الحمل خارج الرحم
يُعرّف الحمل خارج الرحم، أو الحمل المنتبذ (بالإنجليزية: Ectopic pregnancy)، بأنّه الحمل الذي تنغرس فيه المُضغة التي تسبق مرحلة تكون الجنين في موضع آخر غير بطانة الرحم (بالإنجليزية: Endometrium)، ولفهم هذا الموضوع بشكل أفضل، يجدر بيان أنّه في الوضع الطبيعي لحدوث الحمل، يلتقي في جسم المرأة كلٌّ من البويضة القادمة منها مع الحيوان المنوي القادم من الذكر في عملية تُعرف بالإخصاب (Fertilization)، وينتج عن هذا التلاقي البويضة المخصّبة (بالإنجليزية: Zygote)، التي تنتقل عبر إحدى قناتي فالوب (بالإنجليزية: Fallopian tubes) إلى الرحم (بالإنجليزية: Uterus) لتُغرس في بطانة الرحم في عملية تسمّى بالانغراس (بالإنجليزية: Implantation)، وتستمر البويضة المخصّبة في النمو هناك لتشكّل ما يعرف بالكيسة الأريميّة (بالإنجليزية: Blastocyst) التي تتطوّر ليشكّل الجزء الداخلي منها الجنين، في حين يشكّل الجزء الخارجي المشيمة (بالإنجليزية: Placenta)، والتي يكمن دورها في حماية الجنين وتزويده بالموادّ اللازمة للنموّ.
وفي الواقع تحدث أغلب عمليات الانغراس في حالات الحمل خارج رحم المرأة في قناة فالوب، ويطلق عليه في هذه الحالة مصطلح الحمل البوقي أو الحمل الأنبوبي (بالإنجليزية: Tubal pregnancy)، وإضافة إلى ذلك قد تحدث عملية الانغراس في جدار البطن، أو في ندب العمليات القيصرية السابقة، أو في عنق الرحم (بالإنجليزية: Cervix)، أو في المبيضين (بالإنجليزية: Ovaries)، وفي بعض الحالات قد ينغرس الجنين في منطقة التقاء قناة فالوب مع الرحم، وهذه الحالة يطلق عليها اسم الحمل الخلالي أو الحمل القرني (بالإنجليزية: Interstitial pregnancy)، كما تجدر الاشارة إلى إمكانية حدوث الحمل خارج الرحم في حالات الحمل التوأمي، خاصة لدى النساء اللاتي خضعن لعلاجات الخصوبة، إذ قد ينغرس الجنين الأول في بطانة الرحم، في حين ينغرس الآخر خارج الرحم، ويطلق على هذه الحالة النادرة مصطلح الحمل المشترك (بالإنجليزية: Heterotopic pregnancy)،
أعراض الحمل خارج الرحم
في الحقيقة عادة ما يؤدّي نموّ البويضة المخصّبة خارج الرحم في المكان الخاطئ إلى ظهور العديد من الأعراض؛ ولكن قد لا تشعر المرأة المصابة بأيّ من هذه الأعراض في بداية الحمل خارج الرحم، أو قد تظهر في بعض الأحيان الأعراض الأولية للحمل الطبيعي، مثل: غياب الدورة الشهرية، والغثيان، وألم الثدي، بالإضافة إلى أنّ نتيجة اختبار فحص الحمل تكون إيجابية كعلامة على حدوث الحمل،
الأعراض الأولية للحمل خارج الرحم
تعتمد الأعراض الأولية بشكل كبير على موضع النزيف إن حدث، وكذلك على الأعصاب المتأثرة، وبشكل عام يمكن تلخيص الأعراض الأولية للحمل خارج الرحم كما يأتي:
- الشعور بألم في منطقة الحوض، وغالبًا يُعدّ أولى علامات الحمل خارج الرحم.
- نزيف مهبلي خفيف.
- الشعور بألم شديد في البطن، وعدم الراحة في منطقة الحوض، أو تزايد حركة الأمعاء، وذلك في حال كان النزيف من قناة فالوب.
- الشعور بألم في منطقة رأس الكتف، (بالإنجليزية: Shoulder tip)، فقد تشعر المصابة عند الاستلقاء عادة بألم في منطقة التقاء الكتف مع الذراع، وهو مؤشر على أنّ الحمل خارج الرحم قد سبّب نزيفًا داخليًا، إذ يُعتقد أنّ تجمّع الدم في منطقتي الحوض والبطن يتسبّب بالشعور بألم ينشأ في موقع بعيد عن المسبب، والذي ينشأ في هذه الحالة في منطقة رأس الكتف، وذلك بتحفيز من العصب الحجابي (بالإنجليزية: Phrenic nerve)؛ وهو العصب الواقع في عضلة الحجاب الحاجز التي تفصل تجويف الصدر عن البطن.
[5] [8]
الأعراض الطارئة للحمل خارج الرحم
تتعدّد الأعراض الطارئة التي قد تحدث نتيجة الحمل خارج الرحم، فقد يؤدّي استمرار نمو البويضة المخصّبة في قناة فالوب إلى تمزّق القناة، وخاصة في حال إهمال الحالة وعدم التوجه لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، ففي مثل هذه الحالات يُحتمل حدوث نزيف داخلي شديد في البطن، ممّا يؤدي إلى شعور المصابة بالدوار الشديد قد يصل إلى الإغماء، كذلك قد تصاب بألم شديد في البطن، وقد تظهر العديد من الأعراض المهدّدة للحياة؛ مثل: الدوار الشديد، والإغماء، وآلام البطن الشديدة، والإصابة بصدمة (بالإنجليزية: Shock) متعلّقة بجهاز الدوران،
وبشكل عام، تُنصح المصابة بزيارة الطبيب للحصول على العلاج المناسب في حال الشعور بألم شديد في الحوض أو البطن أثناء فترة الحمل، أو الشعور بالدوار الشديد، أو الإغماء، أو حدوث نزيف غير طبيعي من المهبل، أو غيرها من الأعراض المرتبطة بحالة حدوث حمل خارج الرحم، خاصة إذا كانت المرأة الحامل من النساء اللاتي تزداد لديهن احتمالية حدوث حمل خارج الرحم، وتجدر الإشارة إلى وجود العديد من العوامل التي تزيد من ذلك، ومنها:
- وجود حالة سابقة للحمل خارج الرحم.
- إجراء جراحة في قناة فالوب.
- التدخين قبل الحمل.
- الإصابة بالتهابات أو عدوى في الجهاز التناسلي.
- استخدام التقنيات المتعدّدة التي تساعد على الإنجاب.
- حدوث الحمل بالرغم من استخدام اللولب الرحمي (بالإنجليزية: Intrauterine device)، كطريقة من طرق تنظيم الحمل، أو حدوث الحمل بعد عملية ربط قناة فالوب (بالإنجليزية: Tubal ligation)، كطريقة دائمة لمنع الحمل.
ما بعد الحمل خارج الرحم
يعتمد اختيار العلاج المناسب للحمل خارج الرحم على الفترة التي تم تشخيص هذه الحالة فيها؛ ففي حال التشخيص المبكر يمكن أن يصف الطبيب دواء ميثوتريكسيت (بالإنجليزية: Methotrexate)، وهو دواء يوقف نمو الجنين خارج الرحم، وعادة ما تُحقَن المصابة بجرعة واحدة من الميثوتريكسيت، أما في حال تم تشخيص الحمل خارج الرحم بعد مضيّ وقت أطول، فقد تحتاج إلى استخدام جرعة أخرى منه، أو قد يتم اللجوء إلى الجراحة،
أعراض ما بعد علاج الحمل خارج الرحم
قد تشعر المصابة ببعض الأعراض بعد التخلص من الحمل خارج الرحم وعلاجه، إذ قد تستمر بالشعور بأعراض الحمل، وذلك لأنّ مستوى هرمون الحمل (بالإنجليزية: HCG) قد يبقى مرتفعًا لبعض الوقت بعد العلاج، كما قد تعاني المصابة من عدم انتظام في الدورة الشهرية والتي قد تستغرق بعض الوقت قبل أن تعود إلى وضعها الطبيعي، إضافة إلى أنّها قد تشعر ببعض التعب والألم في البطن، وقد يصف الطبيب بعض الأدوية من أجل ذلك، وتجدر الإشارة إلى أنّ المُصابة قد تعاني من الأعراض السالف ذكرها باختلاف العلاج الذي تم استخدامه؛ سواء كان العلاج بالجراحة أو بإعطاء دواء الميثوتريكسيت،
نصائح بعد الحمل خارج الرحم
في الحقيقة تُعدّ السيدة التي عانت فيما سبق من حمل خارج الرحم أكثر عُرضة لحدوثه مرة أخرى في الأحمال اللاحقة كما ذكرنا سابقًا، ومن هنا تأتي أهمية المتابعة الدورية للحمل مع أخصائي النسائية، للتأكد من وجود الجنين في الموضع الصحيح داخل الرحم، كما يُنصح بعدم إهمال أي علامة أو عرَض قد يدل على حدوث حمل خارج الرحم.
مدة الانتظار قبل محاولة الحمل مرة أخرى
على الرغم من عدم وجود دليل بحثي واضح على المدة التي يجب أن تنتظرها المرأة لمحاولة الحمل بعد علاج الحمل خارج الرحم، إلّا أنّه يُنصح بتأخير محاولة الحمل مرة أخرى لمدة ثلاثة أشهر أو بعد مرور دورتين شهريتين كاملتين على الأقل، أيّهما أقرب، وذلك للسماح بعودة الدورة الشهرية إلى وضعها الطبيعي، إضافة إلى ضمان التعافي من أي مشاكل مرتبطة بحدوث الحمل خارج الرحم والعلاج المستخدم للتخلّص منه؛ كحدوث الالتهابات الداخلية والكدمات، وكذلك لضمان زوال أي تأثيرات للميثوتريكسيت على خلايا الجسم المختلفة، ومنها تقليل مستوى الفوليت (بالإنجليزية: Folate)، والذي يعد مهمًّا لتقليل احتمالية إصابة الجنين بعيوب الأنبوب العصبي (بالإنجليزية: Neural tube defect) المختلفة، لذلك يجب أن يُوصَف الفوليت للمرأة لمدة 12 أسبوعًا قبل محاولة الحمل، كما يساعد تأخير محاولة الحمل مرة أخرى على تقليل احتمالية تكرار حدوث الحمل خارج الرحم، أو حدوث إجهاض إذا تم الحمل مباشرة، وكل ما سبق يساعد على استعادة الصحة النفسية الجيدة للمرأة بعد مرورها بتجربة الحمل خارج الرحم.
فرص الحمل الطبيعي
ترغب كل امرأة قد مرت بتجربة الحمل خارج الرحم بالحمل الطبيعي، ويعتمد حدوث ذلك بشكل كبير على مدى كفاءة وصحة قناة فالوب، وبشكل عام تعدّ نسبة حدوث الحمل الطبيعي بعد الحمل خارج الرحم جيدة جدًا، حتى في حال لجوء الطبيب للجراحة واستئصال إحدى قناتي فالوب لعلاج الحمل خارج الرحم،
فيديو الحمل خارج الرحم
للتعرف على المزيد من المعلومات عن الحمل خارج الرحم شاهد الفيديو.
المراجع
- 1 - Patient education: Ectopic (tubal) pregnancy (Beyond the Basics) , www.uptodate.com , 18-12-2019. Edited. .
- 2 - Your pregnancy at week 3 , www.medicalnewstoday.com , 12-1-2020. Edited. .
- 3 - Sarah A. Marshall,Donald Sproule,Kathleen Romito and others (5-9-2018), " Ectopic Pregnancy " , www.healthlinkbc.ca , 18-12-2019. Edited. .
- 4 - Vicken P Sepilian, Michel E Rivlin (28-9-2017), " Ectopic Pregnancy " , www.emedicine.medscape.com , 18-12-2019. Edited. .
- 5 - Ectopic pregnancy , www.mayoclinic.org , 18-12-2019. Edited. .
- 6 - Ectopic pregnancy , www.nhs.uk , 18-12-2019. Edited. .
- 7 - Ingrid Strauch (30-10-2014), " Symptoms of Ectopic Pregnancy " , www.everydayhealth.com , 24-12-2019. Edited. .
- 8 - Ectopic pregnancy , www.pregnancybirthbaby.org.au , 19-12-2019. Edited. .
- 9 - Jesse Borke (16-10-2017), " Shock " , www.medlineplus.gov , 18-12-2019. Edited. .
- 10 - Pregnancy: Ectopic/Tubal Pregnancy and Miscarriage , www.youngwomenshealth.org , 19-12-2019. Edited. .
- 11 - John D. Jacobson (14-1-2018), " Ectopic pregnancy " , www.medlineplus.gov , 19-12-2019. Edited. .
- 12 - Ectopic Pregnancy , www.acog.org , 19-12-2019. Edited. .
- 13 - Ectopic pregnancy , www.mayoclinic.org , 24-12-2019. Edited. .
- 14 - Trying to conceive after an ectopic pregnancy , www.ectopic.org.uk , 19-12-2019. Edited. .
- 15 - Yvonne Butler Tobah (12-2-2019), " Fallopian tubes: Is pregnancy possible with only one? " , www.mayoclinic.org , 19-12-2019. Edited. .