قام علم النفس على مدار سنوات طويلة بدراسة العديد عن ما يجول بالنفس البشرية، وخاصة تلك النقاط التي تتعلق بنقاط القوة والضعف بشخصية الإنسان. و يمثل “التعذيب الأبيض” واحداً من أشهر أساليب التعذيب التي ملأت “السجون البيضاء” لفترات طويلة؛ لأنه اعتمد في الأساس على التصدي لنقاط القوة بداخل أي إنسان، وبداخل البعض بشكل خاص.
التعذيب الأبيض في الولايات المتحدة الأمريكية
تم اتهام الولايات المتحدة الأمريكية من قبل منظمات العفو الدولية، وحقوق الإنسان باستخدام وسائل التعذيب الحسي والجسدي القصوى، والتي أودت بحياة خلايا المعتقلين، وأبقتهم لمدة أيام في العتمة.وباستمرار فنون التعذيب التي كانت تحدث تحت إدارة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السابق “جورج بوش”، اتهمت هيئة المحامين الديمقراطيين الأوروبيين الولايات المتحدة الأمريكية بالقيام بالتعذيب الأبيض وذلك ما جاء في بيانها الآتي :” تُنتهك الكثير من الحثوث الشرعية من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية، وتقع سجون جوانتانامو تحت سطوة التعذيب الحسي، فكل عيون السجناء وكذلك أنوفهم مُغطاة بشكل كامل، وأياديهم وأرجلهم مكبلة، والأيدي مغطاة بالقفاز، كما أنهم يخضعون للمراقبة ليل نهار، وهذا ما يُسمى بالتعذيب الأبيض” .
ولقد انتقد بروفيسور علم النفس ، ألماني الجنسية “راينر موسفيلد” هذه الممارسات.
التعذيب الأبيض في فنزويلا
وقاً لكل المنظمات الغير ربحية، وحقوق الإنسان، فإن المخابرات البوليفارية للحكومة الفنزويلية، قامت بزج السجناء السياسيين، في المستويات الأقل اقترابا من الأرض بمقر المخابرات البوليفارية، والمُلقب بـ”القبر”.إن مساحة الزنازين لا تتجاوز المترين في ثلاثة أمتار، ومزودة بمصطبة إسمنتية للنوم، وجدران بيضاء، و كاميرات للمراقبة ، ولا يوجد أي منفذ بباب أو نافذة.وتصطف جميع الزنازين إلى جوار بعضها، وهذا بدوره يعيق التواصل بين السجناء. وهذا بدوره يدع السجناء للمرض، مع الأخذ في الاعتبار أنه لا مجال لأي علاج.هذا بالإضافة إلى الإبقاء على الأضواء بداخل الزنازين، مع ضبط درجة الحرارة لكي تكون تحت الصفر، ويُصبح الصوت الوحيد المسموع هو صوت مترو كاراكاس.وتُعرف سجون “لا تامبا” أو سجون التعذيب الأبيض، بمحاولات السجناء الإقبال على الانتحار. فهذه الظروف ووفقاً لما رأته المنظمات الغير حكومية بمحض العدالة؛ هي عملية تهدف لدفع السجناء إلى الإعتراف بجرائم قاموا بارتكابها.ولقد قام الفن في اوروبا ودول العالم الغربي، بالتعبير عن سجون التعذيب الأبيض، مثل مسلسلThe Brave ، و فيلم White، حتى أن الفنان الألماني “جورج شنايدر” قام بتصميم حجرته على غرار ما يحدث في زنازين التعذيب الأبيض.لقد قادت هذه الشعوب لعقود الكثير من السجناء؛ ليلقوا حتهم وهم لا يزالوا على قيد الحياة، وذلك من أجل فرض أكبر للسلطة وقتها، وكذلك تحجيم منافذ الحرية في المجتمعات، مما دمر السلام كقيمة حياتية، وحق مشروع للجميع، وقضى على الحق في التعبير عن الرأي بشكل مُسالم، وأنقص من صورة التحضر والتَقبل في هذه المجتمعات الكثير والكثير.هي سجون التعذيب الأبيض التي لا تحمل سوى قبر أسود!