ما هي الجمعة السوداء أو البيضاء وما تاريخها

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2021-08-20 00:00:00
ما هي الجمعة السوداء أو البيضاء وما تاريخها

إن كنت من محبي التسوق ومتابع للعروض التجارية بشكل كبير، فعلى الأرجح أن مصطلح الجمعة السوداء (Black Friday) مألوف لديك، إن الجمعة السوداء هي عبارة عن حدث عالمي يقام كل سنة في شهر نوفمبر وذلك بعد عيد الشكر (Thanksgiving). في هذا المقال سنحيطكم بتفاصيل إضافية إن كنتم من المهتمين بالجمعة السوداء، أما بالنسبة للأشخاص الذين ليس لديهم معلومات عن الجمعة السوداء، فسنقوم بتغطية كافّة المعلومات التي تحتاجون إليها لتعرفوا أدق التفاصيل عن هذا الحدث التجاري العالمي.

ما هي الجمعة السوداء ولم سميت بهذا الاسم

كما أسلفنا فإن الجمعة السوداء هي عبارة عن حدث عالمي في شهر نوفمبر وتحديداً اليوم الجمعة الأخير في هذا الشهر وهو اليوم الذي يلي عيد الشكر الأميركي، تقوم المتاجر في هذا اليوم بطرح بضائعها من كافة المجالات بتخفيضات هائلة قد تصل إلى 90% من قيمتها الأصلية وذلك بهدف جذب الزبائن ومنتظري هذا الحدث طوال السنة.أصل تسمية الجمعة السوداء بهذا الاسم يعود إلى شهر سبتمبر من عام 1869 وتحديدًا يوم الجمعة 24 سبتمبر، عندما عمد المستثمران في سوق الأسهم والبورصة الأميركية، وهما جيم فيسك (Jim Fisk)، وجاي غولد (Jay Gould)، إلى رفع سعر الذهب بشكل مفاجئ، مما سبب حدوث أزمة مالية في ذاك اليوم. حيث تسببا بخفض قيمة سوق الأسهم بنسبة 20%، وتوقف جميع المعاملات التجارية الخارجية، كما امتدت تأثير هذا الانهيار ليشمل المزارعين المعتمدين على محاصيلهم، حيث أدى هذا الانهيار إلى خفض في قيمة محاصيل القمح والذرة بنسبة 50% عما كانت عليه.كما عاد هذا المصطلح إلى الواجهة مجدّدًا في خمسينيات القرن الماضي، عندما قامت شرطة فيلاديلفيا (Philadelphia) في ولاية بنسلفانيا (Pennsylvania) باستخدام هذا المصطلح للإشارة إلى اليوم التالي لعيد الشكر ومناورات البحرية الأميركية والجيش الأميركي، مما أدى إلى جذب أعداد كبيرة جدًا من السياح والمتفرجين، وتسبب هذا الأمر في ازدحام خانق، واضطرت الشرطة إلى العمل بشكل مضاعف للسيطرة على هذا الحشود وتنظيم حركة المرور.أما حديثًا فهناك قصة تُروى عن أن أصل هذه التسمية، كان بسبب أن المتاجر تكون ضمن الأسود (into the black) وهو مصطلح يدل على أن المتاجر تبيع وتربح الأموال، وبالتالي أطلقت هذه التسمية عليها وساهمت في ترسيخ مصطلح الجمعة السوداء على هذا اليوم. §

موعد الجمعة السوداء

البلاك فرايدي حدث تجاري يجري في شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، تحدّيدًا في الجمعة الأخيرة من هذا الشهر، وذلك في اليوم التالي لعيد الشكر مباشرةً، وهذه السنة سيكون موعدنا مع الجمعة السوداء يوم 27 نوفمبر، ولهذا بدأت المتاجر بشكل عالم باستعداداتها لهذا اليوم. هناك بعض المخاوف بشأن هذا اليوم في هذه السنة خصوصًا وذلك بسبب بدء انتشار موجة ثانية من جائحة فيروس كورونا على مستوى العالم والتي يتوقع منها خفض عدد المشاركين في هذا اليوم، لذا يتم الإتجاه هذه السنة لدعم هذا الحدث على مستوى التسوق الرقمي عبر الإنترنت.

الجمعة البيضاء

إن تقليد الجمعة السوداء وصل إلى عالمنا العربي وحظي بانتشار كبير ولكن قام العالم العربي بترك بصمته الخاصّة عليه، حيث تم إطلاق مباردة عام 2014 إلى اعتماد يوم الجمعة الأخير من شهر نوفمبر كيوم تخفيضات وجذب للزبائن العرب ولكن مع تغيير اسم الجمعة السوداء ليصبح الجمعة البيضاء (White Friday)، ومنذ ذاك الوقت شهد يوم الجمعة البيضاء انتشارًا واسعًا لدى القطاع التجاري في البلدان العربية على امتداد الوطن العربي، وتسابقت الشركات على تقديم منتجاتها للعرب بحسومات كبيرة ومميزة، ولذا أصبح هذا اليوم لا يقل أهمية عن الجمعة السوداأميركا أو بقية العالم.

الجمعة السوداء في الإسلام

كما هو معلوم، فإنّ يوم الجمعة هو اليوم المقدّس لدى المسلمين، لذا، شهد هذا الموضوع بعض الضبابية من ناحية شرعية التسمية وهل يجوز للمسلم أن يبتاع فيها ويسير مع الركب العالميّ فيها أم لا. تم الإجماع من قبل فقهاء المسلمين على عدم وجود مخالفة شرعية من ناحية التخفيض والحسومات الحاصلة في هذا اليوم، ولكن بسبب قدسية يوم الجمعة فإن تسمية هذا اليوم بالجمعة بالجمعة السوداء يُعَدّ أمرًا خاطئًا شرعًا، بالأخصّ إن كانت الدواعي الأصليّة وراء التسمية من باب التشاؤم بتلك الفترة من العام.بناء على ذلك، تم اقتراح تغيير التسمية إلى الجمعة البيضاء (White Friday) في المجتمعات المسلمة، وعليه لا يوجد على المسلم مخالفة شرعية إذا ما قام بالشراء والتبضع في هذا اليوم.

الشركات التي تشارك في الجمعة السوداء، عالميًا وعربيًا

بعد الانتشار الهائل لهذا الحدث عبر العالم، لا نكاد نجد شركة إلا وتقوم بالمشاركة وتقديم العروض والحسومات في هذا اليوم. عالميًا، جميع الماركات العالمية سواء للإلكترونيات والألبسة والحاجيات المنزلية تقوم بعرض بضائعها مع تخفيضات. أبرز الأسماء المشاركة تتضمن شركات الهواتف المحمولة مثل سامسونغ Samsung وبلاك بيري Black Berry، وشركات الألبسة العالمية مثل دولشي آند غابانا D&G وفيكتوريا سيكريت Victoria’s Secret وأديداس Adidas ونايكي Nike وغيرها، كما تشارك بعض كبرى المتاجر الأميركية مثل كي مارت Kmart وسيرز Sears ووول مارت Walmart. ولا بدّ من ذكر كبرى مواقع التسوق على الأنترنت مثل آمازون والتي يكون لها حصّة الأسد في هذا اليوم بين مواقع التسوق الرقمي.أما على المستوى العربي فنشهد مشاركات لشركات عالمية مثل سامسونغ وشركات الألبسة ضمن فروعها في العالم العربي، كما تشارك مواقع التسوق الرقمي في هذا الحدث مثل موقع جوميا في تونس، سوق دوت كوم في مصر، ورسميًا نشهد مشاركة مجلس التعاون الخليجي أيضًا عبر شركاته عن طريق تقديم الحسومات الكبيرة والتي قد تصل إلى 80% وتشهد إقبالًا كبيرًا من قبل العرب في الخليج.

الجمعة السوداء بالأرقام

  • في عام 2019، اجتذبت عطلة عيد الشكر 189.6 مليون متسوق أمريكي. كان ذلك زيادة بنسبة 14% من 165.8 مليون متسوق في 2018. كما أنفق المتسوقون في المتوسط 361.90 دولار على البضائع الخاصّة بأيام العطل. وكان ذلك ارتفاعًا بنسبة 16% من 313.29 دولار في 2018 حسب نفس الموقع.§
  • كانت حصيلة الجمعة السوداء عام 2019 (الجمعة السوداء بالمشاركة مع عيد الشكر) قرابة 11.9 مليار دولار من خلال المبيعات عبر الإنترنت، حيث تم إنفاق 7.5 مليار دولار في يوم الجمعة الأسود و4.4 مليار دولار في عيد الشكر وفق Adobe Analytics. أما في عام 2018 تم إنفاق 9.9 مليار دولار من خلال المبيعات عبر الإنترنت، بمعدل إنفاق 6.2 مليار دولار تم إنفاقها في يوم الجمعة الأسود و3.7 مليار دولار تم إنفاقها في عيد الشكر. بنسبة زيادة 19.7% عن عام 2017 وفق Adobe Analytics.
  • شهد يوم الجمعة السوداء 2019، 142.2 مليون متسوق عبر الإنترنت، بينما كان العدد 124 مليون في المتاجر وذلك حسب موقع NRF.
  • في نفس العام، فاز يوم الجمعة الأسود على اثنين الإنترنت (Cyber ​​Monday)، فقد قام 93.2 مليون متسوق بالشراء عبر الإنترنت في يوم الجمعة الأسود مقابل 83.3 مليون متسوق في اثنين الإنترنت.
  • خلال العطلة التالية ليوم الجمعة السوداء سنة 2019، قام 75.7 مليون متسوق بالتسوق عبر الإنترنت. هذا أقل من العام السابق والذي شهد 89 مليون. حسب تقرير موقع NRF وخلال عطلة الجمعة السوداء 2018 تسوق 89 مليون شخص عبر الإنترنت. وكان أعلى بنسبة 40% عن عام 2017، والذي شهد تسوق 64 مليون شخص عبر الإنترنت.
  • في عام 2019، شهد مفهوم “تسوق على الإنترنت وخُذ من المتجر” (Buy Online Pick Up In Store) زيادة بنسبة 43% عن السنوات السابقة وذلك خلال عطلة نهاية الأسبوع في عيد الشكر بحسب Adobe Analytics
  • أكثر المنتجات التي تم شراؤها على أمازون في الجمعة السوداء سنة 2019 كانت Fire TV Stick 4K وEcho Dot (الجيل الثالث) وApple AirPods وEcho Show 5 بحسب BlackFriday وHitwise
  • مع اقتراب الجمعة السوداء 2019 تم القيام باستبيان لمعرفة ميول الأشخاص الشرائية وكانت النتائج أن المستهلكون يبحثون عن صفقات الملابس (41%)؛ سلع منزلية / أجهزة صغيرة (38%)؛ الأجهزة اللوحية / أجهزة الكمبيوتر المحمولة / أجهزة الكمبيوتر / أجهزة التلفزيون (32%) ؛ أدوات وتقنيات المنزل الذكي (30%)؛ لعب الأطفال (25%)؛ السفر أو الخبرات (12%).
  • بالنسبة إلى الشركات المساهمة فقد استحوذت آمازون على 47.8% من مجمل عمليات الشراء عبر الإنترنت في عيد الشكر 2018 و56.8% في يوم الجمعة السوداء 2018 بحسب Hitwise، أما في عام 2019 فقد حصلت على أكثر من ضعفي أقرب منافس لها في عيد الشكر والجمعة السوداء.
  • استحوذت وولمارت (Walmart) على 12% من مجمل عمليات الشراء عبر الإنترنت في عيد الشكر 2018 و8.4% في الجمعة السوداء بحسب نفس المصدر
  • اثنين الإنترنت (Cyber Monday)

    إن الإثنين الإفتراضي (Cyber Monday) هو مصطلح تسويقي يشير إلى أول يوم اثنين بعد عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة ، وهو حدث تسوّق عبر الإنترنت على مدار 24 ساعة تم إنشاؤه في الأصل بواسطة كبرى الشركات التجارية لتشجيع الأشخاص على التسوق عبر الإنترنت، ويُنظر إليه الآن على أنه امتداد لمبيعات الجمعة السوداء.إن الجمعة السوداء تركز تقليديًا على الصفقات الحاصلة داخل المتاجر، والتي تحمل أثارًا سلبية فيها من خلال الازدحام والتدافع الحاصل بين المتسوقين للحصول على أفضل العروض الممكنة، ونتيجة التطور الحاصل في مجال التسوق الإلكتروني فإن العديد من المتسوقين يختارون البحث عن العروض عبر الإنترنت، ويتغير مفهوم الجمعة السوداء مع بدء موسم التسوق في العطلات، وغالبًا ما يشار إلى الفترة الممتدة من الجمعة السوداء إلى الإثنين الإفتراضي باسم “عطلة نهاية الأسبوع الإلكترونية”، حيث تزداد الخصومات مع تقدم عمليات المبيع الحاصلة عبر الإنترنت.