مضاعفات مرض الصدفية

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ١١:٢٥ ، ٧ يوليو ٢٠٢٠
مضاعفات مرض الصدفية

نظرة عامة

يُمثل مرض الصدفية المعروف أيضًا بداء الصّدف أو الصداف (بالإنجليزيّة: Psoriasis) أحد أمراض المناعة الذاتيّة المُزمنة والتي تؤثر في الجلد مُسبّبةً زيادة سرعة دورة نموّ الخلايا الجلديّة،[1] وفي سياق الحديث عن كونه ذاتيّ المناعة يُشار إلى أنّه ناتج عن اضطراب في جهاز المناعة يتسبّب بزيادة سرعة انتقال الخلايا الجلديّة التي تنمو في طبقاتٍ عميقة من الجلد إلى السّطح، ففي الوضع الطبيعي تستغرق دورة الواحدة منها حوالي شهر، أمّا في حالات الصّدفية فإنّها تتمّ في غضون أيّام، وقد يكون مرض الصّدفية وراثيًّا في بعض الأحيان،[2]

قد تتفاوت أعراض مرض الصّدفية بين الأشخاص، بحيث تتراوح بين ظهور القليل من البُقع القشرية الشبيهة بقشرة الرأس إلى طفح كبير يؤثر في مساحة واسعة من الجلد، ويجدُر بالذكر أنّ الأعراض تظهر على شكل نوبات؛ بحيث تزداد شدّتها لعدّة أسابيع أو أشهر، ومن ثمّ تقلّ شدّتها إلى أن تدخل في مرحلة الهدأة (بالإنجليزية: Remission) التامّة، وبشكلٍ عامّ يُصاحب الصّدفية ظهور أعراض عدّة؛ منها ظهور بقع جلديّة ذات لونٍ أحمر مُغطّاة بقشور سميكة وفضية، أو بُقع قشريّة ذات حجمٍ صغير، أو جفاف البشرة وتشقّقها بما قد يتسبّب بنزفِها، أو تغيّر طبيعة الأظافر بحيث تُصبح سميكة أو مُثقّبة أو مجعدة، أو انتفاخ المفاصل وتصلّبها، كما قد يُصاحب الصّدفية أيضًا الشعور بالحكّة، أو الألم، أو الحرقة،[3] وفي سياق هذا يُشار إلى أنّه توجد العديد من المُحفّزات التي تزيد من احتمالية تطوّر نوبات أعراض الصّدفية، أو زيادة الأعراض سوءًا؛ وتتضمّن الإصابات الجلديّة، والتعرّض لأشعة الشمس أو درجات الحرارة المُرتفعة، أو التعرّض للأجواء الباردة والجافّة، أو المرور بمرحلة من الضغوط النّفسية، أو الإصابة بالعدوى، أو التدخين، أو شرب الكحول، أو استخدام أنواع مُعينة من الأدوية.[4] ويُشار إلى أنّ تشخيص الصّدفية ليس بالأمر السّهل، نظرًا لتشابه أعراضها مع أنواع أخرى من الأمراض الجلديّة، ومن الجدير بالذكر أنّ مرض الصّدفية يؤثر عادةً في البالغين.[2]

هُناك العديد من أنواع الصّدفية، ومنها الصّدفيّة اللويحيّة (بالإنجليزية: Plaque) الأكثر شيوعًا، والصدفية النقطية أو القَطرَوية (بالإنجليزية: Guttate)، والصدفية البَثرية (بالإنجليزية: Pustular)، وصدفية الثَّنْيات (بالإنجليزية: Inverse)، والصدفية المُحَمِّرة للجلد (بالإنجليزية: Erythroderma)،[5] ووفقًا للمؤسسة الوطنية للصدفية (بالإنجليزية: National Psoriasis Foundation) فقد تمّ تصنيف الصّدفية وفقًا لشدّتها إلى ثلاثة درجات وذلك بالاعتماد على المساحة المُتأثرة بالصّدفية من الجلد؛ البسيطة، والمتوسطة، والشديدة، وبناءً على ذلك فإنّ مساحة الجسم المُتأثرة بالصّدفية من مساحة الجلد الكليّة تكون أقلّ من 3% في الحالات البسيطة، وبين 3-10% في الحالات المتوسطة، وأعلى من 10% في الحالات الشديدة،[6] وقد تختلف الخطّة العلاجيّة المُتّبعة تبعًا لدرجة الصّدفية، مع العلم أنّ هناك أنواع مُختلفة من العلاجات التي تُمكّن من السّيطرة على أعراض الصّدفية والحدّ من مضاعفاتها،[5] وفي الحقيقة إنّ اتباع الخطّة العلاجية التي يضعها الطبيب أمرًا في غاية الأهمية، تجنّبًا للمضاعفات التي قد تترتب على الإصابة بهذه الحالة، نظرًا لارتباط الصّدفية بعدّة مُضاعفات ومشاكل صحيّةٍ متزامنة مع الحالة، مع التّأكيد على أنّ زيادة الوعي بهذه المضاعفات يُساعد في تسريع علاجها والسيطرة عليها حال ظهورها.[7]ولمعرفة المزيد عن الصدفية يمكن قراءة المقال الآتي: (ما هي الصدفية وما علاجها).

يظهر مرض الصّدفية في الغالب كحالة جلديّة، ولكنّها قد تكون جهازيّة؛ بمعنى أنّها قد تؤثر في أجزاء مُختلفة من الجسم، وقد يُصاحب الإصابة بالصّدفية أنواع أخرى من الأمراض، ويُمكن بيان المُضاعفات التي قد تحدث نتيجة الإصابة بالصّدفية على النّحو الآتي:[8]

التهاب المفاصل الصّدفي


يُمثل التهاب المفاصل الصدفي (بالإنجليزية: Psoriatic arthritis) أحد أشكال التهاب المفاصل الذي قد يؤثر في مرضى الصّدفية،[3] وفي معظم الحالات يُصاب الأشخاص بمرض الصّدفية في البداية، بحيث يتمّ تشخيصهم بالتهاب المفاصل الصدفيّ لاحقًا، ولكن قد يسبق ظهور هذه البقع على الجلد المُعاناة من مشاكل المفاصل في حالاتٍ أخرى،[9] وفي بعض الأحيان يُشار إلى أنّ مصطلح المرض الصّدفي قد يُستخدم للإشارة إلى الإصابة بالصّدفية والتهاب المفاصل الصّدفي معًا،[10] ووفقًا لدراسةٍ نشرتها مجلة Health and Human Services public access عام 2015 م فإنّ نسبة انتشار الإصابة بالتهاب المفاصل الصّدفي عالميًا تتراوح بين 0.05–0.25% بشكلٍ عامّ، في حين يؤثرهذا النّوع من الالتهابات فيما نسبته 6–41% من مرضى الصّدفية،[11] وتجدر الإشارة إلى أنّ الأشخاص الذين يُعانون من الصدفية والتهاب المفاصل الصدفي معرّضون بشكلٍ كبير لخطر الإصابة بمشاكل صحيّةٍ أخرى.[12]

في الحقيقة توجد العديد من أنواع التهاب المفاصل الصّدفي؛ ومن أبرزها التهاب الفقار (بالإنجليزية: Spondylitis) الذي يؤثر في العمود الفقري، والتهاب الارتكاز (بالإنجليزية: Enthesitis) الذي يؤثر في أربطة وأوتار المفاصل، والتهاب الإصبع (بالإنجليزية: Dactylitis) الذي يؤثر في أصابع اليدين والقدمين،[8] وتجدر الإشارة إلى أنّ التهاب المفاصل الصّدفي من شأنه التأثير في جانب واحد من الجسم أو كِلا الجانبين، وبشكلٍ عامّ تتضمّن أعراض التهاب المفاصل الصّدفي: ألم المفاصل، وانتفاخها، والشعور بالحرارة عند لمسها، ويُمكن بيان الأعراض بشيءٍ من التفصيل فيما يأتي:[9]
  • انتفاخ أصابع اليدين والقدمين الذي يُصاحبه الشعور بالألم، وتجدر الإشارة إلى احتمالية تطوّر انتفاخ وتغيّر مظهر اليدين والقدمين قبل ظهور أعراض جليلة في المفاصل.

  • ألم القدم، ويتمثل ذلك بالشعور بالألم في النّقاط التي ترتبط فيها الأوتار والأربطة مع العظام، خاصّة في الجزء الخلفي من الكعب أو في أخمص القدم.

  • آلام أسفل الظهر، ويُعزى ذلك إلى تأثير التهاب الفقار في المفاصل بين فقرات العمود الفقري، وفي المفاصل بين العمود الفقري والحوض فيما يُسمّى بالتهاب المفصل العجزي الحرقفي (بالإنجليزية: Sacroiliitis).


مضاعفات نفسية وعاطفية


قد يتسبّب استمرار ظهور أعراض الصّدفية بمضاعفات نفسيّة وعاطفية، فقد تتسبّب الآفات الظاهرة على الجلد بشعور المصاب بالحرج من مظهره العامّ، وهذا بحدّ ذاته قد يتسبّب بعُزلة الشخص عن الآخرين، والمُعاناة من الاكتئاب والقلق،[8] ووفقًا لدراسة نشرتها مجلة طب الروماتيزم (بالإنجليزية: Journal of Rheumatology) عامّ 2014 فإنّ المُصابين بكلا مرضيّ الصّدفية والتهاب المفاصل الصدفي يُعانون من معدلات أعلى من القلق والاكتئاب مُقارنةً بغيرهم من المُصابين بالصّدفية وحدها، ولكنّ التأقلم مع المرض وحسن التعامل معه واتباع النصائح التي سيأتي بيانها يلعب دورًا مهمّا في الوقاية من هذه المضاعفات.[13]

مشاكل العيون


إنّ مرضى الصدفية أو التهاب المفاصل الصدفي أكثر عُرضة للمُعاناة من بعض مشاكل العيون كأحد المُضاعفات المُترتبة على الإصابة بهذه الحالات مُقارنة بغيرهم من الأشخاص السليمين، ويُمكن تفسير حدوث ذلك بأنّ فرط المناعة من شأنه التسبّب بهاجمة أكثر من جزء واحد من الجسم،[14] ونذكر من الأمثلة على مشاكل العيون التي قد ترتبط بالصّدفية التهاب الملتحمة (بالإنجليزية: Conjunctivitis)، أو التهاب الجفن (بالإنجليزية: Blepharitis)، أو التهاب العنبية (بالإنجليزية: Uveitis)،[3] ووفقًا لدراسةٍ نشرتها المجلة العالمية لجراحة تقويم العظام (بالإنجليزية: World Journal of Orthopedics) عام 2014 وُجِدَ بأنّ ما نسبته 4-18% من مرضى الصّدفية يُعانون من التهاب القزحية الأمامية الحاد (بالإنجليزية: Acute anterior uveitis).[15]

مضاعفات أخرى للصدفية


قد ينطوي على الإصابة بمرض الصّدفية زيادة احتمالية خطر الإصابة بمضاعفاتٍ أخرى إضافةً إلى تلك الموضّحة سابقًا، ويُمكن بيان هذه المُضاعفات على النّحو الآتي:
  • تاثر لون الجلد: سواء فرط التصبّغ (بالإنجليزية: Hyperpigmentation) أو نقص التصبغ (بالإنجليزية: Hypopigmentation)، بحيث يتمثل فرط التصبّغ بظهور بقعٍ داكنة على الجلد، في حين يتمثل نقص التصبّغ بظهور بقعٍ فاتحةٍ على الجلد والتي تكون واضحة بشكلٍ أكبر على جلد الأشخاص ذوي البشرة الداكنة،[16] وحقيقةً يُعدّ تغيّر لون الجلد إحدى مشاكل الصّدفية الشائعة والتي يستمر تأثيرها لفترةٍ طويلة، ويُعزى حدوث ذلك إلى التهاب الخلايا الجلديّة الذي يتسبّب بتدمير الخلايا الصبغية المعروفة بالخلايا الميلانينية (بالإنجليزية: Melanocytes) بشكلٍ مؤقت، وتجدر الإشارة إلى احتمالية مُعاناة مرضى الصّدفية من تندّب الجلد (بالإنجليزية: Scarring) والذي قد يستمر تأثيره في الجلد لفترةٍ أطول مُقارنة بفرط أو نقص التّصبغ.[17]

  • اضطراب تنظيم حرارة الجسم: يُعد الجلد أحد أجزاء الجسم المُهمّة للحفاظ على ثبات درجة الحرارة في الجسم، وعليه فإنّ تأثر الجلد بإحدى المشاكل أو الاضطرابات يُخلّ بقدرته على أداء وظائفه، وقد تؤدي الإصابة بأنواع مُعينة من الصّدفية إلى التأثير في قدرة الجسم على تنظيم درجة حرارته، وقد يكون لذلك تأثير سلبي في أعضاء الجسم الداخلية.[8]

  • أمراض المناعة الذاتية الأخرى: تُساهم الإصابة بمرض الصّدفية في زيادة خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتيّة الأخرى، ووفقًا لدراسة نشرتها مجلة الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية (بالإنجليزية: Journal of the American Academy of Dermatology) لعام 2012 فإنّ احتمالية تطوّر أمراض المناعة الذاتيّة الأخرى تبلغ نحو الضعف لدى المُصابين بالصّدفية مُقارنةً بغيرهم من الأشخاص غير المُصابين بهذه الحالة،[18][19] وفي هذا السّياق يُشار إلى أنّ العديد من الدراسات أظهرت وجود صِلة بين الإصابة بمرض الصّدفية والتهاب المفاصل الصّدفي وبين أمراض الأمعاء الالتهابية (بالإنجليزية: Inflammatory bowel disease) التي تُمثل أحد أمراض المناعة الذاتية وتُشير إلى الاضطرابات المُتمثلة بوجود التهاب مُزمن في الجهاز الهضمي؛ وهي نوعان: التهاب القولون التقرحي (بالإنجليزية: Ulcerative colitis) ومرض كرون (بالإنجليزية: Crohn's disease)،[20][21] ويُشار أيضًا إلى أنّ الداء الزلاقي أو الداء البطني (بالإنجليزية: Celiac disease) أحد أمراض المناعة الذي يتمثل بعدم قدرة الشخص على تناول الأطعمة التي تحتوي على بروتين الجلوتين (بالإنجليزية: Gluten) نظرًا لتأثيره في الأمعاء الدقيقة وما يُسبّبه من الإضرار بها إذا تعرّضت له، وفي هذا السّياق يُشار إلى أنّ بروتين الجلوتين يوجد في القمح، والذرة، والشعير بصورةٍ أساسيّة، وقد تحتوي بعض منتجات الفيتامينات، والمُكمّلات الغذائيّة، ومُنتجات الشعر والبشرة، ومعاجين الأسنان، ومُرطّبات الشفاه على الجلوتين أيضًا،[22] وفيما يتعلّق بتطوّر الداء الزلاقي كأحد مضاعفات مرض الصّدفية فتُشير الدراسات إلى أنّ العديد من مرضى الصّدفية يُعانون من ارتفاع عدد الأجسام المُضادة لبروتين الغليادين (بالإنجليزية: Gliadin) في الدم، والغليادين يُمثل أحد البروتينات التي لا تُهضم بشكلٍ صحيح من قِبل الأشخاص الذين يُعانون من الداء الزلاقي وحساسية الغلوتين.[21]

  • ارتفاع ضغط الدم: تُشير الأبحاث إلى ارتفاع مستويات الأنجيوتنسين (بالإنجليزية: Angiotensin) والإنزيم المحول للأنجيوتنسين (بالإنجليزية: Angiotensin converting enzyme) لدى الأشخاص المُصابين بالصّدفية، ونظرًا لدور كليهما في رفع ضغط الدم فإنّ وجودهما بنسبةٍ أعلى من الطبيعي يلعب دورًا في زيادة احتمالية الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم.[23]

  • أمراض القلب والأوعية الدموية: تُساهم الإصابة بالأشكال الشديدة من مرض الصّدفية أو التهاب المفاصل الصّدفي في زيادة احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مع التأكيد على أنّ علاج الصدفية يُقلل من خطر الإصابة بهذه الأمراض.[21]

  • السكري من النوع الثاني: تُساهم الإصابة بمرض الصّدفية أو التهاب المفاصل الصّدفي في زيادة احتمالية الإصابة بالسكري من النوع الثاني، ويُشار إلى أنّ هذه الاحتمالية تزداد أكثر في حال الإصابة بالصّدفية الشديدة،[12] ووفقًا لإحدى الدراسات التي نشرتها مجلة ممارسة وبحوث طب الأمراض الجلدية (بالإنجليزية: Dermatology Research and Practice) لعام 2013 فإنّ الإصابة بمرض السّكري لدى مرضى التهاب المفاصل الصّدفي ازدادت مُقارنة بالأشخاص السليمين وغير المُصابين بهذا النّوع من الالتهابات.[24]

  • المتلازمة الأيضيّة: (بالإنجليزية: Metabolic Syndrome)، تُمثل مجموعة من الاضطرابات التي تحدث مُجتمعةً؛ وهي ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات الإنسولين، ومستويات الكوليسترول غير الطبيعية، وهذه العوامل جميعُها قد تؤدي إلى زيادة احتمالية الإصابة بأمراض القلب إذا لم يتم اتّخاذ السّبل التي تُمكّن من السّيطرة عليها،[3] إذ تزيد الصّدفية من فرصة تطوّر هذه المُتلازمة، ويُذكر أنّ وجود التهاب المفاصل الصدفي إلى جانبها يزيد من الخطر بنسبةٍ أكبر، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ النسّاء المُصابات بالصّدفية هنّ الأكثر عُرضة لتطوّر المتلازمة الأيضيّة مُقارنةً بالرجال المُصابين بالصّدفية،[12] ووفقًا لإحدى الدراسات التي نشرتها مجلة البحوث التشخيصية والسريرية (بالإنجليزية: Journal of Clinical and Diagnostic Research) لعام 2016 فإنّ المتلازمة الأيضيّة وحالة عسر شحميات الدم (بالإنجليزية: Dyslipidemia) أكثر شيوعًا لدى مرضى الصّدفية، وهذا ما يستلزم إجراء الفحوصات بشكلٍ دوري من أجل التشخيص المُبكّر في حالات الإصابة واتباع الإجراءات اللازمة بما يُساهم في السيطرة على الحالات وتقليل المخاطر المُترتبة عليها.[25]

  • السّمنة: في الحقيقة لم يتمكّن الخبراء من الوصول إلى السبب الدقيق الذي يُوضّح علاقة السّمنة بالصّدفية، ولكنّ تمّ الإجماع على أنّ السّمنة مُرتبطة بشدّة بالإصابة بالصدفية والتهاب المفاصل الصدفي، ووفقًا لأبحاث مُعينة فإنّ الصّدفية قد تكون سببًا في تطوّر السّمنة، في حين أشارت أبحاث أخرى إلى أنّ الأشخاص الذين يعانون من السّمنة الشديدة هم أكثر عُرضة لتطوّر أشكال مُعينة من الصدفية، وفي هذا السياق يُشار إلى أنّ إنقاص الوزن يساعد بشكل ملحوظ على تخفيف أعراض الصدفية المختلفة، بالإضافة إلى تحسين الاستجابة للعلاجات التي يأخذها المصاب.[21][26]

  • أمراض العظام: قد ترتبط الإصابة بالصّدفية أو التهاب المفاصل الصّدفي باضطرابات العظام؛ تحديدًا هشاشة العظام (بالإنجليزية: Osteoporosis) وقلة النسيج العظمي (بالإنجليزية: Osteopenia)، وفي الحقيقة لا تُعرف الآلية الدقيقة التي تُفسر هذا الارتباط، ولكن يُعتقد بأنّ الالتهاب المُزمن المرتبط بالصدفية والتهاب المفاصل الصدفي من شأنه التأثير في أيض العظام وقد يؤدي إلى الإخلال بالتوازن ما بين هدم العظام وبنائها.[27]

  • أمراض الكبد: قد تُساهم الإصابة بمرض الصّدفية والتهاب المفاصل الصّدفي في زيادة خطر الإصابة بأحد أمراض الكبد المعروف بمرض الكبد الدهني غير الكحولي (بالإنجليزية: Non-alcoholic fatty liver disease)؛ وتتمثل هذه الحالة بتخزين كمياتٍ كبيرةٍ من الدهون في خلايا الكبد.[21]

  • تأثر القدرة على السّمع: وجد الباحثون أنّ هناك علاقة بين التهاب المفاصل الصّدفي والإضرار بالأذن الداخلية، وبالتالي تأثر القدرة على السّمع.[28]

  • أمراض الكلى: قد تُساهم الإصابة بالصّدفية التي تتراوح شدّتها بين المتوسطة إلى الشديدة في زيادة خطر الإصابة بأمراض الكلى،[3] ويُشار إلى أنّ لبعض أدوية الصّدفية تأثيرًا سلبيًّا في الكلى خاصّة إذا لم تُستخدم بالجرعات الموصوفة ووفقًا لإرشادات الطبيب.[8]

  • مرض باركنسون: (بالإنجليزية: Parkinson's disease)، ويُعرّف على أنّه أحد الاضطرابات التنكّسية العصبيّة الشائعة، وتتمثل أعراضه بالمُعاناة من الرجفة، وبطء الحركة، والتيبّس، إضافةً إلى احتمالية أن يُصاحب هذه الحالة الخَرَف والاكتئاب، وقد أشارت إحدى الدراسات التي نشرتها المجلة الهندية للأمراض الجلدية (بالإنجليزية: Indian journal of dermatology) لعام 2016 م بأنّ المرضى الذين يُعانون من الصّدفية هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض باركنسون بنسبةٍ أعلى بنحو 38% من الأشخاص الذين لا يُعانون من الصّدفية.[29]

  • السرطانات: توصّلت بعض الدّراسات إلى أنّ الأشخاص الذين يُعانون من الصّدفية والتهاب المفاصل الصّدفي قدي كونون عُرضة بشكل بسيط بعض الشيء للإصابة بأنواع مُعينة من السرطانات؛ مثل سرطان الغدد الليمفاوية (بالإنجليزية: Lymphoma) وسرطان جلد اللاميلانوما (بالإنجليزية: Nonmelanoma skin cancer)، ويُعتقد بأنّ سبب ذلك قد يُعزى إلى التأثيرات الالتهابيّة المُزمنة لمرض الصّدفية، أو قد تكون العلاجات المُستخدمة سببًا في ذلك؛ تحديدًا العلاج بالأشعة فوق البنفسجية والأدوية المُثبّطة للمناعة (بالإنجليزية: Immunosuppressive drugs)، وعليه يجدُر بالأشخاص المُصابين بمرض الصدفية الخضوع لفحوصات الكشف عن السرطانات بشكلٍ دروي، مع الحرص على عدم التوقف عن أخذ الأدوية دن مراجعة الطبيب؛ فالفوائد المجنيّة بالتأكيد أعلى من المخاطر المتوقعة في حال كان الدواء موصوفًا من قبل المختص.[12][30]

نصائح للحد من نوبات الصدفية ومضاعفاتها

توجد مجموعة من النّصائح والإرشادات التي يُمكن اتباعُها لتقليل احتمالية تطوّر نوبات الصّدفية وما ينطوي عليها من مضاعفات، والتخفيف من أعراضها في حال تطوّرها، ويُمكن بيان أبرز هذه النّصائح والإرشادات فيما يأتي:[31]

  • تجنّب التعرّض للإصابات الجلديّة؛ مثل الجروح، والخدوش، ولدغات الحشرات.

  • تجنّب التعرّض لحروق الشمس، إذ إنّ حروق الشمس حتّى الخفيفة منها من شأنها أن تتسبّب بتطوّر صدفية جديدة أو زيادة الأعراض الحالية سوءًا.

  • اتباع العلاجات التي يصِفها الطبيب بهدف السّيطرة على الصّدفية والتخفيف من أعراضها.

  • تجنّب حكّة موضِع الصّدفية وخدشِها، إذ إنّ ذلك من شأنه زيادة الأعراض سوءًا، ويُمكن اتباع الطّرق التي تُمكّن من تخفيف الحكّة الجلدية؛ بما في ذلك تطبيق الضمّادات الباردة، واستخدام الأدوية كما يصِفها الطبيب، والحرص على ترطيب الجلد بشكلٍ يومي ويُنصح باستخدام غسول يومي.

  • الحرص على مراجعة طبيب الجلديّة بشكلٍ مُستمر في حال الإصابة بالصّدفية، خاصّةً في حال المُعاناة من آلام المفاصل أو تيبّسها.

  • تجنّب الحلاقة خلال نوبات الصّدفية، إذ قد يؤدي ذلك إلى زيادة الأعراض سوءًا، فقد تزداد اللّويحات سوءًا وتظهر ندوب جلديّة خاصّة لدى الأشخاص الذين يُعانون من ظاهرة كوبنر (بالإنجليزية: Koebner phenomenon)؛ والمُتمثلة بظهور ردّ فعل من شأنه التسبّب بتشكّل لويحات الصدفية الجديدة في مواضِع العدوى أو الإصابات الجلديّة.[17]

  • تجنّب المُحفّزات وعوامل الخطر التي قد ترتبط بالصّدفية ويتضمّن ذلك اتباع النّصائح الآتية:[32]
    • التوجّه للطبيب في حال ظهور ردود فعل تجاه استخدام أنواع مُعينة من الأدوية.

    • تجنّب المُحفّزات الجلديّة بشكلٍ عامّ.

    • تفادي التوقف عن تناول أدوية الصّدفية بشكلٍ مُفاجئ.

    • تغطية وعلاج الجروح تفاديًا للعدوى.

    • استخدم أجهزة العلاج الضوئي بعناية تجنّبًا للحروق.

    • السّيطرة على الضغوط النّفسية.

    • الامتناع عن شرب الكحول.

  • الحرص على اتباع نمط حياة صحي لتقليل فرصة المضاعفات التي قد تترتب على الصدفية، بما في ذلك أمراض القلب، ومن التوصيات التي تُقدّم ما يأتي:[33][34]
    • تناول الطعام الصحي، بما في ذلك الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة، والحدّ من تناول الأطعمة المُعالجة والجاهزة، مع الحرص على تقليل كمية الدهون المتناولة وخاصة المُشبعة منها.

    • ممارسة التمارين الرياضية بما يُعادل ثلاثين دقيقة في اليوم ولمعظم أيام الأسبوع.

    • السيطرة على التوتر والحدّ من التعرض للمواقف التي تُسببه.
ولمعرفة المزيد عن علاج الصدفية يمكن قراءة المقال الآتي: (ما هو علاج الصدفية).

فيديو عن مضاعفات مرض الصدفية

يتحدّث الفيديو عن مضاعفات مرض الصدفية.


المراجع