ذكاء اصطناعي جديد يتنبَّأ بنوع شخصيتك بالنظر إلى عينيك

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/24
ذكاء اصطناعي جديد يتنبَّأ بنوع شخصيتك بالنظر إلى عينيك

إذا كنت من لاعبي لعبة البوكر، فمن الأفضل أن تتجنب حركات العين المتوترة؛ لأنَّها قد توصلك إلى نهاية وخيمة للغاية بعد الآن. على كلّ حال، الأمر لا يقتصر على لعبة البوكر، بل قد يكون على أغلب أمور حياتك في المستقبل القريب، فهناك دراسة حديثة تشير أنَّ الطريقة التي تتحرك بها أعيننا قد تكشف كمية هائلة عن ما نشعر به بالداخل وما نفكر فيه، وكلّ ذلك بفضل ذكاء اصطناعي جديد سيتنبَّأ بنوع الشخصية التي يتعامل معها ببساطة عن طريق النظر إلى عينيك.


وبحسب قول طبيب الأمراض العصبية Tobias Loetscher من جامعة جنوب أستراليا، فإنَّ هذه الدراسة يتمّ معالجتها عن طريق التعلّم الآلي التي لا تكشف نوع الشخصية فحسب، بل أيضًا خصائص جديدة عن أعيننا وتنبؤات جديدة عن حركتها.


ذكاء اصطناعي جديد يتنبَّأ بنوع شخصيتك بالنظر إلى عينيك


سابقًا قد تمّ إجراء مجموعة من الأبحاث التي أكّدت أنَّ حركات العين لدينا تشير إلى أشياء حول الطريقة التي نفكر بها أو التي نشعر بها، وقد تكون بوعي أو بلا وعي وتلتقط عن طريق العلاقات بين الأشخاص، إلَّا أنَّ السؤال المهم الآن هو: هل يمكن تقدير تلك الحركات وما قد تحمله ضمنيًا؟


هذا ما أراد معرفته طبيب الأعصاب لوتشر وفريقه. لذا، قام الفريق بجمع 50 متطوعًا لملء استبيانات تشير إلى سماتهم الشخصية الخمسة الأساسية ألا وهي: انفتاحهم، ضميرهم تجاه الأشياء، أحوالهم العصبية، تعاملهم مع الآخرين، وأخيرًا أوضاعهم الاجتماعية بين الناس.


كما طلب من المتطوعين المشاركين ارتداء سماعات رأس تتبع العينين لمدّة عشر دقائق، والتي سجلت كلّ تحركات العين أثناء إرسالهم لزيارة متجر وشراء شيء معين، وبعدها تمّ جمع تلك البيانات المسجلة وتحليلها عن طريق الذكاء الاصطناعي، فوجدوا أنَّ ذكاءَهم الاصطناعي كان قادرًا على فصل حركات العين الطبيعية عن حركات العين التي تحمل السمات النفسية للفرد.


تجدر الإشارة أنَّه في الوقت الذي تمكّن به الذكاء الاصطناعي التنبؤ بأنماط الشخصية للمتطوعين، إلَّا أنَّها لم تكن دقيقةً مئة بالمئة، فهي لا زالت بقيد الدراسة والتطوير، كما أشار الباحثون أن ليس من الضروري لهذه العملية أن تكون نتائجها مئة بالمئة، فإنَّ نسبة 15% كافية ومجدية، وأنَّ مع المزيد من التطوّر، سيغدو هذا النوع من التكنولوجيا صلة الوصل بيننا وبين تفاعلنا مع الأجهزة والآلات في المستقبل، فهي تعطي لمحةً عن الغد، وكيف سيتمّ بناء مساعدين آليين يتمكنون من قراءة مزاجنا ومعرفة شخصيتنا وما نحب وما نكره.


وبرأي لوتشر، فإنَّ الناس دومًا يبحثون عن خدمات جديدة ومحسنة ومخصصة، وكما نعلم أنَّ حواسيبنا والأجهزة بشكلٍ عام ليس لها أيّ علاقة بما يتعلق بالعلم الاجتماعي، وأنَّها لا يمكنها أن تفهم أيّ شيء إن لم تدخله بنفسك إليها، وبذلك سيوفّر هذا البحث فرصًا لتطوير الروبوتات والحواسيب، بأن تملك صفةً إنسانيةً تتمكّن من خلالها تفسير الإشارات الاجتماعية البشرية.


على كلٍّ، لا شك بأنَّ لأيِّ شيءٍ صفات إيجابية وصفات سلبية أيضًا مرافقة ومزعجة، فإذا تمكنت هذه الكاميرات من النظر إلى أنفسنا باستخدام ما يسمى أجهزة استشعار بصرية، فهذا يعني وجود اقتحام مزعج للخصوصية الفردية، وخاصةً إذا وجد أشخاص لا يريدون لهذه الآلات تخمين ما يفكرون وما يشعرون به.


إلَّا أنَّ عالمة الأعصاب Olivia Carter من جامعة ملبورن، والتي لم تشارك في البحث أشارت على الفريق ما يلي:



“إذا كان من الممكن الحصول على المعلومات من تسجيلات العين أو تردد الكلام بسهولة دون معرفة الناس، فلِمَ القلق؟”



وبذلك ستلاحظ جليًا أنَّه لا أحد سيطلب رأيك عزيزي القارئ.


هذه الدراسة ستتطوّر مع الوقت، والعلماء يعملون جاهدًا لتدرج هذه المقدرة على آلياتنا المستقبلية، وأيضًا بناء روبوتات تفاعلية اجتماعية قادرة على تفسير رمشة العين، بل وأيضًا تقليدها لتبدو أكثر بشريةً.