معلومات حول مدينة تدمر

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2021-04-19
معلومات حول مدينة تدمر

اعتمد القدماء على المدن كمركزٍ رئيسيٍّ للسياسة والنفوذ والتجارة، وبينما لا تزال بعض المدن القديمة قائمةً إلى الآن مثل روما والقدس، تعرضت أخرى للتدمير، إما بسبب الكوارث الطبيعية أو التخريب المتعمد من قبل البشر أو كلا السببين، وإحدى هذه المدن كانت مدينة تدمر السورية القديمة.

نبذة جغرافية عن تدمر

تدمر (Palmyra) هي موقعٌ أثريٌّ ومدينةٌ قديمةٌ تقع على بعد أكثر من 100 ميلٍ (215 كم) من الشمال الشرقي للعاصمة السورية دمشق، وصُنفت كأحد مواقع التراث العالمي التابع لليونسكو في عام 1980، وقد أُسست خلال الألفية الثالثة قبل الميلاد بالقرب من واحةٍ طبيعيةٍ خصبة في البادية على الضفة الجنوبية لوادي القبور، لتتحول بعدها من مستوطنةٍ صغيرةٍ إلى أحد أكثر مدن الشرق تطورًا وازدهارًا، وأهم المراكز التجارية على طريق الحرير ، وقد جمعت هندستها المعمارية بين الأنماط اليونانية والرومانية بالإضافة إلى بعض الأنماط التي كانت سائدةً في بلاد فارس والجزيرة العربية، ليكسبها ذلك أهمية ثقافية وتاريخية كبيرة.[1]

تاريخ مدينة تدمر

ذًكرت المدينة لأول مرة في أرشيف مملكة ماري في القرن التاسع عشر قبل الميلاد لكن ذاع صيتها في القرن الثالث قبل الميلاد عندما غدت إحدى نقاط طرق الحرير التجاري الذي يربط الشرق بالغرب بعد بنائها بموقع متوسط بين بين البحر الأبيض المتوسطغربًا ونهر الفرات شرقًا، لربط الإمبراطورية الرومانية مع بلاد ما بين النهرين (لاد فارس والهند والصين).تمتعت المدينة بفترةٍ طويلةٍ من الاستقلال، إلا أنها وقعت تحت الحكم الروماني في عهد الإمبراطور تيبيريوس (Tiberius) الذي حكم في الفترة الممتدة بين 14 إلى 37 ق.م، وبعد زيارة المدينة من قبل الإمبراطور هادريان (Hadrian) أطلق عليها اسم المدينة الحرة، ليمنحها بعد ذلك الإمبراطور كاراكلا (Caracalla) لقب كولونيا بالإضافة إلى إعفائها من جميع الضرائب.ازدهرت المدينة وتوسعت تجاراتها في القرنين الميلاديين الثاني والثالث بالرغم من كل العوائق والعقبات التي اعترضت القوافل التجارية المتجهة إلى الشرق بعد سيطرة الساسانيّين على بلاد الفرس وبلاد ما بين النهرين بدلًا من الإمبراطورية البارثية (Parthian Empire) في عام 227، والذين عملوا على إغلاق الطرق التجارية في وجه التجار التدمريين، الأمر الذي دفع الإمبراطورية الرومانية إلى إقامة إدارةٍ ذات حكمٍ ذاتيٍّ (مجلس شيوخ) في مدينة تدمر تحت قيادة عائلة الملك أذينة (Septimius Odaenathus)، وذلك بأمرٍ من الإمبراطور فاليريان (Valerian) ليمنحه بعدها ابنه الإمبراطور غالينوس (Gallienus) لقب حاكم الشرق.[2]اغتيل أذينة وابنه الأكبر (وريثه في الحكم) في إحدى الليالي أثناء عودته من أحد حروبه لينتقل الحكم إلى ابنه الأصغر الذي كان قاصرًا لتولي الحكم، فاستلمت بدلًا عنه أمه الملكة زنوبيا الزوجة الثانية للملك أذينة، لتزدهر بعصرها تدمر وتنتشر جيوشها غازيةً معظم بلاد الأناضول ، وتعلن تدمر إمبراطوريةً مستقلةً عن روما في عام 271م وتنصب نفسها إمبراطورةً عليها.وصفت بعض الكتب زنوبيا بأنها شديدة الجمال بشكلٍ لا يُصدّق، وجهها داكن اللون مع عينَين سوداوَتَينن وأسنان ناصعة البياض، حتى ظن البعض أن أسنانها مصنوعةٌ من اللؤلؤ، لكن صوتها كان أجشًا كصوت الرجال قوية حازمة عند الضرورة حساسة رؤوفة عند إحساسها بالحق.بقيت زنوبيا بقوتها ونفوذها حتى أن أعلن الإمبراطور الروماني أوريليان قيامه بحملةٍ لهزم زنوبيا وإخضاعها مجددًا للحكم الروماني، فوقعت حربٌ بين الإمبراطورين في عام 272م سميت معركة أنطاكيا أسفر عنها هزيمة زنوبيا لتنسحب إلى مدينة حمص لطلب الدعم والمساعدة، والتي عاد فيها القائدين للقتال ولينتصر أوريليان مجددًا، لم يعد أمام زنوبيا حل سوى الانسحاب والعودة إلى تدمر لتعزيز دفاعتها وشن الحرب مرةً ثانيةً لكن سرعان ما حاصر جيش أوريليان المدينة.حاولت زنوبيا الهرب إلى بلاد فارس لكن ألقي القبض عليها وأعيدت إلى روما تجوب الشوارع وهي مكبلةٌ بالسلاسل ليحتفل أوريليان بانتصاره وفق بعض الروايات، بينما تقول رواياتٌ أخرى أنها سممت نفسها في طريق العودة إلى روما، وبعض المصادر الموثقة تقول أنها تزوجت من رجلٍ رومانيٍّ غنيٍّ وعاشت في بيتها الفخم على ضفاف نهر التيبر. لكن، مهما كانت نهايتها لا يمكن إنكار أنها كانت واحدةً من أقوى الملكات في التاريخ.[3]

أشهر آثار مدينة تدمر

تتنوع المعالم الأثرية التي تضمها مدينة تدمر بسبب تنوع الحضارات التي مرت عليها، من أبرزها:

  • الرواق الكبير (Great Colonnade):هو شارعٌ طويلٌ محاطٌ بالأعمدة الضخمة، يصل طوله لأكثر من 1100 متر، ويعد محور المدينة إذ تتفرع منه الشوارع الثانوية التي تصل بين معالم المدينة المختلفة.
  • قوس النصر:أشهر معالم تدمر ويمثل الطريق الذي يصل إلى معبد بل، وقد تم تدمير معظم أقواس تدمر على يد المنظمات الإرهابية المتشددة في عام 2015.
  • معبد بل (Baal):كان عبارةٌ عن معبدٍ قديمٍ تم البدء ببنائه على عدة مراحلَ انتهت في أوقاتٍ مختلفةٍ، ويمثل هيكل المعبد مستطيل الشكل والمحاط بالجدران والأعمدة كيفية الاعتماد على طرق البناء المحلية بدلًا من طرق العمارة الرومانية الكلاسيكية، إذ تشير الأعمدة الكورنثية ذات التيجان المزودة بالرفوف لوضع التماثيل عليها، وكذلك أشرطة الأفاريز المعمارية بأنها ذات طابعٍ فارسيٍّ.[4]
  • المراجع