كيفية علاج مرض السكر

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ٠٤:٤٨ ، ٣١ أغسطس ٢٠٢٠
كيفية علاج مرض السكر

نظرة عامة عن مرض السكر

يُعرّف مرض السكّري (بالإنجليزيّة: Diabetes) على أنّه خلل في قدرة الجسم على إفراز أو استخدام هرمون الإنسولين (بالإنجليزيّة: Insulin) المُفرَز من قبل البنكرياس (بالإنجليزيّة: Pancreas)، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع نسب السكّر في الدم، ويمكن تقسيم مرض السكّري إلى نوعين: مرض السكّري من النوع الأوّل (بالإنجليزية: Type 1 diabetes) الناتج عن عدم قدرة الجسم على إفراز هرمون الإنسولين؛ وذلك بسبب مُهاجمة جهاز مناعة المُصاب لخلايا البنكرياس المسؤولة عن إفراز هذا الهرمون، أمّا النوع الثاني من مرض السكري (بالإنجليزية: Type 2 diabetes) فينتج يحدث عندما لا ينتج الجسم ما يكفي من الإنسولين أو لا يستخدم الإنسولين كما ينبغي في ما يُعرف بمقاومة الإنسولين (بالإنجليزيّة: Insulin Resistence)، وتجدر الإشارة إلى الحالة التي لا تكون فيها نسب السكّر في الدم مرتفعة إلى الدرجة التي يمكن فيها تشخيص الحالة بمرض السكّري؛ في ما يُعرف بما قبل الإصابة بالسكّري (بالإنجليزيّة: Prediabetes)، وبالرغم من أنّ الإصابة بما قبل السكّري قد تزيد احتماليّة إصابة الشخص بمرض السكّري من النوع الثاني، إلّا أنّه يمكن تجنّب وتأخير ذلك بإجراء بعض التغييرات على نمط الحياة؛ كممارسة التمارين الرياضيّة بانتظام، وتناول الغذاء الصحي والمتوازن، والوصول إلى الوزن الصحيّ والمحافظة عليه.[1]ولمعرفة المزيد عن مرض السكر يمكن قراءة المقال الآتي: (ما هو مرض السكري).

علاج مرض السكر

هناك العديد من العلاجات المتوفرة التي تُساعد في علاج مرض السكري، بالإضافة إلى السيطرة عليه وإدارته، كما ويختلف العلاج المُستخدم من مُصاب إلى آخر باختلاف ما يحتاج إليه المُصاب، وعلى الرغم من ذلك فإنّ الأهداف من العلاج تبقى واحدة؛ وتتضمن المُحافظة على نسبة قريبة من الطبيعيّة لسكّر الغلوكوز (بالإنجليزيّة: Glucose) في الدم من خلال الموازنة ما بين الغذاء والرياضة والأدوية، كما ويهدف العلاج المناسب لمرض السكّري إلى المحافظة على نسب الدهنيات والكولسترول قريبة من الطبيعيّة في الدم، بالإضافة إلى السيطرة على ضغط الدم وتجنّب ارتفاعه عن 90/140، ومن خلال ذلك كلّه مُحاولة تجنّب أو منع تفاقم الحالة وتطوّر المُضاعفات الصحية التي من الممكن أن تنتج عن الإصابة بمرض السكّري. غالباً ما يقوم الطبيب بتقييم حالة المُصاب وماهيّة نمط حياته لوضع خطة مناسبة للعلاج، وبشكل عام غالباً ما يحتاج مُصاب السكّري من النوع الأول إلى تلقّي حقن من الإنسولين، وتجدر الإشارة إلى أنّ الإنسولين يتوفّر أيضاً على شكل مضخّة (بالإنجليزيّة: Insulin Pump)، أمّا مريض السكّري من النوع الثاني، فبالرغم من أنّه من الممكن أن تتم السيطرة على حالته من خلال إجراء التغييرات المُناسبة على نمط الحياة، إلّا أنّه قد يحتاج إلى بعض أنواع أقراص الأدوية أو حتى الإنسولين في بعض الحالات.[2][3]

تغيير أنماط الحياة

يُعد تغيير نمط الحياة وتعديله بإدخال الغذاء المتوازن والممارسة المستمر للتمارين الرياضيّة أول خطوات العلاج فيما يخص السكري من النوع الثاني، كما وأنّ تخفيض الوزن لتقريبه إلى الوزن الطبيعيّ للمُصاب هو أساس العلاج؛ فحسب دراسة تم نشرها سنة 2010 من قبل الجمعيّة الأمريكيّة للسكري (بالإنجليزيّة: American Diabetes Association) المعنيّة برعاية مُصابي مرض السكّري، فإنّ زيادة المجهود البدني والرياضة إضافة إلى تخفيض الوزن من الممكن أن يُخفّض احتمالية خطورة الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة قد تصل إلى 58%، ويمكن تفسير العلاقة هذه ما بين النوع الثاني من السكري ونمط الحياة بأنّ هذا النوع من المرض ليس مرض مناعة ذاتية (بالإنجليزيّة: Autoimmune Disease) كما هو الحال في مرض السكّري من النوع الأول، وبالتالي فإنّ هناك العديد من العوامل الخارجية والعادات اليوميّة للأشخاص التي من الممكن أن تؤثر عليه.[4][5]

الغذاء الصحي والمتوازن


يُقصد بالغذاء الصحي إيجاد التوازن المُناسب ما بين مُختلف أنواع الأغذية، من الكربوهيدرات (بالإنجليزيّة: Carbohydrates)، والبروتينات (بالإنجليزيّة: Proteins)، والدهون (بالإنجليزيّة: Fats)، بما يُناسب حالة المُصاب، ووزنه، وتفضيلاته الشخصيّة في طبيعة ونوع الطعام، ويُساعد هذا التوازن في الغذاء على المحافظة على نسب سليمة للغلوكوز في الدم، وبشكل عام، عادة ما يُنصح بتناول 3 وجبات رئيسيّة صغيرة في اليوم يتخلّلها 3-4 وجبات خفيفة، وتجدر الإشارة إلى ضرورة متابعة كمية الكربوهيدرات المتناولة بالذات لما لها من دور رئيسي في التحكم بنسب السكر في الدم، كما ويُعد من الضروري تجنّب تناول الأطعمة المحتوية على الدهون المتحولة (بالإنجليزيّة: Trans Fat)، وألّا تزيد نسبة الدهون المشبعة (بالإنجليزيّة: Saturated Fat) عن 7% من الطعام المتناول، وفي الواقع يُعد إجراء التغييرات المناسبة على طبيعة الغذاء أساسياً في حال كان المُصاب بمرض السكّري زائد الوزن، ويُمكن أن تُساعد بعض أنواع الخطط الغذائية على خفض الوزن: كالحمية قليلة الكربوهيدرات وقليلة الدهون أو السعرات الحرارية، وحمية النظام الغذائي المتوسطي (بالإنجليزيّة: Mediterranean Diet).[6]

بالإضافة إلى اتّباع نظام أو حمية مُعيّنة لتناول الطعام، هناك بعض الأغذية التي عادة ما يُنصح بتجنّبها من قبل مُصابي السكّري وغيرهم من الأشخاص؛ لما لتلك الأطعمة من تأثير على الرفع المباشر والسريع لنسبة السكّر في الدم والمُساهمة في زيادة الوزن، بالإضافة لاحتوائها على فوائد غذائية قليلة مقارنة بسعراتها الحرارية المرتفعة، ومن الأغذية التي يُنصح بعدم تناولها بعض أنواع الكربوهيدرات المُجهّزة والمُعدّلة كالخبز الأبيض، والمعكرونة، والعصير، والكعك، والحلويات، التي من الممكن استبدالها بأطعمة صحيّة كخبز ومعكرونة الحبوب الكاملة، وبالرغم من وجود بعض المخاوف من تناول الفاكهة، إلّا أنّ الفاكهة الطازجة والكاملة يُمكن إدخالها إلى النظام الغذائي المُتبع من قبل مُصاب السكري بما لا يتعدى 2-3 حصص يوميّاً، بالإضافة إلى تجنّب بعض الأنواع التي تعمل على زيادة نسبة السكر في الدم كالعنب، والفواكه المجففة، وعصائر الفاكهة.[7]

تخفيض الوزن


في الحقيقة، يعاني العديد من مُصابي مرض السكري من النوع الأول والثاني من الوزن الزائد أو السُمنة، وإنّ المُباشرة بالإجراءات الضروريّة لفقدان الوزن له العديد من الفوائد الجسديّة والنفسيّة للأشخاص، وحقيقة يختلف الوزن المثالي ما بين مُصاب وآخر باختلاف العديد من العوامل ومنها مؤشر كتلة الجسم (بالإنجليزيّة: Body Mass Index) المُعتمد على وزن الشخص مقارنة بطوله، فحسب الدراسات إنّ هناك علاقة طرديّة ما بين فقدان الوزن وتحسّن الحالة الصحيّة العامة للأشخاص؛ حيثُ أنّ فقدان جزء من وزن الجسم يُساعد في تحسين ضغط الدم، ونسب الكولسترول في الدم، وبالتالي التقليل من احتماليّة الإصابة بالعديد من المُضاعفات الصحية كأمراض القلب والسكتة الدماغية (بالإنجليزيّة: Stroke)، كما أنّ قياس مُحيط الخصر يُعد من العوامل الأساسيّة في تحديد الوزن الذي يهدف الشخص للوصول إليه؛ حيثُ إنّ الوزن الزائد في منطقة الخصر يعنى تراكم الدهون الزائدة المُحيطة بأعضاء الجسم الداخلية كالكبد والبنكرياس، ممّا قد يؤدي إلى زيادة مقاومة الجسم للإنسولين، وبالتالي فإنّ خفض هذا الوزن يعمل على تحسين استجابة خلايا الجسم لهرمون الإنسولين واستخدامه بالشكل المناسب.[8]

وتجدر الإشارة أيضاً إلى الدور الرئيسي الذي يقوم به فقدان الوزن في تقليل حاجة المُصاب إلى الأدوية -الذي يعدّ دافعًا كبيرًا لفقدان الوزن بالنسبة لبعض الأشخاص-، خاصة الإنسولين وأدوية السلفونيل يوريا؛ فمع زيادة المجهود الجسدي ونقصان الوزن من الممكن أن يتم التخفيض من جرعة الأدوية وغيرها من التعديلات، وينطبق ذلك أيضاً على مُصابي السكّري من النوع الأول، فبالرغم من عدم وجود علاقة ما بين الإصابة ووزن المُصاب، إلّا أنّ فقدان الوزن يُساعد في التقليل من خطورة الإصابة بمُضاعفات مرض السكري، بالإضافة إلى التقليل من جرعة الإنسولين التي يحتاجها المُصاب للعلاج، أمّا بالنسبة للنوع الثاني من مرض السكّري فإنّ فوائد فقدان الوزن لمُصابيه قد تصل إلى الشفاء منه والاستغناء التام عن الأدوية، وذلك في حال فقدان ما يُعادل 15 كيلوغرامًا من الوزن بشكل سريع ومباشر بعد تشخيص الإصابة، ويُعدّ تحسّن المزاج، وزيادة الطاقة التي يشعر بها الشخص، والقدرة الأفضل على النوم من الفوائد العديدة الأخرى الناتجة عن فقدان الوزن.[8]

ممارسة التمارين الرياضية


عادة ما يُنصح بممارسة التمارين الرياضيّة خاصة التمارين الهوائية (بالإنجليزيّة: Aerobic Exercises) كالمشي وركوب الدراجة الهوائية لجميع الأشخاص، المُصابين بمرض السكّري وغيرهم، لما لذلك من فوائد صحية عديدة، ويجب أن يقوم مُصاب السكّري باستشارة مُختص قبل المُباشرة بإجراء التمارين للتأكد من تناسبها مع حالته، ومع ذلك يُنصح بشكل عام باختيار نشاط رياضي يستمتع به الشخص؛ وذلك لتحفيزه على ممارسته بشكل روتينيّ، بالإضافة لتجنّب القيام بالأعمال غير المُنشّطة كمشاهدة التلفاز لفترة طويلة ومستمرة، وبالرغم من أنّ التمارين الرياضيّة تعمل على تقليل نسبة السكّر في الدم، إلّا أنّه يجدر على الأشخاص تجنّب الانخفاض المفرط للسكر؛ خاصة في حال استخدامه لأدوية السكري، ويمكن مراقبة ذلك بقياس نسبة السكر في الدم قبل المباشرة بالتمرين أو بتناول وجبة خفيفة سابقة له إن كان هناك حاجة لذلك، ويُفضّل ممارسة 30-60 دقيقة من التمارين الهوائية المتوسطة أو 15-30 دقيقة من التمارين الهوائية الشديدة في اليوم لأغلب أيّام الأسبوع، وتجدر الإشارة إلى أنّ إضافة تمارين المقاومة كاليوغا ورفع الأثقال إلى الروتين الرياضي اليومي من التمارين الهوائية قد يزيد من فوائد ممارسة التمارين الرياضية.[9]

العلاج الدوائي لمرض السكر

هناك العديد من العوامل التي يعتمد اختيار العلاج الدوائي للمصاب بمرض السكّري عليها: كنوع مرض السكّري المُصاب به الشخص، والحالات الصحيّة والمرضيّة الأخرى التي يُعاني منها المُصاب، وروتين حياة المصاب اليومي، وتكلفة الدواء ومدى تناسبها مع وضع المُصاب، بالإضافة لمدى الاستجابة للتحكّم بنسبة سكّر الغلوكوز في الدم عند استخدام هذه الأدوية.[10]

الإنسولين


يُعدّ سكّر الغلوكوز مصدرًا أساسيًّا ومهمًّا للطاقة التي يحتاجها الجسم للقيام بكافة وظائفه بشكل تام وطبيعيّ، ويقوم هرمون الإنسولين بشكل أساسيّ بقيادة عمليّة استقبال الجسم للغلوكوز وبالتالي الانتفاع منه؛ ولذلك يُعدّ الإنسولين العلاج الأولي والأهم للأشخاص المُصابين بمرض السكّري من النوع الأول، وذلك من خلال تحديد الجرعة والوقت المُناسبين لإعطائه بحيث يضمن امتصاص الجسم المُناسب لسكّر الغلوكوز الموجود في الدم، كما ومن الممكن استخدام الإنسولين في العديد من حالات الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري في حال استدعى الأمر ذلك. وبالرغم من أنّ الإنسولين عادة ما يتوفر على شكل حقن، إلّا أنّه متوفر أيضاً على شكل مضخة بحجم جهاز صغير تُدعى مضخة الإنسولين؛ توضع المضخة على حزام للخصر، ويمتد منها أنبوب صغير يصل إلى الجسم ويوضع تحت الجلد غالبًا في منطقة البطن،[11][12] وتجدر الإشارة إلى أنّ الإنسولين يتم تكسيره وتعطيله في المعدة، وبالتالي لا يُمكن أخذه عبر الفم.[13]

في الحقيقة، لا يوجد جرعة مُعيّنة للإنسولين، ويتم تحديد جرعة الإنسولين وعدد مرّات أخذه خلال اليوم من قبل الطبيب اعتماداً على حاجة المُصاب له؛ وذلك بعد وضع بضعة أمور في عين الاعتبار: كوزن المُصاب، وطبيعة الطعام الذي يتناوله وأوقات تناوله له، ومدى التزام المُصاب بممارسة التمارين الرياضيّة، بالإضافة إلى مدى قدرة جسم المُصاب على إنتاج هرمون الإنسولين،[12] وينبغي التنبيه على أنّ القدرة على إدارة جرعات الإنسولين وضبطها تعدّ جزءًا أساسيًا من إدارة مرض السكري؛ خاصة النوع الأول منه، حيث ينطوي التعديل الذاتي على تقدير الكمية المناسبة من الإنسولين التي يستلزم حقنها خلال كل يوم لتحقيق التوازن بين مستويات السكر المرتفعة والمنخفضة في الدم، ويمكن لقياس مستوى السكر في الدم بشكل مستمر وتسجيل نتائجه بانتظام أن يساعد على معرفة كيف تتغير أرقام السكر في الدم وتحسين إدارة مرض السكري بشكل عام، بحيث يقوم مقدمو الرعاية الطبية بتعليم المريض ذلك،[14] وبشكل عام هناك 4 أنواع أساسيّة للإنسولين، هي: الإنسولين سريع المفعول (بالإنجليزيّة: Rapid-Acting Insulin)، والإنسولين قصير المفعول (بالإنجليزيّة: Short-Acting Insulin)، والإنسولين متوسّط المفعول (بالإنجليزيّة: Intermediate-Acting Insulin)، والإنسولين طويل المفعول (بالإنجليزيّة: Long-Acting Insulin)،[12] وبالاعتماد على سرعة عمل الإنسولين ومدة فاعليّته تختلف أوقات حقن كلّ من الأنواع الأربعة السابقة للإنسولين؛ فيتم حقن الإنسولين سريع المفعول والإنسولين قصير المفعول للسيطرة على نسب السكّر في الدم بعد تناول الطعام، أمّا الإنسولين متوسط المفعول والإنسولين طويل المفعول فيتم حقنهما للسيطرة على نسب السكر في الدم طوال اليوم.[13]

كمختلف أنواع الأدوية من الممكن أن يتسبب الإنسولين بظهور بعض الأعراض الجانبيّة، ولذلك من المهم الإشارة إلى أنّ الإنسولين لا يؤخذ إلّا بعد استشارة الطبيب، ولعلّ أكثر الأعراض الجانبيّة للإنسولين شيوعاً هو نقص نسبة السكّر في الدم (بالإنجليزيّة: Hypoglycemia)، التي من الممكن أن يعاني منها الشخص في حال عدم تناول الطعام بعد حقن جرعة الإنسولين أو في حال عدم تناول الكميّات الكافية من الطعام خلال اليوم. هناك العديد من الأعراض والعلامات التي قد تدل على الإصابة بانخفاض نسبة السكر في الدم: كالشعور بالضعف والإرهاق، والدوخة، والشعور بالجوع، والتعرّق، والرجفان، وعدم وضوح الرؤية، وعدم القدرة على المشي بشكل طبيعي، وتسارع في نبضات القلب، وعادة ما يُنصح المُصاب بمرض السكّري بأخذ احتياطاته في حال الإصابة بانخفاض في نسبة سكر الدم، ففي هذه الحالة يُمكن للمُصاب تناول قطعة حلوى، أو شرب العصير، أو تناول قرص من سكّر الغلوكوز، ممّا يعمل على رفع نسبة السكر في الدم بشكل سريع.[13][15]

مساعد السكري


تُعرّف مساعدات السكري المعروفة طبيًّا باسم البيغوانيدات (بالإنجليزيّة: Biguanides) على أنّها إحدى المجموعات الدوائية التي تُعطى على شكل أقراص عن طريق الفم، والتي تقوم على علاج النوع الثاني من مرض السكّري؛ حيثُ إنّها تعمل على تحسين استجابة خلايا الجسم لهرمون الإنسولين وخفض نسبة السكّر الذي تقوم الأمعاء (بالإنجليزيّة: Intestines) بامتصاصها، وذلك من خلال منع هذه الأدوية عن إنتاج سكّر الغلوكوز من قبل الكبد، ويُعدّ دواء الميتفورمين (بالإنجليزيّة: Metformin) البيغوانيد الوحيد المتوفر والمستخدم كعلاج أوّلي وأساسي لعلاج مُصابي السكري من النوع الثاني الذين لم يكن تغيير النمط الحياتي؛ من اتباع حمية صحية وممارسة للتمارين الرياضيّة، كافيًا للسيطرة على نسب السكّر في الدم لديهم، كما ومن الممكن أن يُساعد عمل الميتفورمين في التقليل من الغلوكوز المُفرز من الكبد وتأثير ذلك على استجابة الجسم للانسولين في فقدان المُصاب للوزن، وبالرغم من أنّ الميتفورمين غالبًا ما يُعطى وحده لعلاج مُصابي السكّري، إلّا أنّ هناك بعض التركيبات الدوائية التي قد تضم الميتفورمين مع غيره من أنواع الأدوية في قرص واحد، كما وقد يُعطى الميتفورمين في بعض حالات الإصابة بالنوع الأول من مرض السكّري بالإضافة إلى حقن الإنسولين.[16][10]

عادة ما يُسبب الميتفورمين بعض الأعراض الجانبيّة المعدِيّة والمعويّة كألم البطن، والغازات (بالإنجليزيّة: Flatus)، والغثيان، والتقيّؤ، والإسهال (بالإنجليزيّة: Diarrhea)، إلّا أنّ هذه الأعراض غالباً ما تنخفض وتزول مع مرور الوقت دون الحاجة لأيّ تدخل دوائي، كما ومن الممكن اتخاذ بعض الإجراءات التي تُساعد في التخفيف من هذه الأعراض كالحرص على تناول الميتفورمين خلال أو بعد تناول وجبات الطعام، وتناول أكبر قدر ممكن من الماء مع حبة الدواء، كما ومن الممكن أن يبدأ المُصاب بتناول جرعات منخفضة في البداية ومن ثم يتم رفع جرعة الميتفورمين تدريجيّاً.[17][18]

أدوية أخرى


في ما يأتي بيان لبعض من أبرز العلاجات الدوائية المتوفرة لعلاج مرض السكّري:
  • السلفونيل يوريا والميغليتنيد: ومن الأمثلة على السلفونيل يوريا (بالإنجليزيّة: Sulfonylureas)، الغليكلازيد (بالإنجليزيّة: Gliclazide)، والغليمبيريد (بالإنجليزيّة: Glimeperide)، والغليبيزيد (بالإنجليزيّة: Glipizide)، والتولبيوتاميد (بالإنجليزيّة: Tolbutamide). وهي إحدى المجموعات الدوائية التي توجد على شكل أقراص فموية تعمل على خفض نسبة السكر في الدم من خلال تحفيز البنكرياس على إفراز المزيد من الإنسولين، أمّا الميغليتنيد (بالإنجليزيّة: Meglitinides) فمن أمثلتها الريباغلينيد (بالإنجليزيّة: Repaglinide) والناتغلينيد (بالإنجليزيّة: Nateglinide) التي تعمل بطريقة مُشابهة للسلفونيل يوريا إلّا أنّ مفعولها أسرع وأقصر مدى،[19][9] وتجدر الإشارة إلى أنّ المجموعتين الدوائيتين تتواجدان على شكل أقراص تعطى فمويًّا، وقد تؤديان إلى انخفاض نسبة السكر في الدم، الذي قد يكون مهدّدًا للحياة في حالات الانخفاض الشديدة؛ لذا يُنصح بتناول الطعام بشكل متوازن وتجنّب الاستغناء عن أي من الوجبات اليومية.[20][21]

  • الثيازوليديونات: (بالإنجليزيّة: Thiazolidinediones) ومنها الروزيغليتازون (بالإنجليزيّة: Rosiglitazone) والبيوغليتازون (بالإنجليزيّة: Pioglitazones)، والتي تؤدّي عملاً مُشابهًا للميتفورمين في تحسين استجابة الجسم لهرمون الإنسولين؛ إذ تزيد من حساسية أنسجة الجسم تجاهه، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الأدوية تُعطى عن طريق الفم، وعادة لا يتم اختيارها للعلاج كخيار أوّلي وذلك لما لها من تأثيرات تضر المُصاب، ومنها زيادة الوزن، وفقر الدم (بالإنجليزيّة: Anemia)، أو حتى زيادة خطورة الإصابة بفشل القلب (بالإنجليزيّة: Heart Failure).[9][22]

  • مثبطات ثنائي ببتيديل ببتيداز-4: (بالإنجليزيّة: Dipeptidyl peptidase-4 inhibitor) كالسيتاغليبتين (بالإنجليزيّة: Sitagliptin)، والساكساغليبتين (بالإنجليزيّة: Saxagliptin)، والليناغليبتين (بالإنجليزيّة: Linagliptin) تعمل هذه المجموعة من خلال تحفيز البنكرياس على إفراز الإنسولين بعد تناول الطعام، ومن الممكن أن تُسبب ألمًا في المفاصل وزيادة خطورة الإصابة بالتهاب البنكرياس (بالإنجليزيّة: Pancreatitis)،[20][23] وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الأدوية تؤخذ عن طريق الفم.[24]

  • ناهضات مستقبل الببتيد الشبيه بالإنسولين-1: (بالإنجليزيّة: GLP-1 Receptor Agonists) واختصارًا GLP-1، مثل الاكزيناتيد (بالإنجليزيّة: Exenatide)، والليراغلوتيد (بالإنجليزيّة: Liraglutide)، والسيماغلوتيد (بالإنجليزيّة: Semaglutide)،[23] والتي تتوافر على شكل حقن تحت الجلد،[25] تعمل على السيطرة على نسب السكر في الدم من خلال زيادة إفراز البنكرياس للإنسولين، والتقليل من إنتاج الكبد للغلوكوز من خلال منع إفراز هرمون الغلوكاغون (بالإنجليزيّة: Glucagon) الذي يُحفّز الكبد على إفراز السكر، كما يُساعد تأثير هذه الأدوية على الجهاز الهضمي في منع ارتفاع نسبة السكر في الدم؛ فيشعر المُصاب بالشبع وعدم الرغبة بتناول المزيد من الطعام بعد تناول الوجبات، كما أنّها تعمل على التقليل من سرعة انتقال محتويات المعدة إلى الأمعاء، وبالتالي خفض مستوى السكر في الدم بعد الوجبات، وبالرغم من أنّ هذه الأدوية لا تؤدي إلى انخفاض السكّر في الدم، إلّا أنّها تؤدي إلى العديد من الأعراض الجانبية كالغثيان، والتقيؤ، والإسهال، وألم الرأس، والدوخة، والإرهاق.[23][26]

  • مثبطات الناقل المشارك صوديوم/جلوكوز 2: (بالإنجليزيّة: Sodium glucose co-transporter 2) واختصارًا SGLT-2، كالكاناغليفلوزين (بالإنجليزيّة: Canagliflozin)، والداباغليفلوزين (بالإنجليزيّة: Dapagliflozin)، والأمباغليفلوزين (بالإنجليزيّة: Empagliflozin)، التي تتوافر على شكل أقراص فموية تعمل على خفض نسبة السكر في الدم من خلال منع إعادة امتصاص السكر من الكلى (بالإنجليزيّة: Kidneys) إلى مجرى الدم، وإخراج السكر من الجسم عن طريق البول (بالإنجليزيّة: Urine)، وقد يؤدي تناول هذه المجموعة من الأدوية المُستخدمة لعلاج مرض السكري إلى ظهور بعض الأعراض الجانبية كالإصابة بعدوى مهبلية فطرية (بالإنجليزيّة: Vaginal Yeast Infection)، أو عدوى في القناة البولية (بالإنجليزيّة: Urinary Tract Infection)، وانخفاض ضغط الدم، وزيادة خطورة الإصابة بالحماض الكيتوني السكري (بالإنجليزيّة: Diabetic Ketoacidosis)، وبالرغم من احتمالية الإصابة بأحد الأعراض الجانبية السابقة، إلّا أنّ تناول هذه الأدوية من الممكن أن يكون مُفيداً للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالجلطة القلبية (بالإنجليزيّة: Heart Attack) والسكتة الدماغية (بالإنجليزيّة: Stroke)؛ حيثُ إنّه يعمل على التقليل من خطورة الإصابة بهما.[23][27]

العلاج الجراحي لمرض السكر

يُمكن لبعض المُصابين بمرض السكري من النوع الثاني بالتوجه للجراحة بهدف إنقاص الوزن في ما يُدعى بجراحات علاج البدانة (بالإنجليزيّة: Bariatric Surgery)، وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك العديد من أنواع العمليّات الجراحية التي تقوم على علاج السمنة، ومنها: جراحة المجازة المعدية (بالإنجليزيّة: Gastric Bypass) وعملية تكميم المعدة (بالإنجليزيّة: Gastric Sleeve) وتختلف هذه العمليّات بأساليبها ومدى فاعليّتها في علاج مرض السكري من النوع الثاني، وعادة ما يؤدي إجراء هذا النوع من العمليات الجراحية إلى التقليل من كمية الطعام التي يستطيع المُصاب تناولها أو بتغيير طبيعة امتصاص المواد الغذائية من القناة الهضميّة (بالإنجليزيّة: Digestive Tract)، ممّا يؤدي بدوره إلى فقدان كبير في الوزن، وقد وجد أنّ هذا النوع من العمليات يُساعد بشكل كبير على الشفاء من مرض السكري من النوع الثاني وعكس تأثيره على المُصاب؛ حيثُ تبدأ نسب السكر في الدم بالعودة إلى وضعها الطبيعي بعد إجراء العملية وقبل فقدان مقدار كبير من الدم، ومع وصول نسب سكر الدم إلى الوضع الطبيعي يُمكن للمُصاب الاستغناء عن نتناول الأدوية الخافضة لسكّر الدم، وتجدر الإشارة إلى أنّه وبالرغم من أنّ فاعلية العمليات الجراحية المُساعدة لإنقاص الوزن قد تستمر للعديد من السنوات، إلّا أنّه من المهم جدَّا مراقبة نسب سكّر الدم عند الأشخاص المُصابين سابقًا بمرض السكّري من النوع الثاني؛ وذلك لتجنّب الإصابة مجددًا.[28]

العلاج الوقائي للحد من مضاعفات السكري

تُعدّ الجلطات القلبية والسكتات الدماغية احدى مضاعفات مرض السكّري التي يكون المُصاب مُعرّضًا لخطورة الإصابة بها، ولذلك يُنصح المُصاب بأخذ التدابير اللازمة لتجنّب الإصابة بمضاعفات مرض السكّري هذه أو غيرها. وتتوفر العديد من الأدوية التي تُساعد على منع تطور المُضاعفات، وفي ما يلي بيان لبعض من أبرزها:[15]

  • مثبطات الانزيم المحول للانجيوتنسين: (بالإنجليزيّة: Angiotensin Converting Enzyme Inhibitors) أو حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين 2 (بالإنجليزيّة: Angiotensin II Receptor Blockers) والتي يُنصح بتناولها من قبل الأشخاص المُصابين بمرض السكري بالإضافة لارتفاع صغط الدم أو مرض الكلى المزمن (بالإنجليزيّة: Chronic Kidney Disease).

  • الأسبرين: (بالإنجليزيّة: Aspirin) يُنصح بتناوله من قبل الأشخاص المُصابين بمرض السكري بالإضاف إلى وجود عوامل خطورة للإصابة بالأمراض القلبية الوعائية (بالإنجليزيّة: Cardiovascular Disease).

  • الستاتينات: (بالإنجليزيّة: Statins) وقد تُعطى هذه الأدوية لمعظم الأشخاص المُصابين بمرض السكري والمعرضين لتطور المضاعفات.

متابعة نسبة الغلوكوز في الدم

عادة ما يُنصح مُصابو مرض السكّري بمراقبة نسبة السكّر في الدم وقياسها باستمرار؛ وذلك لأنّ المتابعة المستمرة لنسبة الغلوكوز هي الطريقة الوحيدة للتأكد من السيطرة على المرض، وتختلف المدة التي يُنصح بها ما بين قياس وآخر باختلاف نوع السكّري المُصاب به الشخص بالإضافة لطبيعة الخطة العلاجيّة المتبعة؛ ففي بعض الحالات يتم قياس نسبة السكّر في الدم بين حين وآخر، أمّا في حالات أخرى كما هو الحال عند الإصابة بالنوع الأول من مرض السكّري وتلقّي الإنسولين كعلاج، يجب على المُصاب قياس نسبة السكّر أكثر من مرة خلال اليوم، وغالبًا ما يقيس مُصاب السكري من النوع الأول نسبة السكّر في الدم عند الاستيقاظ من النوم في ما يُدعى بقياس السكر الصيامي (بالإنجليزيّة: Fasting Blood Sugar)، بالإضافة لقياسه قبل تناول الوجبات، وبعد تناول الوجبات بساعتين، وقبل موعد النوم، كما ويتم تحديد نسب مُحددة يهدف العلاج لتحقيقها؛ فمثلاً تُعتبر نسبة 80-130 نسبة جيّدة للغلوكوز في الدم قبل تناول الوجبة، أمّا بعد تناول الوجبة بساعتين فإنّ النسبة المرجوّة يجب أن تقل عن 180.[23][29]ولمعرفة المزيد عن النسب المقبولة لقراءات السكر لمريض السكر يمكن قراءة المقال الآتي: (ما هو معدل السكر الطبيعي لمريض السكر).

المراجع