مواقف صعبة وخيارات أصعب؟ حسنًا، هذه النصائح ستساعدك على اتخاذ القرار الأصوب

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/24
مواقف صعبة وخيارات أصعب؟ حسنًا، هذه النصائح ستساعدك على اتخاذ القرار الأصوب

أثناء كونك حيًّا يجب أن تتواجد في آلاف المواقف التي تستلزم منك أن تكون دقيقًا وحاسمًا إلى أقصى حد، فهناك بعض القرارات التي قد تترتب عليها منعطفات كبيرة وحادة في حياتك الشخصية، الزوجية، النفسية، أو حتى الوظيفية. أغلب الناس يتنابهم القلق ويساورهم الشك من صحة القرار الذين هم بصدد اتخاذه، بل وتصل بهم الريبة للتشكيك في سلامة قواهم العقلية ذاتها أو قدرتهم على الخروج من هذا المأزق بأقل الخسائر الممكنة. لكن في حقيقة الأمر ليس هناك داعٍ لكل هذا من الأساس، فالقرارات التي بُنيت على ركيزة فكرية سليمة ومتزنة، سيصير كل شيء بها سهلًا ويسيرًا. اليوم سنطرح عليكم بعض النصائح التي ستعمل على مساعدتك للوصول إلى القرار الأصوب في شتى مواقفك الحياتية.


1) تنفس بهدوء


“كيف للتنفس أن يحل المشكلات يا هذا؟ هل اعتراك الجنون لتتحدث عن توافه الأمور لتعظّمها هكذا؟”. هذا بالتأكيد الذي يجول في خاطركم أثناء قراءة هذه الفقرة الآن، لكن أقول لكم أنّ مفتاح باب الراحة النفسية يكمن في التنفس الهادئ والمنتظم، فعندما تتوتر بسبب الضغط النفسي الواقع عليك أثناء اتخاذ قرار مصيري، ببساطة تفقد أعصابك وتبدأ بالارتعاش، مما يؤثر على سلامة وحيادية حكمك وطريقة تفكيرك. الشهيق الهادئ من الأنف كي يملأ الرئة بالكامل، والزفير البطيء من الفم كي يفرغ الرئة حتى نقطة الصفر، هما الحل الأمثل لزوال التوتر، فبهذه الطريقة تهدئ من معدل ضربات قلبك، فبالتالي يكون ضغط الدم متزنًا بداخلك، مما يترتب عليه درجة أقل من الأدرنالين المتدفق في عروقك، وفي النهاية تجد ذهنك قد صفى بالتدريج، وأصبحت مستعدًا للتفكير العقلاني والسليم تجاه الذي أنت بصدده.


2) حلل الموقف بروية


من أجل الوصول إلى قرار سليم بشأن الموقف الذي أنت بصدده، بالتأكيد يجب عليك تحليله من جميع الزوايا والجوانب بروية وهدوء، وذلك التحليل يكون عبر تنحية المشاعر والعواطف والأهواء الشخصية جانبًا، فتلك الأشياء تجعلك تحكم حكمًا خاطئًا على الموقف بناءً على أيدولوجيتك الخاصة، والتي لا تمت لحيادية الواقع وسلامة العقل بصلة. الخطوة التالية هي دراسة الموقف بواقعية، فأنت تدقق النظر في كافة جوانب الحدث المعين.


فعلى سبيل المثال، يجب عليك اتخاذ قرار بشأن المدرسة التي سيدرس فيها ولدك بالإعدادية. يجب أن تضع في الحسبان مسافة المدرسة من المنزل، سمعتها، والأساليب التعليمية التي تتخذها. بجانب الحالة النفسية لولدك تجاه تلك المدرسة من الأساس، فيمكن أن يكون له زميل يبغضه ذهب إليها، فبالتالي يجب أن تحذفها من القائمة دون نقاش حفاظًا على الصحة النفسية لولدك، فتحليل ودراسة الموقف تعطيك نظرةً أشمل وأعم له من مسقط رأسي مرتفع، فتستطيع الوصول إلى مجموعة من القرارات المتقاربة والجيدة بناءً عليها.


3) دراسة تبعات جميع القرارات وتحديد الأقل سلبية


بعدما تصل إلى مجموعة من القرارات شأن الموقف الذي أمامك، يجب عليه تجربتها كي تتأكد من مناسبتها له، وتلك التجربة لا سبيل من تطبيقها إلّا بشكلٍ افتراضي تمامًا، فعبر خيالك وخبرتك السابقة بجميع العوامل المقترنة بالقرار يجب أن تبني وتدرك تبعات ذلك القرار من العدم.


دراسة التبعات من الممكن أن تنقذك من أصعب المواقف وأتفهها أيضًا، فمثلًا إن كنت خارجًا من العمل بعد دوام طويل وتطمح في وجبة دسمة وساخنة بالمنزل، لكن زوجتك مريضة بشدة ولا تستطيع إعداد تلك الوجبة التي تريدها. الآن لديك عدة خيارات: شراء نفس الطعام من الخارج / إجبار زوجتك على إعداده / إعداده بنفسك. الخيار الأول تبعاته يمكن أن تكون التسمم، أمّا الثاني فسيجعل حياتك جحيمًا من قِبل زوجتك، أمّا الثالث هو أفضل الخيارات المتاحة. فعلى الأقل إذا أعددته بنفسك وكان مذاقه مزريًا، ستتحمله لأنّه أراحك من خيارات أخرى تبعاتها كانت لتحيل يومك إلى يومٍ من أيام الجحيم المستطير!


4) جِد طريقة لتحسين القرار الأصوب


أنت الآن وصلت إلى القرار الأصوب وتهم بتنفذيه وفرحة عارمة تعتريك وأنت تنفذه برضى تام وابتسامة واسعة، لكنك لا تعلم أنّه يمكن تحسين ذلك القرار إذا وضعت في عقلك أنّه يجب الارتقاء به للوصول إلى نتيجة أفضل. لنقل أنّك قد حددت بشكلٍ جازم أنّ شراء هذا الكتاب هو الخيار الأفضل لإنفاق نقودك الحالية. لكن مهلًا، يمكن لهذا القرار أن يتم تحسينه، فإذا نظرت بروية إلى فئة الكتاب، ستجد أنّ هناك عشرات الكتب التي تتناول نفس الفكرة. حينها يجب عليك المفاضلة بين البدائل للوصول إلى أفضل كتاب من حيث جودة المضمون، سلاسة السرد، ومناسبة السعر لحالتك الماديّة، فدائمًا تيقن أنّ الخيار الأفضل، يوجد الأفضل منه إذا فكرت أكثر وأعطيت الموضوع الوقت الذي يستحقه.


5) مناقشة القرار مع الذين تثق في حكمهم


لا خاب من استشار، أليس كذلك؟


تعلّم ألّا تستأثر بقرارك أبدًا، فمشورة الأقربين إليك والذين تثق في حكمتهم ونظرتهم للأمور هو العامل الأهم في التيقن من سلامة حكمك ودقة قرارك، فلكل فرد منّا طريقة تفكير مختلفة تمامًا عن الآخر، وتتوافق مع خبراته المعرفية في الحياة. لذلك، أن تستشير الآخر معناه أن تضع نفسك أمام خيارين: تدعيم قرارك، أو تعديله. تلك، المشورة ستصل بك دون شك إلى الصيغة النهائية من القرار الذي تريد تطبيقه لحل الأزمة التي أنت فيها، مهما كانت المُعاناة في تعديل القرار سابق الاتخاذ.


وفي الختام


القرارات التي تتخذها في الحياة كثيرة ومتشعبة إلى أقصى حد. لكنها أيضًا لا يجب أن تمثل لك خوفًا عظيمًا، فالوصول إلى القرار الأصوب أنت تحتاج دائمًا إلى بعض المساعدة، سواءٌ كانت مساعدة لذاتك من ذاتك أو من الآخرين. لذلك، اليوم حاولت بقدر الإمكان مساعدتكم على الوصول لأفضل القرارات عبر مجموعة بسيطة جدًا من القواعد التي جربتها بشكلٍ شخصيّ وأنقذتني كثيرًا في حياتي. أتمنى لكم حياة سعيدة خالية من المنغصات، وقرارات سديدة تتخذونها في حياتكم كلها دون وجود لحظة شك أو ندم.