معنى قهر الرجال
إن الرسول عليه الصلاة و السلام قد استعاذ من قهر الرجال، حيث أن قهر الرجال لا تكون حالة مرضية تحتاج إلى علاج وإنما هي ضيق في الصدر وكدر يصيب الإنسان حيث أن يكون منشأ هذا الضيق هو الظروف القاسية للحياة ومشاقها، وإن قهرالرجال هو استعلاؤهم على الشخص بغير حق ويقع قهر الرجال من الظلمة ومن قِبل أهل الجور، وقال صاحب تحفة الأحوذي في فيض القدير: “ضلع الدين وقهر الرجال قرينتان فإن استعلاء الغير إن كان بحق فضلع الدين أو بباطل فقهر الرجال”، ومن الممكن أن يكون قهرالرجال بأنه هو وصول المرء إلى حالة يعجز فيها عن أن يجلب المنفعة والخير لنفسه، ولا يملك القدرة على دفع الضرر عنه وعن أهله، وقد يلحق بقهر الرجال أضراراً عديدة منها مجافاة الأقارب وشماتة الأعداء، مما يسبب الهم والضيق في النفس.وقد ذهب العلماء إلى معنى آخر بأن قهر الرجال قد تمت مقارنته بغلبة الدين أي قلة الدين التي تودي بالإنسان إلى الضعف والمهانة، وإن قهر الرجال يكون بتسلط أهل الجور والجبروت بالمدين بحق أو بغير حق، فعلى المسلم عندما يتملكه قهر الرجال أن يسارع بالدعاء والتوجه والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى.,قال الشيخ محمد شمس الحق العظيم آبادي رحمه الله : ” ( من غلبة الدين ) : أي كثرته وثقله ، ( وقهر الرجال ) : أي غلبتهم … ” انتهى من ” عون المعبود شرح سنن أبي داود “،وقال أيضاً: ” ( وغلبة الرجال ) أي : قهرهم وشدة تسلطهم عليه، والمقصود بالرجال الظَّلَمة، أو ممكن أن يتجلى معناها بالدائنون، واستعاذ رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام من أن يغلبه الرجال لما في ذلك من الوهن والضعف في النفس.
أعوذ بالله من قهر الرجال
إن عبارة قهر الرجال قد تم ورودها في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: “دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد ، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة، فقال : ( يَا أَبَا أُمَامَةَ مَا لِي أَرَاكَ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلَاةِ)، قال : هموم لزمتني وديون يا رسول الله ، قال : ( أَفَلَا أُعَلِّمُكَ كَلَامًا ، إِذَا أَنْتَ قُلْتَهُ: أَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّكَ وَقَضَى عَنْكَ دَيْنَكَ ؟ ) ، قال قلت : بلى يا رسول الله ، قال: (قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ ) ، قال ففعلت ذلك ، فأذهب الله عز وجل همي وقضى عني ديني “، فقد رواه أبو داود، وضعفه الشيخ الألباني رحمه الله في “صحيح وضعيف سنن أبي داود”.وقد ورد هذا الدعاء في صحيح البخاري وغيره ولكن بلفظ اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وضلع الدين وغلبة الرجال، وقد قال صاحب تحفة الأحوذي في بعض النسخ في معنى قهر الرجال بأنه هو غلبة الرجال ويقصد به شدة تسلطهم مثل استيلاء الرعاع هرجاً ومرجاً.[1]
قهر الرجال قصص
لا يوجد أصعب من قهر الرجال فهو شعور يجعل الإنسان مصاباً باليأس والضعف ويشعر بالعجز ويموت كمداً من بعض المواقف التي تواجهه والتي تزيد من شعوره بالقهر خاصة إذا تعلقت هذه الأمور بكرامة الإنسان مثل شرفه ودينه، وإن قهر الرجال يأتي عندما يعجز الرجل عن دفع الضرر على نفسه أو على ماله وأهله وعرضه ودينه، وقد تنوعت القصص التي تم فيها قهر الرجال وتنوعت مواضيعها وهنا سنتطرق إلى قصص بجوانب مختلفة:
علاج قهر الرجال
إن قهر الرجال ليس بالحالة المرضية التي تحتاج إلى تدخلاً علاجياً، ولكنه هي مرحلة وحالة يصيب المرء ويشعر بالعجز التام عن أن يدفع السوء عن نفسه أو تحصيل الخير لها وإن لعلاج قهر الرجال ممكن أن يتم دفعه بقوة إرادة المرء وصحة يقينه، بالإضافة إلى تعلق المرء بالله سبحانه وتعالى، فإذا كانت صلة المرء بربه قوية فسيهون عليه كل شيء في الحياة الدنيا، وإن علاج قهر الرجال عندما يقع المرء فيه فيجب أن يلجأ إلى الله بالدعاء أن يرفع عنه هذا البلاء وعندما يحتسب المرء الأجر في حال القهر فقد يؤجر عليه.[2]