5 دروس يجب أن تتعلمها قبل خوض غمار الريادة جـ 3

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/09/27
5 دروس يجب أن تتعلمها قبل خوض غمار الريادة جـ 3

 يقول جيمس جويس  ” الأخطاء هي بوابات الاكتشافات.”  وهي حقاً كذلك وهذا ما أحاول سرده للمرة الثالثة، حيث أجد نفسي شغوفاً بإكمال هذه السلسلة لأن لدي الكثير مما قرأته وأحاول جاهداً تعلمه..


والتعليم الجيد هو ما ينتقل أثره الى الأخرين بطريقة أو بأخرى فـ تجارب الاخرين تلبسك درعاً واقياً من الفشل و ان كنت لا أحب ان أسميه فشل بل إخفاقات وهي مقولة عظيمة قرأتها للكاتب دوتيي والترز حيث يقول ” فشل؟ لم أواجهه أبداً.


كل ما قابلته كان خفقات مؤقتة ” نعم مؤقته لا تثني عزيمة من لديه غاية تتقد داخله، تعيده الى المسار كلما ابتعد أو حاول ذلك.


الدرس الأول : اجعل مصاريف شركتك الناشئة عند اقل مستوى


5 دروس يجب أن تتعلمها قبل خوض غمار الريادة جـ 3


من الطبيعي عند دخولك أي صناعة جديدة ان تجد منافسين بشكل او بآخر وهذا لا يعني الهروب من هذا المجال، و لا يعني أيضا مقارعتهم بنفس الأسلحة والأدوات منذ نعومة أظافرك في هذا السوق.


تثبيت القواعد أمر ضروري للحصول على مناعة من الإفلاس، أولاً بتأمين مبلغ للأزمات ومن ثَم الحصول على جزء من الكعكة “الحصة السوقية” وهذا لا يعني بالضرورة اتباع سياسة التقشف في التوظيف أو اهمال لبيئة العمل المحفزة للإبداع ابداً،


بل يعني عدم الاخلال بالتوازن بين الإنتاج والتسويق فـ تجاهل التسويق كارثة قد تؤدي بك الى التصفية والخروج من باب الفشل الضيق والافراط فيه أيضا كارثة ولكنها ستؤدي بك الى الإفلاس، تماما كما فعلت شركة eToys.com  التي أوهمت نفسها أنها منافسة للشركات العملاقة مثل شركة Toys ” R ” Us  العملاقة و Amazon في مجال الألعاب،


وصرفت ملايين الدولارات على حملاتها التسويقية الضخمة خلال عام واحد وهذا ما يتساوى مع المبيعات المحققة في نفس العام، فعلت ذلك لتوهم الجميع أن لديها ما يكفيها للبقاء بمأمن من السقوط معتقدة أن المستثمرين سيعيدون ضخ أموالهم في الشركة لتقاوم التكاليف العالية التي اثقلت كاهلها مما أدى بها الى الإفلاس،


و يا للحسرة لم تدم طويلاً في السوق و هذا الدرس مفاده أن تكون أكثر شفافية وعقلانية عندما يتعلق الامر بالمال، فالشفافية أمر ضروري لكسب ثقة المستثمرين والعقلانية تعتبر بمثابة عقد صفقة للبقاء .


5 دروس يجب أن تتعلمها قبل خوض غمار الريادة جـ 1


الدرس الثاني : ابحث عن الشراكات التي قد تقلل تكاليف البدء في مشروعك


5 دروس يجب أن تتعلمها قبل خوض غمار الريادة جـ 3


وكحاجتنا البشرية للتشارك الذي هو رغبة للكمال، ننشد من خلاله الأخر لسد هذا النقص، نجد أحيانا الحماس قد يأخذ رواد الاعمال في تقديم خدماتهم بكل استقلالية مما قد يرفع تكاليف بدء نشاطهم التجاري،


كأن يكون لديك متجر الكتروني وتُنشئ بجانبه اسطولاً مكلفا من السيارات لتوصيل الطلبات، فرغم ان كون الجوهر هو المنتج وليس الاسطول الذي تود أن تشتريه والذي يساوي أضعاف اضعاف منتجاتك الا أن هنالك حل دائما ما ينصح رواد الاعمال باللجوء اليه للتخلص من عبئ التكاليف الإضافية وهو عقد الشراكة مع شركات أخرى تؤدي نفس الدور الذي تجده مكلفا لديك.


وما ذكرته ليس سوى مثال للتوضيح وهذا الامر مشابه تماما لما فعله فريق  Ceres Imaging الذي قدم مشروعاً للمزارعين يقومون فيه بتقديم معلومات حول محاصيلهم عبر روبوتات طائرة مزودة بكاميرات تتيح لهم أخذ الصور ومن ثم تحليلها وتقديم النصح للمزارعين،


وبعد دراسات عدة على فئتهم المستهدفة وجدوا أن الجوهر يكمن في المعلومات التي يقدمونها ولا يهمهم بأي طريقة كانت، لذا كانت نصيحة ستيف بلانك لهم بأن يبحثوا لهم عن طريقة أخرى غير مكلفة ووجدوا بأن طائرات رش المحاصيل ضد الحشرات فرصة لعقد هذه الشراكة، وفعلاً نجحوا في التوصل الى حل لتخفيض تكاليف مشروعهم.


لذا القوة تكمن في معرفة الجوهر و الاهتمام به وتخفيض تكاليف ما سواه بالبحث عن الشراكات التي تجعلك اكثر تركيزاً .


الدرس الثالث : اعرف جيداً متى تطوي خيمتك وتعود الى البيت


5 دروس يجب أن تتعلمها قبل خوض غمار الريادة جـ 3


لنكن على يقين أن بعض الأمور هلامية لا يمكن قياسها أو التنبؤ بها ؛ كالاستسلام مثلاً ، فرغم معناه المجرد المخزي الا أن له معاني عميقة أحياناً قد تكون حميدة العواقب .


اعلم ان الاستسلام اقترن بؤلائك الذين لا يرون من الأفق أخره، لذا تمثل العقبات ورقة تفاوض للاستسلام و لكن لنكن أكثر واقعية في تحليل فرص النجاح حتى لا نقع في فخ الانهيار هروبا من الاستسلام..


وهذا ما يذكرني بـ استاذنا النبيل رؤوف شبايك ومغامرته الجميلة في خمسات الذي تيقن أن الهدف الأسمى من تأسيس موقع كهذا هو مساهمته في النهوض بالتجارة الالكترونية عربيا و نشر الوعي بالتعاملات الالكترونية والثقة بها،


وعندما وجد نفسه غير قادر على اكمال المسيره لسبب ما رغم تيقنه بنجاحه، لم يشأ هدم نجاحه بأنانيته واستسلم لأمر البيع رغبةَ في إنجاحه وكأنه حنان الاب على ابنه عندما يستسلم للنجاح على حساب العاطفة .


5 دروس يجب أن تتعلمها قبل خوض غمار الريادة جـ 2


الدرس الرابع : ليكن لديك استراتيجية عبقرية في التعامل مع المنافسين


5 دروس يجب أن تتعلمها قبل خوض غمار الريادة جـ 3


ان العُرف السائد في عالم الاعمال هو وجود المنافسين وعليهم تبني استراتيجياتك للصراع المعتاد للحصول على جزء من الكعكة، لذا من الطبيعي أن يكون معنى التعاون مرفوض بتاتاً.


 لكن Amazon  التي دائما ما تبهرني وتجعلني في مأزق حقيقي في الاختيار تفوز بدرس في كل جزء جديد من هذه السلسلة،


أمازون هي أول من استحدث مفهوم Coopetition أي التعاون مع المنافسين وليس بمنأى عنهم، احتواء المنافسين لديك واعطائهم المساحة الكافة لمنافستك يجعلك في سباق دائم للتطور وفتح أسواق جديدة من أجل دخول منافسين جدد وتقوية المنافسة.


فـ الهدف الرئيسي هو توسيع الشريحة المستهدفة ولكن الخطر هو خسارة الحصة السوقية لهؤلاء المنافسين ولكن أمازون تتمتع بذكاء عالي في الإدارة مما جعلها اليوم امبراطورية من الصعب أن تهرم.


درس أمازون هذا يحثنا دائما على تطوير نماذج الاعمال والتفكير بنمط مختلف عن النمط السائد فرغم أن أمازون تحملت المخاطرة الا أنها نجحت في توسيع الشريحة وهذ ما مكنها من تطوير نماذج اعمال ابتكارية واكثر احترافية .


الدرس الخامس : الخيال لا يخرج الى العالم مكتمل النمو


5 دروس يجب أن تتعلمها قبل خوض غمار الريادة جـ 3


يقول جون جاردنر ” الخيال لا يخرج الى العالم مكتمل النمو مثل أثينا . انها الكتابة وإعادة الكتابة التي تجعل العمل أصيلاً إن لم يكن عميقاً ” .


وهذا تماما ما يجب أن نتعلمه من جاردنر، أن المشاريع لن تكتمل تماماً كـ تخطيطك على الورق فـ دائما ما يكون هنالك جزء يجب أن يترك للعملاء لاكتشافه لتتعرف جيداً على ما يجدر بك تقديمه للعملاء كقيمة يريدونها حقاً،


لذا تكرار العملية في الإصدار الثاني او بالأحرى في الاطلاق الفعلي بعد تجربة الخدمة على العملاء يكون بمثابة تطور الفكرة ونضجها فعلياً وهذا يعني ان القابلية ستقتل المقاومة فيما لو تجاهلت أمر الاطلاق التجريبي .


لذا دائما ما يشير بول جراهام ريادي الاعمال والمستثمر الشهير في مقالاته الى ضرورة الاطلاق السريع للتفاعل مع الناس وفهم ما يريدونه بوضوح وكيف أن له مفعول السحر في فهم عملائك جيداً من خلال تقديم خدمة مبهرة تبعث على الرضا التام عن الخدمة المقدمة .



يقال أن أي تفاعل اجتماعي يتطلب اتصالا مع الاخر و ردة فعل وهذا ما قمت به من خلال كتابة هذه السلسلة من الدروس والتي هي عصارة سنوات من الفشل و النجاح يقدمها لنا رواد أعمال حقيقيين ونحن في بداية مشوارنا الريادي،



لذا انطباعكم الجيد عن هذه التدوينه  قد يخلق جزءاً جديدا وحقيقة أني وجدت الامر ممتعاً ومسلياً لكتابة هذه السلسلة .


المصادر


Steveblank