المرونة.. كلمة السر لمواجهة صعوبات الحياة!

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/24
المرونة.. كلمة السر لمواجهة صعوبات الحياة!

الحياة صعبة، نكاد نكون جميعًا متفقين على هذه الفكرة أو الحقيقة التي تفرض نفسها علينا بقوة من خلال ما نعيشه وما نواجهه في هذا العالم. ربما تعاني نوعًا ما في علاقاتك الاجتماعية، أو ربما مصدر المعاناة هو وظيفتك، أو ربما لديك مشاكل صحية تعكّر عليك حياتك، نحن جميعًا نناضل في هذا العالم ياصديقي، لكن، الخبر السارّ هنا هو أن ثمة شيء يمكنه إنقاذك من حالة الإحباط والاستسلام التي تسيطر عليك في أوقاتك العصيبة، شيء يمكنه دفعك وبقوة لتواجه وتجرب مرة تلو أخرى حتى تصل إلى وجهتك، هذا الشيء هو المرونة!


المرونة هي ببساطة القدرة على التكيّف بشكل جيد عند مواجهة الشدائد، أو الصدمات النفسية، أيًا كان مصدرها أو سببها، بدءًا ممن يحاربون في معركتهم ضد السرطان، مرورًا بمن عاشوا الحروب وشهدوا أفظع التجارب وأقساها في الحياة… وحدها المرونة هي التي تحثهم على الاستمرار، وتدفعهم بقوة لعيش الحياة واحتضانها، ومواجهة معاركهم القوية والمؤلمة بل والخاسرة في الكثير من الأحيان، بشجاعة وإصرار عظيمين.


الآن ربما تتساءل عما إذا كنت تتمتع بالمرونة الكافية لمواجهة تقلبات الحياة أم لا، أليس كذلك؟


حسنًا الجميل هنا أن العلم يؤكد لنا استنادًا على تجارب وأبحاث أن المرونة شيء يمكن تنميته بسهولة، أي أنها مثلها مثل أية مهارة أخرى، بالتدريب والممارسة والاستمرار تصل إلى أعلى مستوياتها، لكن ما الذي عليك فعله حتى تمتلك هذه القوة الرهيبة الكامنة في مهارة المرونة؟


تصوّر النجاح


المرونة.. كلمة السر لمواجهة صعوبات الحياة!


البشر ليسوا جيدين في فصل الحقيقة عن الخيال. في كثير من الأحيان نخلط بين الصور والأفكار الموجودة في أذهاننا وبين الواقع، مثال على ذلك: عندما تستيقظ من حلم وتشعر بأنك عشت هذه الحياة بالفعل، لم يكن مجرد حلم، فأنت تعيش السعادة أو الحزن الذي عشته في حلمك، وكأنّ ما رأيته كان واقعًا. هذه الظاهرة وسيلة مساعدة رائعة لإعادة تركيب واقعك وتجاربك المؤلمة، كيف ذلك؟


جرّب أن تقضي بضع دقائق كل يوم في خلق فيلم قصير يدور في ذهنك عن العمل الرائع الذي أنجزته اليوم، أو كيف أنك تصرفت بطريقة ذكية في موقف ما، حطّم العقبات الحقيقية في حياتك بهذا الفيلم القصير، على أن تكون الأحداث إيجابية بالطبع، فقط أدخل عقلك في تخيّل لحظات الانتصار والنجاح، هذا التصور النشط والتخيل الإيجابي للمواقف – والتي قد تعتقد أنها مجرد أحلام يقظة – هو أسلوب معتمد في علاج القلق والاكتئاب. هذه الطريقة ستساعدك على تحمل المصاعب التي تواجهها بشكل أكبر من أجل تذوق لحظة الانتصار هذه، وتذكّر أنك إذا كنت تستطيع النجاح في عقلك فأنت بإمكانك النجاح أيضًا في الواقع وتحقيق هدفك أيًا كان.


 


التركيز على الممارسات الذهنية


المرونة.. كلمة السر لمواجهة صعوبات الحياة!


صدّق أو لا تصدق ، لقد تمّ استخدام نفس ممارسات الذهن التي تعلمتها في فصل اليوغا الأسبوعي من قبل الجيش الأمريكي لحماية الجنود من الإجهاد القتالي قبل نشرهم حتى. هذا لأنه يعمل.


تُعتبَر ممارسات الذهن وتحديدًا الممارسات التي تجذب وتركّز انتباهك على شيء واحد فقط في اللحظة الحالية، من أقدم وأقوى استراتيجيات بناء القدرة على التحمل والتكيف مع التجارب المتغيرة وتقلبات الحياة، والتي بلاشك مرهقة وصعبة ويقاومها الإنسان بشدة. حيث أكدت الأبحاث الحديثة أن برامج العلاج الوقائي القائمة على استخدام الذهن، وتدريب العقل وتنشيطه، تؤدي إلى تحسن كبير وملحوظ في مستوى تحمّل الإجهاد والصبر وتحمّل التغييرات، وقد تمّ إجراء الأبحاث على مجموعة من الأشخاص الذين يتعرضون لتوتر وإجهاد شديدين، كالأمهات، والمديرين التنفيذيين، بل وحتى فرق المارينز وأطباء حالات الطوارئ.


يمكنك الاستفادة من هذه النقطة بأن تخصِّص خمس دقائق للممارسات الذهنية يوميًا. جرّب أن تشاهد جلسات تأمل على YouTube، أو يمكنك استخدام تطبيق مثل Headspace أو Calm، يمكنك أيضًا الخروج للتمشية في الطبيعة، والتركيز في كل ما يحدث حولك؛ زقزقة العصافير، الشعور بالعشب تحت قدميك، التركيز في إحساس الهواء وهو يلامسك… فقط ما عليك فعله هو أن تعيش التجربة بكل تركيز واستمتاع وهدوء.


 


زراعة حب الذات والتعاطف معها


المرونة.. كلمة السر لمواجهة صعوبات الحياة!


ما يميز الأشخاص الذين يتمتعون بالمرونة العالية هو أنهم يعرفون كيف يخلقون ويزرعون داخلهم الممارسات التي تعزز شعورهم بالرحمة تجاه أنفسهم. فعندما يواجهون مواقف قوية ومؤلمة ومرهِقة لمشاعرهم، لا ينظرون إليها تلقائيًا – كما يفعل معظمنا – على أنها عيب يجب تصحيحه، أو شيء يجب إخفاؤه عن الآخرين وعن أنفسهم أيضًا، بل يدركون ببساطة أن هذا الألم هو إشارة أو تذكير لهم بأنهم بحاجة إلى تلبية احتياجاتهم ومشاعرهم الخاصة، بحاجة إلى بعض الراحة والخصوصية والهدوء، بحاجة إلى تفريغ هذه المشاعر مع شخص موثوق، هم ببساطة لا يحاولون الحكم على ما إذا كانت احتياجاتهم ومشاعرهم تستحق الاهتمام والرعاية، فهم يعرفون أنها تستحق دائمًا ويحقّ لهم التأمّل والدعم والاسترخاء وعيش هذه المشاعر واختبارها، تمامًا مثل أي إنسان آخر.


تأكد من حصولك على الأشياء الأساسية التي تجعل حياتك ومزاجك الحالي مستقراً، مثل الطعام الجيد والتمرين والنوم وقضاء بعض الوقت مع الأصدقاء الداعمين. بعد ذلك، عندما تواجه تحديًا أو تمرّ بوقت عصيب، فكّر في شكل ونوع المشورة أو الدعم أو الرعاية التي تقدمها للأصدقاء المقربين أو لأفراد العائلة عندما يمرّون بتجربة صعبة، هل تقوم بجلدهم ولومهم باستمرار على الخطأ الذي قاموا به؟ أم أنك تدعمهم وتخبرهم بأن الخطأ شكل من أشكال التجربة، وخطوة تقود للنجاح؟ عامل ذاتك كما تعامل الأشخاص الذين تحبهم وتكترث لمشاعرهم، لا تحكم عليها أو تجلدها باللوم والندم، ما حدث حدث وليكن لك من كل تجربة درس.


 


وأخيرًا تعلم كيف تكون رحيمًا متعاطفًا مع نفسك، هذا سيساعدك بشكل كبير على اكتساب المرونة وتنميتها بداخلك. الشخص المرن هو شخص ذكي يعرف كيف يتعامل مع الحياة، استمرّ في نضالك للتخلص من الأفكار السلبية التي تحيط بك وتعرقل سيرك، مع الوقت والممارسة، يمكنك اكتساب المرونة ومواجهة تحديات الحياة بقوة وشجاعة أكبر.