المحتويات
النعيم
ورد في القرآن الكريم ما يذكّر النّاس بفضل ربّهم ونِعمه عليهم، وكثُرت الآيات الكريمة التي عدّدت تلك الفضائل والإحسان، منها قول الله تعالى: (قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ*قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)،
والله -تعالى- عدّد في كتابه الكريم النّعم التي أنعم بها على عباده، وأوجب الشكر عليها ومدح الشّاكرين وذمّ جحود النّعم وكفرانها، حيث قال: (وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)،
سؤال الإنسان عن النّعيم
ذكر الطبريّ في تفسير الآية الكريمة التي جاء فيها: (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ)،
- الفراغ والصحّة.
- الصحّة والأمن.
- العافية.
- الإدراكُ بالحواسّ.
- الطعام والشراب.
- كلّ ما يتلذّذ به الإنسان في الدّنيا.
شكر النعيم
يحرص المسلم الذي عرف نِعم الله -تعالى- عليه وعرف واجبه بالشكر يحرص على أن يؤدّي شكر تلك النّعم على أكمل وجه، وأُولى تلك الخطوات الإكثار من الدّعاء لله -تعالى- أن يوفّق العبد لأداء الشّكر، وقد وجّه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أصحابه إلى سؤال الله -تعالى- أن يُعينهم على ذلك، إذ قال موصياً معاذ بن جبل رضي الله عنه: (يا معاذُ واللهِ إني لَأُحبُّك وقال أوصيك يا معاذُ لا تدَعَنَّ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ أن تقول: اللهمَّ أَعِنِّي على ذِكرِك وشكرِك، وحُسنِ عبادتِك)،
- شُكْر القلب؛ وهو أن يستشعر القلب عِظم النّعم التي أنعمها الله -تعالى- عليه، وأنّ الله -تعالى- وحده المُعطي للنّعم، فالاعتراف بفضل الله وحده لا شريك له واجب على المسلم، ومن جعل مع الله شريكاً كان ذلك كفراً وجحوداً لفضله، أمّا من كان مُقرّاً بقلبه بأنّ هذه النّعم من عند الله تعالى، ولسانُه ينسب النّعم مرة إلى الله -تعالى- ومرّة إلى ذكائه وحنكته فهذا عاصٍ لله وجب عليه أن يُعلن التوبة إلى الله من ذنبه ونكرانه للجميل.
- شُكْر اللسان؛ وهو الاعتراف لفظاً بعد الاعتقاد في القلب أنّ المنعم على الإنسان هو الله -تعالى- لا شريك له، وانشغال اللسان بالثّناء على الله -تعالى- وتعريف الخلق بنعم الخالق، قال الله تعالى: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ).
[16] - شُكْر الجوارح؛ وهو أن يسخّر المسلم جوارحه لطاعة الله تعالى، ويصرفها عن نواهيه وما حرّم، فالشكر بالإقرار وحده لا يكفي، إذْ لا بدّ أن يصدّقه العمل، لذلك كان الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- يصلّي حتى تتفطّر قدماه وحين سألته عائشة -رضي الله عنها- عن اجتهاده هذا وقد غُفر ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر أجابها: (يا عائشةُ؛ أفلا أكونُ عبداً شكوراً).
[17] فكانت عبادة شُكراً لله -تعالى- على فضله، وكذلك على المسلم أن يجعل عبادته تصدّق شكره لله تعالى، وألّا يستخدمها في معصية، فليس من الشكر أن يسخّر العبد ما أعطاه الله -تعالى- من نِعم في لهوه وشهوات نفسه فيما لا يرضي الله تعالى.
المراجع
- 1 - سورة الملك، آية: 23-24. .
- 2 - سورة يونس، آية: 5. .
- 3 - سورة النحل، آية: 8. .
- 4 - سورة النّحل، آية: 18. .
- 5 - سورة النّحل، آية: 114. .
- 6 - سورة إبراهيم، آية: 7. .
- 7 - سورة التّكاثر، آية: 8. .
- 8 - الحث على شكر النعم والحذر من تبدلها بالنقم , www.alukah.net , 2018-4-13. بتصرّف. .
- 9 - النعيم الذي يسأل عنه المرء يوم القيامة , www.islamqa.info , 2018-4-8. بتصرّف. .
- 10 - رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2038، صحيح. .
- 11 - رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 539، إسناده صحيح. .
- 12 - سورة المائدة، آية: 3. .
- 13 - لتسألن عن النعيم , www.alukah.net , 2018-4-8. بتصرّف. .
- 14 - رواه النووي، في تهذيب الأسماء واللغات، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 2/99، إسناده صحيح. .
- 15 - كيف يقوم العبد المسلم بشكر ربه تعالى على نعمِه الكثيرة؟ , www.islamqa.info , 2018-4-8. بتصرّف. .
- 16 - سورة الضحى، آية: 11. .
- 17 - رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2820، صحيح. .