ماذا يدرس علم السيميولوجيا

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ١١:٥٥ ، ١٢ أغسطس ٢٠١٨
ماذا يدرس علم السيميولوجيا

السيميولوجيا

السيميولوجيا أو ما يُطلق عليه السيميائية (بالإنجليزية: Semiotics) هي عبارة عن العلم الذي يدرس طريقة استخدام الإشارات،[1] ويُعتبر اللغوي السويسري فرديناند دو ساسور أحد المؤسسين لهذا العلم، حيث إنه قام بتعريفه على أنه حياة العلامات داخل المجتمع، كما قام الفيلسوف الإنجليزي جون لوك باستخدام المصطلح في القرن السابع عشر، وقد عمل العالم بيرس في المجال نفسه أيضاً، وكان يرتكز في دراسته له على المنطق والبراغماتية، حيث قام بتعريف العلامة أو الإشارة على أنها شيء يستعمله شخص ما لهدف محدد، وهذه العلامة ليس لها معنى حيث تتنوع المعاني وتتغير بشكل مستمر.[2]

وقد صنَّف بيرس العلامات إلى ثلاث فئات؛ الفئة الأولى هي الأيقونات، وهي تشبه ما تشير إليه والذي يُعتبر مرجعها، كعلامة سقوط الصخور في طريق ما، أما الفئة الثانية فهي الإشارة، وترتبط بمرجعها مثل الدخان الذي يعتبر مرتبطاً بالنار، والفئة الثالثة هي الرمز، ومن الأمثلة عليها الرموز الموجودة في لافتات الطرق أي إشارات المرور،[2] وبذلك تكون الوظيفة الأساسية لعلم السيميولوجيا هي تفسير سلوك البشر من انفعالاتهم وعلاقاتهم الاجتماعية.[3]

كما أنه يُستخدم ليكشف عن المعاني والأدلة غير الواضحة والمخفية للأنظمة اللغوية وغير اللغوية، وقد أخذت السيميولوجيا مفاهيمها والمبادئ التي تقوم عليها من عدة مصادر معرفية مثل اللسانيات، والفلسفة، والمنطق والتحليل النفسي، وعندما يتم تفصيل كلمة السيميولوجيا ينتج أنها عبارة عن شقين، وهما السيمو وتعني العلامة اللغوية وغير اللغوية وهي كلمة يونانية، والشق الثاني لوجيا فهي العلم، وعندما يتم دمجهما ينتج علم العلامات.[3]

مدارس السيميولوجيا

أما المدارس التي ظهرت واهتمت في علم السيميولوجيا فهي:


المدرسة الفرنسية


وهذه المدرسة يمثلها الباحث فرديناند دو سوسور، وتعتبر أن العلامة اللسانية عبارة عن دال ومدلول، أي إن العلامة اللسانية هي مزيج من طرفين يمثلان العملة ذات الوجهين الذين لا ينفصلان أبداً. أما الطرف الأول فهو الصوت وهو ما يُقصد به الدال، والطرف الثاني هو الصورة الذهنية أو المفهموم وهو ما يُقصد به المدلول. وقد عمل عدة باحثين على نهج دو سوسور، ولكنهم أعطوا تصنيفات أخرى للعلامة عدا عن أنها لغوية كما صنّفها دو سوسور، ومن هذه التصنيفات القرينة والإشارة، وتختلف القرينة باختلاف مجالها، حيث إن لها عدة مجالات وهي:[4]
  • اللغة: وتكون وظيفتها فقط المساعدة في إعطاء مدلولٍ إضافيٍ مثل (ال) التعريف في كلمة الرجل أو حرف السين في التسويف مثل سوف.

  • القانون: وتكون عبارة عن دليل غير مباشر ولكنه يُفيد في معرفة الحقيقة القانونية.

  • السيميولوجيا: وتكون عبارة عن ارتباطٍ بين لفظين للتعبير عن حدث معين مثل السماء غائمة، والتي تدل على احتمالية سقوط المطر.


أما الإشارة فتُقسم إلى إشارات الدلال، والتي من شأنها أن تدل على الجانب النَّفعيّ الذي أُنشِئ الشيء من أجله فمثلاً التنورة صُممت لتلبسها المرأة ولكن إشارتها الدلالية تدل على أن مصمم الموضة قد صممها حسب نمط وموضة معينة، وهناك أيضاً إشارات الاتصال والتي وظيفتها نقل خبر معين مثل إشارة قف المرورية، أو الشعارات الموجودة على أبواب بعض المحلات مثل شعار التلفاز الذي يدل على وجود مُصلِّح أجهزة التلفاز.[4]

المدرسة الأمريكية


وتعود هذه المدرسة إلى الفيلسوف شارل ساندرز بيرس، وتهتم هذه المدرسة بالعلامة اللسانية وغير اللسانية، وقد ربط بيرس السيميولوجيا بالفلسفة والمنطق، كما أنه تناول مفهوم العلامة بطريقة معقدة، حيث اعتبرها علاقة ثلاثية أي إنها تنتمي إلى ثلاث علامات فرعية وهي: المصورة، والمفسّرة، والركيزة، وتصنيفات بيرس للعلامة لم تقتصر على الجانب اللغوي وإنما اتسعت لتشتمل على الجانب غير اللغوي أيضاً، وقد اشتملت على أكثر من 66 نوعاً من أشهرها علامة الأيقونة والتي تدل على مدلولاتها عن طريق المشابهة سواءً عن طريق الرسم أو عن طريق المحاكاة. وكذلك علامة المؤشر مثل الدخان الذي يشير إلى النار، وعلامة الرمز مثل شكل الصليب الذي يدل على الديانة المسيحية، والميزان الدال على العدالة، والهلال الدال على الإسلام وغيرها.[4]

المدرسة الروسية


ولهذه المدرسة عدة أبحاث في مجال دراسة السيميائية في غرب أوروبا، ونتيجة لهذه الأبحاث ظهرت جماعة تارتو وبرز فيها العالمان يوري لوتمان وتودوروف، وجُمعت أبحاثهما في كتابٍ بعنوان أعمال حول أنظمة العلامات، وتميّزت هذه المدرسة بأنها تتفق مع بيرس ودو سوسور في ما يخص العلامة، واستعملت هذه المدرسة مصطلح السيميوطيقا بدل السيميولوجيا.[4]

العلماء الذين أسهمو في السيميولوجيا

ساهم العديد من الفلاسفة والعلماء والنقاد في علم السيميولوجيا، وكان لكل واحد منهم نظرته الخاصة إلى هذا العلم ومصطلحاته، فقد اعتبره العالمان دو سوسور وبيرس علماً قائماً بحد ذاته وأطلقا عليه مفهوم سيميولوجيا، أما رولان بارت، وجاك لاكان، وجوليا كريستيفا فقد كانت السيميولوجيا بالنسبة لهم عبارة عن منهج وطريقة لقراءة الخطابات والنصوص قراءة سيميائية، كما نظر إليها كاسيرر من ناحية فلسفية كرموز وأشكال، أما الروسي يوري لوتمان فقد أسماها سيمياء الثقافة. كما سمّاها كل من بارت ولاكان بسيمياء الدلالة.[5]

وقد اهتم علماءٌ كثيرون بعلم السيميولوجيا ومبادئه وخاصّةً مبادئ كلٍ من بيرس ودو سوسور، حيث تم تطبيقها في عدة علوم ومجالات أخرى مثل علوم اللغويات، علم الجمال، وعلم الإنسان، والدلالات، والتحليل النفسي، والاتصالات، ومنهم العلماء الفرنسيون كلود ليفي ستروس، وجاك لاكان، وميشال فوكو، وجاك دريدا، ورولان بارت، وجوليا كريستيفا.[2]

المراجع