الحج
عرّف العلماء الحج بأنّه قصد بيت الله الحرام بالأعمال المشروعة فرضاً وسنةً، وإنّ للحج زمانٌ معينٌ هو أشهر الحج؛ وإنّ أشهر الحج هي: شوال، وذو القعدة، والأيام العشرة الأولى من ذي الحجة، والحج ركنٌ من أركان الإسلام الخمسة، وقد أجمعت الأمة على وجوب الحج للقادر مرةً واحدةً في العمر، ودليل ذلك قول الله -تعالى- في القرآن الكريم: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)،
نوع حجة الرسول صلى الله عليه وسلم
لنسك الحج أنواعٌ ثلاثةٌ، وفيما يأتي بيانها، وبيان أيّ حجٍ حجه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
- التمتع، والمراد به: أن يحرم الإنسان بنية العمرة وحدها في أشهر الحج، فإذا وصل مكةَ، طاف بالبيت الحرام، وسعى بين الصفا والمروة، ثم حلق أو قصّر من شعره، حتى إذا جاء يوم التروية؛ وهو اليوم الثامن من ذي الحجة، أحرم مجدداً بنية الحج وحده، ثم أتى بجميع أفعال الحج.
- الإفراد، والمراد به: أن يحرم الحاج في أشهر الحج بنية الحج وحده، حتى إذا وصل مكة، طاف للقدوم، وسعى للحج، ولا يجوز للحاج أن يتحلل من إحرامه إلى أن ينتهي من رمي جمرة العقبة، والحلق يوم العيد، ويجوز له أن يؤخر سعي الحج إلى أن ينتهي من طواف الحج يوم العيد، أو بعده.
- القِران، وهو: أن يحرم الحاج بنية العمرة والحج معاً، أو ينوي العمرة في البداية، ثم يدخل عليها الحج، قبل الشروع في طواف العمرة، ويكون فعل القارن كفعل المفرد، إلّا أنّه يهلّ بالعمرة والحج معاً، أمّا المفرد؛ فيهلّ بالحج وحده، كما أنّ القارن يسوق الهدي شكراً لله- تعالى- أن منّ على الحاج بأداء عبادتي الحج والعمرة في عامٍ واحدٍ، أمّا المفرد فلا هدي عليه.
واجبات الحج
كما أنّ للحج أركانٌ أربعةٌ، فله واجباتٌ أيضاً، وعلى من ترك شيئاً من تلك الواجبات عمداً، أو سهواً، فيجب عليه أن يريق دماً جبراً لذلك الترك، ويصحّ حجه بعد ذلك، ودليل ذلك قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (من نسِيَ من نسُكِهِ شيئًا أو تركَهُ فليهرِقْ دمًا)،
- الإحرام من الميقات المعتبر شرعاً.
- الوقوف بعرفة إلى الليل لمن جاءها نهاراً، فقد وقف النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بعرفة إلى وقت الغروب.
- المبيت ليلة النحر في المزدلفة إلى منتصف الليل، إن وصلها الحاجّ قبل منتصف الليل، وكذلك فعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
- المبيت في منى ليالي أيام التشريق.
- رمي الجمرات مرتباً.
- حلق الشعر أو تقصيره، فقد فعل ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأمر أصحابه بذلك.
- طواف الوداع، لما ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من أمره الصحابة بفعل ذلك في حديث ابن عباس -رضي الله عنه- حين قال: (أمرَ الناسَ أن يكون آخرَ عهدهم بالبيتِ، إلّا أنَّهُ خفَّفَ عن المرأةِ الحائضِ)،
[12] وهذا الحديث يدلّ على أنّ طواف الوداع غير واجبٍ في حقّ المرأة الحائض؛ تخفيفاً عنها.
المراجع
- 1 - سورة آل عمران، آية: 97. .
- 2 - الحج (تعريفه - منزلته - حكمه - شروطه) , www.ar.islamway.net , 2007-11-27، 2018-9-19. بتصرّف. .
- 3 - شروط الحج , www.al-eman.com , 2018-9-19. بتصرّف. .
- 4 - رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبدالرحمن بن يعمر الديلي، الصفحة أو الرقم: 3172، صحيح. .
- 5 - سورة الحج ، آية: 29. .
- 6 - في أركان الحج , www.al-eman.com , 2018-9-19. بتصرّف. .
- 8 - رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1211، صحيح. .
- 9 - رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 1785، صحيح. .
- 10 - صفة الأنساك الثلاثة وأيها أفضل , www.ar.islamway.net , 2008-12-3، 2018-9-19. بتصرّف. .
- 11 - رواه ابن الملقن، في تحفة المحتاج، عن سعيد بن جبير، الصفحة أو الرقم: 2/141، صحيح أو حسن. .
- 12 - رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 1328، صحيح. .