هل تعاني من تعرقل دراستك؟ إليك الطريقة العلمية لتجاوز المشكلة والتقدم

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/24
هل تعاني من تعرقل دراستك؟ إليك الطريقة العلمية لتجاوز المشكلة والتقدم

الإنسان يعيش على هذه الأرض ويتعامل مع آلاف البشر ويخوض عشرات المواقف يوميًّا. كل هذا بالتأكيد سيخلق له بعض الهواجس التي قد تتنامى إلى مشكلات كبيرة، هذا بالطبع بجانب المشكلات الماديّة الحقيقية أو المشكلة الدراسية التي قد تصادفه في العمل، المنزل، أو حتى أثناء قضاء الإجازات. في وقت حدوث المشكلة يتجمد المرء ولا يستطيع التفكير بعقلانية ويعمد إلى أقرب فكرة تطرأ في ذهنه ذلك الوقت لينفذها مباشرة، لكن في الأغلب تكون تلك الفكرة خرقاء تمامًا وتزيد الطين بلة.


فإذا كنت طالبًا، يكون الوضع أصعب، لأن الخطأ الناتج عن القرار غير المدروس يكون مكلفًا للمال والجهد. فماذا نفعل حيال تلك المشكلات؟ ببساطة، نحلّها! اليوم سنقدم لكم الخطوات العلمية الرصينة لحل أي مشكلة، وتلك هي نفس الخطوات التي يستخدمها العلماء في تفسير ظاهرة ما أو الوصول لنظرية بشأن شيء مجهول، وبتطبيقها تستطيع حل أي مشكلة دراسية تواجهك.


1) اطرح سؤالًا


دع المشكلة وشأنها الآن ثم تنفس بعمق قدر الإمكان واهدأ. ثم حاول بروية طرح سؤال معين يبدأ معك السلسلة العلمية والمنطقية لحل المشكلة. على سبيل المثال إذا أتى لك معلم الفصل الذي يتواجد فيه ولدك ليقول لك أنه فاشل دراسيًّا ولا يستطيع اللحاق بأقرانه في الفصل ودرجاته متدنية تمامًا، الآن أنت أمامك مشكلة صعبة فعلًا. لكن السؤال الذي يجب أن يطرأ في ذهنك هذه اللحظة هو: “لماذا أحصل على درجات متدنية ومحصلتي الدراسية سيئة؟!”. ذلك السؤال لا إراديًّا سيدفعك للخطوة التالية.


2) البحث والتنقيب


لكل مشكلة أسباب وهذا أمر متّفق عليه. وبالتأكيد بزوال المُسبب يفنى السبب. فلنفترض الآن أنك أيقنت أن السؤال السابق هو السؤال الصحيح الذي سيبدأ معك السلسلة، الآن حان وقت البحث والتنقيب!


فتذهب إلى المدرسة كي تسأل سائر المعلمين عن رأيهم فيك، فقد تكون أنت في حدّ ذاتك انهزامياً وترى أنك فاشل بالرغم من تميزك في مجال معين لا تراه. ثم سَل نفسك عن الأماكن التي تذهب إليها بعد المدرسة وتأكد أنك لا تقوم بأي سلوك شائن يؤذيك. وفي النهاية حاول التحدث إلى نفسك بروية وهدوء وسلاسة كي تنتزع أي معلومة مفيدة بهذا الصدد حتى وإن كنت في البداية تريد الوصول إليها من أعماقك. بعد الانتهاء من ذلك تجد نفسك تطرح فرضية عن أسباب المشكلة.


3) طرح الفرضية


بعد أن تجمع الأسباب، ستشرع بالتأكيد في ربطها ببعضها لتحصل على فرضية شاملة مُلخصة لتلك الأسباب، الآن بعدما قرأت نفسك من كل تلك الزوايا.


مثلاً ربما استخلصت أن سبب تأخرك الدراسي هو أنك تخاف من الحصول على درجات مرتفعة، مما سيجذب الأنظار إليك وأنت تخشى من نظرات الناس. النظرية في هذه الحالة عبارة عن: “الرهاب الاجتماعي هو السبب”. ثم تحاول بكل الطرق التخلص من ذلك السبب، مما سدفعك بلاشك إلى الخطوة التالية.


4) اختبار الفرضية بالتجربة


يجب أن تختبر فرضيتك كي تثبت صحتها من العدم، ثم التقرير إذا كانت صالحة لحل المشكلة من الأساس أم لا. بالنسبة لرحلتنا مع نفسك الآن، وصلنا إلى أن الرهاب الاجتماعي هو السبب. فأقرب الحلول هي أن تبدأ بالاختلاط التدريجي مع البشر والتحدث معهم حتى تتيقن من أنهم عاديون ولا يجب أن تخاف من نظراتهم على الإطلاق. وتبدأ في الملاحظة الدقيقة للنتيجة، وهذا ما سينقلك إلى الخطوة التالية.


5) هل طريقة اختبار الفرضية ناجعة؟!


نتيجة اختبار الفرضية هي التي ستوضح لك المكنون والفائدة الحقيقية منها بالنسبة لمشكلتك التي تريد حلها في المقام الأول. هنا يكون أمامك خياران: أن تنجح الطريقة في إثبات صحة الفرضية، أو تفشل تمامًا. بالنسبة لحالتك الراهنة من تدني التحصيل الدراسي، إذا بقي معدل تحصيلك الدراسي متدنيًّا بالرغم من اختلاطك التدريجي مع البشر، فيجب عليك العودة للخطوة رقم 4 والتأكد من صحة الطريقة التي استخدمتها لاختبار الفرضية، أو التأكد من سائر الخطوات بالكامل مرة أخرى. لكن إذا ارتفع معدل تحصيلك الدراسي فأنت قد نجحت في إثبات صحة الفرضية الخاصة بك، وهذا ما سينقلك للخطوة التالية.


6) تحليل البيانات وتدوين الاستنتاجات


إذا نجحت طريقة اختبار الفرضية وأثبتت صحتها، فأنت الآن أمام مرحلة جمع البيانات وتدوين الاستنتاجات دون شك. قد تعتقد أن المشكلة قد تم حلها وأنك الآن سعيد وتحصيلك الدراسي آخذ في الارتفاع وحالتك النفسية مستقرة، لكن هذا لا يضمن ألّا تتكرر تلك المشكلة مرة أخرى في صورة الخوف من أي شيء آخر أو الإصابة بهاجس مرضي ما.


لذلك ستجلس بهدوء لتحلل جميع الخطوات السابقة بالترتيب لتستنتج بعض الأمور حول طبيعة نفسك. فيمكن لك أن تكون من الأشخاص الذين لا يُريدون النجاح في الحياة ويكتفون بالمكوث خانعين دون تحصيل أي نجاح على الصعيد الشخصي، أو أي شائبة أخرى متعلقة بالرهاب الاجتماعي من بعيد، وهذا ما سينقلك للخطوة السابعة.


7) توافق الاستنتاجات مع الفرضية


الآن يجب أن تقارن استنتاجاتك مع تفاصيل الفرضية التي اقترحتها سابقًا. ففي المثال الذي نطرحه منذ البداية، سنعمل على مقارنة نتائج التحليل النفسي المبدئي التي أقمناها عليك بفرضية أن الرهاب الاجتماعي هو السبب. فإذا توافقت أعراض الانطوائية أو العقد النفسية الدفينة مع تلك الفرضية، فحسنًا الآن لدينا معرفة موثقة عن الحالة النفسية لك. لكن إن لم تتوافق وكانت هناك علّة أخرى، يجب علينا الرجوع للخطوة رقم 3 وإعادة النظر في تفاصيل النظرية المطروحة. الآن حان وقت الخطوة الثامنة والأخيرة.


8) الإدلاء بالنتائج


النتيجة هنا هي الخبرة المعرفية التي استخلصتها من المشكلة التي مررت بها. هنا استنتجنا أنك مصاب بالرهاب الاجتماعي بشكلٍ نهائي. تلك النتائج ستساعد في تحديد طريقة الدعم النفسي والدراسي اللذين يمكن أن تحتاجهما بعد ذلك في حياتك المستقبلية.


وفي الختام


بتطبيق هذه الخطوات بالترتيب أضمن لك أنه لن تقف أمامك أي مشكلة في الحياة تمامًا. سواء كانت مشكلة تخصّك، أو تخصّ أحدًا يهمك أمره بشكلٍ أو بآخر.


العلم رائع، أليس كذلك؟!