الظُّلم
حرّم الله -سبحانه وتعالى- الظُّلم على نفسه، وجعله أيضاً مُحرَّماً بين عباده، فقد جاء في الحديث القُدسيّ أنّ الله -تعالى- يقول: (يا عبادي، إنّي حَرَّمتُ الظُّلمَ على نفسي وجعلتُه بينكم مُحرَّماً، فلا تظالموا)،
وقد أوضح النبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- هذَيْن النوعين من الظلم، وكيف يجازي الله -سبحانه وتعالى- كلّاً منهما، حيث قال: (الظلمُ ثلاثةٌ؛ فظُلمٌ لا يغفرُهُ اللهُ، وظلمٌ يغفرُهُ، وظلمٌ لا يتركُهُ، فأمّا الظلمُ الذي لا يغفرُهُ اللهُ فالشِّركُ، قال اللهُ: إِنَّ الْشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ، وأمّا الظلمُ الذي يغفرُهُ اللَّهُ فَظُلْمُ العبادِ أنفسهمْ فيما بينهُمْ وبينَ ربِّهمْ، وأمّا الظلمُ الّذي لا يتركُهُ اللهُ فظُلمُ العبادِ بعضهمْ بعضاً حتى يَدِينَ لبعضِهِمْ من بعضٍ).
تحذير الإسلام من الظُّلم
حذّر الله -سبحانه وتعالى- من الظلم في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، كذلك حذّر الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- منه في السنّة النبويّة، وبيان ذلك فيما يأتي:
- قال الله تعالى: (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).
[4] - قال الله تعالى: (وَلَو تَرى إِذِ الظّالِمونَ في غَمَراتِ المَوتِ وَالمَلائِكَةُ باسِطو أَيديهِم أَخرِجوا أَنفُسَكُمُ اليَومَ تُجزَونَ عَذابَ الهونِ بِما كُنتُم تَقولونَ عَلَى اللَّهِ غَيرَ الحَقِّ وَكُنتُم عَن آياتِهِ تَستَكبِرونَ).
[5] - قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (اتقوا الظلمَ، فإنَّ الظلمَ ظلماتٌ يومَ القيامةِ).
[6] - قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (بابانِ مُعجَّلانِ عُقوبتُهما في الدنيا: البَغْيُ، والعقُوقُ).
[7]
جزاء الظالم في الدنيا
قضى الله -سبحانه وتعالى- أن يُمهل الناس الظالم ولا يعجّلوا لهم العقوبة؛ لحِكَم كثيرة، منها: استدراج الظالم ليأخذه الله -تعالى- على أقبح حالٍ وأشنع صورةٍ، وفي ذلك قال الله سبحانه وتعالى: (إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ)،
إنّ الله -سبحانه وتعالى- توعّد للظالمين بتعجيل العقوبة لهم في الدنيا؛ لسوء الظلم، وكثرة أضراره على المجتمع، حيث قال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (ليس شيءٌ أُطِيعَ اللهُ -تعالى- فيه أعجلَ ثواباً من صلَةِ الرحِمِ، وليس شيءٌ أعجلَ عقاباً من البغْيِ وقطيعةِ الرَّحم)،
وقد أخبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ دعاء الإنسان بالظلم غير مُستجاب، ومن ذلك الدّعاء بإثمٍ، أو بقطيعة رحم؛ حيث قال: (لا يزالُ يُستجابُ للعبدِ ما لم يدعُ بإثمٍ، أو قطيعةِ رحمٍ)،
صوَر من جزاء الظالمين في الدنيا
أخبر الله -سبحانه وتعالى- في القرآن الكريم عن جزاء العديد من الظالمين في الدنيا، وكيف أخذهم وأهلكهم بظلمهم وسوء عملهم، ومن ذلك ما يأتي:
- جزاء فرعون مصر الذي عاث في الأرض فساداً، وظلم أهل مصر ظلماً شديداً، في زمن موسى عليه السّلام، حيث قال الله تعالى: (فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي اليَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ*وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ القِيَامَةِ لاَ يُنصَرُونَ*وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ القِيَامَةِ هُم مِّنَ المَقْبُوحِينَ).
[21] [22] - جزاء قوم ثمود الذين استكبروا على الإيمان بالله تعالى، ورفضوا اتّباع صالح عليه السّلام، حيث كانت عاقبتهم الصّيحة التي أخبر عنها الله سبحانه وتعالى، حيث قال: (وَأَخَذَ الَّذينَ ظَلَمُوا الصَّيحَةُ فَأَصبَحوا في دِيارِهِم جاثِمينَ*كَأَن لَم يَغنَوا فيها أَلا إِنَّ ثَمودَ كَفَروا رَبَّهُم أَلا بُعدًا لِثَمودَ).
[23] [24]
دعاء المظلوم
تعهّد الله -سبحانه وتعالى- باستجابة دعاء المظلوم ولو كان كافراً، حيث ورد عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (اتّقوا دعوة المظلوم، وإن كان كافراً، فإنّه ليس دونها حِجاب)،
المراجع
- 1 - رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاريّ، الصفحة أو الرقم: 2577، صحيح. .
- 2 - الظلم وعاقبته , www.almunajjid.com , 2018-2-2. بتصرّف. .
- 3 - رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 3961، حسن. .
- 4 - سورة الشورى، آية: 42. .
- 5 - سورة الأنعام، آية: 93. .
- 6 - رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 135، صحيح. .
- 7 - رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2810، صحيح. .
- 8 - سورة آل عمران، آية: 178. .
- 9 - لماذا لا يعجل الله تعالى بهلاك الكفار؟ ولماذا المسلمون في تأخر؟ , www.islamqa.info , 2006-8-4، 2018-2-2. بتصرّف. .
- 10 - رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5391، صحيح. .
- 11 - سورة هود، آية: 102. .
- 12 - رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعريّ، الصفحة أو الرقم: 4686، صحيح. .
- 13 - سورة القلم، آية: 17-27. .
- 14 - الظلم من أسباب الحرمان ومحق البركة , www.islamweb.net , 2008-9-4، 2018-2-2. بتصرّف. .
- 15 - رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2735، صحيح. .
- 16 - الدعاء بغير وجه حق هل يقبل , www.islamweb.net , 2008-3-23، 2018-2-4. بتصرّف. .
- 17 - سورة المائدة، آية: 45. .
- 19 - سورة إبراهيم، آية: 27. .
- 20 - خميس النقيب (2014-4-29)، " ويضل الله الظالمين " , www.alukah.net , خميس النقيب (2014-4-29)، .
- 21 - سورة القصص، آية: 40-42. .
- 22 - محمد حسن بريغش (2014-4-23)، " الطاغية والطغيان من خلال قصة فرعون " , www.ar.islamway.net , محمد حسن بريغش (2014-4-23)، .
- 23 - سورة هود، آية: 67-68. .
- 24 - د. منقذ بن محمود السقار، " الاعتبار بمصارع الأمم " , www.saaid.net , د. منقذ بن محمود السقار، .
- 25 - رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 149، صحيح. .
- 26 - رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 874. .
- 27 - د. محمد بن عبد الله بن إبراهيم السحيم (2014-9-14)، " دعوة المظلوم " , www.alukah.net , د. محمد بن عبد الله بن إبراه .