ما بعد المذاكرة… كيف تتأكد من حفظك وضبطك التام للدروس والمعلومات؟

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/24
ما بعد المذاكرة… كيف تتأكد من حفظك وضبطك التام للدروس والمعلومات؟

بدأنا الحديث في قسم التعليم عن الاستعداد للامتحان ولازلنا لم ننهه، فبعد كل النصائح والمواضيع التي تناولت المذاكرة والاستعداد للامتحان سواء من قريب أو من بعيد، نأتي الآن إلى ما بعد المذاكرة، وإلى آخر مرحلة قبل التأهب إلى بدء الامتحان، والتي تعتبر من أهم المراحل التي يجب مراعاتها وضبطها لما يصاحبها من قلقٍ نظرًا لقرب الامتحان، ولمجموع العوامل التي تزيد من حدة وتوتر الطالب.


من خلال هذا الموضوع، سنتناول وإياكم آخر مرحلة من الاستعداد للامتحان، مبرزين أهم النقاط التي يمكنك الاعتماد عليها، والتي بمراجعتها ستتأكد إن كنت حقًا ضبطت وفهمت دروسك بشكلٍ كاملٍ وتام، يجعل منك مستعدًا لاستقبال الامتحان وحله.


استظهر المحتوى


بعد مذاكرتك للمادة أو الدرس، حاول أن تستظهره أو تراجعه أمام نفسك، مع الحفاظ على تركيزك فيما تقوله طوال الوقت. حيث أن هناك بعض الطلاب، ممن يلزمون بحفظ بعض المواد الأدبية كالتاريخ وغيره، يلجؤون لحفظ الفحوى عن ظهر قلب، واستظهاره بعد ذلك بطريقة سريعة ظنًّا منهم أنهم يتقنون ما يحتويه، لكن وأمام ورقة الامتحان يفاجؤون بنسيانهم لبعض الكلمات. حيث أن الحفظ الأوتوماتيكي قد يتلاشى سريعًا بفعل القلق أو التوتر.


لهذا، استظهر الدروس واحدةً تلو الأخرى، واعمد إلى أخذ استراحة قصيرة بين كل درس، حتى لاتشعر بالتعب أو فقدان التركيز خلال القيام بهذه العملية.


أيضًا، ينصح بمحاولة استظهار جزء داخلي من الدرس بدل الاعتماد على التسلسل الموضوع فيه، وذلك لتجنب إمكانية نسيان الجمل الأولى أو الترتيب خلال الامتحان، والذي قد يؤدي إلى نسيانه.


اكتب ملخصات


خلال الاستظهار أو بعد ذلك، وخاصة إن كانت المادة المدرّسة عبارة عن علاقات رياضية لايجب نسيانها أو أفكار محورية يجب حفظها، احضر ورقة ودوّن بها ما تم استخلاصه خلال عملية مذاكرتك مراجعتك، حتى وإن كنت تملك ملخصات معدة مسبقًا، فالمراد من الكتابة هنا ليس تلخيص النص بل ترجمة ما حفظته أو درسته على ورقة، مستغلًا بذلك الذاكرة الحركية والبصرية خلال الكتابة.


أيضًا، وجود ورقة بجانبك مهمٌ للغاية، فخلال عملية المراجعة – بمختلف الطرق التي ذكرناها في هذا الموضوع – ستجد نفسك تطرح بعض الأسئلة التي ربما لاتملك لها إجابة في الدرس، لكن لها علاقة غير مباشرة به.. هنا عليك أن تدونها سريعًا قبل نسيانها والبحث عن إجابتها بعد الانتهاء من المراجعة، حيث أنها أفكار ستثري معرفتك بالموضوع وستساعدك في تدارك المواقف أمام ورقة الامتحان إن أنت نسيت شيئًا أو لم تستطع التوسع في إجابتك.


ناقش الدرس


خلال عملية المراجعة (التي تلي عملية المذاكرة) تبرز أهمية العمل الجماعي، حيث أن حصص المراجعة الجماعية جد فعالة ومفيدة بعد ضبط محاور الدرس، أفضل من كونها طريقة للمذاكرة نفسها.


هنا، واستغلالًا لهذه الطريقة المميزة، يمكن أن تنظم مع زملائك في القسم أو أصدقائك حصصًا للمراجعة في المكتبة أو في أي مكانٍ، حيث يُحضر كل واحدٍ منكم أسئلةً يطرحها على البقية، ويناقشها الجميع فيما بينهم بشكل يضمن أكبر قدرٍ من الاستفادة.


المراجعة الجماعية من أهم الطرق التي قد تساعدك في تدارك أخطائك أو تصحيح مفاهيم حول الدرس كنتَ قد ظننتها صائبة، أو الانتباه إلى فقرات أو أمور مهمة قد تكون فاتتك أثناء المذاكرة.


أيضًا، وإن كنت لاتفضل العمل الجماعي لأي سبب كان، فيمكن أن تقتصر على مراجعة ثنائية مع صديق لك أو زميل.


علِّم غيرك


يقول أينشتاين:“إن لم تستطع شرح فكرتكَ لطفلٍ في السادسة، فهذا يعني أنك لم تفهمها بعد”.


مقولة يجب أن تكون انطلاقتك لمراجعة دروسٍ سبق لك وأن ذاكرتها. فعلى عكس الفكرة السابقة التي تفترض تنظيم حصص مراجعةٍ مع أصدقاء من داخل القسم نفسه أو المجال الدراسي، يمكنك هنا أن تطلب مساعدة شخصٍ من العائلة مثلًا، أو أي شخصٍ مستعد من جهة أن يساعدك ومن جهة أخرى، له قابلية تعلم شيءٍ جديد أو فكرة جديدة. اشرح له درسك بطريقة مبسطة، فإن أنت فعلتَ ذلك، فستجد نفسك تثبت أفكارك بشكلٍ أساسي، وتساعد نفسك وكأنك أنت المتعلم – وليس المعلم – في فهم الدرس ورؤيته من زاوية أخرى.


أيضًا، وفي كثير من الأحيان، قد تُفَاجَأ بأسئلة من هذا الشخص لم تكن تخطر على بالك قط، والتي، وبمحاولتك البحث عن إجابتها، ستثري رصيدك وتوسع معارفك بخصوصِ موضوع الدرس أو المادة.


دَوّن الأخطاء


إنّ آخر نقطة يمكن الإشارة لها هاهنا، هي أهمية تدوين الأخطاء والعقبات التي واجهتك خلال المراجعة، كيفما كانت الطريقة المعتمدة من الطرق السابق ذكرها. فإن كنت تستظهر درسًا مثلًا، فدوّن الكلمات والمعلومات التي نسيتها، أو عدد المرات التي توقفت فيها، ولا تنسَ أيضًا تدوين الأسئلة التي قد تخطر على بالك، والمصطلحات التي لم تفهمها – خاصةً إن كانت المادة بلغة أجنبية أو بأسلوبٍ تقني بحت – فربما لم تنتبه لبعض المصطلحات أو اعتبرتها ثانوية ولم تولها اهتمام.


بهذه الطرق، فأنت الآن مستعد تمامًا لاستقبال الامتحان، ومذاكرتك خلال هذه الفترة كانت جد فعالة بشكلٍ أثرته حصص المراجعة التي ساهمت بشكلٍ أساسي في التثبيت والتيقن من الاستيعاب التام للمعلومات والدروس.