خلل الأداء التنموي: اضطراب عصبي مزمن يصيب الأطفال ويؤثر على تعلمهم، فكيف تتعامل معه؟

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/24
خلل الأداء التنموي: اضطراب عصبي مزمن يصيب الأطفال ويؤثر على تعلمهم، فكيف تتعامل معه؟

إن تعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة هو أمر مهم يستدعي تمتع المعلمين بمؤهلات مختلفة وقدرات مميزة على التواصل مع هذه الفئة، من أجل ضمان تعلمها بطريقة سليمة لا تختلف عن بقية الأطفال. في هذا الإطار، ستناول من خلال هذا الموضوع أحد الاضطرابات العصبية وهو خلل الأداء التنموي مبرزين إلى كيفية التعامل مع الأطفال المعانون به في إطار تعلمي سواء داخل المؤسسات التعلمية أو خارجها.


خلل الأداء التنموي.. ما هو ؟


خلل الأداء التنموي أو Developmental coordination disorder /Dyspraxia هو عبارة عن اضطراب عصبي مزمن يصيب الأطفال في مرحلة مبكرة ويؤثر بصفة مباشرة على حركتهم ومدى تناسقها، وذلك بسبب إشارات الدماغ التي لا تُرسل بكيفية سليمة إلى بقية أعضاء الجسم.


يُترجم خلل الأداء التنموي بعسر في القيام بمجموعة من الأنشطة مثل:


  • العسر الاستدلالي: عدم القدرة على تجميع الألعاب كالمكعبات أو Puzzles…

  • العسر البصري – المكاني: عدم القدرة على التحكم في إيماءة النظر كتحديد النظر إلى مكان أو نص أو ورقة…

  • تعذر الأداء: عدم القدرة على استخدام أداة معينة كالقلم، المقص…

  • تعذر الأداء الحركي: عدم القدرة على تقليد الإيماءات.

  • تعذر اللباس: عدم القدرة على ارتداء الملابس، ربط الحزام، فك الأزرار…

  • العسر الفمي – الوجهي: عدم القدرة على التعبير، نفخ الشمعة، الصفير، البلع…

قد يواجه الطفل أو البالغ (باعتبار أن خلل الأداء التنموي هو اضطراب مزمن) نوعًا واحدًا من هذه الاضطرابات أو مجموعة منها، وذلك حسب كل حالة، وقد تؤثر بصفة مباشرة على مستواه التعليمي لما لها من نتائج في التعلم تتمثل في: عدم القدرة على القراءة، أو الحساب أو الكتابة…


كيف تساعد الطفل للتعلم؟


من أجل مساعدة تلميذك أو طفلك ممن يعانون من خلل الأداء التنموي، يجب عليك أن تلتزم بالتالي:


  • الفهم من أجل الدعم: يجب أن تفهم في البداية احتياجات الطفل حتى تشخص بطريقة كافية نوع عسر الأداء أو التأخر الذي يعاني منه، فكما أوضحت في الأسطر السابقة، هناك أنواع كثيرة ولا يعني ذلك أن المُتعلم يتعذر عن القيام بجميعها. وبالتالي يجب أن تحدد بشكل دقيق ما يعاني منه من أجل مساعده.

  • التعلم الشفهي بديل للتعلم الكتابي: من أهم النصائح التي يقدمها متخصصو المجال إلى المعلمين هو التركيز على التلقين الشفوي أكثر من الكتابي، حيث تتم إعادة إملاء الكلمات وتلقين المعلومات مرارًا وتكرارًا على مسامع الطفل الذي يعاني من الاضطراب العصبي كنوع من المخاطبة المباشرة للعقل.

  • دعم إيماءات الطفل: يمكن تقديم المساعدة هنا عن طريق مرافقة سلوك الطفل، سواء شفويًّا عن طريق تقديم التوجيه مثل أن تكرر على مسامع الطفل أن عليه رسم دائرة أو مربع وكذا، وعمليًّا بأن تمسك يده للقيام بفعل الرسم.

  • استعمال الألوان: يعتبر استخدام الألوان من الأمور المبتكرة التي يتم التركيز عليها خاصة في الحساب، حيث يمكن التفرقة بين الوحدات والعشرات والمئات وغيرها باعتماد ألوان مختلفة كما يوضح الشكل أسفله.

خلل الأداء التنموي: اضطراب عصبي مزمن يصيب الأطفال ويؤثر على تعلمهم، فكيف تتعامل معه؟


  • أقلام التمييز: من التقنيات المعتمدة من أجل تحديد الكلمات خلال القراءة نجد استخدام أقلام التخطيط أو ما يعرف بـ highlighters من أجل تحديد الجمل التي تم قراءتها، حيث أن الطفل الذي يعاني من اضطراب الأداء يستطيع تمييز الألوان أكثر من الكلمات باعتبارها تثير انتباهه أكثر من غيرها.

  • استخدم التكنولوجيا: هناك الكثير من البرامج التي يمكن اعتمادها لمساعدة هذه الفئة من الأطفال كبرنامج GeoGebra للهندسة أو le ruban Word للحساب والكتابة… وغيرها من التكنولوجيات المعتمدة التي تساهم في تبسيط التعلم عبر تقديم تقنيات مبتكرة تساعد على ذلك.

  • المساعدة على التنظيم: بما أن الطفل يعاني من عسر في الأداء، فإن العشوائية قد تزيد الأمر صعوبة. وبالتالي، يدعو متخصصو المجال إلى الاهتمام بتنظيم العمل داخل الفصول الدراسية وحتى في الأدوات المدرسية، فمن الضروري وضع الأقلام والأدوات بطريقة مرتبة واستخدام مقلمة ومحفظة توضع فيها الكتب والدفاتر بشكل منظم… هذا سيساعد بطريقة غير مباشرة على توجيه سلوك الطفل وعدم التشويش على تركيزه النسبي.

يجب أن تدرك جيدًا –كمعلم– أن الجهد الذي يجب عليك بذله مع هذه الفئة من الأطفال يتعدى الجهد المعتاد الذي تبذله مع البقية، لذلك يجب أن تتحلى بالصبر وتطور من قدرتك على التأقلم مع احتياجاتها لفهمها والاستجابة إليها.


ثنائية اللغة أو Bilingualism | صنف نفسك بتعرفك على أنواعها ودرجاتها