ما هو الانحراف السلوكي

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020-05-08
ما هو الانحراف السلوكي

تعد القيم السامية والبعد عن السلوك الانحرافي هي نواة بناء وتقدم جميع المجتمعات و الحضارات ، لأن الأخلاق هي دليل بقاء الأمم فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا ، وهي العامل الأساسي لبقاء كرامة الفرد وصيانتها والحفاظ عليها .

مفهوم الانحراف وأنواعه

يعرف الانحراف بكل ما تأتي به النفس من تصرف وسلوك سواء صدر من كبير السن او المراهق وترتب عليه الضرر على شخصه او غيره ولكن الانحراف من الممكن أن يقسم إلى مفهومين[1]:الانحراف الأخلاقيهو تصرف يبدر من الفرد يكون مخالف للقيم الاجتماعية والحياء الإنساني ويترتب عليه إلحاق الأذى به أو لغيره من أفراد المجتمع .الانحراف في القيموهو تصرف أو سلوك يقوم به الفرد نابع من قناعة داخلية موجودة فيه ، ولا يشعر منه بأي تأنيب للضمير ويكون فيه ضياع وقته وجهده و ماله .والفرق بين نوعي الانحراف في أن الأول يبدر من الفرد نتيجة عارض أخلاقي له بسبب أهواء النفس وقد يقوم بالأعراض عنه وعدم ممارسته ، أما الثاني فهو نابع من داخل الفرد وقد يكون لديه قناعة داخلية به لذا يصعب في بعض الأحيان تغير مساره والأخذ بيده نحو السلوك الصحيح .

دلالة خطورة الانحراف

ففي بعض الأحيان يشكل الانحراف خطورة كبيرة وذلك عندما يمارسه بصورة معتادة رغم محاولات من حوله بالنصح له وهجر ما يأتيه من سلوك ، ويكون ذلك من أشد أنواع الانحراف التي من الممكن تقويمها ولكن الانحراف الضعيف فهو يمارس بعض سبل للانحراف ولكن على مراحل وبشكل غير دائم أو يقوم ببعض أنواع السلوك المشين اي يمارس بعضه وليس جميع أنواع الانحراف ، وقد يكون الشخص مهيأ للانحراف وذلك عندما يمارس السلوك السئ لمرة واحدة فقط لأنه قد يأتي بهذا السلوك فيما بعد ، أما الشخص السوي غير المنحرف فهو لن يبدر منه أي نوع انحرافي طوال مراحل عمره ولا يسمح لنفسه بالتعرض له[3].

علامات الانحراف

حيث هناك العديد من المؤشرات التي يمكن أن تكتشف منها انحراف الفرد مهما كان عمره سواء من مرحلة الصغر أو الكبر ، مثل عدم التزامه في المدرسة في صغره وعدم حبه له وفي بعض الأحيان عندما يتطور الانحراف به قد يهرب من المدرسة ، وعدم التزامه نهائي في ذلك من حفظ الدروس وكتابة الواجبات وكذلك لا يمارس الصلاة وعدم التزامه بتعاليم دينه السمحة فقد يؤشر ذلك بشكل جدي على انحراف سلوك الفرد ، ودائما ما يكون الفرد المنحرف في بداية حياته كثير المصاريف المادية ، ويحتاج للمال باستمرار رغم سنه الصغير .والأكثر من ذلك فقد يقوم الفرد المنحرف ب التدخين في مراحل مبكرة من عمره وعندما يشتد به الحال الانحرافي فقد يقوم بالسرقة مرضاة لأهوائه ونزواته .

أسباب الانحراف السلوكي

فقد يكون هناك العديد من الأسباب التي قد تدفع الفرد للانحراف السلوكي[2]:

  • عدم التدين
  • فالفرد منذ نشأته الأولى إذا غاب لديه التعليم الديني الصحيح ، يترتب عن ذلك تقبله للانحراف بصورة كبيرة وذلك لأن الدين هو من يشكل مكارم الأخلاق ويحفزها ، ويعمل على تنميتها باستمرار والدين في جميع تعاليمه يكره الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، كما يعمل الدين على المحافظة على النفس والعرض وكذلك المال فقد شكل حياة دائمة بعيدة عن السلوك الانحرافي .
  • فراغ الفرد
  • فقد يشكل فراغ الفرد وعدم اهتمامه بالعمل أداة قوية للانحراف من باب هوى النفس التي قد تميل في بعض الأحيان ممارسة بعض التصرفات المنبوذة وغير اللائقة.
  • فقر الفرد
  • حيث يلعب الفقر دورا هاما أحيانا في السلوك الانحرافي لأن الفقر قد يقوم الفرد بالنظر لما في أيدي غيرهم كما قد يقوم بالإعتداء عليه وإحساسه بالنقص ، وقد يترتب على الفقر انفصال و تفكك الأسرة وعدم تربية الأطفال منذ الصغر ورعايتهم وتحفيزهم نحو السلوك السليم .
  • سوء البيئة التي نشأ منها الفرد
  • البيئة الصالحة والتربية السليمة يترتب عليه دائما فردا ناجحا محبا للسلوك السوي وكارها لجميع صور الانحراف لنفسه او لغيره ويقع ذلك بالفائدة على المجتمع ، لأن الفرد سيحارب أي تصرف أجتماعي مشين قد يقابله طوال حياته ويقول الله تعالى ( والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا ) ويقول الرسول الكريم ( إياكم وخضراء الدمن) قالوا وما خضراء الدمن يا رسول الله قال المرأة الحسناء في منبت السوء مما يؤكد على دور البيئة في تنمية سلوك الفرد .
  • صديق السوء
  • من المعلوم بمكان بأن الصديق هو مرأه صديقه ، بمصاحبة الفرد للشخص معتادي السلوك غير القويم فقد يصحبه معه في هذا الطريق غير المحمود عقباه ، وقد حثت جميع الأديان السماوية على ضرورة حسن الصديق والتدقيق في اختياره ففي الدين الإسلامي يقول الرسول صلى الله عليه وسلم  ( إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير ، فحامل المسك إما أن يحذيك ، وإما أن تبتاع منه ، وإما تجد منه الريح الطيبة ، ونافع الكير إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة) وهذا الحديث الشريف تلخص مدى اهمية الصداقة في سلوك وحياة الفرد .
  • والدي الفرد
  • لابد للأبوين أو أي شخص يسعى لتكوين أسرة مهما كان به من سلوك سئ أن يجنب جميع أبنائه ذلك وأن يظهر أجمل ما عنده من أخلاق أمام أولاده ، ومواجهة جميع الصعاب التي تواجههم وتغلبهم عليها حتى في حال عدم دوام العلاقات الزوجية بينهما ، فلا يؤثر ذلك في علاقاتهم مع الأبناء .

    سبل مقاومة السلوك الانحرافي

  • فهناك العديد من مراحل التوعية التي يمكن أن يقوم به المجتمع من خلال تعاليم دينه الصحيح والتي تبث لروح الطمأنينة والحياة الأخلاقية السليمة التي تبث روح الطيبة وحب الآخرين والتضحية والإيثار على النفس وطاعة الوالدين ، والأخذ بيدهم وكذلك تشكيل نواة تعليمية لفرد صالح يكون مستقبلا أداة جادة في خدمة وطنه ومجتمعه ، ويحب سبل التعلم ويجتهد فيها دون مبالاة وصولا لأن يكون انسان ناجح .
  • الانشغال الفكري بما ينفعه يكون أداة هامة لمواجهة أي سلوك انحرافي فالفرد غير مهتم إلا بما ينفعه من دراسة وقيامه بالصلاة وخدمة والديه .
  • لابد من تحسين مستواه الأخلاقي وتنمية روح الاعتماد على النفس لديه وإحساسه بالمسئولية
  • مصاحبة هذا الفرد وحاول أن تعرف الأسباب التي ساعدت في انحرافه وقم بالتغلب عليها وساعده في عدم الاقتراب منه .
  • المحاولة في جعل منه شخصا اجتماعيا يحب الآخرين ويقوم بخدمتهم ويعمل في قضاء حوائجهم ولا يبتعد عنهم ويؤثر نفسه عليهم ، ولا تتحدث معه عن ماضيه السئ ولا تكون دائما ذاكرة له بما يعاني منه من ضعف أخلاقي ولا تدخله في مقارنات دائمة بغيرها لا فائدة منها .
  • حسن معاملته وأبدي له احتراما شديدا له، وحافظ على سره وما يبديه لك من أسرار ولا تذع سره للآخرين وكن دائما مهتم بأمر صاحب السلوك المنحرف وأنك في خوف على مصالحه وتعرف على أحواله أول بأول والأفضل من ذلك عندما يعتاد عليك فقد يحكي لك جميع تصرفاته دون خجل وقد يستمع لنصائحك له ، ومن ثقته بك وعلو منزلتك عنده فقد يهجر هذا السلوك وأهتم دائما بصلب المواضيع التي تشغله بعيد عن بعض الأمور الفرعية التي قد لا يكون هناك فائدة منها .