ما هي أسباب تكون حصوات المرارة

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ١٩:٥٠ ، ٣١ مايو ٢٠٢٠
ما هي أسباب تكون حصوات المرارة

حصوات المرارة

تُعرّف حصى المرارة (بالإنجليزية: Gallstones) على أنها ترسبات صلبة تتكون في المرارة عادة ما تتكون من مادتي الكوليستيرول أو البيلروبين، وهي متفاوتة في حجمها، فقد تكون بحجم حبة الرمل أو بحجم كرة الغولف، كما أنها قد تكون خليطًا من الحصوات الكبيرة والصغيرة، أو قد تكون حصوة واحدة كبيرة الحجم، أو مئات من الحصوات الصغيرة، ومن الجدير بالذكر أن هذه الحصوات قد تتسبب بانسداد القنوات الصفرواية في المرارة، مما يسبب الشعور بألم مفاجئ في الجزء العلوي الأيمن من البطن، ويطلق على هذا الألم اسم المغص المراري (بالإنجليزية: Biliary colic)، وتتطلب هذه الحالة إجراء عملية لإزالة المرارة، ولكن في حال عدم تأثير هذا الحصوات في القنوات الصفراوية، فإنها لا تسبب ظهور أي أعراض أو علامات، ويطلق عليها اسم حصى المرارة الصامتة، وعادةً لا يتطلب هذا النوع من الحصوات أي علاج،[1][2] ولفهم ذلك بشكل أفضل يجدر التوضيح أنّ المرارة عضو على شكل حبة كمثرى وتوجد تحت الكبد، وهي مسؤولة عن تخزين العصارة الصفراوية (بالإنجليزية: Bile)، والعصارة سائل يصنعه الكبد لهضم الدهون، حيث تفرز المرارة هذه العصارة الصفراوية من خلال قنوات يطلق عليها اسم القناة الصفراوية، وتربط هذا القناة المرارة والكبد بالأمعاء الدقيقة.[3]ولمعرفة المزيد عن حصى المرارة يمكن قراءة المقال الآتي: (ما هي حصوة المرارة).

أسباب تكون حصوات المرارة

يُعتقد أنّ حصى المرارة تتكون نتيجة حدوث خلل في التركيب الكيميائي للعصارة الصفراوية، حيث تتكون العصارة الصفراوية من العديد من المكونات، ومنها الكوليستيرول، والأملاح الصفراوية، والأصباغ الصفراوية مثل البيليروبين، فمثلاً عند ارتفاع نسبة هذا المكونات في المرارة فإنّ الفائض منها يتجمّع معاً ليكوّن بلورات تُشكل لاحقًا حصى المرارة، وفي هذا السياق ينبغي القول إنّه يوجد نوعان لحصى المرارة، يطلق على النوع الأول اسم حصى الكوليستيرول (بالإنجليزية: Cholesterol stones) وهو النوع الأكثر شيوعاً لحصى المرارة ويتراوح لونها ما بين الأصفر والأخضر، أما النوع الثاني يعرف بالحصى الصبغية (بالإنجليزية: Pigment stones)، ويتمثل هذا النوع بحصوات صغيرة وغامقة اللون تتكون نتيجة ارتباط الكالسيوم مع البيليروبين بسبب زيادة كمية البيليروبين في العصارة الصفراوية،[4][5] ومن الجدير بالذكر أنّ الكثير من الباحثين بيّنوا أنّه يجدر توفر سبب واحد من الأسباب الآتية على الأقل لتكون حصى المرارة:[6]

  • زيادة كمية الكوليسترول في العصارة الصفراوية، حيث إنّ وجود الكوليستيرول بكميات كبيرة في العصارة الصفراوية يحول دون قدرتها على إذابة هذه الكميات، مما يسبب تبلور هذا الكوليسترول وبالتالي تكون الحصى.

  • زيادة كمية البيليروبين في العصارة الصفراوية، وحقيقة توجد العديد من الحالات الطبية الشائعة التي تؤدي إلى زيادة مستوى البيليروبين في العصارة الصفراوية، والذي بدوره يسبب تكون حصى المرارة الصبغية، ومن هذه الحالات: تشمع الكبد، وبعض اضطرابات الدم الجينية، والإصابة بعدوى في القناة الصفراوية.

  • قلة كمية الأملاح في العصارة الصفراوية، وتتكون حصى المرارة في هذه الحالة إما بسبب وجود كميات قليلة من الأملاح التي لا تكفي لإذابة الكوليسترول، وإما بسبب وجود كميات كبيرة من الكوليستيرول مما يجعل من كميات الأملاح الموجودة في العصارة غير كافية لإذابته فيها.

  • حدوث اضطراب في وظائف المرارة، حيث لا تنقبض المرارة بطريقة طبيعية لتفرغ محتوياتها من العصارة الصفراوية بشكل كافٍ، مما يؤدي إلى تركيز العصارة الصفراوية في المرارة وبالتالي تكون الحصوات فيها.

عوامل خطر حصوات المرارة

توجد العديد من عوامل الخطر المرتبطة بتكون حصوات المرارة، ومنها الإصابة بأمراض معينة، واستخدام بعض أنواع الأدوية، والنمط الغذائي المتبع، ونذكر ذلك فيما يأتي بشيء من التفصيل:[7]

عوامل الخطر الشائعة العامة


توجد العديد من عوامل الخطر المرتبطة بتكون حصى المرارة، ونذكر بعضًا منها فيما يأتي:[7].
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بحصى المرارة.

  • الحمل.

  • العرق، حيث إنّ الهنود الأمريكيين أكثر عرضة للإصابة بحصى المرارة.

  • الإناث، حيث أظهرت دراسة أجريت في المركز للوطني للتقنيات الحيوية عام 2006 م أن نسبة الإصابة بحصى المرارة لدى الإناث أعلى بضعفين إلى ثلاث أضعاف من نسبة إصابة الذكور.[7][8]

  • العمر، حيث يزداد خطر الإصابة بحصى المرارة مع التقدم بالعمر، كما تعد حصى المرارة أكثر شيوعاً عند الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم أربعين عاماً.[9]


الحالات الطبية


تزداد فرصة تكون حصى المرارة لدى الأشخاص الذين يعانون من بعض الحالات الصحية، ومنها:[10]:
  • التهاب القناة الصفراوية.

  • فقر الدم الانحلالي (بالإنجليزية: Hemolytic Anemia).

  • داء السكري (بالإنجليزية: Diabetes) ومقاومة الإنسولين.

  • تشمع الكبد.

  • الإصابة ببعض الأمراض المعوية، حيث تؤثر بعض الأمراض المعوية، مثل مرض كرون ( بالإنجليزية : Crohn’s Disease)، في كفاءة الامتصاص الطبيعي للمواد الغذائية، وزيادة تراكمها في الجسم مما يزيد من خطر الإصابة بحصى المرارة.

  • ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية في الدم.

  • ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.


الوزن والنمط الغذائي المتبع


يُعدّ النمط الغذائي المتبع من قبل الشخص من عوامل الخطر التي تزيد فرصة تكوّن حصى المرارة، فقد يؤدي اتباع نظام غذائي غني بالسعرات الحرارية والكربوهيدات وقليل الألياف إلى تكون حصى المرارة، وكذلك الأمر بالنسبة للنظام الغذائي الغني بالكوليستيرول، بالإضافة إلى ذلك قد يسبب فقدان الوزن السريع، عن طريق اتباع نظام غذائي معين أو نتيجة الخضوع لبعض العمليات الجراحية، إلى زيادة احتمالية تكون حصى المرارة، والجدير بالعلم أنّ زيادة الوزن قد تكون أحد عوامل خطر المعاناة من حصى المرارة كذلك.[9][11][10].


استخدام بعض أنواع الأدوية


يزيد استخدام بعض أنواع الأدوية خطر تكون حصوات المرارة، ومن هذه الأدوية نذكر الآتي:[7]
  • الأدوية التي تتبع مجموعة الستاتينات (بالإنجليزية: Statins)، والتي تساعد على خفض نسبة الكوليسترول في الدم.

  • موانع الحمل الفموية.

  • هرمون الإستروجين بجرعات كبيرة.

  • بعض أنواع المضادات الحيوية، مثل سيفترياكسون (بالإنجليزية: Ceftriaxone) [9].

أسباب تكون الكدارة الصفراوية

تعرّف الكدارة الصفراوية (بالإنجليزية : Biliary sludge) على أنها خليط من جزيئات الكوليسترول والبيليروبن والكالسيوم وغيرها من المواد التي تتراكم في العصارة الصفراوية، وتتكون عند بقاء العصارة الصفراوية في المرارة لفترة طويلة، ومن الجيد ذكره أن هذه الكدارة تكون مرافقة لحالة صحية معينة وتختفي بمجرد اختفاء السبب الذي أدى إلى ظهورها، فعلى سببل المثال قد تتشكل الكدارة الصفراوية عند بعض النساء خلال فترة الحمل لكنّها سرعان ما تختفي بمجرد أن تضع السيدة مولودها، وفي بعض الحالات قد تعبر هذه الكدارة إلى القناة الصفراوية وقد تسبب ظهور بعض الأعراض لدى بعض المرضى ولكن ليس جميعهم، وفي حالات أخرى قد تتطور هذا الكدارة إلى حصوات قد تنتقل إلى القناة الصفراوية فتسبب انسدادها، وعليه يمكن القول إنّ أغلب حالات الكدارة الصفراوية لا تتطلب أيّ علاج، ولكن توجد بعض الحالات التي يُعدّ علاجها أمرًا أساسيًا، وذلك بحسب تقييم الطبيب المختص وتقديره.[12][13].

نصائح للوقاية من حصوات المرارة

توجد العديد من النصائح التي يمكن اتباعها للحد من خطر الإصابة بحصى المرارة، ونذكر بعضًا منها فيما يأتي:[14].

  • عدم تخطي وجبات الطعام ومحاولة تناولها في أوقات منتظمة.

  • فقدان الوزن ببطئ، بحيث لا يزيد مقدار فقدان الوزن عن نصف كيلو غرام إلى كيلو غرام أسبوعياً.

  • الحفاظ على الوزن الصحي، فكما ذكر سابقًا تُعدّ السمنة أحد عوامل الخطر التي تلعب دورًا في تكون حصى المرارة، لذلك ينصح باتباع نمط غذائي صحي ومتوازن بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية.[15].

  • تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل: الحبوب الكاملة، والخضروات، والفواكه.[16]

  • سؤال الطبيب حول إمكانية تناول الأدوية الوقائية في حال كان الشخص من الأفراد المعرضين بشكل كبير لخطر تكون حصى المرارة كأولئك الذين يخضعون لجراحات إنقاص الوزن، حيث تساعد بعض أنواع الأدوية على الحد من خطر الإصابة بحصى المرارة، ومنها:[17]:
    • اورسوديول (بالإنجليزية : Ursodiol).

    • أدوية خفض نسبة الكوليسترول في الدم.

    • أورليستات ( بالإنجليزية: Orlistat).

فيديو عن حصوات المرارة

ولمزيد من المعلومات ننصحكم بمشاهدة فيديو يتحدث فيه الدكتور فراس اليوسف استشاري الجراحة العامة والمنظار عن علاج حصوات المرارة.

المراجع