طريقة عمل المايكرويف

كم كان أجدادنا سيحبون عمل المايكرويف ؛ فبدلًا من الجلوس حول الحرائق الخشبية لساعاتٍ حتى نهاية طهي وجبة الطعام، كان بإمكانهم قذف كل شيءٍ في المايكروويف، والضغط على بضعة أزرارٍ ثم تناول وجبة جاهزة في دقيقةٍ أو دقيقتين، بالطبع لم يكن لديهم كهرباء والتي ربما كانت مشكلةً.عندما أصبحت أفران المايكروويف تحظى بشعبيةٍ في 1970، نقلت الراحة المنزلية إلى مستوى جديد تمامًا لأن الفرن التقليدي يسخن الطعام ببطءٍ شديدٍ من الخارج، ولكن فرن المايكروويف يستخدم موجات راديو صغيرة عالية الطاقة لطهي الطعام بشكلٍ أكثر توازنًا، وهذا هو السبب في أن المايكروويف يستطيع طهي قطعة من اللحم أسرع بستة أضعاف من الفرن التقليدي، كما توفر أفران المايكروويف الطاقة لأنك تستطيع الطهي على الفور دون انتظار أن يسخن الفرن لدرجة حرارة عالية.دعونا نلقي نظرةً فاحصةً على كيفية عمل المايكرويف في هذا المقال.

تاريخ المايكرويف

لقد تم اختراع فرن المايكرويف كمنتجٍ ثانويٍّ عرضي لأبحاث رادار الحرب (الحرب العالمية الثانية) باستخدام المغنطرون (أنابيب مفرغة تنتج أشعة المايكروويف وهو نوعٌ من الإشعاع الكهرومغناطيسي ذو طولٍ موجيٍّ يتراوح بين 1 و 30 سم).في عام 1946 كان المهندس بيرسي ليبارون سبنسر الذي عمل لدى شركة رايثيون يعمل على المغنطرون، وكان لديه شريط حلوى في جيبه ووجد أنه ذاب، أدرك أن أفران الميكروويف التي كان يعمل معها تسببت في ذوبانه، وبعد التجربة أدرك أن أجهزة المايكروويف تطبخ الأطعمة بسرعةٍ حتى أسرع من الأفران التقليدية التي تطهى بالحرارة.أنتجت شركة Raytheon Corporation أول فرن مايكروويف تجاري في عام 1954 وكان يطلق عليه 1161 Radarange، حيث كان كبيرًا ومكلفًا وباستطاعة 1600 واط، وقد تم إنتاج أول فرن ميكروويف محلي في عام 1967 من قبل Amana (قسم من Raytheon).في عام 1967 أدخلت Amana وهي قسمٌ من شركة Raytheon، فرن المايكروويف الخاص بها Radarange والذي يمثل بداية استخدام أفران الاميكروويف في المطابخ المنزلية.

آلية عمل المايكرويف

داخل صندوق معدني قوي هنالك مولد للميكروويف (للأمواج الميكروية) يسمى magnetron. عند بدء الطهي، يأخذ magnetron الكهرباء من مأخذ التيار الكهربائي، ويحوّلها إلى موجات راديو طويلة 12 سم (4.7 بوصة).

يرسل المغنطرون هذه الموجات في حجرة الطعام من خلال قناةٍ تسمى موجه الموجة.

يوضع الطعام على قرصٍ دوارٍ يدور ببطءٍ حتى يطبخه المايكروويف بالتساوي.

ترتد الموجات الصنعية جيئة وذهابًا من الجدران المعدنية العاكسة لحجرة الطعام، تمامًا مثل ارتداد الضوء عن المرآة، وعندما تصل هذه الموجات إلى الطعام نفسه فإنها لا ترتد ببساطةٍ، ومثلما يمكن للموجات اللاسلكية أن تمر مباشرةً عبر جدران منزلك، تخترق هذه الموجات الميكروية الطعام، وبينما تتحرك عبره، تجعل الجزيئات الموجودة بداخله تهتز بسرعةٍ أكبر.

تحتوي الجزيئات الاهتزازية على حرارةٍ عاليةٍ، وكلما زاد اهتزاز الجزيئات كلما أصبح الطعام أكثر سخونةً، وبالتالي فإن الموجات الميكروية تنقل طاقتها إلى الجزيئات الموجودة في الغذاء لتسخينها بسرعةٍ.[1]

في الفرن التقليدي الحرارة يجب أن تمر من عناصر التدفئة الكهربائية (أو مواقد الغاز) التي تم وضعها في قاع وجوانب الفرن إلى الطعام، والتي تطبخ في الغالب عن طريق التوصيل من الخارج في ومن الطبقات الخارجية لتلك الداخلية، هذا هو السبب في أن الكعكة المطبوخة في فرنٍ تقليديٍّ يمكن حرقها على الحواف وعدم طهيها على الإطلاق في الوسط، يقول الناس في بعض الأحيان أن عمل المايكرويف يقوم على طهو الطعام من “الداخل إلى الخارج”، وهو شيءٌ غير صحيحٍ، وعندما يقول الناس هذا فإن ما يقصدونه حقًا هو أن الموجات الميكروية هي أمواجٌ تطهو الطعام في وقتٍ واحدٍ من الداخل والخارج، لذلك عادةً ما يتم طبخها بسرعةٍ أكبر وبشكلٍ متساوٍ أكثر من غير ذلك.لا تستطيع الموجات الدقيقة اختراق أكثر من سنتيمتر واحد أو اثنين (ربما بوصة أو نحو ذلك) في الغذاء، فهي تفقد الطاقة من لحظة دخولها الطعام، وبعد هذا السنتيمتر الأول لا تمتلك طاقةً كافيةً لاختراق أي عمقٍ، لحسن الحظ فإن معظم الأشياء التي يطهوها الناس في أفران المايكروويف هي أشياءُ صغيرةٌ لا تتجاوز سماكتها أكثر من سنتيمترات.

هل أفران المايكروويف آمنة؟

هل تقلق بشأن الوقوف بالقرب من المايكروويف الخاص بك؟ إن تجاويف الطهو في أفران المايكروويف عبارة عن حاوياتٍ معدنيةٍ محكمة الإغلاق تمكنك من استخدام المليكروويف بشكلٍ طبيعيٍّ وتمنع تسرب الموجات، إذا نظرت عن كثبٍ إلى داخل الباب الزجاجي، ستجد أن هناك شبكةً من المعدن في الخلف، وتلك الثقوب التي يمكنك رؤيتها فيها صغيرة جدًا بحيث لا تسمح لموجات المايكروويف بالمرور، ميزة أخرى للسلامة (تسمى الانترلوك) تحافظ على سلامتك، فإذا حاولت فتح الباب فإن المغنطرون يتوقف عن العمل على الفور، كما أنك لا تريد أن تتسرب الموجات الميكروية من الفرن، لذلك إذا كان الباب لا يغلق بشكلٍ صحيحٍ، أو إذا كانت الشبكة على الجزء الخلفي من الزجاج قد بدأت في الصدأ والتقشير، أو تعطيك الآلة أي سببٍ للاعتقاد بأنها قد تسرب الموجات الميكروية؛ عليك بإصلاحها أو استبدالها على الفور.[2]