نحن نتعامل باستمرار ونتفاعل مع الأخرين، والطريقة المباشرة للتواصل بيننا هي الكلام لكن في الواقع هناك طريقة أخرى للتواصل ربما لا تدركها وهي تعبيرات الوجه، وإذا كنا شديدي الملاحظة فربما نلاحظ خلال حديثنا مع الأشخاص أنهم يرفعون حواجبهم أو يجعدون أنوفهم أو يحركون أفواههم بزاوية طفيفة، وأيضًا يمكننا أن نستغني عن الكلمات ونعبر بابسامة، لكن هل تعلم السبب في حركات وتعبيرات الوجه المختلفة التي ربما نقوم ببعضها بشكل إرادي والبعض الأخر يتم بشكل لاإرادي.بالنسبة لتعبيرات الوجه فإنها تحدث بسبب عصب واحد مهم للغاية يسمح لنا بفعل هذه الحركات من أجل التواصل، ويسمى بالعصب السابع أو العصب الوجهي The facial nerve لأنه المسئول عن حركات الوجه، وهو عبارة عن هيكل معقد يحتوي على أنواع مختلفة من الألياف وله مجموعة متنوعة من الوظائف ، مثل الحركة الحسية.[1]
الأعصاب القحفية
ينتمي العصب السابع لمجموعة من الأعصاب تسمى بالأعصاب القحفية (the cranial nerves (CN، وهي عبارة عن 12 زوج من الأعصاب (باستثناء العصب الإضافي الشوكي) التي تنشأ بالدماغ وتساهم في عمل الجهاز العصبي المحيطي، وهذه المجموعة من الأعصاب تبدأ من الدماغ والحبل الشوكي العلوي لتغذي هيكل الرأس والرقبة.وهذه المجموعة من الأعصاب تسمى بالترتيب (العصب القحفي الأول، العصب القحفي الثاني، ……….) وهي بالترتيب:
هو جزء من مجموعة الأعصاب القحفية ويسمى العصب القحفي السابع أو العصب الوجهي، وهو يحتوي على العديد من الألياف بأنواع مختلفة، منها الألياف الحسية العامة، والألياف الحسية الخاصة والألياف الحشوية (المسئولة عن الحركية اللارادية) والألياف الحركية الجسدية.والعصب السابع هو الذي ينظم عددًا من وظائف الفم والوجه، وهو الذي يحفز العضلات التي تسمح للجفون بالفتح والغلق وكذلك حركات الوجه، ويشارك أيضًا في إنتاج الدموع واللعاب وحاسة التذوق في اللسان ويتلقى بعض المدخلات الحسية من الوجه أيضًا.[2]
أين يوجد العصب السابع
العصب السابع هو أحد أطول الأعصاب القحفية ، ويمتد من جذع الدماغ إلى الفروع الطرفية، والتي تقع في جميع أنحاء الوجه، ويتكون من:الألياف الحسية العامة والخاصةوالألياف الحسية العامة الموجودة في العصب الوجهي هي المسئولة عن نقل الإشارات من الصماخ السمعي الخارجي إلى الدماغ، وكذلك نقل الإشارات من الجلد فوق الخشاء والصيوان الجانبي إلى الدماغ.والألياف الحسية الخاصة هي المسئولة عن نقل وتلقي معلومات التذوق من الثلثين الأماميين للسان.الألياف الحركية اللاراديةهي المسئولة عن تعصيب(مدها بالأعصاب) الأماكن التالية في الوجه:
منشأ العصب السابع
قد تكون دورة العصب السابع معقدة إلى حد ما، حيث أنه متشعب ومرتبط بكل أجزاء الرأس تقريبًا، لكن بوجه عام:ينشأ الجذر الحركي للعصب السابع في نواة العصب الوجهي الموجودة داخل أجزاء جذع الدماغ،، وجذع الدماغ هو جزء داخل المخ متصل بالحبل الشوكي وهو يتلقى مدخلات من عدد من هياكل ومناطق الدماغ الأخرى، مثل القشرة الحركية الأساسية والتقسيم البصري للعصب ثلاثي التوائم.وتنتقل الألياف نحو أرضية البطين الرابع ثم تلتف حول النواة المبعدة، وينبثق العصب السابع من السطح الجانبي لجذع الدماغ عند التقاطع الجسري النخاعي من بين الأعصاب السادس والثامن.ويسافر الجذر الحركي مع العصب المتوسط في الزاوية المخيخية ويدخل الصماخ السمعي الداخلي للعظم الصدغي جنبًا إلى جنب مع العصب الدهليزي القوقعي، ومتاهة الشريان الوريد، ويعتبر جزءالعصب السابع الذي ينتقل بالقرب من هياكل الأذن أقصر جزء فيه.
وظيفة العصب السابع
تتمثل وظيفة العصب السابع وظيفة حركية ووظيفة حسية والذوق والجهاز السمبتاوي:[3]الوظيفة الحركية للعصب السابعمعظم فروع العصب السابع هي فروع حركية تعمل على تحفيز حركة عضلات الوجه، وتعمل فروع العصب الوجهي على تنشيط عضلات منطقة الوجه لتتحرك، وذلك عن طريق إطلاق ناقل عصبي يسمى الأسيتيل كولين، وهذه الفروع تشمل:
السيطرة على العصب السابع من الدماغ
تعتبر وظيفة العصب السابع من الوظائف المعقدة والمثيرة للاهتمام أيضًا، حيث أن بعض الفروع المسئولة عن الوظيفة الحركية للعصب الوجهي لها تحكم ثنائي حيث يتم يتحكم بها بواسطة كلا جانبي الدماغ مثل الفروع التي تتحكم في الجزء العلوي من الوجه أو الجبهة.وبعضها يتحكم فيها الدماغ من طرف جانب واحد فقط مثل الفروع السفلية من العصب السابع التي تغذي العضلات الموجودة في ثلثي الوجه السفليين.والشيء المذهل في تلك الروابط أنه إذا لم يتمكن العصب السابع من العمل بسبب حدوث مشكلة في الدماغ، فإن عضلات الجبة تظل قادرة على التحرك، وعندما تتضرر أجزاء الدماغ التي تتحكم في الوجه، يصبح الجزء السفلي من الوجه فقط ضعيفًا.من ناحية أخرى إذا أصاب العصب السابع نفسه أي ضرر يصبح جانب كامل من الوجه ضعيف بشكل واضح.وقد تؤدي إي إصابة في الرأس مثل السكتة الدماغية أو العدوى إلى حدوث شلل في الوجه والتي نطلق عليها اسم العصب السابع، وشدة الإصابة هي التي تحدد هل العصب السابع خطير أم لا، وفي حالات كثيرة يتعافى العصب الخامس بشكل تلقائي، لكن بعض الحالات تحتاج لتمارين وعلاج طبيعي لإزالة آثار إصابة العصب السابع.
المراجع
- 1 - Facial nerve .
- 2 - The Anatomy of the Facial Nerve .
- 3 - The Facial Nerve (CN VII) .