ما هو سبب تاخر الدورة الشهرية

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ١١:٤٨ ، ٢٢ يوليو ٢٠٢٠
ما هو سبب تاخر الدورة الشهرية

تأخر الدورة الشهرية

تحدث الدورة شهريَّة ما بين 11-13 في كلِّ عام لدى معظم النساء، إلا أنَّ هذا العدد قد يختلف من امرأة إلى أخرى، فقد تمتلك المرأة عدداً أقلَّ أو أكثر من ذلك، وعادة ما تكون الدورة الشهريَّة غير منتظمة خلال السنوات الأولى من بدء حدوث الدورة الشهرية، إذ قد تحتاج الهرمونات إلى عدَّة سنوات لتستطيع السيطرة على الدورة الشهريَّة والوصول إلى حالة الاتزان، وإنَّ غياب الدورة الشهريَّة أو عدم انتظامها أمر ينظر فيه بحسب ما هو طبيعي لدى كلِّ امرأة.[1]

وفي الحقيقة يُسبِّب تأخُّر الدورة الشهريَّة الشعور بالقلق لدى المرأة وخاصَّة إذا كانت الدورة الشهريَّة منتظمة أو حال توقع حدوث حملٍ غير مخططٍ له، إلا أنَّ تأخُّر الدورة الشهريَّة له العديد من الأسباب التي تتراوح بين استخدام وسائل منع الحمل والشعور بالتوتُّر والإجهاد، وتجدر الإشارة إلى ضرورة مراجعة الطبيب في حال غياب أكثر من 3 دورات شهريَّة متتابعة، بالرغم من كون المرأة ليست حاملاً وحصلت على نتيجة سلبيَّة لفحص الحمل.[2][3]

أسباب تأخر الدورة الشهرية

الحمل


يُعدُّ الحمل (بالإنجليزية: Pregnancy) أكثر أسباب تأخُّر الدورة الشهريَّة شيوعاً، لذلك ينبغي استخدام فحص الحمل المنزلي كخطوة أولى للتأكُّد من حدوث الحمل، كما يلزم المرأة التعامل مع الحالة كأنَّها حالة حمل إلى حين التأكُّد من الوضع.[1]

الرضاعة


إنَّ غياب الدورة الشهريَّة أثناء فترة الرضاعة يعدّ أمراً طبيعيّاً بشكلٍ تام، إذ تثبِّط عمليَّة الرضاعة حدوث الدورة الشهريَّة، ويعتمد ذلك على مدى تكرار الرضاعة، فقد تحدث الدورة الشهريَّة خلال فترة الرضاعة ثم تنقطع لعدَّة أشهر، وخاصَّة إذا كان الطفل يعتمد على الرضاعة بشكلٍ حصري، ثم تعود الدورة الشهريَّة إلى وضعها الطبيعي بعد بضعة أشهر، وتُسمَّى هذه الحالة بانقطاع الحيض الإرضاعي (بالإنجليزية: Lactational amenorrhea)، إذ تعرقل الرضاعة النظم الطبيعي للدورة الشهريَّة، ويجدر العلم أنَّه قد تحدث الإباضة قبل حدوث الدورة الشهريَّة، لذلك يُنصح باستخدام وسائل منع الحمل خلال هذه الفترة في حال عدم الرغبة بالحمل.[4][5]

التوتر والإجهاد


تُسبِّب الضغوطات النفسيَّة والفيسيولوجيَّة، مثل: الانتقال إلى سكن جديد، أو الحصول على وظيفة جديدة، أو فقدان أحد الأحبَّة غياب الدورة الشهريَّة، كما يعدُّ غيابها أمراً عاديّاً عند التعرُّض لصدمة بدنيَّة، مثل: الخضوع لعمليَّة جراحيَّة، أو الإصابة بالمرض،[5] ويعتمد عودة الدورة الشهريَّة إلى طبيعتها على التخلُّص من مسبِّبات التوتُّر في الحياة بكلِّ بساطة، وللتمكُّن من ذلك يجب تحديد الأسباب المحتملة للإصابة بالتوتُّر أوَّلاً، إذ إنَّ هناك العديد من التغييرات في نمط الحياة التي يمكن إجراؤها في حال الاعتقاد أنَّ التوتُّر هو سبب تأخير الدورة الشهريَّة، وفي حال كان التخلُّص من سبب التوتُّر أمراً مستحيلاً يمكن تعلُّم بعض الاستراتيجيَّات التي تساعد على التكيُّف مع الوضع، بالإضافة إلى التقليل من التوتُّر والإجهاد، ومن هذه الطرق يمكن ذكر ما يأتي:[6]
  • الامتناع عن تناول الكافيين.

  • الحصول على القدر الكافي من النوم الجيِّد.

  • ممارسة التمارين الرياضيَّة، والتأمُّل، والفنون، وتسجيل المذكرات اليوميَّة، وتلوين الكتب.


اكتساب الوزن أو خسارته


تسبَّب السمنة حدوث مشاكل في الدورة الشهريَّة،فقد تُسبِّب زيادة الوزن إنتاج الجسم لكميَّات زائدة من هرمون الإستروجين -وهو أحد الهرمونات التي تنظِّم عمل الجهاز التناسلي لدى المرأة- والذي بدوره يؤثِّر في مدى تكرُّر الدورة الشهريَّة لدى المرأة، كما أنَّها قد تتسبَّب في توقُّف حدوث الدورة الشهريَّة أيضاً، لذلك قد يحوِّل الطبيب المرأة إلى أخصائيَّة التغذية في حال معاناتها من زيادة الوزن، إذ تُقدِّم أخصائيَّة التغذية النصائح اللازمة لخسارة الوزن بشكلٍ آمن، ويجدر التنبيه إلى أنّ انخفاض الوزن الجسم يعدّ من أحد الأسباب الشائعة لغياب الدورة الشهريَّة أو عدم انتظامها أيضاً.[1][3]

متلازمة تكيس المبايض


يُعزى حدوث متلازمة تكيُّس المبايض (بالإنجليزية: Polycystic ovary syndrome) إلى عدم اتزان الهرمونات التناسليَّة، ويؤدِّي هذا الخلل الهرموني إلى حدوث مشاكل في المبايض التي تنتج في كلِّ شهر بويضة كجزءٍ من الدورة الشهريَّة الطبيعيَّة، وفي حال الإصابة بهذه المشكلة الصحيَّة الشائعة فإنَّ البويضة الناتجة في المبيض لا تنمو بالشكل المطلوب، أو لا يتم إطلاقها خلال فترة الإباضة بالشكل اللازم، وعليه تظهر أعراض هذه المتلازمة على المرأة، وتتضمَّن هذه الأعراض ما يأتي:[7]
  • عدم انتظام الدورة الشهريَّة: من الممكن أن يتوقَّف حدوث الدورة الشهريَّة لدى بعض النساء المصابات بهذه المتلازمة، بينما قد تحدث لدى أخريات كلَّ 21 يوماً أو بشكلٍ أكثر تكرراً، كما قد تعاني بعضهنَّ من غياب الدورة الشهريَّة أو حدوثها بشكلٍ قليل؛ أي تكون أقلَّ من 8 دورات خلال السنة الواحدة.

  • ظهور حبِّ الشباب على الوجه والصدر وأعلى الظهر.

  • زيادة الوزن أو مواجهة صعوبة في خسارة الوزن.

  • ترقق الشعر وتساقطه من فروة الرأس، وهو ما يُعرَف بالثعلبة ذكريَّة الشكل (بالإنجليزية: Male pattern baldness).

  • تغيُّر لون الجلد وخاصَّة في منطقة أصل الفخذ، وعلى طول ثنيات الرقبة، وأسفل الثدي، بحيث يصبح الجلد أكثر قتامة.

  • زيادة نموِّ الشعر في منطقة الوجه والذقن، وغيرها من المناطق التي ينمو فيها الشعر عادة لدى الرجال، وتعرف هذه الحالة باسم الشعرانيَّة (بالإنجليزية: Hirsutism)، حيث تؤثِّر فيما يقارب 70% من النساء المصابات بمتلازمة تكيُّس المبايض.


استخدام موانع الحمل


تلاحظ بعض النساء غياب الدورة الشهريَّة في الأشهر التالية للتوقُّف عن استخدام حبوب منع الحمل، إذ إنَّ حبوب منع الحمل أو اللولب الهرموني عادة ما يجعل الدورة الشهريَّة خفيفة وقصيرة وأكثر انتظاماً، إلا أنَّ موانع الحمل التي يتم حقنها أو زرعها يمكن أن تُسبِّب انقطاع الحيض (بالإنجليزية: Amenorrhea).[8][9]

استخدام بعض أنواع الأدوية


يمكن أن يُسبِّب استخدام بعض الأدوية توقُّف حدوث الدورة الشهريَّة، وتتضمَّن هذه الأدوية الأنواع الآتية:[8]
  • أدوية ضغط الدم.

  • مضادَّات الاكتئاب.

  • أدوية الحساسيَّة.

  • العلاج الكيماوي للسرطان.

  • مضادَّات الذهان (بالإنجليزية: Antipsychotic).


تغير الجدول الزمني


يجب أن لا يُسبِّب حدوث تغيُّرات في الجدول الزمني الغياب الكلِّي للدورة الشهريَّة بشكلٍ عام، ولكن يمكن أن يُسبِّب بعض التغيرات في الدورة الشهرية كحدوثها في وقت سابق أو متأخِّر من المتوقَّع، وقد لا يمكن التنبُّؤ بموعد الدورة الشهريَّة إلى حدٍّ ما في الحالات التي يتغيَّر فيها الجدول الزمني بشكلٍ متكرِّر، مثل: تغيير أوقات الدوام بين الليل والنهار، وخاصَّة في الحالات التي تكون فيها هذه التغيرات غير منتظمة، إذ إنَّ التغيُّرات الحاصلة في الجداول يمكن أن تُحدث إرباكاً في ساعة الجسم، ويمكن أيضاً أن تتغيَّر الدورة الشهريَّة لبضعة أيام في حال التعرُّض لاضطراب الرحلات الجويَّة الطويلة أو اختلاف التوقيت (بالإنجليزية: Jet lag).[10]

ممارسة التمارين الرياضية الشديدة


إنَّ ممارسة التمارين الرياضيَّة لمدَّة ساعة أو ساعتين في اليوم لا تثير القلق تجاه غياب الدورة الشهريَّة، إلا أنَّ ممارسة التمارين الرياضيَّة الشديدة لعدَّة ساعات في كلِّ يوم تُسبِّب حدوث تغيُّرات هرمونيَّة، إذ إنَّ الرياضة الشديدة تُحدث تغيُّرات في هرمونات كلٍّ من الغدَّة الدرقيَّة والنخاميَّة، وينتج عن ذلك تغيُّر في الدورة الشهريَّة وعمليَّة الإباضة، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الأنثى الرياضيَّة تحتاج إلى تناول الأطعمة الصحيَّة لتزويد جسمها بالطاقة اللازمة لممارسة التمارين الصعبة، وهذا ما يبني العضلات ويقي من التعرُّض للإصابات.[10][11]

سن اليأس


تبدأ مستويات هرمون الإستروجين وعملية الإباضة بالانخفاض، بمجرَّد الاقتراب من الوصول إلى سنِّ اليأس، والذي عادة ما يحدث في الفترة الواقعة بين 45-55 من العُمر، ويمكن أن تتعرَّض بعض النساء إلى الوصول إلى سنِّ اليأس في وقت مبكِّر، أي قبل بلوغ سنِّ الأربعين من العُمر، وتصل نسبتهنَّ إلى امرأة واحدة من بين 100 امرأة، وينبغي التنبيه إلى ضرورة مراجعة الطبيب في حال غياب الدورة الشهريَّة لمدَّة ثلاثة أشهر وكان عُمر المرأة يقلُّ عن 45 عاماً.[12]

أمراض الغدة الدرقية


إنَّ الإصابة بخلل في الغدَّة الدرقيَّة يؤدِّي إلى حدوث اضطرابات في الدورة الشهريَّة، إذ تلعب الغدَّة الدرقيَّة دوراً مهمّاً في صحَّة الجهاز التناسلي؛ فهي تؤثِّر بشكلٍ مباشر في المبايض وبشكلٍ غير مباشر في الغلوبيولين (بالإنجليزية: Globulin) -وهو بروتين يرتبط بالهرمونات الجنسيَّة-، ويمكن القول أنَّ مشاكل الدورة الشهريَّة هي أكثر شيوعاً لدى المصابات بأمراض الغدَّة الدرقيَّة الشديدة مقارنة بالمصابات بأمراض الغدَّة الدرقيَّة الخفيفة إلى المتوسِّطة، ومن الجدير بالذكر أنَّ العديد من مشاكل الدورة الشهريَّة يمكن أن تكون أحد أعراض أمراض الغدَّة الدرقيَّة غير المشخَّصة، لذلك ينبغي تقييم حالة الإناث اللواتي يُعانين من حدوث الدورة بشكلٍ مبكِّر أو متأخِّر جدّاً، وذلك لاحتماليَّة إصابتهنَّ بأمراض الغدَّة الدرقيَّة.[13][14]

ارتفاع مستويات البرولاكتين


ؤثِّر ارتفاع مستويات البرولاكتين (بالإنجليزية: Prolactin) -وهو هرمون تنتجه الغدَّة النخاميَّة الواقعة في قاعدة الدماغ-، في الإنتاج الطبيعي لهرمونات أخرى، مثل: البروجستيرون والإستروجين الأمر الذي يؤدِّي إلى غياب الدورة الشهريَّة أو عدم انتظامها، كما يؤدِّي إلى تغيُّر أو إيقاف حدوث عمليَّة الإباضة التي تتمثَّل بإطلاق البويضة من المبيض، ومن الجدير بالذكر أنّ مستويات البرولاكتين قد ترتفع دون ظهور أيَّة أعراض لدى بعض النساء.[15]

أسباب أخرى


إنَّ حدوث مشاكل في الأعضاء التناسليَّة نفسها يمكن أن يؤدِّي إلى انقطاع الحيض، ومن هذه المشاكل يمكن ذكر ما يأتي:[8]
  • فقدان بعض الأعضاء التناسليَّة: من الممكن أن تؤدِّي بعض المشاكل التي تحدث في مراحل تكوُّن الجنين إلى ولادة طفلة تفتقر إلى أحد أعضاء الجهاز التناسلي الرئيسيَّة، مثل: الرحم، وعنق الرحم، والمهبل.

  • حدوث مشاكل هيكليَّة في المهبل: إنَّ وجود غشاء أو حاجز في المهبل يؤدِّي إلى منع تدفُّق الدم من الرحم وعنق الرحم إلى الخارج، إذ إنَّ وجود أيِّ انسداد في المهبل قد يمنع ظهور نزيف الدورة الشهريَّة بشكلٍ واضح.

  • متلازمة أشرمان: تحدث متلازمة أشرمان (بالإنجليزية: Asherman's syndrome) عادة بعد الخضوع لعمليَّة جراحيَّة، مثل: توسيع وكحت الرحم (بالإنجليزية: Dilation and curettage)، أو بعد الإصابة بعدوى في الرحم، إذ تتمثَّل هذه المتلازمة بنموِّ نسيج ندبي داخل الرحم، ويُزال هذا النسيج غالباً من خلال إجراء عمليَّة جراحيَّة، وتعدّ هذه الحالة نادرة جدّاً.[5]

عوامل الخطر

هناك بعض العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر التعرُّض لانقطاع الحيض، وتتضمَّن هذه العوامل ما يأتي:[8]

  • التاريخ العائلي: قد تكون المرأة ذات استعداد جيني للإصابة بانقطاع الحيض أو قد ترث ذلك في حال معاناة إحدى نساء العائلة من انقطاع الحيض.

  • التدريبات الرياضيَّة: إنَّ ممارسة التدريبات الرياضيَّة الصارمة يمكن أن تزيد من خطر انقطاع الحيض.

  • الإصابة بإحدى المشاكل الصحيَّة الشائعة التي ترتبط بالوزن وعدم انتظام الدورة الشهريَّة، مثل: مرض السكَّري غير المسيطر عليه، واضطرابات تناول الطعام كفقدان الشهيَّة العصابي (بالإنجليزية: Anorexia)، والنهام العصبي (بالإنجليزية: Bulimia)، إذ تلزم مراجعة مقدِّم الرعاية الصحيَّة بشكلٍ فوري في حال توقُّع حدوث إحدى هذه المشاكل.[4][8]

فيديو عن أسباب تأخر الدورة الشهرية

يتحدَّث الفيديو عن أسباب تأخُّر الدورة الشهريَّة.




المراجع