هل أنت بمأمن من الوصول إليك… كيف تعمل الحساسات الحيوية لحماية بياناتك؟

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/24
هل أنت بمأمن من الوصول إليك… كيف تعمل الحساسات الحيوية لحماية بياناتك؟

مفهومُ الأمان المطلق أو السرية التامة مصطلحٌ بعيدٌ عن الواقع، فلا توجد وسيلة حماية آمنة كليًا، فالخزنات قد يمكن فتحها أو كلمات المرور الإلكترونية يمكن اختراقها بطريقةٍ أو بأُخرى، ولكن هل يعقل ألّا يوجد طريقة آمنة بما فيه الكفاية لحماية ممتلكاتنا القيمة!


في الحقيقة الحساسات الحيوية التي تتميز بانفرادها لدى كلّ شخص كبصمة العين أو بصمات الأصابع أو مسح الوجه وغيرها، تمثل حاجزًا أمنيًا فعّالًا إذ لا يوجد شبيه لبارامتراتك الحيوية حتى وإن كنت تملك أخًا توأمًا، لن يمكنه الوصول لهاتفك!


هل هي بهذا الأمان؟


هل أنت بمأمن من الوصول إليك… كيف تعمل الحساسات الحيوية لحماية بياناتك؟


سابقًا كانت البصمات تتعلق بالتعرف على المجرمين، وفي حال تمّ أخذ بصماتك فقد قمت على الأرجح بجنايةٍ ما، ولكن الآن أصبح الجميع بحاجة لأن يتمّ مسح بصماتهم؛ وذلك ليحموا أنفسهم، ولعلك لاحظت أنَّ ماسحات البصمات منتشرةٌ في كلِّ مكان من التطبيقات ذات الأمان العالي كماكينات الصرف الآلي إلى الأقل أمانًا كعملية شراء خط من شركة الاتصالات أو قفل هاتفك المحمول.


لنأخذ نظرةً أقرب، لماذا تُعدُّ البصمات فريدةً وغير متطابقة؟


نظريًا لا يوجد أيّ أحد لديه نفس البصمات الخاصة بك، هذه الدوائر والحواف الصغيرة على نهاية الأصابع التي خلقت لتسهيل عملية مسك الأشياء واستخدام الأدوات بالأصابع وتثبيتها جيدًا، والتي تنشأ منذ وجود الإنسان في رحم أمه في ظروف متعددة تتعلق بالـ DNA والظروف المحيطة في الرحم، وتبقى إلى أن يموت ولا تتغير إلّا لو تعرّض لحادثٍ ما.


كيف يتمّ التعرف على البصمات في نظام أمني ما؟


ببساطة هناك مرحلتان في نظام كهذا، أولًا مرحلة التعرف على البصمات التي سوف يسمح لها النظام بالدخول وتسمى Enrollment، حيثُ يقوم النظام بمسح البصمات وتحليلها وتخزينها بصيغة مشفرة في قاعدة بيانات آمنة، وكلّ هذه العملية لا تستغرق نصف ثانية فقط.


بعد الانتهاء من هذه المرحلة ننتقل لمرحلة الـ Verification، حيثُ يقوم النظام بأخذ البصمة التي تمّ مسحها ومقارنتها مع كافة البصمات المخزنة لديه؛ ليسمح له بالدخول إلى النظام أو لا.


عملية المقارنة تتمّ بعد أخذ البصمات، كلّ بصمة يتمّ تحليلها من أجل ميزات محددة تسمى minutiae، والتي عندها تقسم الخطوط في البصمة إلى خطين، فيقوم الكمبيوتر بقياس المسافة والزوايا بين هذه الميزات، وكأنَّك ترسم خطوطًا بين هذه الميزات المُعَلّمة، ثم بخوارزميةِ معالجةٍ حسابيةٍ تحول هذه المعلومات إلى كود رقمي فريد، وبالتالي عند مقارنة البصمات يتمّ مقارنة الأكواد الخاصة بكلِّ بصمة، فإن تطابقت كانت النتيجةُ إيجابيةً accepted.


هل أنت بمأمن من الوصول إليك… كيف تعمل الحساسات الحيوية لحماية بياناتك؟


إذًا ما هو الجهاز أو الحساس القادر على تمييز البصمات؟


حسنًا، هنالك طريقتان للقيام بالأمر: الطريقة الأولى وهي المسح الضوئي والذي يعمل ببساطة من خلال تمرير ضوء ساطع على البصمات، ويصوّرها كصورة رقمية Digital Photograph، وقد يكون حساس الصورة المستخدم في الماسح من النوع (CCD (Cahrge-coupled device أو من النوع CMOS Image Sensor، وترسل هذه الصورة إلى الكمبيوتر ليتم تحليلها وأخذ الجزء الخاص بالبصمة فقط، ثم يقوم بتحويلها إلى شكلها البرمجي ككود مشفر.


أمَّا الطريقة الثانية فهي أكثر تعقيدًا وتشابه آلية عمل شاشات اللمس السعوية بشكلٍ كبير وتسمى capacitive scanner، وتقوم هذه الأخيرة بقياس كهربائية الإصبع. لاحظ عندما تقوم بمهر بصمتك بالحبر السائل تلاحظ أنَّ ما يظهر على الورق هو الخطوط فقط، وهذا ما تعتمد عليه هذه الطريقة فتقوم بحساب المسافات بين الخطوط والطبقة الأدنى منها، والماسح يقوم بقياسها وإرسالها للكمبيوتر ليتمّ تحليلها.


ما الهدف من كلِّ ذلك؟


في الحقيقة، العالم بأكمله يتّجه نحو المزيد من الانفتاح والتوسع مما يتطلب المزيد من الوثوقية والإحساس بالأمان في ظل التسارع التقني والمعرفي، وكما ذكرنا سالفًا آلية الحماية المتمثلة بالحيويات الخاصة بكلِّ فرد كالبصمات وبصمة العين ومسح الوجه تُعدُّ طُرُق أكثر أمانًا في الحماية، أو في التعريف عن الـ ID للتسجيل أو التوظيف… إلخ.


وختامًا يجدر التنويه إلى الجانب السلبي للأمر، وهو ضرورة التعريف عن شخصيتك أو معرفة كلّ المعلومات الخاصة بك من خلال بصماتك لدى الحكومات أو الشركات، وهو أمرٌ لا يحبذه البعض أو يراه تقييدًا للحريات، أو الرغبة في عدم إعطاء كافة المعلومات المتعلقة بهم، وهذا ما يسمى العيش فى مجتمع الأخ الأكبر “Big Brother Society”.