هل فاتك التعلُّم بالطُرُق التقليدية؟ لا تقلق فالتعلُّم الذاتي يؤمِّن لك الأفضل

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/24
هل فاتك التعلُّم بالطُرُق التقليدية؟ لا تقلق فالتعلُّم الذاتي يؤمِّن لك الأفضل

ليس هناك أفضل من إتاحة الفرصة للشخص لكي يُعزز ثقته بنفسه مما يُساعده في إيجاد طريقه نحو النجاح، ويتمُّ هذا عن طريق زيادة المعارف والإدراك والثقافة لدى هذا الشخص، لكن عندما لا تتوفّر الإمكانيات ليحصل عليها بالطُرُق التقليدية، تظهر الحاجة لبديل يؤمِّن للفرد تلك الأمور ودونما عناء، والذي وجدناه بأُسلوب التعلُّم الذاتي.


مفهوم التعلُّم الذاتي:


إذا ما نظرنا لمعنى مصطلح التعلُّم الذاتي في المعاجم نجده يعني:


طريقةٌ للتعلُّم حول موضوع معين، يقوم فيها المتعلم بالدراسة لوحده في المنزل دون الاستعانة بمُعلّم، كما ظهرت تعريفاتٌ ومفاهيمٌ عدَّة للتعلُّم الذاتي، والتي كلها تدور في فلك مفهومٍ عام يشملها جميعًا، ومن هذه التعريفات:
– هو نظامٌ تعليمي يُسهِّل للمتعلم القيام بأنشطةٍ تعليميةٍ مُختلفةٍ حتى يُحقق أهدافه ويرتقي نحو مستوياتٍ أفضل.
– هو العمليةُ التي يقوم فيها المتعلمون بتعليم أنفسهم مستخدمين التعليم المُبرمج دون مُساعدةٍ مُباشرةٍ من مُعلّم.
وخلاصة كل ذلك يمكن وضع مفهوم حول هذا المصطلح يكون كالتالي:


“التعليم الذاتي هو العملية التي يَقصِد من خلالها المُتعلم الحصول بنفسه على قدرٍ مُعين من المعارف والمفاهيم والمهارات التي يَحتاجها في حياته اليومية دون الاستعانة بأيِّ شخص، تدفعهُ لذلك الرغبة الذاتية بتنمية شخصيته بما يُحقق رغباته وميوله”.


فوائد التعلُّم الذاتي


1- تطوّر مهاراتك في حل ما تواجه فيه صعوبة:


يعطيك التعلُّم الذاتي القدرة للتعرّف على المشاكل والبحث السريع عن الحلول الفعَّالة بنفسك، وذلك عن طريق الإنترنت أو البحث والاستكشاف، ويؤمِّن لك فُرصًا جديدةً لتتعلَّم شيئًا جديدًا حسب مقدرتك ووقتك، وتصبح قادرًا عل إيجاد الحلول بنفسك بدلًا من أن تحصل عليها بمساعدة أحدٍ ما، وعلاوةً على ذلك يُمكنك أن تتأقلم مع المُتغيرات من حولك نظرًا لاكتساب مهارة التعلُّم السريع.


2- عملية تعليمية سلسة وبعيدة عن الإرهاق:


يؤكّد التعليم الذاتي ويركّز على أُسلوب التعلُّم نفسه أكثر من نتيجته. وعلاوةً على ذلك، لا يوجد ضغطٌ يُجبرك على تعلُّم المطلوب خلالَ وقتٍ مُحددٍ، لتحصل على درجاتٍ عالية، فأنت تختار ما تريد أن تتعلمه وعندما تريد، وكيفما تريد.


3- يُكسبك التعلُّم الذاتي خبراتٍ إضافية خلال التعلُّم:


عن طريق هذا الأُسلوب تحصل على خبراتٍ مهمةٍ أُخرى كإدارة الوقت وتقييم الذَّات وتحديدِ أهدافك الخاصة، والتي يُمكنك الاستفادة منها أينما كنت. في الحقيقة الذي يُجيد التعلُّم الذاتي لديه القدرة المُتزايدة ليُطوِّر ويُنمّي خبراته الأُخرى، فهو غالبًا ما يُوظف مجموعة الخبرات لكي يتعلّم المزيد، معتمدًا على ما اكتسبه من قدرةٍ على الالتزام بما هو مطلوبٌ منه في سبيل الوصول لهدفه.


4- تجربة التعلُّم الذاتي ذات معنى أكبر:


يأتي التعلُّم الذاتي من رغبة الشخص بالحصول على معرفةٍ جديدة وإيجاد معلوماتٍ أوسع حول موضوعٍ ما واستخدامها بالشكل المناسب، إضافةً لذلك فأنت من خلال التعلُّم الذاتي ستبحث عن المعلومة بشكلٍ أعمقٍ وأدق؛ لأنَّك لا تتعلم هنا لغرض التعلُّم فقط.


5- المُتعلم الذاتي يدفعه الفضول وحب الاستطلاع:


فالغرضُ الأساسي من التعلُّم الذاتي إرضاء مُستوى مُعيَّن من الفضول، وبالتالي تتمُّ العملية بشكلٍ طبيعي، فهذا يعني أنَّ المتعلمَ سيكون لديه حافزٌ للحصول على المزيد من المعارف والعلوم المُختلفة، وكأنَّها مُغامرةٌ في كل مرة ستتعلمُ منها شيئًا جديدًا بنجاحٍ تام.


6- يُمكنك اختيار أُسلوب التعلُّم الذاتي الخاص بك:


عندما تقرّر اتباع أُسلوب التعلُّم الذاتي، ستجدُ في متناول يدك العديد من الطُرُق كموقع اليوتيوب والندوات عبر الإنترنت، إضافةً للمواقع التي تقدّم لك كورساتٍ لكلِّ مجالٍ تبحثُ عنه، والتي باستطاعتك اختيار الأُسلوب الأنسب لك، بحيث يؤمِّن لك الوصول للمعلومة بأسهل الطُرُق وأكثرها راحةً لك.


كيف تتعلم بنفسك بشكلٍ ناجح:


يتطلب التعلُّم الذاتي الكثير من الانضباط، وهذا أمرٌ ليس بالسهولة تحقيقه، ومع ذلك يمكن أن يكون أحد أكثر تجارب التعلُّم مُتعةً عندما يُطبَّق بشكلٍ صحيح بالاعتماد على الخطوات التالية:


1-استعد للبدء بالتعلُّم الذاتي:

يتطلب أي نوعٍ من التعلُّم أن يكون الشخصُ جاهزًا له، نظرًا لما سيواجهه من تحدياتٍ وعقباتٍ خلالَ التعلُّم.
لذلك، اجعل الفكرة الإيجابية هي التي تدور في عقلك، واستوعب ماذا تريد أن تتعلم ولماذا، فأنت بحاجةٍ للكثير من الاستعداد النفسي، وامتلاك الدوافع التي تضعك في المسار الصحيح حتى وإن خفَّت حماستك.


2- ضع لنفسك أهدافًا واضحةً للتعلُّم:

سيقومُ التعلُّم الذاتي تمامًا كما يُحضّرُ المُعلّم لمشروع التعليم الذي يهدف لمساعدة المُتعلمين في الحصول على مهاراتٍ ومعارف مختلفة في نهاية الدرس، فعندما تكون أهدافك من التعلُّم واضحةً يصبح باستطاعتك تقييم عملية التعلُّم، وإذا ما قد حصلت على معارف أو معلوماتٍ جديدة، وهذا من شأنه أن يُهيّئ لعملية تعلُّمٍ مُثمرة.
ومع وجود أهداف للتعلُّم ستكون قادرًا على خلق عملية تعلُّم منتظمة تمكّنك من الحصول على المعلومة تدريجيًا


3- قرّر أي الأدوات ستستخدم:

مع وجود الكثير من المواد التعليمية المتاحة، ستكون تائهًا في اختيارك. لذلك، كلّ موضوع من المواضيع له مصادر مختلفة عن غيره، فاختر أفضلها والأكثر ملائمةً وفعّاليةً لأُسلوب تعلمك، حيثُ يعطيك هذا التنوُّع في الوسائل الفرصة لتعلم نفس الموضوع من زوايا مختلفة، وهذا من شأنه أن يسهِّل استيعابك للفكرة الأساسية.


4- قرّر الطريقة التي ستُقيِّم بها نفسك:

بشكلٍ يختلف عن التعلُّم التقليدي الذي يعتمدُ على الامتحانات كل فترة، لا يمتلك التعلُّم الذاتي أدواتٍ تقييمية، فالفكرة هنا أن تعلم ما هي الأمور التي ترغب بتعلمها واكتسابها في النهاية وتُحدد الوقت لذلك، ثم تُقرر ما هو الدليل على أنَّك تعلمت شيئًا جديدًا،
فبعض مصادر التعلُّم المباشرة على الإنترنت لديها امتحانات مختصرة في نهاية كلّ دورةٍ تدريبية يتمُّ فيها تُقييم استيعابك للمعلومات التي قُدّمت.


وسائل التعلُّم الذاتي:


تقتصر وسائله على كلِّ ما يتعلق بالإنترنت والحاسوب، فباستخدام الإنترنت يمكنك الوصول لكمٍّ هائلٍ من المعلومات والدروس والحصص التعليمية وقواعد البيانات، والتي كلُّها تتيحُ لك الحصول على ما تريده من معلومات.
وسنذكرُ هنا بعضَ المواقع على شبكة الإنترنت التي تُشكل مصدرًا للتعلُّم الذاتي، وسنبدأ بالمواقع الأجنبية: موقع كورسيرا (Coursera)، وموقع يوديمي (Udemy)، وموقع إيدكس (Edx).


أمَّا المواقع العربية منها: موقع إدراك وموقع رواق وموقع ندرس.كوم إضافةً لموقع مهارة، حيثُ تؤمِّن كلّ تلك المواقع كورساتٍ (دوراتٍ تعليمية) لتعلُّم مختلف المهارات والمعلومات والمعارف التي تشعر بحاجتك لها؛ لتُصبح مُحترفًا تمامًا.


تنطلق أهميةُ التعلُّم الذاتي من كون الشخص المُتعلم هو الذي يقوم بالبحث عن المعلومة التي يريدها واكتشافها، لا أن يتلقاها بشكلٍ مُباشر، وهذا ما يُميّزه عن التعلُّم التقليدي الذي يُقدّم المعلومة بشكلٍ جاف.