معايير تصنيف الجامعات العالمية …وأين تقع الجامعات العربية من هذه التصنيفات؟

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/24
معايير تصنيف الجامعات العالمية …وأين تقع الجامعات العربية من هذه التصنيفات؟

تسعى الجامعات على مستوى العالم لمواكبة التطور العلمي المستمر الذي يشهده العالم من حولنا بوتيرةٍ متسارعة، ما جعل جُلَّ اهتمام القائمين عليها مُنصبًا حول إثبات تميزها بأية وسيلةٍ، إلى أن ظهر التصنيف العالمي للجامعات، على اختلاف طريقته، والذي تقوم به جهاتٌ محددةٌ وفقًا لمعايير ثابتة، والتي أخذت الجامعات تبذل كل ما بوسعها لتحقيقها. وهناك عدة طرق يمكن من خلالها تصنيف الجامعات، واختيار اقوى الجامعات في العالم:


  1. تصنيف جامعة جياوتونغ في شنغهاي.

  2. تصنيف ويبومتركس الإسباني.

  3. تصنيف كيو إس.

  4. تصنيف مجلة التايمز للتعليم العالي.

ولكل تصنيف منها معاييره الخاصة به التي سنتطرق إليها كلٌّ على حدة:


أولًا- تصنيف جامعة جياوتونغ في شنغهاي:


تقوم به جامعة جياوتونغ ويهدف لمقارنة الجامعات الصينية مع نظيراتها في العالم ومعرفة مدى الفارق بينهم، ويتناول 2000 جامعة حول العالم بشرط امتلاكها المؤهلات الأولية للمنافسة، فيحدد التصنيف أفضل 500 جامعة على مستوى العالم معتمدًا على معاييرٍ خاصة هي كالتالي:


جودة التعليم:


يُؤخذُ بعين الاعتبار عددُ خريجي الجامعة الذين حصلوا على جوائز أو ميداليات عالمية في مختلف التخصصات ونسبة هذا المعيار 10%.


جودة أعضاء هيئة التدريس:


1-أعضاء هيئة التدريس في الجامعة الحاصلين على جائزة نوبل أو ميداليات عالمية في مختلف الاختصاصات ونسبته 20%.
2-كثرة الاستشهاد بأبحاثهم و نسبته 20%.


مخرجات البحث العلمي:


1- الأبحاث المنشورة في أفضل المجلات ونسبته 20%.
2- الأبحاث المنشورة في دليل البحث العلمي SSIE ونسبته 20%.


الإنجاز الأكاديمي مقارنةً بحجم الجامعة:


يُؤخذُ بالحسبان الدرجات التي تحصلُ عليها الجامعة في المعايير الثلاثة الأولى وعدد الكوادر الأكاديمية في الجامعة إضافة لانفاق الجامعة على البحث العلمي ونسبته 10%.


ثانيًا- تصنيف ويبومتركس:


يقومُ بهذا التصنيف مختبرٌ في المركز الوطني للبحوث في مدريد في إسبانيا، ويهدف إلى تشجيع الجامعات لتقديم أبحاثها العلمية على الإنترنيت. بدأ هذا التصنيف عام 2004 عندما تناول 1600جامعة على مستوى العالم، حيثُ ينظر إلى أداء الجامعة من خلال موقعها الإلكتروني معتمدًا على المعايير التالية:


الحجم: عدد صفحات موقع الجامعة الإلكتروني التي يتم تداولها عبر محركات البحث ونسبته 20%.الرؤية: عدد الروابط الخارجية الموجودة على موقع الجامعة ونسبته 50%.الملفات الغنية: عدد الملفات الإلكترونية المرتبطة بموقع الجامعة الإلكتروني ونسبته 15%.الأبحاث: عدد الأبحاث والدراسات المنشورة على موقع الجامعة ونسبته 15%.
كما يأخذ التصنيف بعين الاعتبار أبحاث الطلاب والأكاديميين التابعين للجامعة والموجودة على الإنترنيت.


ثالثاً- تصنيف كيو إس (QS):


هو تصنيفٌ سنوي تقوم به مؤسسة كواكوارلي سيموندز البريطانية، ويهدف إلى رفع مستوى المعايير العالمية للجامعات، فيركز على المستوى العلمي للجامعة ودورها في البحث العلمي وثقة أصحاب العمل بخريجيها، فيأخذُ أفضل 500 جامعة على مستوى العالم وفقًا للمعايير التالية:


  • السمعة الأكاديمية للجامعة : تعني آراء الخبراء في الجامعات من مختلف أنحاء العالم حول تلك الجامعة ونسبته 40%.

  • سمعة الجامعة لدى أرباب العمل: تعني ثقة أرباب العمل بخريجي هذه الجامعة ونسبته 15%.

  • نسبة أعضاء هيئة التدريس إلى الطلاب ونسبته 20%.

  • نسبة الاستشهاد العلمي بأبحاثٍ صادرة عن الجامعة ونسبته 20%.

  • نسبة أعضاء هيئة التدريس من الأجانب ونسبته 5%.

  • نسبة الطلاب الأجانب في الجامعة ونسبته 5%.

رابعًا- تصنيف مجلة التايمز:


يُعدُّ أحد أكثر التصنيفات موضوعيةً على مستوى العالم، وهو تصنيفٌ سنوي تقوم به مجلة التايمز البريطانية لتحديد أفضل الجامعات على مستوى العالم، حيثُ وضعت شروطًا تُمكن الجامعات ذات الطابع البحثي دُخول التصنيف الذي يعتمدُ على المعايير التالية:


1-الاستشهاد العلمي: يتناول مدى تأثير الأبحاث التي تنشرها الجامعة وعدد الاستشهادات بها من قبل الباحثين حول العالم ونسبته 30%.


2- الأبحاث: يأخذ بعين الاعتبار عدد الأبحاث العلمية المنشورة وعدد أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة إضافةً لمجالات البحث، كما ينظر إلى سمعة الجامعة الأكاديمية بين الجامعات العالمية من خلال عمل استبيانات، وأيضًا يهتم بدخل الجامعة السنوي من الأبحاث العلمية مع الأخذ بعين الاعتبار عدد أعضاء الهيئة التدريسية والوضع الاقتصادي للبلد وغيرها من العوامل المتغيرة، ونسبته 30%.


3- البيئة التعليمية: يتناول واقع البيئة الجامعية من خلال:


  • استطلاعاتٍ تجريها شركة تومبسون رويترز يشارك فيها علماءٌ وباحثون من كل أنحاء العالم.

  • نسبة شهادات الدكتوراه إلى البكالوريوس فكلما كان للجامعة كثافةٌ في طلبة الدكتوراه يعني أنَّ الجامعة ذات بيئةٍ أفضل للدراسات العليا.

  • نسبة أعضاء هيئة التدريس إلى الطلبة.

  • عدد شهادات الدكتوراه الممنوحة من قبل الجامعة.

  • دخل وميزانية الجامعة.

4- النظرة العالمية للجامعة: يتناول كفاءة الجامعة في استقطاب الطلبة والباحثين والمدرسين الأجانب حيثُ يُراعى فيها نسبة الطلبة المحليين للطلبة الأجانب ونسبة أعضاء هيئة التدريس الأجانب إلى الموظفين ونسبة وجود باحثين من جامعات عالمية ضمن الأبحاث المنشورة من قبل اعضاء هيئة التدريس. ونسبته 7,5%.


5- الدخل المالي الناتج عن تعاون الجامعة مع القطاع الصناعي: يتناول نشاط وفاعلية الترابط بين الجامعة والصناعة مما يخلق جوًا من الثقة يدفع الجهات الصناعية للتواصل مع الجامعة والتعاون معها، كدليلٍ على كفاءة الجامعة وقدرتها على تحقيق دخل من القطاع الصناعي ونسبته 2,5%.


على الرغم من الانتقادات الموجهة لهذه التصنيفات والمعايير المستخدمة، إلَّا أنها تتمتع بأهمية بالغة في تحسين أداء الجامعات وتطوير البحث العلمي في العالم مما حثَّ الجامعات للعمل على تأمين المتطلبات التي تؤهلها لدخول التصنيفات، ومع ذلك نجد جامعاتنا العربية خارجها باستثناء بعض الجامعات التي تتذيل الترتيب.


أين هي الجامعات العربية من هذه التصنيفات؟


إن الجامعات العربية لاتزال بعيدةً كلَّ البعد عن امتلاك المؤهلات التي تجعلها تنافس أفضل الجامعات على مستوى العالم، وبالعودة السريعة إلى المعايير المتبعة نجد معظمها يُركز على أمورٍ محددةٍ كالبحث العلمي وكفاءة الخريجين، فأين هي الجامعات العربية من البحث العلمي؟ وما هو مصير خريجيها في سوق العمل؟


الجامعات العربية وللأسف، رُغم الماضي العريق لعددٍ منها، تتجاهل أهمية الأبحاث العلمية بل وتعتمد على أسلوب التلقين التقليدي، فلا توجد محاولاتٌ جدية للرقي بمستوى الجامعات وذلك لأن نظرتنا للتعليم تختلف عن نظرة باقي شعوب العالم الحديث، فنحن كلُّ ما يهمنا هو نوعية الشهادة والاختصاص الذي ندرسه دون الالتفات إلى ما يؤمنه من فرص للعمل ذات دخلٍ مرتفعٍ، إضافةً لإهمال القائمين على الجامعات لنوعية الكادر التدريسي وكفاءته وابتعادهم عن مواكبة آخر أساليب التعليم الحديثة التي تجعل الطالب يبحث عن المعلومة بنفسه ويكتشف الطريقة المثلى لتوظيفها بشكلٍ صحيح أكثر من حفظها، إضافةً لعوامل كثيرة منها اهتمام بعض الجامعات بالربح المادي.


كل هذا جعل القائمين على الجامعات لا يأخذون لتلك التصنيفات أي أهمية مُتجاهلين دورها في تحسين التعليم وخلق روح المنافسة بين الجامعات على مستوى العالم.