت، فحتى لو شاركتَ شيئًا هو بنظرك عاديًا ومحترمًا ولا يعبر عن أي إساءة لأي أحد، فهناك أشخاص قد لا تفهم روح الدعابة لديك، وتفسّر ما تنشره أنت تفسيرات تناسبها، لذا قد ينقلب ذلك ضدّك، لستَ مضطرًا أبدًا، وخاصةً في هذه الأيام، حيث أصبحالعمل عبر الإنترنتشائعًا، ومن المتوقع أن تحظى بفُرَص كثيرة في مجال عملك وعن بُعد.

تسويق شكواك أو التشهير بأصحاب العمل السابقين

كيف يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تسيء لسمعتك المهنية وتعيقك في رحلة بحثك عن وظيفة؟

تجنّب نشر أي شيء مسيء عن الشركة التي تعمل فيها أو رئيس عملك، أو أي شيء يسيء إلى عملك عبر الإنترنت، حتى لو كنت تمرّ بيوم عصيب، أو صارت معك مشكلة في العمل، فإما حاول حلها في مكان العمل، أو تغاضى عن الموضوع، ولكن إياك أن تهمهم في الإفراج عن غضبك على صفحات التواصل الإجتماعي، وإليك السبب.

ببساطة، عندما يرى رئيسك المستقبلي أو الشخص الذي من المتوقع أن يرأسك عندما تتقدم بطلب العمل، عندما يلاحظ في منشوراتك أنك انتقدت رئيسك السابق أو توجّهت بالملاحظات والانتقادات للشركة أو المجلة، أو ربما شاركت بعض المعلومات السرية- ولو كانت سطحية – أو غير ذلك، عن مكان عملك، ببساطة سيضع في رأسه فكرة أنك من الممكن جدًا أن تفعل معه ذات الأمر في حال لم تتفقا أو حدثت مشكلة في العمل.

حتى لو كان الحق معك تمامًا، وحتى لو كان هناك أشخاص شاهدون على ما دار بينك وبين رئيسك، لا تشارك تغريدة مثلًا لتبين بها أنك مظلوم، فلا يمكنك نقل سياق الموقف بتغريدة على تويتر، كما نعلم يقتصر عدد الأحرف التي يمكنك كتابتها في تغريدة 280 حرف، لذا لا يمكنك شرح شيء، وأنت بذلك تسيء لنفسك فقط.

اقرأ أيضًا: مواقع التواصل الاجتماعي: هل إضافة المدير عليها مفيد فعلًا؟

تقديم صورة سلبية عن نفسك!

تقديم صورة ذاتية سلبية

البعض يعشق حرفيًا الانتقاد السلبي الذاتي، يجب أن يظهر أنه الشخص غير المبالي، أو ذلك الذي تظلمه الحياة وهو بدروه يحاول أن يظلمها بالإساءة إلى غيره، فالفيسبوك صارَ مليئًا بالعقول الفارغة، لذا من المتوقع جدًا أن يتصفح رئيسك الحالي أو صاحب العمل المحتمل، حساباتك على وسائل التواصل، وتقييم إدراكك للأمور، واكتشاف مَن أنت خارج ما وضعته في سيرتك الذاتية أو ما قلته في مقابلة العمل.

حاول أن تكون إنسانًا متّزنًا، وانظر إلى حساباتك الإجتماعية بعين محايدة إذا صحّ التعبير، وامسح المنشورات الحاوية على صور لك وأنت تشرب الكحول مثلًا، أو مقطع الفيديو الذي تظهر فيه وأنت تستفزّ شخصًا ما أو تهينه على سبيل المزاح. امسح التغريدات الغامضة، التي أحببت ذات مرة أن تكون فيها ذاك الشخص الغامض، امسحها يا باتمان ..

حتى المشاركات الكثيرة والمملة، كلما رأيت منشورًا أو تغريدة تكبس زر المشاركة وكأنك تعمل مُشارِكًا لا تحزن على الماضي، فقط ادخل الآن وامسحها كلها. في استطلاع شمل بعض مديري التوظيف، اعترف حوالي 51% منهم بأنهم يراجعون الحسابات على مواقع التواصل والخاصة بالمتقدّم للعمل، لأن ذلك يقدم فكرة لا بأس بها عن عقلية هذا المرشح، وهل سيصلح كموظف جيد للأخذ بالشركة نحو الأمام!؟

أرى اليوم أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت طريقة جيدة لتلميع صورتنا حيث تمكّننا من إنشاء علامة تجارية لشخصنا، لذا حاول الحفاظ على صورتك على وسائل التواصل، لا تُفرط في مشاركة المحتوى، وحاول تقديم أفكار بنّاءة إيجابية. لا بأس في مشاركة هواياتك المفضلة، واهتماماتك.

الكذب بشأن المؤهلات التي نمتلكها!

الكذب بشأن مؤهلاتنا

الكذب بشأن المؤهلات أغبى شيء ممكن أن تفعله على حساباتك على وسائل التواصل، فسيتبيّن ويُكشف كذبك عاجلًا أم آجلًا، وخاصةً إذا كانت كذبتك كبيرة، كأن تكون معلوماتك في اللغة الإنجليزية سطحية جدًا، وتكتب (يعمل لدى English Translator).. !!Hello man. صدقني لن يفيدك أن تكتب ذلك، بل حاول أن تكون ما تكتبه.

في دراسة أجرتها شركة (OfficeTeam)، حول مدى تأثير الكذب بشأن المؤهلات عند التقدم إلى وظيفة، أظهرت نتائج الدراسة أن حوالي 38% من كبار المديرين قد أبعدوا متقدمين بطلب توظيف أو منصب بسبب كشف أكاذيبهم حول مؤهلاتهم.

ربما نحاول أحيانًا تجميل حقيقة مؤهلاتنا عبر النبذة عنا في وسائل التواصل، أو إظهار خبرة عمل أطول مما نحن عليه بالفعل، ولكن للأسف أنت بذلك تقلل فرص حصولك على عمل بل وتهدد وظيفتك الحالية، فإذا قُبلت في وظيفة ما، ثم طُلب منك عمل ضمن حدود ما كتبته أنت في سيرتك على حسابك، ثم تبين فيما بعد أنك لستَ أهلًا لهذا العمل وربما لا تعرف عنه شيئًا، سيبدو شكلك غير لائق، أنت في نظرهم كاذب، وهذا حتمًا سيؤثر على سمعتك في المجال المهني الذي تتبعه.

اقرأ أيضًا: كشف الكذب.. طرق بسيطة لمعرفة أن كان محدثك يكذب عليك

عدم امتلاكك لملف تعريف واحد على وسائط التواصل

كيف يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تسيء لسمعتك المهنية وتعيقك في رحلة بحثك عن وظيفة؟

في النهاية، أكثر ما يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تسيء فيه إلى سمعتك المهنية هو عدم امتلاك إحداها!! عدا عن أن ذلك يعرقلك كثيرًا في العمل عن بُعد، إلا أنه أيضًا إذا أردت العمل في شركة ما على أرض الواقع، قد يهم رئيسك أن يتبحّر أكثر عنك فيما قلناه سابقًا، اهتماماتك، ماذا تشارك، وهل أنت عاقل ومتّزن؟

نحن نعيش اليوم في عالم يسمى عالم الإنترنت، عالم مرئي تعتبر أنت ميت فيه إذا لم يكن لديك حساب على موقع واحد على الأقل، حتى لو وجدت أنه ما زال اليوم بعض أرباب العمل لا يهمهم هذا الأمر، فإن النسبة الأكبر ستعتبرك إنسانًا مريبًا وقديمًا وربما لا تعلم ما يدور حولك، إذا لم يكن لديك حساب على إحدى المواقع، وهذا قد يبعدهم عنك فورًا بلا أية اعتبارات.

لذا، إذا كنت من أولئك الذين يتجنبون الشبكات الإجتماعية، جميعها من فيسبوك إلى تويتر وانستغرام، لأسباب تتعلق بالخصوصية، أو كي تقلل من استخدامك للهاتف، فعلى الأقل ومن أجل تجنب هذه المشكلة، أنشئ حساب لينكد إن، لأن اختفاؤك من ساحة التواصل الاجتماعي يمكن أن يضرّك فعليًا.

عزيزي، خُذ النصائح أعلاه في عين الاعتبار، فيمكن- برأيي- لوسائل التواصل الاجتماعي أن تدعمك بنسبة لا تقل عن 50% في عملك، مثلًا يمكنك تضمين أعمالك في ملفاتك الشخصية، وحاول الانخراط في الأعمال التطوعية والمنظمات غير الربحية فيما يناسب مجال عملك. اليوم، حساباتك على مواقع التواصل هي التي تتحدث عنك.

اقرأ أيضًا:

أشياء ستدركها فقط إذا خضت تجربة الإقلاع عن مواقع التواصل الاجتماعي!

عشرة طرق فعالة لتعزيز حضورك على لينكدإن LinkedIn

10 نصائح لتحصل على وظيفة أحلامك عبر لينكد إن