تعريف الإسراء والمعراج والحكمة منها
تعتبر حادثة الإسراء والمعراج من معجزات سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- العظيمة التي ذكرها القرآن الكريم، وفيما يأتي بيان تعريفها، ومعرفة الحكمة منها:
- تعريف الإسراء والمعراج: بحيث يعرّف الإسراء والمعراج على النحو الآتي:
- الإسراء: هي رحلة عظيمة أكرم الله -تعالى- بها نبيّه محمد -صلى الله عليه وسلم- من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في القدس بفلسطين.
- المعراج: هو ما أعقب رحلة الإسراء من الصعود بالنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى طبقات السماوات العليا، والوصول إلى مستوى يسمع فيه صوت الأقلام، كما أخبر بذلك صلى الله عليه وسلم.
- الحكمة من رحلة الإسراء والمعراج: بعدما سدّ أهل الأرض الأبواب أمام دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- جاءت رحلة الإسراء والمعراج لتُبيِّن لهم أن الآفاق مفتوحة أمام الدعوة، وأن الله -تعالى- سينصر نبيّه، بالإضافة إلى مؤانسة الله -تعالى- لنبيّه وتعويضه بعدما نالت قريش منه بعد عام الحزن الذي توفّيت فيه زوجته خديجة وعمّه أبو طالب الذي كان يدافع عنه ضد قريش، وبعد الأذى الذي تلقّاه من أهل الطائف عند هجرته إليهم.
إن من عظمة وبلاغة القرآن الكريم أن لخّص حادثة الإسراء والمعراج في آية واحدة بَيَّنَ فيها نقطة البداية ونقطة النهاية، فالله -سبحانه- القادر على تلخيصها في القرآن قادرٌ على تسهيلها للمصطفى العدنان،
جبريل على هيئته الحقيقية
رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- في رحلة المعراج المَلَكْ جبريل -عليه السلام- في صورته التي خلقه الله عليها، وهي خلقة عظيمة، وآية من آيات الله، فهو مخلوق عظيم له ستمائة جناح، كل جناح منها حجمه مدّ البصر، وقد رآه النبي مرتين على صورته الحقيقة، حيث رآه في الأفق الأعلى، وعند سدرة المنتهى، والمقصود هنا أن الذي رآه النبي -صلى الله عليه وسلم- هو جبريل عليه السلام، لكن ظَنَّ البعض أنه رأى ربه في رحلة المعراج، والصواب أنه لم يره، ودليل ذلك قول عائشة -رضي الله عنها- عندما سُئلَّت عن ذلك قالت: أنه لم ير ربه، وقرأت قول الله تعالى: (لا تُدرِكُهُ الأَبصارُ وَهُوَ يُدرِكُ الأَبصارَ)،
البُراق
رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- البُراق، وهو دابة أبيض طويل أكبر من الحمار وأصغر من البغل، وهي الدابة التي ركبها النبي -صلى الله عليه وسلم- للانتقال من مكة المكرمة إلى بيت المقدس في رحلة الإسراء والمعراج.
الأنبياء
ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أثناء صعوده إلى السماء برفقة جبريل -عليه السلام- رأى في كل سماء نبيّاً أو أكثر من الأنبياء، وسلَّمَّ عليهم، على النحو الآتي:
- السماء الأولى: آدم عليه السلام.
- السماء الثانية: عيسى ويحيى عليهما السلام.
- السماء الثالثة: يوسف عليه السلام.
- السماء الرابعة: إدريس عليه السلام.
- السماء الخامسة: هارون عليه السلام.
- السماء السادسة: موسى عليه السلام.
- السماء السابعة: إبراهيم عليه السلام.
مالك صاحب النار
جاء في الأحاديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى في رحلة الإسراء والمعراج المَلَك خازن النار؛ وهو مالك عليه السلام، حتى إن مالك هو الذي بدأ النبي -صلى الله عليه وسلم- بالسلام.
البيت المعمور
البيت المعمور: وهو بيت يصلّي فيه كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودوا إليه أبداً، وقد ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أثناء صعوده إلى السماء برفقة جبريل -عليه السلام- رأى البيت المعمور، حيث قال: (فَرُفِعَ لي البَيْتُ المَعْمُورُ، فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ، فَقالَ: هذا البَيْتُ المَعْمُورُ).
سدرة المنتهى
رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- في رحلة المعراج الجنة ونعيمها، ورأى سدرة المنتهى، ودليل ذلك قوله: (ورُفِعَتْ لي سِدْرَةُ المُنْتَهَى).
نهر الكوثر
رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- في رحلة المعراج نهر الكوثر الذي خصّه الله به وأكرمه به، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (بيْنَما أنا أسِيرُ في الجَنَّةِ، إذا أنا بنَهَرٍ، حافَتاهُ قِبابُ الدُّرِّ المُجَوَّفِ، قُلتُ: ما هذا يا جِبْرِيلُ؟ قالَ: هذا الكَوْثَرُ).
النار
اطلع النبي -صلى الله عليه وسلم- في رحلة المعراج على بعض أحوال الذين يعذّبون في نار جهنم، ورأى أصناف متعددة منهم:
- الصنف الأول: الذين يخوضون في أعراض المسلمين، ويقعون في الغيبة، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (لما عُرِجَ بي مررتُ بقومٍ لهم أظفارٌ من نُحاسٍ يخْمِشون وجوهَهم وصدورَهم، فقلتُ: من هؤلاء يا جبريلُ؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحومِ الناسِ).
[12] - الصنف الثاني: الذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (مرَرْتُ ليلةَ أُسرِيَ بي على قومٍ تُقرَضُ شِفاهُهم بمَقاريضَ مِن نارٍ، قال: قلتُ: مَن هؤلاءِ؟ قالوا: خُطَباءُ أمَّتِكَ).
[13] - الصنف الثالث: الذين يأكلون الربا، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (رَأَيتُ لَيلةَ أُسريَ بي رَجُلًا يَسبَحُ في نَهرٍ ويُلقَمُ الحِجارةَ، فسَأَلتُ: ما هذا؟ فقِيلَ لي: آكِلُ الرِّبا).
[14] [15]
المراجع
- 1 - الإسراء والمعراج تكريم للنبي عليه الصلاة والسلام , www.fatwa.islamweb.net , 25-12-2002، 30-3-2019. بتصرّف. .
- 2 - عادل محمد (23-10-2016)، " الإسراء والمعراج: آيات باهرات وعبر وعظات " , www.alukah.net , عادل محمد (23-10-2016)، .
- 3 - سورة الإسراء، آية: 1. .
- 4 - الإسراء والمعراج , www.islamweb.net , 1-6-2014، 30-3-2019. بتصرّف. .
- 5 - سورة الأنعام، آية: 103. .
- 6 - القول الفصل في رؤية النبي -صلى الله عليه وسلم- لربه ليلة الإسراء والمعراج , www.binbaz.org.sa , 4-4-2019. بتصرّف. .
- 7 - حمود التويجري (1985)، <i> " السراج الوهاج لمحو أباطيل الشلبي عن الإسراء والمعراج " , ، الرياض-السعودية: مكتبة المعارف، صفحة 9 , حمود التويجري (1985)، .
- 8 - محمد أبو زهرة، <i> " خاتم النبيّين صلى الله عليه وسلم " , ، القاهرة: دار الفكر العربي، صفحة 422، جزء 1 , محمد أبو زهرة، .
- 9 - ناصر الدين الألباني (2000)، <i> " الإسراء والمعراج وذكر أحاديثهما وتخريجها وبيان صحيحها " , ، عمان: المكتبة الإسلامية، صفحة 8 , ناصر الدين الألباني (2000)، .
- 10 - رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن مالك بن صعصعة، الصفحة أو الرقم: 3207، صحيح. .
- 11 - رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6581، صحيح. .
- 12 - رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 4878، صحيح. .
- 13 - رواه أحمد شاكر، في عمدة التفسير، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 1/109، أشار في مقدمة الكتاب إلى صحته. .
- 14 - رواه شعيب الأرنؤوط، في تخريج المسند، عن سمرة بن جندب، الصفحة أو الرقم: 20101، صحيح. .
- 15 - توضيح حول الذين كانوا يعذبون ليلة الإسراء , www.islamweb.net , 5-8-2010، 30-3-2019. بتصرّف. .