الأنشطة الطلابية في الجامعات العربية: هل تحقق الهدف منها؟

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/24
الأنشطة الطلابية في الجامعات العربية: هل تحقق الهدف منها؟

تشكل الأنشطة الطلابية في الجامعات بوابة التنمية التي تمكن الكثير من الطلاب من ممارسة شتى هواياتهم؛ فتهدف إلى تشكيل مجموعة واسعة من البرامج الإيجابية التي تعزز تحقيق أهداف محددة بهدف تنمية شخصية الطالب وتنمية قدراته، وشغل أوقات فراغه، وتأهيله لسوق العمل بعد التخرج، فضلًا عن إثراء الوعي الأدبي والعلمي والثقافي والفني.


فالأنشطة الطلابية في الجامعات تركز على أن تجعل الطالب هو محورها الرئيسي وهدفها المنشود، فتحقيق الجوانب الإيجابية في حياة الطالب هو هدف أساسي يوازي الدراسة الأكاديمية.


أنواع الأنشطة الطلابية في الجامعات العربية


تساعد الأنشطة الطلابية في الجامعات على التعبير عن الطاقات الكامنة للطلاب والتعبير عن هواياتهم؛ فيقوم مكتب رعاية الشباب بالكليات المختلفة غالبًا بوضع خطة سنوية، تتنوع الأنشطة وتختلف فيها فيما بينها، ولكن غالبًا ما تنحصر على عدة أنشطة محددة وثابتة وهي:   


1- النشاط الرياضي: يهتم بإقامة دوري لكليات الجماعة الواحدة في مختلف الألعاب مثل كرة السلة والقدم والطائرة والتنس واليد، وإقامة المسابقات للعبة التنس الأرضي والبلياردو وتنس الطاولة والسباحة وخماسيات كرة القدم وتتيح المشاركات الخارجية والداخلية.


2- النشاط الاجتماعي: ويشمل الرحلات وإقامة الحفلات وبرامج الخدمات العامة والبحوث والمسابقات والزيارات والدراسات الميدانية الاجتماعية.


3- النشاط الثقافي: ويتضمن العديد من اللقاءات والندوات والمحاضرات الأدبية والمسرح الجامعي والمسابقات العلمية والمهرجانات الثقافية والنوادي الطلابية واللقاءات المفتوحة.


4- النشاط الفني: ويشمل شتى الأعمال والأنشطة الفنية وتنفيذها مثل مسابقة التصوير الفوتوغرافي، ومسابقات الرسم، ومسابقات الأعمال الفنية، والخط العربي والمعارض الفنية ومسابقات المسرح الجامعي.


5- نشاط الأسر الطلابية: ويهدف إلى تنمية الطلاب وإعانتهم من خلال الاهتمام لعدة جوانب منها:


  • الاهتمام بالجانب الاقتصادي وتقديم المساعدات العينية وإقامة المشاريع المتوسطة.

  • الاهتمام بالجانب التربوي والذي يهتم بتنمية الأطفال والأمهات وتوعيتهم بكيفية تربية أطفالهم ورعايتهم.

  • الاهتمام بالجانب الصحي من خلال توفير أدوية وإقامة القوافل الطبية وكل ما يخص الصحة.

  • الاهتمام بالجانب الثقافي عن طريق إقامة فصول لمحو الأمية وفصول تقوية لغير القادرين.

6- نشاط الجوالة والخدمات العامة: وتهتم بالإشراف على الأسس السليمة وتنمية روح الولاء لدى الطلاب تجاه الوطن، وتنفيذ برامج حماية البيئة. كذلك يشجع على تنمية الأنشطة اليدوية والأنشطة الخارجية مثل: الدهان والتشجير والصناعات الخشبية ومعسكرات الكشافة وغيرها، فيعتمد على تنمية قدرات الطلاب العلمية وموازنتها مع الأنشطة الفكرية.


كيف تختار الأنشطة الطلابية لتتطوع بها أثناء الدراسة


التحديات التي تسببت في عزوف بعض الطلاب الجامعيين عن المشاركة بالأنشطة الطلابية


نلاحظ في العديد من جامعاتنا العربية عزوف الكثير من الطلاب عن المشاركة في الأنشطة والبرامج الجامعية المختلفة برغم مدى فاعليتها وتأثيرها في شخصية ومستقبل الطالب الجامعي، وهنا نطرح تساؤلًا هامًا: لماذا يعزف الطلاب عن المشاركة في الأنشطة الطلابية بالجامعة؟ ما هي التحديات التي تعوق مشاركتهم بالأنشطة والبرامج الجامعية؟


أولًا: غياب التشجيع:


وهو سبب رئيسي يحول دون مشاركة الطلاب بالأنشطة الجامعية؛ فالطالب لم يتلقّ التشجيع الكافي من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة للمشاركة بالأنشطة الطلابية؛ فنجد الغالبية العظمى تهتم بالمقررات الدراسية وتشدد عليها ولا تحفز الطلاب على الاستفادة من برامج الكلية المتاحة للطلاب.


ثانيًا: ازدحام اليوم الدراسي:


فيجد الطالب يومه الدراسي مكدسًا بالمحاضرات التي قد يستمر بعضها حتى ساعات من الليل، فمتى يستطيع الطالب حينها المشاركة بالبرامج والأنشطة المقدمة من الجامعة؟ بالإضافة إلى ضغط الدراسة وثقل المواد المقررة، فربما قد يلاحظ بعض الطلاب أن من شارك بالأنشطة الطلابية من أصدقائهم بدأت معدلاتهم الدراسية بالانخفاض تدريجيًا، ولذلك يخشى الكثير من الخوض في التجربة لخوفهم من الإخفاق والفشل.


ثالثًا: غياب التقدير في التقييم النهائي:


فلم تهتم الكثير من الجامعات، بل معظمهم بتقدير الطلاب مقابل قيامهم بالأنشطة الطلابية، ولا تمنح الطلاب المشاركين بالأنشطة أي تقدير في التقييم النهائي للمقررات الدراسية.


رابعًا: انعدام الوعي بالمشاركة الطلابية: يجهل الكثير من الطلاب الجامعيين آلية عمل الأنشطة الطلابية وكيفية الإنضمام إليها، ولذلك يتراجع الكثير من الطلاب عن المشاركة.


خامسًا: ظروف سفر بعض الطلاب:


هناك بالطبع مجموعات من الطلاب المغتربين بكل جامعة، ولذلك يعزف هؤلاء الطلاب عن المشاركة نظرًا لظروف سفرهم وعدم توافر إقامة بالقرب من الكلية أو الجامعة، فيضطر أغلب الطلاب إلى الانتهاء من المحاضرات والإسراع للحاق بالقطارات ووسائل المواصلات للوصول إلى قريتهم أو بلدتهم.


سادسًا: عدم الإعلان بشكل مسبق عن أنشطة الجامعة:


لم يتم الإعلان عن الانشطة الطلابية داخل الجامعة بشكل عام، ولكن يتم الإعلان عنها داخل رعاية الشباب، ولذلك لا يستطيع الكثير من الطلاب المشاركة؛ بالإضافة إلى الإعلان عن السفر والميزات المختلفة ولكن لا يتم منحها إلا لبعض الطلاب بالوساطة أو المحسوبية.