تلاوة القرآن الكريم
تُعَدّ تلاوة القُرآن من سُنَن الإسلام التي يُستحَبّ الإكثار منها؛ لأنّها السبيل إلى فَهم القُرآن، وبالتالي العمل بما جاء فيه، وقد جاء بيان فضل تلاوته في القُرآن الكريم، والسُنّة النبويّة، ومن ذلك قوله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّـهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ*لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ).
الوِرد في القرآن
يُعرَّف الوِرد في اللُّغة بأنّه: مُوافاة الشيء، والوِرد من القُرآن هو: الجُزء منه، وسُمِّي وِرداً؛ لأنّ المسلم يقصد مُوافاتَه، وقراءَتَه، أو لأنّ المسلم بقراءته يَروي ظمأ قلبه،
- النوع الأول: وِرد القراءة، ويُستحَبّ أن يكون أقلّه جُزءاً واحداً من القُرآن؛ بحيث يختمه المسلم في الشهر مرّةً واحدة، وهو أقلّ حَدٍّ وَضَعه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- لِمَن أرادَ أن يقرأه، وقد تستغرق قراءة هذا الوِرد من الإنسان ساعةً، أو أقلّ من ذلك.
- النوع الثاني: وِرد الحِفظ؛ بحيث يكون للمسلم مِقدارٌ يوميّ من الحِفظ، حتى وإن كان هذا الحِفظ يسيراً، كآيةٍ، أو آيتَين.
- النوع الثالث: وِرد التدبُّر؛ بحيث يكون هُناك تطبيق عمليّ للآيات؛ إذ يُطبّقها الشخص على شكل خُطوات ومراحل؛ فيجعل لنفسه كُلّ يومٍ آية، أو آيتَين، أو ثلاث؛ ليعيشَ معها في حياته، وتصرُّفاته جميعها.
فضل قراءة القرآن
هناك الكثير من الفضائل التي يتحصّل عليها الإنسان بتلاوته القرآنَ، وبيان بعضها فيما يأتي:
- تلاوة القرآن سبب في نَيل شفاعة القرآن يوم القيامة؛
8 لحديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الذي قال فيه: (اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ).[9] [10] - تلاوة آية واحدة من القرآن في الصلاة خَيرٌ من حُمر النِّعَم؛ لحديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الذي ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، أنّه قال: (أَيُحِبُّ أحَدُكُمْ إذا رَجَعَ إلى أهْلِهِ أنْ يَجِدَ فيه ثَلاثَ خَلِفاتٍ عِظامٍ سِمانٍ؟ قُلْنا: نَعَمْ، قالَ: فَثَلاثُ آياتٍ يَقْرَأُ بهِنَّ أحَدُكُمْ في صَلاتِهِ، خَيْرٌ له مِن ثَلاثِ خَلِفاتٍ عِظامٍ سِمانٍ).
[11] [12] - تلاوة القرآن سبب من أسباب تنزُّل السكينة والطمأنينة؛ لِما فيه من راحة، وسعادة للقلب، وخاصّةً لِمَن يُعاني من ضيق الصَّدر، والقلق؛ فقد جاء عن عثمان بن عفّان -رضي الله عنه- أنّه قال: "لو طهرت قلوبكم ما شبعت من كلام ربّكم".
[13] - تلاوة القرآن، والعمل به سببٌ لرَفْع الدرجات في الجنّة يوم القيامة؛ لحديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ إذ قال: (يقالُ لصاحِبِ القرآنِ : اقرأْ وارقَ ورتِّلْ ، كما كنتَ تُرَتِّلُ في دارِ الدنيا ، فإِنَّ منزِلَتَكَ عندَ آخِرِ آيةٍ كنتَ تقرؤُها).
[14] 15 - تلاوة القرآن سبب من أسباب الهداية؛ فقد قال -تعالى-: (يا أَيُّهَا النّاسُ قَد جاءَتكُم مَوعِظَةٌ مِن رَبِّكُم وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدورِ وَهُدًى وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ).
[16] [17]
المراجع
- 1 - سورة فاطر، آية: 29-30. .
- 3 - إبراهيم محمد الجرمي (2001)، <i> " معجم علوم القرآن " , (الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 69 , إبراهيم محمد الجرمي (2001)، .
- 4 - وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية - الكويت، <i> " الموسوعة الفقهية الكويتية " , (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 88، جزء 43 , وزارة الأوقاف والشئون الإس .
- 7 - صلاح عبد الفتاح الخالدي (2003)، <i> " مفاتيح للتعامل مع القرآن " , (الطبعة الثالثة)، دمشق: دار القلم، صفحة 68-69 , صلاح عبد الفتاح الخالدي (2003 .
- 9 - رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم: 804، صحيح. .
- 10 - أبو ذر عبدالقادر بن مصطفى بن عبدالرزاق المحمدي (2005)، <i> " الشفاعة في الحديث النبوي " , (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 251 , أبو ذر عبدالقادر بن مصطفى ب .
- 11 - رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 802، صحيح. .
- 12 - سعيد بن علي بن وهف القحطاني، <i> " عظمة القرآن وتعظيمه وأثره في النفوس في ضوء الكتاب والسنة - مفهوم، وعظمة، وأثر، وتدبر، وفضائل، وعلم، وعمل، وتعاهد، وآداب، وأخلاق " , ، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 36، جزء 1 , سعيد بن علي بن وهف القحطاني .
- 13 - فتح الرحمن في بيان هجر القرآن , (الطبعة الأولى)، الرياض: دار ابن خزيمة للنشر والتوزيع، , محمد بن فتحي آل عبدالعزيز، .
- 14 - رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 8122، صحيح. .
- 16 - سورة يونس، آية: 57. .
- 17 - سمية السيد عثمان، <i> " أوقات مليئة بالحسنات مع النية الصالحة " , ، صفحة 67، جزء 1 , سمية السيد عثمان، .